العضل فى منع الزواج من المشركين المُسالمين :( 1 ) معنى الايمان والاسلام

آحمد صبحي منصور في السبت ٢٢ - أبريل - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً


 

 العضل فى منع الزواج من المشركين المُسالمين : ( 1 ) معنى الايمان والاسلام

 مقدمة

السائد حتى الآن هو تحريم زواج المسلمة من النصراني او اليهودي واستنكاف زواج المسلم من النصرانية أو اليهودية ، وربما يبالغ البعض فيحرم الزواج منهن لأنهن مشركات ـ وأنه    يحرم الزواج والتزويج من المشركين والمشركات ، وعلى هذا الأساس يُقام تشريع العضل في هذا الموضوع .

وهذا الموضوع يطرح مشكلة الفجوة الهائلة بين مفاهيم ومصطلحات القرآن ومفاهيم ومصطلحات الأديان الأرضية للمحمديين . وأخطر هذه المفاهيم والمصطلحات وأكثرها أهمية مفهوم الإسلام والإيمان والشرك والكفر .  

ونبدأ بإيجاز ــ ما استطعنا  ـ في استقراء مفاهيم الإسلام والإيمان والشرك والكفر من النسق القرآني ، ثم نفهم من خلالها تشريعات القرآن في موضوع الزواج من المشركين وأهل الكتاب ، وهل هو حرام ام حلال..

مفهوم الإيمان :

1ــ أصل كلمة الإيمان ثلاثة حروف ( ا ــ م ــ ن ) أي ان الإيمان من الأمن . وإلى هذا يشير قوله تعالى (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمْ الأَمْنُ ....) الأنعام 81 فالذين آمنوا (بالله) وآمنوا (للناس) أي (أمنهم الناس) فلم يختلط لإيمانهم بظلم أولئك يستحقون (الأمن) عند الله لأن الجزاء وهو (الأمن) من نفس العمل وهو (الإيمان).

2 ـ  ولذلك فإن كلمة الإيمان لها استعمالان في اللسان العربي والقرآنى ، وهما (آمن بــ) أي اعتقد ، ويأتي ذلك في الإيمان بالله تعالى ورسله وكُتُبه ، و ( آمن لـ) أي وثق واطمأن وشعر بالأمن ، ويأتي ذلك في التعامل مع الناس ، وقد جاء الاستعمالان لنفس الكلمة في قوله سبحانه وتعالى عن المنافقين (وَمِنْهُمْ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ ....) التوبة : 61 ، وردّ الله سبحانه وتعالى يدافع عن النبي ، بأنه (أُذُنُ خَيْرٍ) لأنه (يُؤْمِنُ بِاللَّهِ) أي يعتقد في الله تعالى وحده لا شريك له و( يُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ) أي يثق في المؤمنين ويطمئن لهم ويامن جانبهم ، إذن جاء في الآية الكريمة معنى (آمن بـ) أي اعتقد ، ومعنى (آمن لـ) أي وثق واطمأن وشعر بالأمن والأمان ، أي أن مفهوم الإيمان له جانبان ، جانب يخص التعامل مع الله تعالى وما انزل من كتاب ، وهو (آمن بـ) أي اعتقد وصدّق ، ثم جانب آخر يخص التعامل مع الناس في هذه الدنيا وهو ( آمن لـ) أي وثق واطمأن ،  والذي يجتمع لديه الإيمان ( بالله جل وعلا ) وحده لا شريك له والإيمان للبشر أي يكون مأمون الجانب لا يظلم احداً هو الذي سيدخل الجنة .

  الجانب الخاص بالتعامل مع الله تعالى في مفهوم الإيمان مرجعيته لله جل وعلا يوم الدين ، والذى يعلم السرائر . وليس مجال التطبيق فى الشريعة الاسلامية ، والذى ينحصر فى السلوك ولا يتعداه الى ما فى الأنفس . 

