عرفًفوا لنا الإسلام.. غلط!!
عرًفوا لنا الإسلام.. غلط!!

أنيس محمد صالح في الأربعاء ٢٦ - أبريل - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً


عرًفوا لنا الإسلام .. غلط !؟

أثناء زياراتي لأحد البلدان( مومباي بالهند)... وأثناء دخولي إلى مستشفى كبير ضخم للمعاينة وبصحبة أحد المرافقين... وأمام مدخل هذا المبنى الضخم وجدت أناسا يعبدون صنما !!. والناس تتبارك به وتزينه بالذهب والفضة والهدايا والقرابين... وأنا أنظر إليهم بحالة من الإزدراء والذهول!!! ومن باب الفضول سألت المرافق:

 ماذا يعمل هؤلاء؟؟؟ ونحن في نهاية القرن العشرين (بعد 1400 عام تقريبا من رسالة الله جل جلاله السماوية)!! وهل لا زال الناس يعبدون الأصنام حتى يومنا هذا؟؟؟

 فأخذني المرافق من يدي وأدخلني الى الكاهن طالبا مني أن أسأله السؤال نفسه!!! ولن أخفي عنكم، وكلي إشمئزاز وإمتعاض وضيق وحنق، ما أن سألت عابد الصنم هذا، حتى وجدت لديه إبتسامة عريضة أزددت بعدها حنقا وهو يرد عليَ ببروووود أعصاب:

 نحن هنا جميعنا مُسلمون!!! وهذا هو مذهبنا ؟؟؟

 فرديت عليه بإزدراء: مُسلمون؟؟؟ فأستطرد قائلا وكأنه متأكد مما يقول: نعم.. نحن هنا جميعنا مُسلمون ولدينا الدليل على إسلامنا!!! وما أن قال ذلك حتى شططت في وجهه من الغضب قائلا: دليل؟؟؟ أنتم مشركون كفرة تعبدون الأصنام!!! والله أحق أن تعبدوه!!! 

فإذا به يأتيني بكتابين من مكتبته الصغيرة وهو مبتسم... قائلا: هذا الصنم هو إلهنا وليقربنا إلى الله زلفا!!! كما لديكم مذاهب يعظمون بشرا ميتين... وليقربونهم إلى الله زلفا!!! وأنتم تعظمون النبي محمد وهو ميت!!! وتعظمون الصحابة وآل البيت وهم ميتون!!! والنصارى يعظمون الرسول عيسى وهو ميت!!! وأستطرد قائلا: 

ونحن كما يقول الكتاب الأول لديكم!!! فإذا بي أرى بيده صحيح البُخاري ومُسلم!!! ويدخل في الكتاب الأول (في تعريف المسلم): عن زعطان عن معطان عن فلتان عن جعشان عن عطشان عن فلسان إن الرسول (صلعم) قال!!!: المسلم من سلم الناس من لسانه ويده!!! ونحن أناس ينطبق علينا قول البُخاري ومُسلم!!! نسلم الناس من لساننا وأيدينا!!! أما أنتم فتَدعون الإسلام!!! لأنكم أناس لا تسلمون الناس من لسانكم وأيديكم!!! وما أن حاول أن يرينا في الكتاب الآخر (مُسلم) حتى شططت في وجهه غاضبا: أسكت يا عدو الله... كذبت يا مشرك يا كافر!!! لعنة الله عليك!!!

سكت ولم يعقب!!! ولكنني في قرارة نفسي كنت أعلم ان ذلكم التعريف هو ما تعلمناه ولا زلنا نعلمه لأولادنا في المدارس حتى اليوم!!! ولو سألت أي من أئمتنا ومفتينا (العُلماء؟؟؟) ومدرسينا في المدارس والمعاهد والكليات والجامعات لعَرفوا المسلم كما عَرفه ذلك المشرك الكافر... من صحيح البُخاري ومُسلم!!! 

ولا أخفي عنكم أنني ذُهلت وهو يخاطبني على هذا النحو والثقة والإبتسامة لا تفارق شفتيه... مما زاد من حنقي... وكأنه قد أفحمني ومؤكدا لي بأنهم يقرأون ويضطلعون ونحن اُناس لا نقرأ ولا نفقه ديننا!!! ويتكلم وهو كله ثقة من أنه مُحق!!! وحاولت أن أستجمع ما لدي من حكمة لأؤكد له أنه مُخطئ!!! وقلت له:

هذا ما لديك هو من إجتهادات البشر الذين قوَلوا النبي محمد بعد موته وإنقطاع الوحي عنه !!! وأعتدوا عليه!!! وهي من الأحاديث الضعيفة!!! والبشر يصيب ويخطئ!!! وعلى كل حال فهذه الإجتهادات البشرية والتي كُتبت في البُخاري ومُسلم فقد كُتبت باطلا بعد أكثر من (250 عاما من موت الرسول)؟؟؟

 قلتها جُزافا ولم أكن حينها متأكدا مما أقول!!! أو حتى متى كُتبت البخاري ومُسلم!!! وأستطردتُ: أما التعريف الحقيقي للإسلام فستجده في القرآن الكريم - مصدر كل التشريعات والدساتير والأُصول والفقه والعلوم!!! والتي قيلت بلسان النبي سيدنا محمد بالوحي من عند الله – وهو حي يرزق...

وأثناء ذلك وهو يقلب في وجهي الكتاب باحثا عن الفترة الزمنية والتي كُتبت فيها البُخاري ومُسلم... فإذا به يجد ما قلته صحيحا!!! من إنها كُتبت فعلا بعد حوالى ثلاثة قُرون من بعد موت النبي محمد!!! حتى قال بعد أن أحس بأنني أفحمته:

 ألستم أنت الأعراب من صدَر إلينا هذه الكُتب؟؟؟ وأمرتم الناس على إتباعها؟؟؟ وقد نزلت إليكم رسالة الله السماوية وكُلفتم بنشر تعاليم الكتاب؟؟؟ على الأعراب والأميين؟؟؟ وهذه كُتبكُم ولسنا نحن من خطها بيديه!!! 

وكلما حاولت أن أفحمه أفحمني... وهرولت خارجا... ونحن في حالة عدم تعادُل !!؟؟
اجمالي القراءات 1144