هل يهدد نتينياهو بتدمير مصر ؟

آحمد صبحي منصور في الخميس ٢٦ - أكتوبر - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً

هل يهدد نتينياهو بتدمير مصر ؟  

أولا :  توطين سكان قطاع غزة فى مصر وتفريغه لصالح إسرائيل

 1 ـ أعلن السيسى فى حضور الرئيس الأمريكى السابق حرصه على صفقة القرن ، وهى التى تعنى إعادة تشكيل الشرق الأوسط بما يخدم مصلحة إسرائيل وتصفية القضية الفلسطينية . وفعلا بدأ السيسى فى تهجير سكان رفح المصرية وتسوير منطقة محمية عسكريا ، وفتح سيناء للاسرائيليين مع مجازر لسكان سيناء فى ظل السيطرة الكاملة لاسرائيل والمخابرات السيساوية .

2 ـ باندلاع طوفان الأقصى منذ السابع من أكتوبر إرتفعت الأصوات بتوطين أهل غزة فى سيناء ، وواجه السيسى رفضا فاضطر الى إعلان رفضه التوطين في خطاب ألقاه في 17 أكتوبر الجاري، قال فيه إن مصر لن تسمح لسكان غزة بدخول سيناء، لأنهم سيسببون خلافات بين مصر وإسرائيل من شأنها أن تعرض للخطر بشكل كبير السلام بين البلدين .    

3 ـ عقد السيسى مؤتمرا عالميا ، حضره مندوبون من العرب والغرب ، وفشل فشلا ذريعا   وسريعا . وظل السيسى يرفع شعار الرفض لتوطين الفلسطينيين فى سيناء . فظهر هذا التقرير إسرائيلى بتهجير سكان غزة جميعا الى ثلاث مدن مصرية ، وليس الى سيناء . ننقله عن موقع ( روسيا اليوم )

