مسلسل (تحت الوصاية ) ورؤية دينية في الموضوع .

عثمان محمد علي في السبت ١٥ - أبريل - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً





مسلسل (تحت الوصاية ) ورؤية دينية في الموضوع .

 

 

 

مُسلسل (تحت الوصاية ) عملا دراميا رائعا كتبته ورشة سيناريو عائلة (دياب )وقامت ببطولته الفنانة المصرية الجميلة (منى ذكى ) ويتقاسم معها البطولة من وجهة نظرى إبنها في المُسلسل طفل جميل موهوب (لا أتذكر إسمه ) ويُذاع ضمن الأعمال الدرامية رمضان هذا العام ..... ورغم أنه لم تنتهى حلقات إذاعته بعد  إلا انه أصبح معلوماأنه يحكى عن مُعاناة سيدة أرملة في تربية أولادها والإنفاق عليهم بسبب ما يُعرف طبقا للقانون المبنى على أراء فقهاء التراث بوجوب وصاية الجد أوأحد الأعمام على احفاده أو أولاد إخوته اليتامى وحرمان أُمهم منها .حتى إضطرت البطلة أن تخطف أو تسرق جزء من مالها (مركبا للصيد) لتعمل هي عليه في صيد الأسماك لتعيش منه وتُنفق على أولادها اليتامى. ويعرض المُسلسل معاناتها في عدم قدرتها على إلحاق إبنها بالمدرسة بسبب ضرورة حضور (الوصى --جده ) وتوقيعه على مستندات تقديم أوراقه في المدرسة .ثم يعرض لمشاكلها في العمل (وهذا طبيعى ولا يهمنى من الناحية الشكلية ) ..

 فالمُسلسل يعرض لموضوع (الوصاية ) وما يترتب عنها من مشاكل بسبب الدولة (المجلس الحسبى ) وبسبب (الوصى الشرعى نفسه) . فظهرت أراء وأقلام تتحدث وتكتب عن التشريعات الدينية الظالمة للأرملة وأبنائها بسبب منعها من الوصاية على أولادها القُصر (من هم دون ال21 سنة ) .

فهل ظلمهم الدين حقا أم ظلمهم التُراثيون والعوام والمجالس النيابية التشريعيةالمصرية؟؟

==

التعقيب ::

بإختصار ::

هناك فارق كبير بين تشريعات الرحمن في القرءان لضبط وتسيير حركة المُجتمع وواقعه الإجتماعى المبنية على الحُرية والعدل والمُساواة  والتعاون في تحمل المسئولية بين الرجل والمرأة دون تفضيل أحدهما على الآخر،وبين تشريعات فقهاء السوء والفقه الذكورى الذى لا يرى في المرأة إلا أنها وعاءا جنسيا فقط . فأصدروا بناءا على ذلك تشريعاتهم حتى لو كانت ستسحق الأرملة وتجعلها هي وأبنائها اليتامى  أذلاء وفقراء وتحت رحمة (المجلس الحسبى ) ورحمة ( الوصى الذكر) سواء كان  جد الأبناء أو أحد أعمامهم الذى غالبا سيأكل بالباطل حقوقهم وميراثهم .

ونقول للأسف لم يأت رجلا رشيدا واحدا في كُل المجالس النيابية التشريعية المصرية منذ سنة 1900 وحتى يومنا هذا ليُطالب بنسف هذه التشريعات المُخالفة لتشريعات الرحمن وتغييرها وإستبدالها بتشريعات مبنية على عدالة القرءان وتشريعاته هو فقط ومنها الإجابة على هذاالسؤال :هل من حق الأم الأرملة الوصاية على اطفالها القُصرأم لا ؟؟

