(إتق شر من أحسنت إليه) وتطبيق القرشيين لها.

عثمان محمد علي في الجمعة ٢٨ - أبريل - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً




أول من تنطبق عليه(إتق شر من أحسنت إليه) من الصحابة .
(إتق شر من أحسنت إليه ) وأُضيف لها انا (إلا من رحم ربى ) هي حكمة ملموسة ومشهودة في حياتنا الاجتماعية يُعانى منها المُخلصون الكرماء سواءعلى المستوى العائلى أوالإجتماعى .وهى تعبيرا موازىا لقول الشاعرالعبقرى أبو الطيب المتنبى :
إِذا أَنتَ أَكرَمتَ الكَريمَ مَلَكتَهُ

                        وَإِن أَنتَ أَكرَمتَ اللَئيمَ تَمَرَّدا
وفى الحقيقة أول من طبق هذه الصفة الذميمة المُعبرةعن الخسة والندالة هم كبارأمراء قريش في المدينة. فبعد وفاة النبى عليه السلام إجتمعوا في سقيفة بنى ساعدة لإثناء كبيرالأنصار(سعد بن عُبادة )بقوة السلاح هو كُل الأنصارعن الترشح لحُكم المدينة ،ومن ثم إجباره على الهجرة منها ومن بعدها قتلوه في منفاة وقالوا لقد قتلته الجن .ثم إقروا وأخذوا البيعة لأبى بكر(دون مشورة ودون إنعقاد مجالس الشورى كما كان يعقدها النبى عليه السلام في حياته) ومن بعده لعمر بن الخطاب ثم من بعده ل6 من القرشيين الأخرين ،ثم تحولت بسفك الدماء إلى الهاشميين والأمويين ثم لبنى العباس،ثم مرة أخرى للعلوين والمنتسبين لأحفادعلى بن ابى طالب من (الزهراء يرحمها الله).وفى كُل هذا فقد أزاحوا أصحاب الأرض أهل المدينة من الأنصارالكرام وذريتهم واحفادهم الذين بايعوا النبى عليه السلام على الإسلام وعلى الأمان في مكة قبل هجرته إليهم  من الحُكم ،وتجاهلوا ونسوا أن الأنصار هم الذين إستقبلوهم وإستضافوهم وإقتسموا معهم الأرض والرزق (بل إن بعض كُتب التراث السُنى نفسه تقول أن بعضهم كان يُطلّق إحدى زوجاته ليزوجها لمهاجر قرشى أعزب ).
فكان النبى عليه السلام يشاورالأنصار ويشاورأهل المدينة كُلهم من مُسلمين وغير مُسلمين في الأموروالقرارات المدنية الخاصة بحفظ أمن وأمان وإستقرارالمدينة وتسيير حركة الحياة فيها بسلام .وكان يُدافع عنها وعن أهلها عسكريا بنفسه كقائد وكمُقاتل .ولكن سُرعان ما تبدل وتغيرالحال والوضع وإنقلب القرشيون منذ لحظة وفاة النبى عليه السلام على الإسلام وعلى مبدا الشورى فيه وعادوا إلى دين قريش دين الإقصاء والإستبداد بالرأى والكبر والخيُلاء والتفاخر بالأنساب والسُلطة .فإنقلبواعلى الأنصارالذين أحسنوا إليهم وتناسوافضلهم ،وتناسواوتجاهلوا قول الله جل جلاله (هَلْ جَزَاء الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ)؟؟ فألغوا مجالس الشورى،وجعلوا الأمروالخلافة والإمارة والحُكم بمجرد البيعة وجعلوه مُلكا ووراثة بقوة السلاح وتابعاللعصبية القبلية القُرشية،وعلى أن تستمرالخلافة والإمارة في القرشيين وذريتهم وأحفادهم ولا تخرج عنهم ووضعوا لها رواية (الخلافة والإمارة في قريش ) حتى أن الحقير زعيم داعش (أبو بكر البغدادى ) كان يُسمى نفسه أبو بكر القرشى .فحرمواالأنصارمن المُشاركة في الحُكم ،وحرموهم حتى من حُكم مدينتهم ووطنهم. فكان القرشيون منذ أبو بكر وربما ليومنا يُعينون حاكما منهم عليها،وكأن نساء(المدينة)عجزت وعجزن أن يلدن رجلا قادرا على حُكم بلاده وبلادأجداده !!!!!!!!
ألا سُحقا لكل الأندال الذين يهجرون ويتجاهلون قول الله جل جلاله (هَلْ جَزَاء الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ) ،وتنطبق عليهم حكمة السخاوى( إتق شرمن أحسنت عليه) وقول أبو الطيب المُتنبى :


إِذا أَنتَ أَكرَمتَ الكَريمَ مَلَكتَهُ

                  وَإِن أَنتَ أَكرَمتَ اللَئيمَ تَمَرَّدا .

===

الحديث هنا عن الساسة والحُكم والحُكام والخلفاء ومن دار فى ركابهم من المنافقين وطُلاب السلطة .... أما المُسلمون الصادقون الذين صدقوا الله فيماعاهدوه سبحانه عليه فعلمهم عند رب العالمين ولا نعلمهم وهم خارج هذا القياس تماما .
 
اجمالي القراءات 967