(والذين هم عن اللغو معرضون ) ماهو اللغو ؟

عثمان محمد علي في الإثنين ٢٤ - أبريل - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً




(والذين هم عن اللغو معرضون ) ماهو اللغو ؟

سؤال مهم :: (والذين هم عن اللغو معرضون ) ماهو اللغو ؟

التعقيب ::

القرءانيون يسيرون دُبر وخلف أيات القرءان الكريم  لتدبر ولفهم المعانى الحقيقية لمُصطلحات القرءان الكريم. فهيا بنا نتدبر آيات القرءان الكريم التي ورد فيها مُصطلح (اللغو).
1 –جاء مُصطلح اللغو في سياق آيات تشريعية عن المحيض والإيلاء،وطلاق وعدة المُطلقات من الأية 222 إلى الأية 242 من سورة البقرة في قوله تعالى (وَلَا تَجۡعَلُواْ ٱللَّهَ عُرۡضَةٗ لِّأَيۡمَٰنِكُمۡ أَن تَبَرُّواْ وَتَتَّقُواْ وَتُصۡلِحُواْ بَيۡنَ ٱلنَّاسِۚ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٞ (224) لَّا يُؤَاخِذُكُمُ ٱللَّهُ بِٱللَّغۡوِ فِيٓ أَيۡمَٰنِكُمۡ وَلَٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتۡ قُلُوبُكُمۡۗ وَٱللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٞ (225) لِّلَّذِينَ يُؤۡلُونَ مِن نِّسَآئِهِمۡ تَرَبُّصُ أَرۡبَعَةِ أَشۡهُرٖۖ فَإِن فَآءُو فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ (226) وَإِنۡ عَزَمُواْ ٱلطَّلَٰقَ فَإِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٞ (227).فهنا اللغو جاء بمعنى  (الأيمان والحلف) بأى صيغة من صيغ الإمتناع عن المُعاشرة الزوجية أوالطلاق بدون جدية ونية مُبيتة وصادقة وعزم فيها – بمعنى الحلف بالطلاق في أوقات الغضب التي سرعان ما يتراجع فيها الزوجان عن نيتهما في إتمام وإكمال خطوات والإنفصال بينهما (عليا الطلاق لو ماطبختى محشى النهاردة لتكونى طالق هههههههه) ( عليا الطلاق لو خرجتى من البيت تكونى طالق –ههههههه ) فهذه الأيمان سماها رب العزة جلاله في قرءانه وتشريعاته ب(اللغو) وحذرنا أن نذكرإسم الله أو نحلف به سبحانه وتعالى فيها أو في أي يمين لن نستطيع أن نبر به وننُفذه. (وَلَا تَجۡعَلُواْ ٱللَّهَ عُرۡضَةٗ لِّأَيۡمَٰنِكُمۡ أَن تَبَرُّواْ وَتَتَّقُواْ وَتُصۡلِحُواْ بَيۡنَ ٱلنَّاسِۚ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٞ )) فمثل هذه الأيمان تُسمى باللغو- وفيها تشريع مُهم تجاهله المُسلمون وفقهاء ضلال وإضلال المُسلمين بأن الطلاق لا يقع إلا في يمين مؤكد معقودة النية فيه ولم يتراجع الزوجان عنه وفشلت وبائت كل محاولات الصلح بينهما ،أما أي صيغة للطلاق في وقت الغضب لا يؤخذ بها في تشريعات الطلاق والعدة والتسريح والإنفصال.
--وكذلك ورد مُصطلح اللغو بنفس معنى عدم الجدية في الأيمان في سياق آيات تشريعية عن الحلال والحرام في الطعام من الأية 87 إلى الآية 90 من سورة المائدة في قوله تعالى (ٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُحَرِّمُواْ طَيِّبَٰتِ مَآ أَحَلَّ ٱللَّهُ لَكُمۡ وَلَا تَعۡتَدُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُعۡتَدِينَ (87) وَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُ حَلَٰلٗا طَيِّبٗاۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِيٓ أَنتُم بِهِۦ مُؤۡمِنُونَ (88) لَا يُؤَاخِذُكُمُ ٱللَّهُ بِٱللَّغۡوِ فِيٓ أَيۡمَٰنِكُمۡ وَلَٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ ٱلۡأَيۡمَٰنَۖ فَكَفَّٰرَتُهُۥٓ إِطۡعَامُ عَشَرَةِ مَسَٰكِينَ مِنۡ أَوۡسَطِ مَا تُطۡعِمُونَ أَهۡلِيكُمۡ أَوۡ كِسۡوَتُهُمۡ أَوۡ تَحۡرِيرُ رَقَبَةٖۖ فَمَن لَّمۡ يَجِدۡ فَصِيَامُ ثَلَٰثَةِ أَيَّامٖۚ ذَٰلِكَ كَفَّٰرَةُ أَيۡمَٰنِكُمۡ إِذَا حَلَفۡتُمۡۚ وَٱحۡفَظُوٓاْ أَيۡمَٰنَكُمۡۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ (89) يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّمَا ٱلۡخَمۡرُ وَٱلۡمَيۡسِرُ وَٱلۡأَنصَابُ وَٱلۡأَزۡلَٰمُ رِجۡسٞ مِّنۡ عَمَلِ ٱلشَّيۡطَٰنِ فَٱجۡتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ (المائدة 90).... وهنا جاء بنفس معنى الحلف على تحريم شيء وعدم الأكل منه مكيدة في الآخرين أو لعدم رغبته الشخصية في الأكل منه مع نيته الصادقة في أنه ليس بمُحرم من مُحرمات الطعام ولكن لمجرد وسوسة شيطانية له في وقت غضب بعدم أكل طعام من الأطعمة فيحلف على أن أكله حرام ،ثم يتراجع ويعترف بخطئه في يمينه فهنا لا يؤاخذه عليه الله.ولكن لو حلف مؤمنا بأن هذا الطعام حرام أكله وهوليس حرام ثم تراجع بعدما عرف الحقيقة فهنا وجبت عليه فعليه كفارة ليمينه  ...
وينطبق هذاعلى أي يمين قدعزم صاحبه النية على البر به ومستحيل أن يرجع فيه ثم تراجع فهنا عليه كفارةعن يمينه ذكرها القرءان الكريم مُفصلة في الأية 89 من سورة المائدة .
 2 – اللغو بمعنى الإشراك بالله وبالقرءان الكريم في دينه كُتبا أخرى .وهذا هو المعنى الأخطر( للغو) لأنه مُحبط للعمل الصالح ويودى بصاحبه إلى سواء الجحيم.
جاء هذا في قوله تعالى من سورة فصلت (وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَا تَسۡمَعُواْ لِهَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ وَٱلۡغَوۡاْ فِيهِ لَعَلَّكُمۡ تَغۡلِبُونَ ) 26 . اى غيروا في منطوقه لو إستطعتم ،أو معانيه وذلك بإختلاق أقوال أخرى بديلة عنه،فعندما عجزوا عن هذا إختلقوا أقوالا وألفوا كُتبا أُخرى وجعلوها شريكة له في الدين وعلى راسها (البخارى ووو) .فهنا جاء التعبيرعن هذه الروايات والأقوال ب(اللغوا) ....
 وجاء اللغو أيضا بمعنى  (محاربة القرءان الكريم) في سورة الفرقان التي تتحدث  آياتهاعن القرءان الكريم ووجوب الإيمان به ،وصفات المؤمنين به وأوامر رب العالمين لهم، وصفات الكافرين به ،ومسئولية كلا منهم عن نفسه وعن إيمانه يوم القيامة في قوله تعالى (قُلۡ فَأۡتُواْ بِكِتَٰبٖ مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِ هُوَ أَهۡدَىٰ مِنۡهُمَآ أَتَّبِعۡهُ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ (49) فَإِن لَّمۡ يَسۡتَجِيبُواْ لَكَ فَٱعۡلَمۡ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهۡوَآءَهُمۡۚ وَمَنۡ أَضَلُّ مِمَّنِ ٱتَّبَعَ هَوَىٰهُ بِغَيۡرِ هُدٗى مِّنَ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ (50) ۞وَلَقَدۡ وَصَّلۡنَا لَهُمُ ٱلۡقَوۡلَ لَعَلَّهُمۡ يَتَذَكَّرُونَ (51) ٱلَّذِينَ ءَاتَيۡنَٰهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ مِن قَبۡلِهِۦ هُم بِهِۦ يُؤۡمِنُونَ (52) وَإِذَا يُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡ قَالُوٓاْ ءَامَنَّا بِهِۦٓ إِنَّهُ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّنَآ إِنَّا كُنَّا مِن قَبۡلِهِۦ مُسۡلِمِينَ (53) أُوْلَٰٓئِكَ يُؤۡتَوۡنَ أَجۡرَهُم مَّرَّتَيۡنِ بِمَا صَبَرُواْ وَيَدۡرَءُونَ بِٱلۡحَسَنَةِ ٱلسَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ (54) وَإِذَا سَمِعُواْ ٱللَّغۡوَ أَعۡرَضُواْ عَنۡهُ وَقَالُواْ لَنَآ أَعۡمَٰلُنَا وَلَكُمۡ أَعۡمَٰلُكُمۡ سَلَٰمٌ عَلَيۡكُمۡ لَا نَبۡتَغِي ٱلۡجَٰهِلِينَ (55) إِنَّكَ لَا تَهۡدِي مَنۡ أَحۡبَبۡتَ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهۡدِي مَن يَشَآءُۚ وَهُوَ أَعۡلَمُ بِٱلۡمُهۡتَدِينَ (56) وَقَالُوٓاْ إِن نَّتَّبِعِ ٱلۡهُدَىٰ مَعَكَ نُتَخَطَّفۡ مِنۡ أَرۡضِنَآۚ أَوَ لَمۡ نُمَكِّن لَّهُمۡ حَرَمًا ءَامِنٗا يُجۡبَىٰٓ إِلَيۡهِ ثَمَرَٰتُ كُلِّ شَيۡءٖ رِّزۡقٗا مِّن لَّدُنَّا وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ (57الفرقان )