4 ـ  تقول الصحيفة : ( كشف معهد "ميسجاف" الإسرائيلي لبحوث الأمن القومي وللاستراتيجية الصهيونية عن أدق التفاصيل للخطة الإسرائيلية المرتقبة لتهجير كافة سكان قطاع غزة . ونشر المعهد الخطة عبر دراسة تحت عنوان" خطة التوطين والتأهيل النهائي في مصر لجميع سكان غزة . وشملت الدراسة التي أعدها المحلل الإستراتيجي أمير ويتمان، عدة نقاط رئيسية تعتمد عليها إسرائيل لتهجير سكان غزة إلى مصر، وأهم هذه النقاط هي استغلال أزمة مصر الاقتصادية بتهجير هؤلاء الفلسطينيين إلى مصر مقابل امتيازات مادية ضخمة . ووفق الخطة فإن هناك فرصة فريدة ونادرة لإخلاء قطاع غزة بالكامل بالتنسيق مع الحكومة المصرية، حيث أن هناك حاجة إلى خطة فورية وواقعية ومستدامة لإعادة التوطين وإعادة التأهيل الإنساني لجميع السكان العرب في مصر والتي تتوافق بشكل جيد مع المصالح الاقتصادية والجيوسياسية لإسرائيل ومصر والولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية.  وأشارت دراسة المعهد الإسرائيلي إلى أنه في عام 2017، أشارت التقارير إلى أن هناك حوالي 10 ملايين وحدة سكنية خالية في مصر، نصفها تقريبا قيد الإنشاء والنصف الآخر تحت الإنشاء، فعلى سبيل المثال، في أكبر مدينتين تابعتين للقاهرة، "السادس من أكتوبر" و"العاشر من رمضان"، هناك كمية هائلة من الشقق المبنية والفارغة المملوكة للحكومة والقطاع الخاص ومساحات البناء تكفي لإيواء حوالي 6 أشخاص في الوحدة لاسكنية الواحدة مما يعني أنها قد تكفي لمليون نسمة . وأضافت الدراسة: "متوسط تكلفة شقة مكونة من 3 غرف بمساحة 95 متر مربع لأسرة غزية متوسطة مكونة من حوالي 5.14 فرد في إحدى المدينتين المذكورتين أعلاه حوالي 19 ألف دولار، مع الأخذ بعين الاعتبار الحجم المعروف حاليا لكامل الشقة، ويبلغ عدد السكان الذين يعيشون في قطاع غزة حوالي 1.4 نسمة لحوالي 2.2 مليون نسمة، ويمكن التقدير أن إجمالي المبلغ المطلوب تحويله إلى مصر لتمويل المشروع سيكون في حدود 5 إلى 8 مليارات دولار. وتعتمد الخطة الإسرائيلية على تقديم حوافز مالية فورية على هذا المستوى للاقتصاد المصري من شأنه أن يوفر فائدة هائلة وفورية للحكومة المصرية، وأن هذه المبالغ المالية، بالنسبة للاقتصاد الإسرائيلي ضئيلة للغاية حيث أن استثمار بضعة مليارات من الدولارات حتى لو كانت 20 أو 30 مليار دولار) لحل هذه القضية الصعبة هو حل مبتكر ورخيص ومستدام . وقالت الدراسة إنه عقب تهجير سكان غزة إلى مصر، وتفريغ القطاع من كل سكانه، يمكن لإسرائيل استغلال هذه الأرض، حيث أن تهجير السكان مقابل مبلغ مالي ضخم لمصر سيكون بمثابة نوع من الدفع لشراء قطاع غزة، ويمكن لإسرائيل في هذه الحالة إمتلاك القطاع، ومع مرور الوقت، يصبح هذا في الواقع استثمارًا مفيدًا جدًا لإسرائيل. والظروف الأرضية في غزة مماثلة في المستقبل، لمنطقة "جوش دان" حيث مساكن عالية الجودة للعديد من المواطنين الإسرائيليين، وفي الواقع ستوسع منطقة جوش دان إلى الحدود مع مصر، كما أنه سيعطي زخما هائلا للاستيطان في النقب . وأشارت الدراسة إلى أن "الدائنين لمصر، مثل ألمانيا وفرنسا والمملكة العربية السعودية، لا يريدون أن يشهدوا الفشل التام للاقتصاد المصري، بحيث يكون لديهم أيضًا حافز لإبقاء الاقتصاد المصري واقفا على قدميه حتى لو انتهى بالاستثمار الإسرائيلي في إعادة تأهيل جميع سكان غزة في الشقق الموجودة في مصر، فبالنسبة للدول الأوروبية، وبشكل رئيسي دول أوروبا الغربية، نقل جميع سكان غزة إلى مصر وإعادة تأهيلها مع الحد بشكل كبير من خطر الهجرة غير الشرعية إلى أراضيهم ميزة كبيرة، ومن المتوقع أيضًا أن تستفيد المملكة العربية السعودية بشكل كبير من هذه الخطوة لأن إخلاء قطاع غزة يعني القضاء على حليف مهم لإيران ومساهمة كبيرة في الاستقرار بالمنطقة، وبالتالي السماح بتعزيز السلام مع إسرائيل دون التدخل المستمر للرأي العام المحلي بسبب جولات القتال المتكررة التي لا نهاية لها، والتي تشعل نار الكراهية ضد إسرائيل . وأوضحت الدراسة أن "هناك دولا، مثل المملكة العربية السعودية، تحتاج إلى عمالة ماهرة في البناء مثل سكان غزة، فالمملكة العربية السعودية تعمل على بناء مشاريع ضخمة ومدينة نيوم المستقبلية، ويمكن أن يكون هذا تقاطعاً للمصالح على هذا المستوى أيضاً، كما أنه من المفترض أن عدداً لا بأس به من سكان غزة سيغتنمون فرصة العيش في دولة غنية ومتقدمة مثل السعودية بدلاً من الاستمرار في العيش في ظل الفقر تحت حكم حماس .  واختتمت الدراسة بأنه من الممكن التوصل إلى هذه الصفقة بين مصر وإسرائيل خلال أيام قليلة بعد بدء تدفق المهاجرين من غزة إلى مصر عبر معبر رفح، واليوم بالفعل، هناك مئات الآلاف من سكان غزة الذين يرغبون في مغادرة القطاع، وأنه يجب على الجيش الإسرائيلي أن يتيح الظروف المناسبة لهجرة سكان غزة إلى مصر، بالتعاون المصري من الجانب الآخر من الحدود، بالإضافة إلى ذلك، فإن إغلاق قضية غزة سيضمن إمدادات مستقرة ومتزايدة من الغاز الإسرائيلي إلى مصر وتسييله وأيضا تعزيز سيطرة الشركات المصرية على احتياطيات الغاز الموجودة قبالة سواحل غزة مع نقل غزة وإفراغها من سكانها لصالح إسرائيل . ولفتت الدراسة إلى أن إجمالي عدد سكان غزة، حوالي 2 مليون نسمة، أي أقل من 2% من إجمالي سكان مصر، والذي يضم بالفعل اليوم حوالي 9 ملايين لاجئ من عدة جنسيات عربية أخرى . ).

