أ.د. عبد الرزاق منصور علي
مملكة النبي سليمان وصناعتها التكنولوجية

د. عبد الرزاق علي في الإثنين ٢٢ - مايو - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً


مملكة النبي سليمان وصناعتها التكنولوجية

أ.د. عبد الرزاق منصور علي

 

يعتبر السيزيوم (القطر) والموجات فوق الصوتيه هما محورسيطرة النبي سليمان على مملكته ولذلك لابد من تذكر بعض المعلومات الأساسيه عن هذين المحورين:

السيزيوم أو القطر: يعدمن أهم المعادن وأكثرها ندرة وهو أعلى قيمة من الذهب، والاستخدام الأكثر شيوعًا لمركبات السيزيوم هو سائل للحفر والتنقيب عن النفط والغازولمنع وقوع انفجارات بسبب درجات الحرارة العالية والآبار المضغوطة بشكل كبير.

-يتم استخدامه في المولدات الحرارية التي تحول الطاقة الحرارية إلى طاقة كهربائية وأحد أهم استخداماته هو "ساعة السيزيوم" (الساعة الذرية) التي تعتبر جزءًا حيويًا من الإنترنت وشبكات الهاتف المحمول، وكذلك الأقمار الصناعية لنظام تحديد المواقع العالميه.  (GPS)

يتم إنتاج الشكل الإشعاعي عن طريق الانشطار النووي لاستخدامه في الأجهزة الطبية ومن أجل منع التسرب الاشعاعي من النفايات النووية. وهو يعتبر أحد المنتجات الثانوية لعمليات الانشطار النووي في المفاعلات النووية (1)

الموجات فوق الصوتيه هي الريح المسخره لسليمان التي أشارلها الله تعالى بقوله (فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ) سورة ص36 " (وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ--- يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ) سبأ12,13-

لماذا نعتقد بأن الريح كانت هي الموجات فوق الصوتيه؟ نستشف ذلك من سياق الآيات بالٳضافه للخواص الفريده للموجات فوق الصوتيه- وماهي هذه الخواص التي تجعل الموجات فوق الصوتيه هي الريح المسخره؟

1- بما أن الله ذكر أنه سخر الجن والشياطين لسليمان وبما أن الموجات فوق الصوتيه هي لغة الجن والشياطين، ٳذن لابد أن تسخر أيضا الموجات فوق الصوتيه لسليمان لكي يتعامل ويأمر بها الجن والشياطين.

2- الطاقه الكامنه للموجات فوق الصوتيه هي أعلى من أي موجات أخرى (حتى أشعة جاما النوويه). وبالتالي فهي تنفرد بالحراره الشديده وقوة الٳختراق الأعلى(2). ولذلك استخدم سليمان هذه الموجات فوق الصوتيه لٳستخراج وٳسالة القطر (معدن السيزيوم) من عين القطر - لاحظ أن "أَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْر"ِ جاءت مباشرة بعد "الريح"

3- جاءت الأيه (وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ) مباشرة بعد آية تسخير الريح لسليمان. أي أن تسخير الريح يستلزم تسخير الجن والشياطين. أي أن طاقة الريح أو (الموجات فوق الصوتيه) هي عامل السيطره على الجن والشياطين.

4- جاءت الأيه (يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ) بعد تسخيرالله تعالى الريح لسليمان واستخدامها في تسييل واستخراج السيزيوم من منطقة “عين القطر" في باطن الأرض أي أن عملية تسييل واستخراج السيزيوم وتفاعله مع طين الأرض لتكوين ماده صلصاليه لينه يمكن تشكيلها إلى عدة أشكال مثل المحاريب والتماثيل والجفان- كما أن الطاقه الحراريه الناتجه من عملية إستخدام الطاقة فوق الصوتيه يمكن تحويلها إلى طاقه كهربائيه لضبط ونمذجة (تشطيب) المنتوج الصناعي من التماثيل والجفان..الخ   

5- أكدت الدراسات ومنها دراسة سانج بارك من قسم الهندسة البيئية، جامعة تشون بوك بجمهورية كوريا أنه عندما يتم امتصاص السيزيوم في معادن طينية شبكية بنسبة 2: 1 ويخضع الصلصال للتجفيف يتم تحويل الصلصال إلى بنية مشابهة لتلك الموجودة في الخزف ولا تتمدد عند إعادة ترطيبها وتستخدم في الخزف التقليدي لإنتاج أواني الطبخ، والألواح والبلاط والطوب (3).

6- الطيور حساسة للأصوات حيث يمكنها إكتشاف نطاق واسع من الترددات بحساسية أكبرمن البشر وتظهر الطيوراستجابة مختلفة للموجات فوق الصوتيه. والمتعامل معها لابد أن يكون خبيرا في الموجات فوق الصوتيه (4). بما أن الطيور هي ضمن جنود سليمان فلابد أن يكون خبيرا بالموجات فوق الصوتيه ليعلم لغتها. تأمل قوله تعالى (وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ)،

7-القدورالراسيات ليست هي قدورالطهي كما فسرها التراثيون لأن النبي سليمان لم يكن طباخا، بل هو الملك المسيطر. قالراسيات في القرآن هي الجبال. وكيف تكون القدور راسيات؟
لكي تكون راسيات كالجبال، يجب أن تدخل في الأرض وتتعمق فيها وقدور الطبخ ليست كذلك
فما هي القدور التي ترسو في الأرض؟ 

القدرهو ذلك المحل الحاوي الذي نضع فيه مادتين أوأكثر لصهرها ولابد أن تحدد المقادير والمقاييس وكل الحسابات اللازمه لهذه العمليه (من هنا جاء الاسم قدور). إذن القدور هي معامل إستخراج المعادن وغيرها من باطن الأرض.

