قراءة فى مقال لعنة الفراعنة

رضا البطاوى البطاوى في الثلاثاء ٣٠ - يناير - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً

قراءة فى مقال لعنة الفراعنة
يدور المقال حول موت يدعون أنه غريب لبعض من شاركوا في فتح مقبرة تون عنخ آمون ويحكى صاحب المقال عن أن المقابر مكتوب عليها تهديد بالموت لمن يفتح المقابر أو يسرقها أو يعبث بها فقال :
"في عام 1922 حقق عالم الآثار هوارد كارتر مع زميله اللورد كارنارفون كشفاً أثرياً ملفتاُ بعد عثورهما على قبر الفرعون توت عنخ آمون في الحجرة KV62 في وادي الملوك في مصر وذلك بعد جهود كبيرة استمرت لستة أعوام وما زال ذلك الاكتشاف من أهم أحداث القرن العشرين، إلا أنهم لم يدركوا عواقب محاولتهم لنبش القبر وفتح التابوت للدراسة.
فالكثير من التوابيت وحجرات القبور تحتوي على عبارات تهدد بالموت لمن يحاول نبشه أو سرقة محتوياته كعبارة: "الموت سيقتل بجناحيه كل من يجرؤ على إزعاج راحة الملك"، خصوصاً أن المصريين القدامى كانوا يكرسون الكثير من علومهم لفكرة الحياة بعد الموت و الفرعون لم يكن بالنسبة إليهم ملكاً فقط ولكن إلهاً حيث يقومون بتحنيط جثمانه ويضعونه في توابيت خشبية على هيئته ويحرسونه بتماثيل آلهة عالم الموت تحضيراً للحياة الأخرى."
وتحدث عن أن التهديدات المذكورة على أبواب المقابر لم يهتم بها أحد من المكتشفين فقال :
"وعلى الرغم مما تحمله تلك العبارة من تهديد صريح بالموت لمن ينبش في قبور الفراعنة لا أن أحدا من علماء الآثار لم يعرها أي اهتمام على الإطلاق فلا يوجد في زمننا الحالي من يؤمن بمعتقدات الفراعنة الوثنية القديمة التي مضى عليها أكثر من أربعة آلاف عام."
وتحدث عن اكتشاف مقبرة تون عنخ آمون وما حديث لبعض من شاركوا في اكتشافها فقال :
"مقبرة توت عنخ آمون:
كل شيء كان يسير في أفضل صورة ولكن ما حدث بعد ذلك كان أمرا غريبا تحول مع مرور الوقت إلى ظاهرة خارقة للطبيعة وواحدة من الأمور الغامضة التي أثارت الكثير من الجدل ففي يوم الاحتفال الرسمي بافتتاح المقبرة أصيب اللورد كارنارفون بحمى غامضة لم يجد لها أحد من الأطباء تفسيرا وفي منتصف الليل تماما توفي اللورد في القاهرة والأغرب من ذلك أن التيار الكهربائي قد انقطع في القاهرة دون أي سبب واضح في نفس لحظة الوفاة وبعد ذلك توالت المصائب وبدأ الموت يحصد الغالبية العظمى إن لم نقل جميع الذين دنسوا المقبرة أو شاركوا في الاحتفال وكأن التهديد بالموت الذي وجد في المقبرة كان صادقاً. ومعظم حالات الوفاة كانت بسبب تلك الحمى الغامضة مع هذيان ورجفة تؤدي إلى الوفاة بل إن الأمر كان يتعد الإصابة بالحمى في الكثير من الأحيان فقد توفي سكرتير هوارد كارتر دون أي سبب على الإطلاق ومن ثم انتحر والده حزنا عليه وفي أثناء تشييع جنازة السكرتير داس الحصان الذي كان يجر عربة التابوت طفلا صغيراً فقتله وأصيب الكثيرون من الذين ساهموا بشكل أو بآخر في اكتشاف المقبرة بالجنون وبعضهم انتحر دون أي سبب يذكر، الأمر الذي حير علماء الآثار آنذاك فوجدوا أنفسهم أمام لغزاً لا يوجد له أي تفسير أطلقوا عليه "لعنة الفراعنة".