ثانيا : تحليل التقرير

1 ـ التقرير لا يتكلم عن إلتخلص من حماس ، بل من سكان قطاع غزة جميعا ، أى عدم السماح بوجود بعضهم فى بلدهم كما حدث مع الفلسطينيين من عام 1948 ، بل تهجيرهم جميعا لتستولى إسرائيل على أرضهم وممتلكاتهم ، أى يتعامل نيتنياهو معهم على أنهم حيوانات ، يأخذ أرضهم ويشحنهم الى السيسى ، ويعطى الثمن ليس لهم ولكن للسيسى ، ويرضيه وكل الأطراف ما عداهم . هذه معادلة صفرية تعبّر عن عقلية نيتنياهو ، وهو يترنّح على الحافة، فهو مهدّد بالخروج من السلطة فى شيخوخته بعد أن إعتادها ليدخل السجن .   

2 ـ نيتينياهو يعرف :

2 / 1 :  إن السيسى هو الآخر يقف على الحافة ، وأنه يتعامل بالمعادلة الصفرية ، أقصى درجات العُنف مع الشعب المصرى وأحطّ دركات الضعف فى الخضوع لإسرائيل.

2 / 2 : إن السيسى فى أزمة إقتصادية فوق طاقته ، عاجز عن سداد الديون وفوائدها ، مجبور على تعويم الجنيه بما يقصم ظهر الأغلبية الساحقة من الشعب المصرى ، ويحول الغلاء الى مجاعة ، وهو عاجز عن بيع الأصول المصرية . لذا فهى فرصة له أن يوطّن سكان غزة داخل مصر ، تحت سيطرة السيسى .    

3 ـ نيتينياهو لا يعرف :

3 / 1 : ليس سهلا علي السيسى أن يفعل هذا . إنه تهجير علنى ، سيثير عليه السّخط ، وسيوقظ المارد النائم ، وهو الشعب المصرى الذى وصل الى قبيل الانفجار .

3 / 2 : تنفيذ هذا المشروع مستحيل إلا إذا إنتصرت إسرائيل إنتصارا حاسما ، وهذا الانتصار الحاسم لن يكون إلا بمساعدة أمريكية مباشرة ، وهذا يعنى حربا إقليمية ستحرق الأخضر واليابس . وستخرج منها إسرائيل مثخنة بالجراح ، ويكون عليها أن تستعد لمواجهة الإجهاز التام عليها من منظمات فلسطينية وغير فلسطينية أشد عنفا من حماس.

