الساعة قائمة إلى مرساها
اليوم و الأيام

Abo Al Adham في الأربعاء ٠٥ - سبتمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

الفصل الاول
اليوم و الايام 

اليوم يختص به الناس...
و الايام خاصة بالرحمن قال تعالى ( فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ )( سورة الطور الاية 45 ) وقال تعالى ( وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُم بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَفْسُقُونَ )( سورة الاحقاف الاية 20 ) فالاية الاولى تخبر الرسول بان ينذرهم حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون واليوم الذي فيه الصعق يوم الموت فالاية الثانية تفيد يوم يعرض الكافرون على النار.
وقد يقول قائل هذا يوم يصعق فيه الناس وذاك يوم يدخلون النار فيه والحقيقة هو يوم واحد يأتي لكل امة جاء اجلها فكما قال لهم حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون قال في مكان اخر ( فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ )( سورة المعارج الاية 42 الى 44 )
في هذه الايات يوم في الاول ويوم في الاخر فالرحمن يقول ذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون ثم قال يوم يخرجون من الاجداث وعن يصعقون قال ذرهم دون خوض ولعب فاية المعارج اكثر دليل على ان يوم الموت هو يوم البعث واية الطور تفيد ان اليوم المنتظر يوم يصعق الانسان
ويقول الله في الاولى يصعقون وفي الثانية يوعدون باسلوب الجملة في حين ان كل انسان يصعق مع امته التي جاء اجلها وكذلك الوعد يكون مع امته التي جاء اجلها ايضا
( فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ ) تكررت ثلاث مرات في القران وكلمة يوم تشير الى المبعوثين ، ويتحدث القران عن العالمين بلغة الفرد الواحد فمثلها يقول ( خُذُوهُ فَغُلُّوهُ )( ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ ) الخ .. فهل معنى ذلك ان الذي يعذب في جهنم فرد واحد ام جميع من فيها ؟ ولكنها لكل فرد عامة. وهل كلمة ( ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ ) تقال لمجرم واحد ام تقال لكل المجرمين ؟ فكذلك كلمة يوم عندما يقال يوم اي يوم بعث كل انسان يرون مصيرهم عندما يلقون ربهم يوم يبعثون .. وكلمة يوم وايام ويومهم ويومكم وردت في القران الكريم نحو 348 مرة
يوم القيامة – يوم البعث – يوم يبعثون – يوم يخرجون – يوم لا ينفع – يوم يأتي – يوم يدعون – الخ .... اليوم الاخر – ذلك اليوم.
( يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ )( يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ )( يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ )( لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا )( بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا ) فكلمة يوم تعود على المبعوثين في كل ساعة حيث انها جامعة فعندما تتحدث عن يوم القيامة اي قيامة كل امة يوم اجلها فهذه الامة عندما تبعث يقول لها الحق تبارك وتعالى ( هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ ) فلو ضربنا مثلا بشركة تقوم بتوزيع عائدات الاسهم على المشتركين فهي تحدد لكل امة من الناس يوما معلوما فكل جماعة يعرفون يومهم فيحضرون الي مقر الشركة حتى تأتي ساعتهم وعندما ينادي الصراف على احد يعرف ان ساعته جاءت ليتسلم مستحقاته
فالنشرة الدورية للشركة يذكر فيها اسماء الذين يصرفون يوم كذا ويوم كذا ويطلق عليه ايام التوزيع للعائدات اما الساعة فتاتي في دورها فهذا مثال من حياتنا الدنيا اما التنظيم الرباني فقد جعل لكل امة ساعة وهذه الساعة في يوم ولان ارض البعث ساهرة لا تنام لمدة اربعة وعشرين ساعة ، قال تعالى ( فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُم بِالسَّاهِرَةِ )( سورة النازعات الاية 13 و 14 ) فلو كان جميع الخلائق يبعثون في يوم واحد وهذا اليوم مؤجل لما شاء الله فلماذا بعد الزجرة الواحدة نكون بالساهرة ؟ والزجرة الواحدة هذه تكون يوم الرجفة أليس كل ميت يرجف أثناء الاحتضار ؟ فلو قتل باي وسيلة فهو يرجف ولو كان مريضا فهو يرجف ولو مات بالسكتة القلبية فهو يرجف قال تعالى ( يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ )( سورة النازعات الاية من 6 الى 9 ) نحن نعطي البعض مواعيد اما الرحمن فقد جعل يوم لقائه لا يعلمه العبد قال تعالى لموسى ( إن الساعة ءاتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى )( سورة طه الاية 15 )
وحذر موسى من ان يصد عنها وينساها بفعل الذين ينكرون قيامها فقال ( فلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها واتبع هواه فتردى )( سورة طه الاية 16 )
كيف يأمره بان لا يصد عنها ان لم تكن قائمة لا بمعنى ستقوم انها قائمة من يوم فطرت السماء عامة ، ولكنها ستقوم بالنسبه لكل انسان خاصة قال تعالى ( فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِن كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا السَّمَاء مُنفَطِرٌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا )( سورة المزمل الاية 17 و 18 ) وعن اليوم ففرعون قال لموسى ( فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا لَّا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنتَ مَكَانًا سُوًى ) فرد عليه موسى قائلا ( قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَن يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى )( سورة طه الاية 59 )
فهل يوم الزينة هو يوم واحد وهل الناس هم جميع العالمين من الناس ام اليوم هو الموعد بالنسبه للمصريين حيث يوم زينتهم والناس هنا هم الذين سيحضرون المناظرة ويحشرون ضحى اي في وضح النهار.