 أمثلة قرآنية فى  مفهوم الإيمان بمعنى الوثوق والاطمئنان :

1 ـ في قصة نوح قال له المستكبرون (قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الأَرْذَلُونَ) الشعراء: 111 ، أي كيف نثق بك ونطمئن إليك ونأمن جانبك وأصحابك من الفقراء والأراذل .

2 ـ وفي قصة إبراهيم حين هاجر تاركا قومه وثق به لوط وهاجر معه مؤمناً له شاعرا إلى جانبه بالأمن والأمان ، أو بتعبير القرآن (فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ) العنكبوت :26 .

3 ـ  وفي قصة يوسف كذب أخوة يوسف على أبيهم وقالوا له : (وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ) يوسف:17 ، أي لست تصدقنا ولست واثقاً منّا ولو كان صادقين .

4 ـ وفي قصة موسى  :

4 / 1 : حين جاء لفرعون وقومه طالبهم بالثقة فيه ، وأن لم يثقوا فيه فعليهم أن يعتزلوه وألا يرجموه : ( وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ (20)  وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ (21) الدخان   ) .

4 / 2 : قوم فرعون من ناحيتهم :

4 / 2 / 1 : لم يثقوا بموسى وأخيه لأنهما ينتميان إلى الطبقة المضطهدة (فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ) المؤمنون :47 .

4 / 2 / 2 :  وبعد ان سلّط  الله جل وعلا عليهم أنواع العذاب قالوا لموسى يعلنون ــ كذبا ــ ثقتهم فيه (لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ) الأعراف 134 .

4 / 3 : وبنو إسرائيل :

4 / 3 : بسبب قسوة الإضطهاد الفرعونى لم ( يؤمنوا لموسى ) . قال جل وعلا: (فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلاَّ ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ  عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ ) (83)) يونس ).  ، أي لم يثق بموسى ويطمئن إليه إلا أقلية من قومه .

4 / 4 ، وظل هذا باقياً في بعضهم حتى بعد غرق فرعون وقومه واستخلافهم ، اذ قالوا لموسى (لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً) البقرة:55 ، أى لا نثق فيك ولا نطمئن لك حتى نرى الله جل وعلا جهرة .

5 ـ وفى عهد النبي محمد:

5 / 1 :  كان عُصاة بنى إسرائيل لا يثقون ولا يؤمنون ل ( غيرهم ) فيقولون لأنفسهم  : ( وَلا تُؤْمِنُوا إِلاَّ لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ ) آل عمران :73 )

5 / 2 : ولذلك قال جل وعلا للنبى محمد والمؤمنين معه :  (أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ  ...؟ ( البقرة :75 )، أي هل تطمعون في الوثوق فيهم ..؟ .

5 / 3 : وعن الصحابة المنافقين في المدينة : فالله سبحانه وتعالى يأمر المؤمنين بأن يقولوا للمنافقين  : (لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ ) التوبة :94 ) ..

الايمان بمعنى الاعتقاد

والآيات القرآنية كثيرة عن الإيمان بمعنى الاعتقاد والتصديق بالله تعالى الواحد الأحد وكتبه ورسله كثيرة ، ونكتفي بقوله سبحانه وتعالى (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ ....)البقرة:285 .).

المؤمن الفائز هو :

1 ـ الذي يجتمع في قلبه وفي عمله جانبا الإيمان يستحق الأمن في الجنة . يقول سبحانه وتعالى   1 : (وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ) النمل :89 ،

  2 :  (وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ ) سبأ : 37 ،

  3 : (يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ) الدخان :55 ) .

الخلاصة فى موضوع الايمان :

1 ـ المؤمن هو الذى يؤمن بالله تعالى وحده إلهاً ورباً ، لا شريك له ،  ويؤمن بالكتب الألهية   والرسل جميعاً . وهذا الإيمان القلبي لا شأن للبشر به ، لأنه تعامل خاص بين العبد وربه   وسيحاسبه ربه عن ذلك يوم الدين . والمفهوم الآخر للمؤمن هو المأمون الجانب الذي يتمتع بالثقة ، والذي لا يعتدي على أحد ، وهذا في التعامل بين البشر .

