أ.د.عبدالرزاق منصور على
ما علاقة الرعد والبرق بالسحاب المركوم؟

د. عبد الرزاق علي في الأربعاء ٢٩ - مارس - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً


ما علاقة الرعد والبرق بالسحاب المركوم؟

أ.د.عبدالرزاق منصور على

 

-وفقا للجمعيه الوطنيه الجغرافيه فإن البرق  يقتل حوالي 2000 شخص سنويًا في جميع أنحاء العالم. ويمكن أن تسبب صواعق البرق إصابات خطيرة مميتة في ما بين 10 و 30٪ من الحالات ، مع إصابة ما يصل إلى 80٪ من الناجين بإصابات طويلة الأمد. لا تنتج هذه الإصابات الشديدة عادةً من الحروق الحرارية ، لأن التيارالكهربائى قصير جدًا لدرجة لا تسمح بتسخين الأنسجة بدرجة كبيرة ؛ بدلاً من ذلك ، قد تتضرر الأعصاب والعضلات بشكل مباشر بسبب الثقوب التى تحدث في أغشية الخلايا وهذه الثقوب ناتجه عن الجهد العالي ، وهي العملية التى تسمى التثقيب الكهربائي

-كالعاده نلقى الضوء على بعض المصطلحات العلميه:

البرق: وميض من الضوء الساطع في السماء ناتج عنتفريغ كهرباء الغلاف الجوي بسببإنتقال الكهرباء بين السحب أو من السحب إلى الأرض. وتوجد العديد من النظريات لشرح كيفية شحن السحابة كهربائيا والأكثر قبولًا هو أنه أثناء اندفاع الهواء الرطب الدافئ من الأرض (بين الهواء وجزيئات الماء الدقيقة) يتسبب في تراكم الشحنات. وحينما تتشكل قطرات الماء ، تشحن القطرات الأكبر بشحنة موجبه والقطرات الأصغر بشحنة سالبة.

وعندما تتراكم قطرات الماء فوق بعضها فإنها تشكل سحبا ، وبالتالي قد تمتلك السحابة شحنة موجبة أو سالبة ، إعتمادًا على شحنة قطرات الماء التي تحتويها. قد تصبح الشحنة على السحابة كبيرة لدرجة أنها قد تتسرب إلى سحابة أخرى أوإلى الأرض ونطلق على هذا التفريغ "البرقً"

الرعد:الصوت الناتج من التمدد السريع للهواء المحيط بمسار صاعقة البرق بسبب التسخين السريع الناتج من تفريغ التيارالكهربائى للبرق بشكل متفجر.ويرى البرق قبل سماع صوت الرعد لأن البرق طاقه كهرومغناطيسيه وسرعتها هى سرعة الضوء أما صوت الرعد فيأتى متأخرا عن البرق لان سرعته مثل سرعة الصوت التى تقل عن سرعة الضوء. ومع ذلك من الممكن أن ترى البرق ولا تسمع صوت الرعد إذا كان بعيدًا جدًا . ويطلق على هذا "البرق الحراري" لأنه يحدث غالبًا في فصل الصيف.

الكسف: بكسر الكاف وفتح السين هىالقِطْعَةُ من الشيءِ: والفعل كسف الشيئ= غطَّاهُ,-- وفى التنزيل الحكيم,الكسف = السحاب المركوم, قال تعالى(وِإن يَرَوْا كِسْفًا مِّنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَّرْكُومٌ)الطور-44

الغريب أن السحاب المركوم (المكون من طبقات بعضها فوق بعض) يؤدى الى زيادة كثافة السحاب فيمنع الضوء من اختراقه أى يصبح معتما للضوء وهذا مايحدث فى الواقع حين نرى بالعين قتامة وظلام هذا النوع من السحاب. الأغرب أن الاسم العلمى لهذا الكسف هو السحاب المركوم أو

  "(Cumulonimbus clouds

وتأتى الغرابه من الدقه فى الجمع بين التعبير اللغوي والعلمى فى آن واحد. ولكن كيف ذلك؟

1-الإسم العلمى مشتق من لفظ "التراكم" بالانجليزيه

2-الكسف فى اللغه العربيه تتضمن الجمع بين معنيين مختلفين هما, القطع المتراكمه واللون الغامق وهذا مايميز السحاب المركوم.

الودق: الوَدْقُ هو الحده والشده أو نُقَطٌ حُمْرٌ تخرج في العين. والفعل ودق =سقط أوخرج: والمَوْدِق هو العازل بين الشيئين. ولتجميع كل هذه المعانى فى معنى واحد يمكننا أن "نقول أنه = الشراره., لكن لماذا تعنى الشراره وليس المطر كما يظن الكثير منا؟ أقول,,

1-يبدأ البرق بشرارة ضخمة تحدث عندما يتم شحن الغيوم( السحاب المتراكم) تدريجيا ليزداد فرق الجهد الكهربائى فيما بين سحابة و سحابة مجاورة أو السحابة والأرض

2- يزداد فرق الجهد حتى يتم تدمير القوة العازلة للوسط المجاو (الهواء) ويحدث الصعق الكهربائى= أويدمر العازل بين الشيئين

3- ودق = نزل أوخرج وهوما ينطبق على الشراره حرفيا

4- النقط الحمر تنطبق على الشراره الكهربائبه ولونها ولا تنطبق على المطر

5- إذا نظرت للبرق سترى أنه يخرج من داخل السحابه (أى من خلالها) بعكس المطر, قال تعالى (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهوَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَار) النور43. والذى يستطيع أن يذهب بالابصار هو سنا البرق (أى صعقة البرق الكهربائيه) وليس المطركما يظنون. أما المطرفهو جِبَالٍ البرد التى أشارت اليها الآيه وسنوضحها فى الفقره التاليه:

-إن القرآن الكريم قد أكد على أن جبال البرد لا تتكون إلا في داخل نوع واحد من السحب تسمى السحب الركامية

   Cumulonimbus cloud"

وهى تظهرفى السماء لمن يراها من بعيد كأنها الجبال ولها إمتدادات وهو ما أظهرته الصور التي تم إلتقاطها من الطائرات والأقمار الصناعية

6-هنالك لفته علميه ولفظيه فى سياق آية سورة النور السابقه وهى إستعمال الكلمات الداله والتى نستخدمها فى بداية كتابة البحث العلمى والمفردات الداله هنا هى: يزجى, يؤلف بينه, ركام, سنا البرق. وكلها تدل على الطاقه والمجال الكهربائى فمثلا الدفع بإتجاه التآلف لايكون الا بين أشياء متنافره وهو مايصدق فعليا على تراكم الشحنات المتشابهه فى تكوين الشحنه الكليه للسحابة ( تراكم الشحنات الموجبه على بعضها أوالسالبه على بعضها) وهذا لايحدث لوجود التنافربينهم فيزيائيا إلا اذا كانت هناك قوة دافعه تتغلب على قوة التنافر بينهم ولذلك نبهنا الله تعالى لذلك بقوله ألم ترى..الى- ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ)

 

 
اجمالي القراءات 1203