وبعد أربع سنوات من تلك الحوادث توفي عالم الآثار والتر إيمري دون سبب أمام عيني مساعده في نفس الليلة التي اكتشف فيها أحد القبور الفرعونية وهناك الطبيب بلهارس مكتشف دودة البلهارسيا الذي توفي بعد يومين من زيارته لآثار الفراعنة الموجودة في الأقصر."
وكل هذه الحوادث ليس فيها وجه للغرابة لأن لو كان هناك لعنة فعلية لأصابت كل من شارك في الاكتشاف من أولهم حتى أخرهم ولكن اصابة البعض لا يعنى وجود تلك اللعنة خاصة أن ما يرونه غريبا أمر يحدث كثيرا كانقطاع التيار الكهربى أو دهس العربة لطفل
وتحدث صاحب المقال عن أن عز الدين طه قدم رؤية علمية لما حدث فقال :
"العالم المصري عز الدين طه:
قدم العالم المصرى الدكتور "عز الدين طه" رؤية علمية دقيقة لما يسمى لعنة الفراعنة و أعاد تفسير الحوادث جميعها بالنظر إلى الفطريات والسموم التى ربما نشرها الفراعنة فى مقابرهم و كذلك عن البكتريا التى نشطت فوق جلد المومياء المتحلل و غيرها من الاسباب العلمية لتفسير حالات الموت الغامص إلا أن هذا لم يفسر حالات الجنون والوفاة المفاجئة أو الانتحار بدون سبب, و انتهى الرجل إلى القول القاطع بأنه لا يوجد ما يسمى بلعنة الفراعنة ,و كان من الممكن أن تنتهى القصة عند هذا الحد إلا أن الرجل بعد إلقاء محاضرته صدمته سيارة مسرعة و هو يعبر الطريق ليلقى حتفه على الفور!"
وهذا التفسير يبدو مقبولا فالأماكن التى تظل مقفلة سنوات طويلة لابد أن تحتوى على مواد سامة أو بكتريا أو فيروسات أو ما شابه
وتحدث الكاتب عن رفض علماء الإسلام لحكاية اللعنة المزعومة فقال :
"ذكر بعض الباحثين والعلماء المسلمين أن حالات الوفاة التي حدثت لا يمكن أن تفسر على أنها لعنة لأن هذا يتعارض مع العقيدة الإسلامية بشكل مباشر كما أنها ليست صدفة فالصدفة لا تتكرر بهذا الشكل بل أن لكل هذا تفسيرا ما قد يتضح مع مرور الأيام أو قد تظل الأسطورة متأرجحة بين الحقيقة والخيال."
وذكر الكاتب الوفيات التى يظن أنها متعلقة باكتشاف المقبرة فقال :
"وفيات يعتقد أن لها صلة باللعنة
بعد فتح قبر الفرعون عنخ آمون في 29 نوفمبر 1922 حدثت الوفيات التالية:
- اللورد كارنارفون: توفي في 5 أبريل 1923 بعد تعرضه للسعة بعوضة، كان موته بعد 4 أشهر و7 أيام من فتح التابوت.
- جورج جاي جولد: توفي في منتجع ريفييرا الفرنسي في 16 مايو عام 1923 بعد أن أصيب بالحمى و زيارته للقبر.
- هوارد كارتر: فتح هوارد التابوت في 16 فبراير 1923 وتوفي في 2 مارس 1939.
