أ.د. عبد الرزاق منصور علي
الكوثر ليس نهرا في الجنه

د. عبد الرزاق علي في الإثنين ٠٥ - يونيو - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً


الكوثر ليس نهرا في الجنه

أ.د. عبد الرزاق منصور علي

 

لابد من معرفة بعض المصطلحات القرآنيه

المثاني: جمع المثني من الفعل يثني أي يخفي، قال تعالى (أَلَآ إنهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه) هود5-

والسبع المثاني هي الحروف المقطعه في فواتح بعض سور القرآن الكريم مثل ألم- ألر- ألمر- كهيعص. الخ وسميت بالمثاني نظرا لما تخفيه من أسرار فٳن هذه الحروف المقطعه تعتبر غامضه طبقا للمعنى اللغوي. ووجودها في أول السوره كأنها شفره أو كلمة مرور.

الرقم سبعه: هو رقم ملئ بالعديد من الأسرار (الكونيه ,الحسابيه ,الفلكيه ,التاريخيه والثقافيه الدينيه) ولا يتسع المجال لذكرها، ولكن سأذكر بعض الأمثله: الملاك رقم 7 هو رقم قوي يتعلق بالتغلب على العقبات وتطوير الروحانيات الشخصية والاتصال بعالم الروح وطاقة الكون.هناك سبع سماوات- سبع أجرام نجمية مرئية للعين المجردة على الأرض (الشمس والقمر والزهرة والمريخ والمشتري وعطارد وزحل)- 7 هي ألوان قوس قزح والطيف الضوئي.

يخضع البشر للتغير البيولوجي بعد 7 سنوات وعلميا، فقد أثبت العلم أنه يمكننا تذكّر سبعة أشياء بنظرة واحدة.وأظهرت الدراسات العلميه أن الدّماغ ينتج أفضل المعلومات عندما يرتبط برقم 7، كما أن رقم 7 يساعد على التذكّر.

 - ومع أن الرقم 7 له دور ثقافي وتاريخي وديني ونفسي بارز فإنه لايزال غامضًا- يمكن تلخيص الرقم 7 في أنه يرمز للتعمق في معرفة الكون والدخول في أسراره.

الكوثر: وردت في القرآن الكريم مره واحده في سورة الكوثر وبما أنها كلمه وحيده لم تتكرر فيكون معناها مشتقا من ٳسمها وهو الكثره – وحين يكون الٳسم على وزن "فوعل" فهذا يعني في اللغه أنه يحمل صفتي الدوران والتموج مثل القوقع والكوكب. ٳذن الكوثر يعني التموجات الكثيره = الموجات شديدة السرعه ذات الطاقه العاليه التي تميز مجال وعالم الملائكه. وفي الفيزياء الطاقه تشكل موجات من ٳهتزازات منفصلة متصله ولها قمه وقاع. وكلما زادت الطاقه كلما زادت شدة الضوء المنبعث من موجاتها. إذن الكوثر= طاقه ضوئيه شديدة السرعه والتردد لانستطيع إدراكها لأنها خارج نطاق عالمنا البشري.

وحسب القرآن الكريم فالله جل وعلا قد خص رسولنا عليه السلام بمنحتين لم يعطوا لرسول قبله وهما (ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم) الحجر7,+ (إنا أعطيناك الكوثر) –بالإضافة للحقيقة القرآنيه التي تبين أن رسولنا هو الوحيد الذي رأى جبريل وتعامل معه مباشرة بطبيعته الملائكيه عكس كل الأنبياء والرسل فقد تجسدت لهم الملائكه في الطبيعه البشريه لكي يمكن التواصل بينهم مثل إبراهيم، لوط وحتى مريم (فتمثل لها بشرا سويا)

- خلق الله تعالى كل المخلوقات من موجات وتتميزالمخلوقات عن بعضها باختلاف سرعة الموجات المكونه لها وبالتالي تختلف المجالات (المدارات) التي تتحرك فيها هذه المخلوقات فكل مخلوق له مدار أوفلك خاص به (وكل في فلك يسبحون)يس40- فمثلا موجة الإنسان لها سرعه محدده ومهيأه لتدور في مجال أوعالم مكون من أربعة أبعاد (الطول والعرض والارتفاع والجاذبيه)- وأننا نستطيع أن نرى وندرك المخلوقات المتجانسه التي تدور معنا  في هذه الأبعاد الأربعه وبديهيا نستطيع أن ندرك المخلوقات ذات الأبعاد أقل من أربعه مثل النمل- ولا نستطيع ٳدراك ورؤية المخلوقات الغير متجانسه ذات أبعاد أكثر من أربعه مثل الملائكة- فقد خلقهم الله تعالى من موجات ذات سرعات عاليه تفوق سرعة الضوء =  60.8 ضعف سرعة الضوء.ولذلك لانستطيع أن نراهم لأن سرعة الاهتزاز (تردد موجاتهم) تكون خارج منطقة الرؤيه والادراك لدينا (عالمنا أومنطقتنا غير مغطاه بالشبكه الخاصه بالملائكه) ومثل عدم رؤيتنا لبعض أطياف  الضوء كالأشعه فوق البنفسجيه والأشعه تحت الحمراء. وللتقريب فأنت ترى ريشة المروحه حينما تدور بسرعه قليله ولا تستطيع أن ترى الريشه إذا دارت بسرعات عاليه.    