2 ـ وعليه : فكل إنسان آمن مأمون ثقة موثوق به فهو مؤمن بغض النظر عن دينه ومذهبه ، وهذا الإنسان المؤمن نتعامل معه بالزواج والبيع والشراء وقضاء المصالح . أما العقائد فهي مختلفة داخل الدين الواحد وداخل الطائفة الواحدة ، وداخل المذهب الواحد ،  ومرجعها الى الله سبحانه وتعالى يوم القيامة ليفصل فيها . لكن في هذه الدنيا ينبغي ان نعيش فيها جميعا في أمن .  

مفهوم الإسلام :ــ

1 ـ هو نفس مفهوم الإيمان في القرآن ، فالإسلام بالنسبة للتعامل مع الله تعالى هو استسلام وخضوع وانقياد وطاعة لله وحده . وبالنسبة إلى التعامل بين البشر هو سلم وسلام ، يقول سبحانه وتعالى عن أوليائه في كل زمان ومكان : (بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) البقرة : 112 ، فإسلام الوجه لله ، يعني التوجه لله وحده في العبادة والدعاء ، والخضوع والخشوع " وَهُوَ مُحْسِنٌ " أي الإحسان في التعامل مع البشر لأن الله سبحانه وتعالى يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر ، والذي يتحقق فيه الإسلام في الجانبين معاً يكون من أولياء الله الذي لا خوف عليهم ولا هم يحزنون (اقرأ أيضا : النساء  125) ..

2 ـ والإسلام بهذا المعنى هو الدين الحق الذي نزلت به كل الرسالات الالهية لكل قوم ولكل عصر ، ونعطى امثلة سريعة :

2 / 1 :  نوح قال لقومه :( َإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِي إِلاَّ عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنْ الْمُسْلِمِينَ) يونس72 ،  

2 / 2 : إبراهيم قال له ربه (إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ( 131 )  وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمْ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) 132 البقرة ).

2 / 3 :  موسى  نصح قومه في مصر قائلا : (إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ) هود :84 .

2 / 4 : فرعون حين ادركه الغرق هتف يعلن اسلامه (قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنْ الْمُسْلِمِينَ) هود :90.

2 / 5 : سليمان أرسل إلى مكلة سبأ يدعوها إلى الإسلام قائلا : (أَلاَّ تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ) وفي نهاية القصة أعلنت الملكة اسلامها : (قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) النمل 31 ، 44 ).

2 / 6 :  قال الحواريون لعيسى يعلنون اسلامهم (نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) آل عمران :52 ) .  أى نطق به كل الأنبياء السابقين بألسنتهم التي كانوا يتفاهمون بها مع أقوامهم . قال جل وعلا : (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ) إبراهيم : 4 .

3 ـ وهذا الدين الواحد هو الذي قال عنه رب العزة ( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ ) آل عمران:19 ، أي أن الدين الحق وبمقياس رب العزة هو الخضوع لله تعالى وحده في العبادات ، والسلم والسلام في التعامل مع الناس ، ولهذا كانت تحية الإسلام هي السلام ، وكان اسم الله تعالى السلام ، ومن لا يقبل هذا المفهوم ولا يعمل به بأن لا تكون عقيدته وعبادته خالصة لله وحده او بأن يسعى في الأرض بالفساد والقتل والقتال فلن يقبل الله منه عمله وسيكون في الآخرة من الخاسرين . قال جل وعلا : (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ ) آل عمران : 85 .

4 ـ ولهذا :

4 / 1 : فالإسلام دين الله هو الإيمان بكل الرسالات وبكل الرسل وبكل الكتب الإلهية وألّا  نفرق بين أحد من الرسل ، وهذا ما يؤكده رب العزة جل وعلا فى القرآن الكريم : ( البقرة 136 ، 285 ، آل عمران 84 ، والنساء 150 ، الأحقاف 9) ..