--
ثم جاءت الأوامر للمؤمنين بالإبتعاد عن هذا الأقوال وهذه المؤلفات التي سماها باللغوفى القرءان الكريم والخوض في آياته ،أو  في وجود روايات معه في الدين ،والنهى عن حضور مجالس اللاغين والمُجادلين والخائضين فيه في قوله تعالى في سورة المؤمنون (قَدۡ أَفۡلَحَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ (1) ٱلَّذِينَ هُمۡ فِي صَلَاتِهِمۡ خَٰشِعُونَ (2) وَٱلَّذِينَ هُمۡ عَنِ ٱللَّغۡوِ مُعۡرِضُونَ (3) وَٱلَّذِينَ هُمۡ لِلزَّكَوٰةِ فَٰعِلُونَ (4) وَٱلَّذِينَ هُمۡ لِفُرُوجِهِمۡ حَٰفِظُونَ (5) إِلَّا عَلَىٰٓ أَزۡوَٰجِهِمۡ أَوۡ مَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُهُمۡ فَإِنَّهُمۡ غَيۡرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ٱبۡتَغَىٰ وَرَآءَ ذَٰلِكَ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡعَادُونَ (7) وَٱلَّذِينَ هُمۡ لِأَمَٰنَٰتِهِمۡ وَعَهۡدِهِمۡ رَٰعُونَ (8) وَٱلَّذِينَ هُمۡ عَلَىٰ صَلَوَٰتِهِمۡ يُحَافِظُونَ (9) أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡوَٰرِثُونَ (10) ٱلَّذِينَ يَرِثُونَ ٱلۡفِرۡدَوۡسَ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ (المؤمنون 11). وفى سورة الفرقان (َٱلَّذِينَ لَا يَشۡهَدُونَ ٱلزُّورَ وَإِذَا مَرُّواْ بِٱللَّغۡوِ مَرُّواْ كِرَامٗا ( الفرقان 72)
وفى سورة المائدة (وَكَذَّبَ بِهِۦ قَوۡمُكَ وَهُوَ ٱلۡحَقُّۚ قُل لَّسۡتُ عَلَيۡكُم بِوَكِيلٖ (66) لِّكُلِّ نَبَإٖ مُّسۡتَقَرّٞۚ وَسَوۡفَ تَعۡلَمُونَ (67) وَإِذَا رَأَيۡتَ ٱلَّذِينَ يَخُوضُونَ فِيٓ ءَايَٰتِنَا فَأَعۡرِضۡ عَنۡهُمۡ حَتَّىٰ يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيۡرِهِۦۚ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ ٱلشَّيۡطَٰنُ فَلَا تَقۡعُدۡ بَعۡدَ ٱلذِّكۡرَىٰ مَعَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلظَّٰلِمِينَ ( المائدة 68 )  .....
وهذا كُله لماذا ؟؟
لأن القرءان قول فصل وليس بهزل (وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلرَّجۡعِ (11) وَٱلۡأَرۡضِ ذَاتِ ٱلصَّدۡعِ (12) إِنَّهُۥ لَقَوۡلٞ فَصۡلٞ (13) وَمَا هُوَ بِٱلۡهَزۡلِ (14) إِنَّهُمۡ يَكِيدُونَ كَيۡدٗا (15) وَأَكِيدُ كَيۡدٗا (16) فَمَهِّلِ ٱلۡكَٰفِرِينَ أَمۡهِلۡهُمۡ رُوَيۡدَۢا ( الطارق 17)..

الخلاصة .
أن اللغو جاء بمعنيين الأول بسيط وخفيف وهو الحلف بأيمان غير صادقة ولامعقودة النية فيهاعلى تنفيذها.
 والثانى خطير وعظيم ويُهلك صاحبه ويُرديه في سواء الجحيم إن لم يتب منه /وهو ما جاء بمعنى الإشراك بالله جل جلاله وبكتابه الكريم في دينه كُتبا أخرى وأقوالا أُخرى ،او الجدال والخوض فيه ولوى عُنق آياته لُيثبت قائلها صحة وجهة نظره حتى لو كان هذا على حساب القرءان الكريم وحقائقه وتشريعاته .
 ويتصف أولئك المُجادلون والخائضون واللاغون في آيات الله  بكُرههم الشديد لرب العالمين حتى لو تظاهروا بغيرهذا لأن حُب الله  يتجسد في إيماننا به وحده وإخلاص ديننا له سبحانه وتعالى  .وبفرحهم وسرورهم وحُبهم لآلهتم البُخارى وووووو وكل من يُشركونه مع الله ومع كتابه وتشريعاته وحُكمه في الدنيا والآخرة ..(وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ) الزمر45.

 

 


 
 
اجمالي القراءات 1779