تعليقات وردود على مقال : قذف المحصنات وحديث الإفك

آحمد صبحي منصور في الثلاثاء ٠٤ - أبريل - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً


تعليقات وردود على مقال :  قذف المحصنات وحديث الإفك     

تشريع العقوبات للمرأة 

كتاب ( تشريعات المرأة بين الاسلام والدين السنى الذكورى )

مقدمة

جاءت تعليقات على المقال السابق ، ولأهميتها أذكرها فى هذا المقال مع الرد عليها شاكرا للأحبة المعلقين الذين أثروا الموضوع بملاحظاتهم :

التعليقات

أولا : الاستاذ : بن ليفانت

قال تحت عنوان ( عائشة وحديث الإفك ):

( كلا الموضوعين في المقال هما من المواضيع الحساسة التي سيء فهما أو استغلت لمآرب أخرى، ولقد شُرحت ووُضحت بشكل علمي، وليس عبر اختراع حكايات أو خرافات للوصول إلى  نتيجة مسبقة أو للثرثرة فقط.
عندي بعض التساؤلات والتعقيبات:
لماذا النساء هن المعنيات وليس الرجال في مسألة الشهادة "رمي المحصنات"؟ أعتقد أن الآية 4 من سورة النور مرتبطة بالآية 2 ، يعني بمسألة الزنى. لذا وفي هذه الحالة لا يمكن وجود زنى دون وجود رجل وأمرأة، فذكر المحصنة يكفي للتعامل مع كل الجوانب (رجل، إمرأة، محصنة)، علاوة على أن رمي النساء وخاصة المحصنات كان له تأثير أكبر بكثير عليهم من تأثير رمي الرجال على الرجال، لذا كان التركيز على النساء مع مراعاة الطرف الآخر ضمنًا وبشكل غير مباشر. لا ننسى هنا أن الآيتين 15 و16 من سورة النساء تعالج الفواحش (الجنسية) الأخرى، وفيها ذكر وجود أربعة شهود أيضًا، وسورة النساء نزلت قبل سورة النور. جدير بالذكر هنا أن العقوبة في آيات سورة النساء لم تكن قاسية كما كان في سورة النور (الجلد).

عندي سؤال بالنسبة للزواج بملك اليمين. هل تبقى هذه الجارية المتزوجة ملكًا لمالكها؟ عبارة آتوهن أجورهن تعني المهر الذي يُدفع للجارية كما فهمت منكم، فماذا عن مالك الجارية؟ هل يأخذ ثمنًا أيضًا إذا غادرت الجارية؟ وماذا يعني إذا أخذ؟ هل تصبح ملك يمين لمن تزوجها؟
تعقيب على اسطورة البخاري وحديث الإفك: تأكيدًا لما جاء في المقال وحسب ما أعلمه من ترتيب نزول سور القرآن، وهذه معلومات من كتب التراث – يعني من شلة البخاري، فسورة الأحزاب والتي جاء في الآية 33 منع نساء النبي من مغادرة البيوت ترتيب نزولها هو 90 بين ترتيب سورة النور التي جاء فيها حديث الإفك في الآية هو 102، فكما ذكرتم كيف يأمر الله النبي باصطحاب زوجاته بعد أن أمرهم بالبقاء في البيوت؟
فكرة أخيرة ليس لها علاقة بالمقال: القرآن نزل دفعة واحدة في ليلة واحدة، يعني أن كل الأمور والتفاصيل التي حصلت كانت مذكورة قبل أن تحصل، يعني أن الله كان يعلم بهذه التفاصيل، لكنه لم يكن مقررًا لها، وإلا لأصبحت العملية برمتها عبارة عن مسرحية كتب السيناريو لها في ليلة القدر، قبل 1400 سنة. أيضًا فإن الرسول لم يكن عند نزولها يعلم بها، وإلا لكان قد أعطاه الله علمًا بالمستقبل. لتقريب ما حدث للفهم: لنتصور أن محتوى القرآن هو عبارة عن معلومات موجودة في قاعدة بيانات (data bank) ومعه برنامج (App) يقوم بالوقت المناسب بالإدلاء بآية كذا أوسورة كذا. عندها يعلم الرسول بها.)

انتهى .

الرّد  :

1 ـ قال :

( لماذا النساء هن المعنيات وليس الرجال في مسألة الشهادة "رمي المحصنات"؟ ).

أقول :

 هذا من الحرص على سُمعة المُحصنات العفيفات . علاوة أن الأمر يتضمن الرجال أيضا ، لأن التشهير بإمرأة محصنة هو تشهير بأهلها وزوجها وأبنائها .