4 / 2 :  فإن الله سبحانه وتعالى يدعو المؤمنين للدخول في السلم كافة: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً ....) البقرة:208 ، وذلك لكي يجتمع الإيمان القلبي بالإيمان العملي والسلام مع الناس ..

5 ـ وقد كان الأعراب حول المدينة ــ في اغلبهم ــ أشد الناس كفراً ونفاقاً ، كانوا يعلنون إيمانهم بالله مع خضوعهم السياسي الظاهري للدولة الإسلامية ، يقول تعالى ( قَالَتْ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلْ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ) الحجرات:14 ، أي انهم قالوا آمنا بالله ، ورد عليهم الله تعالى الذي يعلم السرائر بانهم لم يؤمنوا وامرهم ان يقولوا "أسلمنا" أي خضعنا واستسلمنا ظاهريا للدولة ، أما الإيمان الحقيقي بالله فلما يدخل قلوبهم بعدُ ، وإن كان يعطيهم كل حقوق المسلمين وكل تشريعاتهم الاجتماعية والسياسية ، وهكذا كان المنافقون في عهد النبي ، يحكم الله تعالى بكفرهم ولكن لهم كل حقوق المواطنة ومنها الزواج والتعايش السلمي والاجتماعي ، طالما هم مسالمون لا يرفعون سلاحاً .

6 ـ المسلم الذي يلتزم بمفهوم الإسلام القلبي مع الله والظاهري في التعامل مع الناس يكون من حظه دخول الجنة ، وهى (دار السلام) يقول سبحانه وتعالى :

6 / 1 :  (لَهُمْ دَارُ السَّلامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ ) الأنعام 127.

6 / 2 : (ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ آمِنِينَ)الحجر :46 .

6 / 3 : ، وتقول لهم الملائكة (سَلامٌ عَلَيْكُمْ)الرعد : 24 ..

والخلاصة :

1 ـ للإسلام معنيان : في العلاقة مع الله هو الانقياد والخضوع له تعالى وحده ، وفي التعامل مع الناس هو المسالمة والسلم والسلام ، وهذا يحكم عليه الناس ، والخضوع لله وإخلاص الدين له سبحانه وتعالى. وهذا مرجع الحكم فيه لله تعالى وحده يوم القيامة. وبهذا يلتقي مفهوما الإيمان والإسلام .

2 ـ المسلم هو المؤمن : في التعامل مع الله جل وعلا : إيمان وتصديق وخضوع وانقياد لله تعالى وحده ، وفي التعامل مع الناس هو امن وأمان وسلم وسلام ، ومقياس التعامل البشري وتطبيق الشرائع إنما يكون حسب الظاهر ، لأن علم القلوب لله وحده عالم السرائر والغيوب ، اما تطبيق البشر فهو حسب إمكاناتهم المحدودة والمقيدة بالظواهر ..

3 ـ ولذلك فإن تشريعات الإسلام كانت تطبق على أهل المدينة جميعا ، وهم كما أخبر الله تعالى منهم السابقون ومنهم خلط عملاً صالحا وآخر سيئاً ومنهم من كان في قلبه مرض ومن كان منافقاً في الدرك الأسفل من النار ، ولكن لم يحدث ان قام النبي بالتفريق بين زوج وزوجه بسبب النفاق أو الشرك القلبي ، ولم يحدث ان رفض النبي والمسلمون زواج او تزويج شخص بسبب نفاقه او عقيدته القلبية ، وذلك في وقت كان ينزل فيه القرآن يخبر بمكائد المنافقين وكيدهم للنبي وحقدهم على الإسلام .  

4 ـ  والشرك والكفر لهما نفس المعنى . من حيث السلوك العدوانى . كما جاء فى سورة التوبة : ( 1 : 3 ،   )إن تابوا عن العدوان أصبحوا إخوة فى الدين السلوكى بمعنى السلام ( التوبة  5 ، 11 ).   
اجمالي القراءات 1410