فقوله تعالى عن يوم القيامة ( ذَلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ )( سورة هود الاية 103 ) اي مجموع له الناس الذين جاء دورهم. وهذا اليوم مشهود للسابقون ويشهده الناس في كل ساعة
فقد قال الرحمن بعدها ( وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلاَّ لِأَجَلٍ مَّعْدُودٍ ) اي ان الله لا يؤخره بدون نظام وانما لاجل مسمى لكل امة ومعدود اي متعدد ساعة بعد اخرى فكل امة اي جماعة من الناس لهم ساعة لا يحدث فيها تأخير او تقديم ( إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاء لَا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ )( سورة نوح الاية 4 ) وقال تعالى ( وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاء أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ )( سورة المنافقون الاية 11 )
وعن الايام كما اسلفنا انها خاصة بالله وحده فقال تعالى ( قُل لِّلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُون أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِما كَانُوا يَكْسِبُونَ )( سورة الجاثية الاية 14 ) القيامة يوما واحدا لماذا يسميها الله ايام لا تنتهي ؟ وقال ربنا لموسى ان يذكر قومه بايام الله قال تعالى ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ )( سورة ابراهيم الاية 5 )
فالبشر لهم يوم لكل امة يأت دورها والله جميع الايام له ، فالكافرون بيوم القيامة لايرجون ايام الله وموسى يذكر قومه بايام الله وهذه الايام قائمة فطر الله السموات الى يوم مرسى الساعة والله تعالى يجعل الدنيا كلها يوما واحدا قال تعالى ( تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ )( سورة المعارج الاية 4 ) اي عمر الدنيا من يوم آدم الي مرسى الساعة خمسون الف سنة ولكنهم عند الله يوما واحدا والاخرة التي لا تنتهي جعلها الله سبحانه وتعالى يوما واحدا فكثيرا ما يقول عنها ربنا اليوم الاخر علما بانه تعالى قال الدنيا وقال الاخرة ، ولو لم تكن الاخرة قائمة ما قال الله الاخرة مقابل الدنيا ، و الاخرة ايام لا تنتهي فقد قال العاجلة عن الدنيا ولم يقل بالمقابل الاجلة وانما قال الاخرة ، وهذا يعني ان الحياة الدنيا عاجلة وفي مقابل الحياة الدنيا تكون الحياة القصوى قال تعالى ( إِذْ أَنتُم بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُم بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى )( سورة الانفال الاية 42 ) يذكر ربنا في مقابل الحياة الدنيا الحياة القصوى ولكنه يذكرها بالاخرة لكونها قائمة وقريبة فهي تاتي في اخر عمر الانسان بالدنيا لكل امة اجل اذا جاء فهذا يومه ونحن نعرف ان اللغة العربية من اوضح لغات الدنيا.