ثالثا : سكوت السيسى وردّ نيتينياهو

1 ـ قدّم نيتينياهو ( الجزرة ) للسيسى . إغراءات يعلم إنها طوق نجاة للسيسى فى محنته . لم يرد السيسى . بدأ نيتينياهو يستعمل العصا بدلا من الجزرة . بدأ الجيش الاسرائيلى يقتل الجنود والضباط المصريين داخل الحدود المصرية . وصمّم على أن يقوم الجنود الاسرائيليون بتفتيش الشاحنات الداخلة من معبر رفح داخل مصر. أى إن السيادة على الحدود المصرية ليست للجيش المصرى بل للجيش الاسرائيلى .

2 ـ نيتينياهو يعرف أن السيسى وجنرالاته أعجز من أن يحاربوا ، فهم لم يحاربوا ولم ينتصروا إلا على الشعب المصرى الأعزل ، فكم هدّد قولا وسكت عجزا . وتأكّد هذا بسكوت السيسى على كل الاهانات الاسرائيلية ، ولو لم يقم المتحدث العسكرى الاسرائيلى بإعلان ضرب دبابة إسرائيلية للمصريين لما عرف أحد .  السيسى فى ( حيص بيص ) ، فالتحرُّش العسكرى الاسرائيلى معلن ومستفزّ ، وقد يثور بعض القيادات الوسطى من الجيش ممّن لا تزال فى عروقهم نخوة وكرامة . وهذا ــ إن حدث ـ فهو تمرد داخل الجيش وإقتتال داخلى ، وقد ينتج عنه إنفلات أمنى ، وحرب أهلية وجيوش من الجوعى تلتهم المترفين فى  قصورهم .

3 ـ نيتينياهو هدد بخراب مصر علنا  حين أعلن أمس  ( يوم الأربعاء 25 أكتوبر 2023 ) إنه سيحقق  "نبوءة إشعياء" في الحرب التي يشنها على قطاع غزة . جدير بالذكر أن نبوءة إشعياء تتحدث عن مصر وليس عن غزة . تقول فى سطورها الأولى : ( 1 ـ هَا هُوَ الرَّبُّ قَادِمٌ إِلَى مِصْرَ يَرْكَبُ سَحَابَةً سَرِيعَةً، فَتَرْتَجِفُ أَوْثَانُ مِصْرَ فِي حَضْرَتِهِ، وَتَذُوبُ قُلُوبُ الْمِصْرِيِّينَ فِي دَاخِلِهِمْ. 2 . وَأُثِيرُ مِصْرِيِّينَ عَلَى مِصْرِيِّينَ فَيَتَحَارَبُونَ، وَيَقُومُ الْوَاحِدُ عَلَى أَخِيهِ، وَالْمَدِينَةُ عَلَى الْمَدِينَةِ وَالْمَمْلَكَةُ عَلَى الْمَمْلَكَةِ، فَتَذُوبُ أَرْوَاحُ الْمِصْرِيِّينَ فِي دَاخِلِهِمْ، وَأُبْطِلُ مَشُورَتَهُمْ، فَيَسْأَلُونَ الأَوْثَانَ وَالسَّحَرَةَ وَأَصْحَابَ التَّوَابِعِ وَالْعَرَّافِينَ. 4 وَأُسَلِّطُ عَلَى الْمِصْرِيِّينَ مَوْلىً قَاسياً، فَيَسُودُ مَلِكٌ عَنِيفٌ عَلَيْهِم. هَذَا مَا يَقُولُهُ الرَّبُّ الْقَدِيرُ.). وسنعرض لها فى مقال قادم .

4 ـ ولكن : هل ستنجو إسرائيل لو تم تدمير مصر ؟ سكان مصر منهم مائة مليون جائع ألن ينطلقوا ليلتهموا إسرائيل ؟ هم سيكونون موتى موتى ، فى حالة اليأس فلا بد من الانتحار ، وفى حالة الرغبة فى الانتحار فليكن الموت للجميع . !

أخيرا

2 ـ نيتينياهو وعصابته أشد خطرا على إسرائيل من حماس .!.

2 ـ والأيام بيننا .. او ( الأيام بينما ).! 

اجمالي القراءات 2326