8- تستخدم الموجات فوق الصوتية للسيطره على الآفات ولتخويف الطيوروالحشرات مثل النمل وتُظهر الدراسات أن الموجات فوق الصوتية يمكن أن تكون قاتلًه لأنواع معينة من خلال زيادة درجة حرارتها أوالتسبب في نوبات شلل حركي بسبب الصوت (5). من هنا نفهم سبب خوف النمل من سليمان وجنوده المسخرين له (وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يوزعون حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ َ)

النمل يتفوق علينا في حاسة السمع ولديهم جهاز حسي حاد للغاية يمكنهم من التقاط اهتزازات الضوضاء في الوسط الخارجي ويستخدم إشارات الموجات فوق الصوتيه للتواصل حيث تتحد مع الإشارات الكيميائية (الفرميونات) لتوفير المعلومات. ويتعين على الباحثين فك شفرة كل شيء عن تواصل النمل عن طريق الصوت وكيف يفسر هذه الإشارات. وجد أن النملة تستخدم قرون الاستشعار من أجل بث واستقبال الترددات الصوتية. تقوم النملة بتضخيم الإشارة الصوتية القادمة إليها مثل أجهزة الاستقبال الحديثة، بل وتقوم بإزالة مختلف التأثيرات- أي تقوم بعملية فلترة وتنقية للصوت، لتمييزه عما سواه! وهذا نظام متطور جداً للاتصال كان مجهولاً للعلماء، ولم يكتشفوه إلا منذ سنوات قليلة (6,7)

لفته علميه: نلاحظ أن الموجات فوق الصوتيه هي عامل مشترك ولغة التواصل بين كل جنود سليمان (الريح والجن وَالْإِنسِ وَالطَّيْر) بالإضافه ٳلى النمل.

ثوابت فيزيائيه: سرعة الموجات فوق الصوتية في الهواء الجوي= 330 مترا في التانيه . وبما أن المسافه = السرعه "ضرب" الزمن.

اذن المسافه التي تقطعها الموجات فوق الصوتية في شهر"30 يوما"= 30 . 24 . 60  . 60 . 330 = 855,360,000 متر= 855,360 كيلومتر- وهذه أقصى مسافة ممكنه لاختراق الموجات فوق الصوتيه للمجال الجوي لأقطار السماوات والأرض (8)

 قطر الأرض= نصف القطر"ضرب" 2 = 2 . 6,378 =   12,756

- المسافه التي تقطعها الموجات فوق الصوتية في شهر= " 855,360 “تقسيم" 12,756  =  67 مره ضعف قطر الأرض. نستنتج من ذلك أن:

1- هذا هو الملك الذي شاء الله جل وعلا أن يعطيه لسليمان ولا ينبغي لاحد أن يتجاوزه من بعده.

2- أن الموجات فوق الصوتيه تتوقف لتنعكس عند حدود نهاية هذه المسافه فترتد راجعة للأرض لتقطع نفس المسافه في شهر آخر. أي أن الموجات فوق الصوتيه لاتستطيع إختراق هذه الحدود.

3- بما أن الموجات فوق الصوتيه هي التي تتميز بأعلى طاقة إختراق للمجالات الماديه فبالتالي لايمكن علميا لأي عناصر أو موجات أخرى (مثل الموجات الكهرومغناطيسيه) أن تتجاوزهذه الحدود أيضا.

4- أن الله تعالى قد قدم الْجِنِّ على الْإِنسِ في محاولة ٳختراق أقطار السماوات والأرض نظرا لتميزهم عن الٳنس في قوة الٳختراق بسبب طبيعة خلقهم من الموجات فوق الصوتيه التي تفوق كل العناصرالأخرى التي تدخل في تكوين الٳنسان أوالحيوان.(يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَان) -

الخلاصه: يعتبر السيزيوم (القطر) والموجات فوق الصوتيه هما محورسيطرة النبي سليمان على مملكته التي تمتد لتبلغ 855,360 كيلومتر= ثمانمائه خمسه وخمسون ألف كيلومتر مكعب. وحدود هذه المملكه هي التي وصفها الله تعالى بأن الجن والانس لن يستطيعوا تجاوزها ولن ينجحوا في ٳختراقها والله أعلم.

 

 References.

1- Journal of Environmental Radioactivity, Vol. 213, (2020)106101. ISSN 0265-931X,

2- Chen Shen, Jun Xu, Nicholas X.et al. Anisotropic Complementary Acoustic Metamaterial for Canceling out Aberrating Layers. Physical Review X. 2014;4(4) 

3- Sang-Min Park, Jeshin Lee, Eun-Ki Jeon, et al. Adsorption characteristics of cesium on the clay minerals: Structural change under wetting and drying condition, Geoderma, Volume 340, 2019, Pages 49-54, ISSN 0016-7061, Doi.org/10.1016/ j.

4- Tammy slater Are birds sensitive to ultrasonic sound? December 30, (2022). Science

5- T. Leighton, Proc. R. Soc. A.472, 20150624 (2016). https://doi.org/10.1098/rspa.2015.0624.

6- Carrie Arnold, A new study finds that young ants make noise to communicate, Doi: 10.1126/article.26437https://www.science.org/content/article/shhh-ants-are-talking

 7-J. R. Esperson et al, Do Ants Use Ultrasound for Personal Communication. In J. Aust. ent. SOC., 1994, 33: 213-215.

8- Leonard J. Bond, Chah‐Hung Chiang, Christopher M. Fortunio. Absorption of ultrasonic waves in air at high frequencies (10–20 MHz). J Acoustic Soc Am 92, 2006–2015 (1992). https://doi.org/10.1121/1.405251.
اجمالي القراءات 975