فاذا قال ربنا عاجلة فلو لم تكن الاخرة قائمة لقال آجلة قال تعالى ( مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ ) وفي المقابل قال ( وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا )( سورة الاسراء 18 و 19 )
لم يجعل الله في مقابل العاجلة الاجلة ولكنه تعالى جعل في مقابل الدنيا الاخرة وفي مقابل العاجلة الاخرة وهذا يعني ان الاخرة قائمة وهي دار والدار لا تقال انها دار الا اذا اوت بشرا او حيوانا قال تعالى ( وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ )( سورة العنكبوت الاية 64 ) وقال تعالى في مكان اخر بوصف دقيق وما هذه الحياة الدنيا لها قيمة عند الله ولكن الدار الاخرة هي الخير كله فلو لم تكن الدار الاخرة قائمة فهل كان يقول ربنا انها خير قال تعالى ( وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ )( سورة الانعام الاية 32 ) ويوم القيامة ياتي على الاحياء وهم اموات في قبورهم الاخرى التي في السماء ( مستودعه ) يقول المولى تبارك وتعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ )( سورة البقرة الاية 254 ) أليس هذا يوم القيامة يأتي على البشر وهم احياء فهو يخاطب الذين امنوا يوم نزول القرآن وقد مضى على نزول القرآن كثيرا كما لقن بنى اسرائيل نفس الدرس فقال لهم ( وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ )( سورة البقرة الاية 123 )
وهذا اليوم ليس ببعيد فالله يقول عنه ( يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ )( سورة النازعات الاية 7 و 8 ) يوم ترجف الراجفة اليس هو يوم الموت ، فالذي يموت بالفعل يرجف والذي يموت بالغرق يرجف والذي يموت بالسكتة القلبية يرجف والذي يموت مريضا يرجف ، فيومها تتبعها الرادفة ، اذا فيوم الراجفة هو يوم الرادفة والله تعالى يتحدى الانسان فيقول ( إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ )( سورة الطارق الاية 8 و 9 ) انه سبحانه وتعالى يرجعه فور ابتلاء سرائره والسرائر هي الجثة التي يحيا بها الانسان فعندما تبلى تخرج النفس منها على الفور. فتصدعه ارض الدنيا فتتلقفه السماء ويرجع من ارض البعث قال الرحمن بعدها ( وَالسَّمَاء ذَاتِ الرَّجْعِ وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ )( سورة الطارق من الاية 11 الى 13 ) ويوم الدين هو يوم الفراق اقرأ معي بتدبر سورة القيامة ( يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ ) فالانسان يتسأل ايان اي متى يوم القيامة فالجواب من الله ( فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ )
متى يبرق البصر وهل يبرق البصر وتشخص الابصار في غير يوم الموت ، وعبر القرآن عن الانسان بالشمس والقمر في قصة يوسف عندما قص الرؤيا على ابيه بانه راى احدى عشر كوكبا والشمس والقمر رآهم له ساجدين فكان الشمس والقمر ابويه ، وهنا يذكرنا ربنا بان الانسان بعد ان يبرق بصره اي يشخص يخسف قمره ( وَخَسَفَ الْقَمَرُ )( وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ) وبعد خسوف القمر يجمع الله في لمح البصر الشمس والقمر اي الذكر والانثى او العالي و الداني او الملك و المملوك او الشريف و الوضيع او الكبير و الصغير عندها فقط يستغيث الانسان ويستنجد وآنى له ذلك ( يَقُولُ الْإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ ) لقد وقع الفأس في الرأس واسقط في يد الانسان ولكن من يحمل عن من ( كَلَّا لَا وَزَرَ إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ يُنَبَّأُ الْإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ بَلِ الْإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ )
يقول ربنا بعدها للانسان بما فيهم خاتم النبيين ان كنت لم تفهم ما قرأته فلا تتعجل واتبع قرآن ما قرآناه وعلى الله البيان وجاء البيان في اخر السورة ( لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ) إتبع قرآن ما قرات وإليك البيان ( كَلَّا إِذَا بَلَغَتْ التَّرَاقِيَ ) والتراقي مفردها ترقوه والترقوه في اعلى الرقبه والناس يعلمون انها المنحر فعندما تبلغ النفس التراقي يستغيث الانسان بمن يرقيه اي يعمل على شفائه والرقي هو الاستشفاء ( وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ ) واذا جاء اجل فلا يؤخر طالما حلت الساعة فالامر اصبح واقعا لا محال ( وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ ) فارق معالي الانسان الدنيا وانتهى اجله ، في نفس اللحظة يجمع الله الذين ماتوا في ربوع الارض فيبعثهم جميعا فيخرجون من الاجداث سراعا كأنهم الى نصب يوفضون فتلتف الساق بالساق ، ان قلنا من فعل الزحام جاز حيث ان البعث يتم في كل ساعة ، ومجموع من يموت من البشر كل ساعة عشرات الالاف وان قلنا من فعل المفاجأه جاز واي مفاجأه مثل هذه عموما صدق ربنا عندما قال ( وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ ) بعدها وعلى معناها يساقون الى ربهم فيومئذ تفيد يوم البعث ، وكان هو يوم الفراق من الدنيا ويوم التفاف الساق بالساق ، اين تذهب ( إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ ) وكان الانسان في حياته الدنيا التي جاء منها الى الاخرة لا يصدق بما هو فيه الان ولا يصلي ويرى انه من الاولى له التمطى الى اهله واطمأن الى الحياة الدنيا وظن انه لا يعود الى الله الا بعد عمر طويل ان حدث لا قدر الله وبذلك الظن يكون في حسبانه ان يترك سدى دون ان يحاسب سريعا وان يهمل في الارض سدى و نسى ان الله سريع الحساب ( فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى وَلَكِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَى ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَن يُحْيِيَ الْمَوْتَى ) والموتى هنا نحن في ارض البعث خلقنا آمواتا فاحيانا في الدنيا ثم يميتنا في الدنيا ثم يبعثنا في السماء وهذا الوعد في السماء قال تعالى ( وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ )( سورة الذاريات الاية 22 )
والى هنا ننتهي من القاء الضوء على اليوم والايام.
يتبع
الفصل الثاني
الساعة قائمة وأثارها قائمة

اجمالي القراءات 13233