2 ـ قال :

( أعتقد أن الآية 4 من سورة النور مرتبطة بالآية 2 ، يعني بمسألة الزنى. لذا وفي هذه الحالة لا يمكن وجود زنى دون وجود رجل وأمرأة، فذكر المحصنة يكفي للتعامل مع كل الجوانب (رجل، إمرأة، محصنة)،.

أقول :

قال جل وعلا فى عقوبة الزنا المُثبت : ( الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ (2).  وقال جل وعلا فى عقوبة رمى المحصنات بالزنا بدون إثبات : ( وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ (4)). هنا إرتباط واضح فعلا . إن كان هناك إثبات فالعقوبة على الزانى والزانية ، إن لم يكن إثبات فالعقوبة على من يتهم المحصنات ظلما . المشهورة بالزنا دون إثبات ليست من المحصنات ، وعقوبتها الامساك فى البيوت حتى تتوب أو تموت .

قال :

( وسورة النساء نزلت قبل سورة النور).

أقول :

ليس هذا صحيحا . لقد قمت بتحليل مضمون للسور القرآنية ، وظهرت بعض نتائجه فى كتاب عن التنزيل المكى والتنزيل المدنى . طبقا لهذا فإن أوائل السور المدنية هى الممتحنة والنور ، وأواخرها التوبة والمائدة .

قال :

( هل تبقى هذه الجارية المتزوجة ملكًا لمالكها؟ عبارة آتوهن أجورهن تعني المهر الذي يُدفع للجارية كما فهمت منكم، فماذا عن مالك الجارية؟ هل يأخذ ثمنًا أيضًا إذا غادرت الجارية؟ وماذا يعني إذا أخذ؟ هل تصبح ملك يمين لمن تزوجها؟ ).

أقول :

مالك الجارية لا يدخل بها إلا بعقد زواج وبعد إستبراء رحمها ، ويدفع لها المهر ، وتبقى الجارية مملوكة لصاحبها بعد زواجها من غيره ، وهى التى تقبض المهر ، والجارية المتزوجة من غير مالكها عليها طاعة زوجها فيما ليس فيه عصيان للخالق جل وعلا . وتكون ضمن موالى المالك ، وعليه رعايتها. ومن تلده يكون حرا .  

قال :

( فسورة الأحزاب والتي جاء في الآية 33 منع نساء النبي من مغادرة البيوت ترتيب نزولها هو 90 بين ترتيب سورة النور التي جاء فيها حديث الإفك في الآية هو 102، فكما ذكرتم كيف يأمر الله النبي باصطحاب زوجاته بعد أن أمرهم بالبقاء في البيوت؟  ).

أقول :

سورة النور من أوائل السور المدنية . واسطورة عائشة قالوا انها فى ( غزوة بنى المصطلق ) وقد حدثت بعد غزوة الأحزاب ، أى بعد الأمر لنساء النبى بأن يقرن فى بيوتهن.   جدير بالذكر أن أول من صنع اتهام عائشة فى حديث الإفك هو ابن إسحاق فى السيرة ، ونقل ذلك عنه ابن هشام ، وجاء البخارى بعدهما فجعله ضمن أحاديثه . وأرى أن ابن إسحاق قد إخترع غزوة بنى المصطلق أساسا . وأرجو أن أكمل كتابا فى نقد سيرة ابن اسحاق .

قال :

( القرآن نزل دفعة واحدة في ليلة واحدة، يعني أن كل الأمور والتفاصيل التي حصلت كانت مذكورة قبل أن تحصل، يعني أن الله كان يعلم بهذه التفاصيل، لكنه لم يكن مقررًا لها، وإلا لأصبحت العملية برمتها عبارة عن مسرحية كتب السيناريو لها في ليلة القدر، قبل 1400 سنة. أيضًا فإن الرسول لم يكن عند نزولها يعلم بها، وإلا لكان قد أعطاه الله علمًا بالمستقبل.   ).

أقول :

 نزل القرآن مكتوبا فى قلب النبى مرة واحدة فى ليلة الاسراء التى هو ليلة القدر ، ثم كان يتنزل بعدها ليقرؤه ربه إياه ، ثم يكتبه بتلك الكتابة الخاصة . حين كان تتنزل عليه الآية ويقرؤها كان يتذكر مضمون الآية فيسبق بها لسانه . قال له ربه جل وعلا :

1 ـ (  وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً (114) طه ) .

2 ـ (  لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19) القيامة ) .

أى لم يكن يعلم شيئا عن المكتوب فى قلبه ، والقلب هو الفؤاد والنفس وذات الصدور . التفاصيل فى كتابنا عن ليلة القدر ، وبحث عن ان النبى هو الذى كتب القرآن بيده .