 ولو نظرنا لتشريعات القرءان لوجدنا أنه يحثُ على الزواج من الأرامل لمُساعدتهن على تربية أولادهن وتنشئتهم في بيئة مُستقرة فيها أب (حتى لو كان أبا بديلا ) وأُم وكيان أُسرى . فهل يحثُ القرءان على الزواج منهن ثم يترك الوصاية على الأيتام للجد أو للعم،أم ان الوصاية  من الأساس موجودة مع الأُم وتظل معها حتى في وجود زواج جديد وأب كفيل للأولاد اليتامى بديلا عن الأب الحقيقى المتوفى ؟؟؟

 الوصاية على الأطفال اليتامى حق أصيل لوالدتهم ولا تُنتزع منها أبدا. وآن الآوان لنسف قانون الأحوال الشخصية المصرى للمُسلمين وإستبدال موادة بمواد تتوافق وتتطابق مع تشريعات الرحمن في القرءان.. وقد طالبت بهذا منذ 19عام بالتمام والكمال فى 2004 في ندوة عامة نشرتها مُلخصا لها بعض الصحف المصرية وقتها ... وإقرأوا وتدبروا معى لو شئتم قول الله جل جلاله عن الزواج من الأيامى بمفهومه الشامل وتبعاته لحفظ حقوق اليتامى والوصاية عليهم مع أُمهم وليس مع أحد غيرها . (( وَءَاتُواْ ٱلۡيَتَٰمَىٰٓ أَمۡوَٰلَهُمۡۖ وَلَا تَتَبَدَّلُواْ ٱلۡخَبِيثَ بِٱلطَّيِّبِۖ وَلَا تَأۡكُلُوٓاْ أَمۡوَٰلَهُمۡ إِلَىٰٓ أَمۡوَٰلِكُمۡۚ إِنَّهُۥ كَانَ حُوبٗا كَبِيرٗا (2) وَإِنۡ خِفۡتُمۡ أَلَّا تُقۡسِطُواْ فِي ٱلۡيَتَٰمَىٰ فَٱنكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ ٱلنِّسَآءِ مَثۡنَىٰ وَثُلَٰثَ وَرُبَٰعَۖ فَإِنۡ خِفۡتُمۡ أَلَّا تَعۡدِلُواْ فَوَٰحِدَةً أَوۡ مَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُكُمۡۚ ذَٰلِكَ أَدۡنَىٰٓ أَلَّا تَعُولُواْ ( النساء 3). وكُلنا يعلم أن من حق الزوج فى حياته أن يكتب وصية بماله أو بجزء من ماله وممتلكاته لزوجته لأنها من الأقربين أصحاب الحق فى الوصية (كتب عليكم اذا حضر احدكم الموت ان ترك خيرا الوصية للوالدين والاقربين بالمعروف حقا على المتقين) . فهل يكتب لها جزءا من متتلكاته ويستأمنها عليه ولا يستأمنها على أولاده وممتلكاتهم التى هى أُمهم ؟؟؟؟ اين العقل يا أيها الناس ؟؟

القرءان يحتاج لقراءته ودراسته بعقول مُتفتحة مُبتعدة عن فقه التراث الذكورى المبنى على روايات وأقوال لهو الحديث لستخرج حقائقه وتشريعاته التي تُصلح دائما من أخطاء الواقع الإجتماعى .

 

شُكرا لمن قاموا على كتابة وتنفيذ هذا العمل الدرامى الرائع وعلى طرحهم لمثل هذه القضايا التي تفضح عورات التراث الفقهى للمُحمديين ،ونتمنى لو إستعانوا في المُستقبل بأراء وإجتهادات (اهل القرءان ) في معالجة أعمالهم الدرامية دينيا لتكون أعمالا مُتكاملة ،عرضت المُشكلة وقدمت الحلول في نفس الوقت .

ونقول لمن كتبوا وظلموا الدين بسببه .يجب أن تُفرقوا بيت تشريعات الرحمن فى القرءان والتى هى المصدر الأوحد للدين وبين أقوال وأحكام وأراء فقهاء السوء وأتباع روايات لهو الحديث ،لكى لا تظلموا أنفسكم ولا تظلموا الدين ولا تظلموا رب العالمين جل جلاله .
 
اجمالي القراءات 1083