- وإضافة إلى اللورد كارنارفون والسيد جولد تتضمن لائحة الوفيات أوبري هيربرت وهو الاخ غير الشقيق لـ كارنارفون والمليونير من جنوب أفريقيا وولف جويل والأمير المصري علي فهمي وشقيقه، البريطاني لي ستاك وعالم المصريات إيفيلين والمتخصص بعلم الإشعاع السير أرشبالد دوغلاس ومساعد هوارد كارتر واباه اللورد ويستبري والمتخصصان في علم المصريات إي. سي مايس وجيمس هنير بريستد. وللإطلاع على لائحة كاملة بأسماء الأشخاص الذين يعتقد أن لوفاتهم صلة بلعنة فرعون يمكن قراءة كتاب World's Strangest Mysteries لـ روبرت فيرنوكس."
وقام الرجل بتقديم تفسيرات لتلمك الحوادث فقال :
"فرضيات التفسير
بعض الخبراء يرجحون أسباب حالات الوفاة التي حصلت إلى نمو فطريات قاتلة داخل التوابيت حيث انتشرت في الهواء عند فتح التوابيت. ومن المؤيدين لتلك الفرضية آرثر كونان دويل كاتب روايات شيرلوك هولمز الغامضة حيث يعتقد أنه تم وضع تلك الفطريات عن عمد بهدف معاقبة لصوص القبور.
كما يعتقد أن التقرير الذي نشرته إحدى الصحف بعد موت كارنارفون ساهم إلى حد كبير في انتشار خبر اللعنة الذي ربطته بالفرعون توت عنخ آمون.
التقرير يتضمن عبارة:
"الموت سيقتل بجناحيه كل من يجرؤ على إزعاج راحة الملك"
وهي عبارة لم يرد ذكرها أصلاً في حجرة قبرة الملك توت عنخ آمون KV62 في وادي الملوك على الرغم من أنها ذكرت في أماكن أخرى متفرقة.
وعلى الرغم من عدم وجود دليل على أن لعنة الفراعنة قتلت اللورد كارنارفون لكن في نفس الوقت لا يوجد شك في أن المواد الخطرة المتراكمة في القبور القديمة أدت إلى ذلك، تتحدث آخر الدراسات التي تناولت آخر القبور المصرية القديمة والتي جرى فتحها (لم تتعرض لملوثات عصرنا الحالية) عن العثور على نوع من البكتريا من فئة ستافيلوكوكس وبسيدوموناس المسؤولة عن نمو فطريات الأسبرغيلوس نيجر والأسبرغيلوس فلافوس.
إضافة إلى ذلك غالباً ما تصبح التوابيت المفتوحة حديثاً مأوى للخفافيش ولمخلفاتها التي تصبح بيئة جيدة لتكاثر فطريات هيستوبلاسموسيس ومهما اختلفت تلك المواد الضارة فإن نسب تركيزها الفعلي سيؤثر فقط على الأشخاص ذوي المناعة المنخفضة.
وأظهرت عينات هواء أخذت عبر ثقب صغير في جدار تابوت غير مفتوح مستويات عالية من الأمونيا والفورمالدهيد وكبريتات الهيدروجين، جميع هذه الغازات تصبح سامة عندما يترفع تركيزها ويسهل كشفها من خلال رائحتها القوية."
قطعا تظل فرضية البكتريا والمواد المتعفنة هى الفرضية المقبولة فلا وجود لتلك اللعنة المزعومة لأن اللعنة تكون إلهية وليس من مخلوق كما لعن الله أصحاب السبت حيث حولهم لقردة وحول غيرهم من العصاة لخنازير فقال تعالى :
"قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير"
وأما البشر فلعناتهم هى مجرد كلمات لا تضر ولا تنفع كما أن الموتى لا يملكون أى قدرة على ايذاء الغير
أضف للسابق :
أن المقابر الأخرى لم يحدث لمن اكتشفوها شىء فلماذا التركيز على مقبرة توت؟

أن اللعنة تصيب كل من شارك في المصيبة وليس بعض قليل منهم

اجمالي القراءات 973