ثانيا :

د . عبد الرزاق منصور على 

قال تحت عنوان : ( لفته فكريه صاغها أستاذنا الدكتور أحمد صبحى فى بحثه" قذف المحصنات وحديث الأفك  ):

( لفته فكريه تنويريه صاغها أستاذنا الدكتور أحمد صبحى فى بحثه الهام "قذف المحصنات وحديث الأفك" وذلك للأسباب التاليه والتى تضمنها البحث :   
1 ـ  أن حديث الافك ليس خاصا بإحدى نساء النبي وانما هو أمر اشترك فيه جماعة من المؤمنين اتهموا جماعة اخرى من المؤمنين اثما وعدوانا . وهذا لا يجوز في اخلاقيات المجتمع المسلم الذى ينزل عليه الوحى القرآني .
2 ـ  ولو كان مجتمع المدينة خالياً من المنافقين والذين في قلوبهم مرض ما لحقت بهن الشبهات والاتهامات. والله جل وعلا  دافع عن هؤلاء المحصنات الغافلات المؤمنات ولعن من اتهمهن في شرفهن .
3 ـ  فى غزوة الأحزاب في العام الخامس من الهجرة ، نزلت سورة الأحزاب وفيها الأمر بالحجاب لنساء النبي والأمر حاسم لهن بأن يمكـثـن في البيت ولا يخرجن منه . فى خطاب مباشر:

 ﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ﴾ - فكيف يأمرهن الله جل وعلا بالبقاء في البيت ويأتي النبي فيصطحـبهن في غزوة بنى المصطلق فيما بعد؟

 

يتضح مما سبق مدى كذب وافتراء واجرام رواة الحديث وفقهاء التراث الذين صوروا مجتمع المدينه وجيل الصحابه وكأنه مجتمع"المدينه الفاضله" التى تخيلها الفيلسوف أفلاطون- والحقيقه هى التى ذكرها القرأن الكريم عن جيل الصحابه وماحدث منهم من الموبقات والفساد رغم أن  رسول الله كان بينهم ونزل عليه الوحى فى زمنهم وبالتالى فليس لهم حجه ولاتقبل أعذارهم.  

أقول :

1 ـ رب العزة جل وعلا بدأ الحديث عن المنافقين فى أوائل السور المدنية ( سورة النور ) ، واستمر الحديث عنهم الى أواخر السور ( المائدة والتوبة ). وحين تقوم بعمل تحليل مضمون لسورة التوبة : تجدها قد أعطت وصفا متنوعا لسكان المدينة وما حولها من الأعراب والكفار . كان من سكان المدينة السابقون والذين خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا ، والمُرجون لأمر الله جل وعلا ، ومنهم منافقون صُرحاء ومنافقون هم الأشد خطورة الذين مردوا على النفاق ، ثم أعراب مؤمنون وأعراب أشد كفرا ونفاقا ، بالاضافة للكفار المعتدين والذين بدأت بهم السورة .

2 ـ مع كل الوضوح فى القرآن الكريم المبين وآياته البيّنات فالمواشى البشرية من أئمة الأديان الأرضية يصممون على عصمة كل الصحابة ، ويجعلونهم مصدرا لأديانهم الأرضية الشيطانية .

ثالثا :

من الأستاذ سعيد على

قال تحت عنوان : ( المهاجرات العفيفات بطلات حقيقيات ظلمهن كُتاب التاريخ ):

( أن يهاجر الرجل فارا بدينه تعتبر بطولة.. أن تهاجر المرأة فارة بدينها لمجتمع غريب و بعيد عن أهلها فهذه بطولة استثنائية.. المهاجرات بين مطرقة عنف قريش و سندان الاتهام بالافك من أهل المدينة.. المهاجرات بطلات عظيمات تجاهلهن كُتاب التاريخ..) .

أقول :

1 ـ لفتة رائعة مشكور عليها استاذ سعيد على .

2 ـ تعرض ابن سعد فى الجزء الأخير من الطبقات الكبرى للنساء ، وذكر بعض المهاجرات ، وعنه أخذ المؤرخون اللاحقون . هى كتابات تاريخية أراها مشكوكا فيها . والتاريخ عموما لا يسجل إلا للمشاهير . ولا ننتظر منه أن يسجل تاريخا للسابقين من الذين كانوا حول الرسول ، يقومون معه الليل وينصرون الله ورسوله . وطبعا منهم نساء مهاجرات ، ذكرهن رب العزة جل وعلا فى سورتى الممتحنة والأحزاب . العلم بهم عند الله جل وعلا وحده .  
اجمالي القراءات 1377