ٳذن كيف نستطيع أن نرى الملائكه؟ لايمكن ذلك ٳلا في حالتين لا ثالث لهما- ٳما أن تتحول الملائكه لكائنات ذات أربعة أبعاد مثلنا كما حدث عند زيارة الملائكه لٳبراهيم عليه السلام- وٳما أن نتحول لكائنات أكثر من أربعة أبعاد ولوحدث هذا لقضي الأمر أي لا نستطيع العوده مره أخرى للحياه. وهذا السيناريو وضحته الآيات8,9  من سورة الأنعام (وَقَالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الأَمْرُ ثُمَّ لا يُنْظَرُونَ ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون)- حينما طلب المشركون من الرسول أن يروا ملكا حقيقيا أي بطبيعته الملائكيه رد الله تعالى عليهم بأنه لومكنهم من رؤية الملك مباشرة لقضي أمرهم فلا ينتظرون, أي سيموتون- أما لو حول الله الملك لرجل بشر مثل النبي محمد لا التبس واختلط عليهم الأمر فلا يستطيعون التفريق بين الملك المتحول وبين النبي محمد-

وما علاقة السبع مثاني بالكوثر ورؤية الملائكه؟

يتضح أن الله تعالى أعطى رسولنا السبع المثاني التي تعتبركلمة المرور أو "الباسوورد" اللازمه لفتح مجال طاقة " الكوثر" للدخول لعالم وبعد آخرخاص بالملائكه وبذلك يستطيع الرسول رؤية جبريل بطبيعته الملائكيه والتواصل معه مباشره. وللتقريب حينما تزور بيتا أو مؤسسه مؤمنه ببوابات ٳلكترونيه فلا تستطيع أن تدخل عبر البوابات ٳلا ٳذا كان معك كارت ممغنط محمل عليه الشفرة "باسوورد" الخاص بالبوابات. بالمثل الكوثر هو الكارت الممغنط. والسبع المثاني هي الشفره - وبما أن الله تعالى قد أعطى الكارت "الكوثر" بالشفره" السبع مثاني" للرسول بالتالي يستطيع أن يعبر بوابات عالم الملائكه. والدليل أن كلمة "فصلي" جاءت مباشرة بعد الكوثرأي أن الله تعالى أعطاه طريقة الٳتصال والدخول لعالم الملائكه. كلمة "فصلي" من الصله والتواصل ولا تعني الصلاة الحركيه المعروفه التي حددها الله تعالى في القرآن بالمصطلح" أقيموا الصلاه".

تفنيد مزاعم التراثيين بأن الكوثر هو نهر في الجنه

1- سياق الآيات" إنا أعطيناك الكوثر فصلى لربك وانحر" ينفي أي ترابط وتتابع بين النهر والصله والنحر(القطع) في تركيبة النص القرآني. والمتدبر لسورة الكوثر يلاحظ أنه لاتوجد كلمه واحده لها علاقة بالنهر أو حتى الماء!

2- نلاحظ الترابط والتناغم في: ٳتصال- ٳنفصال (النحر والقطع) - ٳهتزازات منفصلة متصله (موجات طاقة الكوثر).

3- عملية الدخول لعالم الكوثر عبر بوابة السبع المثاني يجب أن تمر بخطوتين متلازمتين ومتعاكستين هما الوصل والقطع المعنوي (غير المادي) بمعنى الٳتصال ببعد العالم الملائكي بالتوازي مع الإنفصال عن العالم المادي وذلك بقطع الحواجز بينهم. لاحظ أن النحر هو قطع معنوي وليس معناه الذبح لأن الذبح هو قطع مادي قال تعالى (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً) – لم يستعمل "تنحروا بقره"

4- منح الله تعالى الكوثر والسبع المثاني " والقرآن العظيم" للنبي كان سببا لتخليد ورفع ذكرى النبي محمد (ألم نشرح لك صدرك -- ورفعنا لك ذكرك).

تنبيه هام:1- أحذر من أن يظن أحد أنني أفضل الرسول محمد، على باقي الرسل- عليهم جميعا السلام. لأن الله وحده هو الذي يملك هذا الحق (تِلۡكَ ٱلرُّسُلُ فَضَّلۡنَا بعضهم عَلَىٰ بعض منهم مَّن كَلَّمَ الله وَرَفَعَ بعضهم درجات وَأتَيۡنَا عِيسَى بن مريم البينات) البقرة253. وبالتالي ما يشيعه التراثيون وأتباعهم عن تفضيل الرسول محمد على الرسل ووصفه بأوصاف مثل أشرف المرسلين وغيرها مما يدخل في دائرة الشرك بالله- فكله باطل ويخالف القرآن لأنه من يفضل رسولا على آخر يمنح نفسه حقا خاصا بالله جل وعلا أي يجعل نفسه ٳلها- نعوذ بالله من هذا الشرك العظيم.

2- لا يظن أحد أن إعطاء الكوثر للرسول معناه أنه يمكن أن يصعد ويعرج في السماء فهذا خطأ فادح يخالف القرآن الكريم. نفهم ذلك من قوله تعالى في سورة النجم (عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى) - لاحظ أن شديد القوى جبريل هو الذي نزل من الأفق الأعلى ٳلى الرسول ليوحي اليه- وللتأكيد على ذلك جاءت الآيات التاليه (وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى) أي أن الرسول رأى جبريل عند نزوله مره أخرى- ولما طلب المشركون من الرسول أن يرقى ويصعد في السماء رد عليهم باستحالة ذلك لأنه بشر وليس ملاكا. قال تعالى (وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا...الى قوله "أَوْ تَرْقَىٰ فِي السَّمَاءِ وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّىٰ تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلَّا بَشَرًا رَّسُولًا) الاسراء93-90.
اجمالي القراءات 1450