الإغتصاب والسبى

آحمد صبحي منصور في الخميس ٢٣ - مارس - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً


الإغتصاب والسبى  

تشريع العقوبات للمرأة 

كتاب ( تشريعات المرأة بين الاسلام والدين السنى الذكورى )

 الاغتصاب والسبى

  فى دين الإسلام :

أولا : رب العزة جل وعلا :

1 ـ يغفر للمضطر فى أكل المحرمات فى الطعام .

1 / 1 وتكرّر هذا فى التنزيل المكى . قال جل وعلا :

1 / 1 / 1 ـ ( إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنْ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (115) النحل )

1 / 1 / 2  ـ ( قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنْ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (145) الانعام )

1 / 1 / 3  ـ ( وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ وَإِنَّ كَثِيراً لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ (119) الانعام )

1 / 2 ـ وتكرر أيضا فى التنزيل المدنى . قال جل وعلا :

1 / 2 / 1  ـ ( إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنْ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (173) البقرة )

1 / 2  / 2 ـ ( فَمَنْ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (3) المائدة ).

2 ـ لا يؤاخذ من يقع عليه الإكراه فيكفر . قال جل وعلا : ( مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنْ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (106) النحل ) .

3 ـ لا يؤاخذ الإنسان بالخطأ غير المتعمد وغير المقصود ، . قال جل وعلا :(وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ)الأحزاب: 5 ..)

4 ـ لا يكلف نفسا إلا وسعها ولا يحملها فوق طاقتها . قال جل وعلا :

 4 / 1 :  ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286) البقرة )

4 / 2 : (  لا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلاَّ وُسْعَهَا ( 233) البقرة ).

4 / 3 : (  لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا )  (152)  الانعام  )

4 / 4 : (  لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا ) (42) الاعراف )

4 / 5 : (  وَلا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا  ) (62)   المؤمنون )

4 / 6 : (  لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ مَا آتَاهَا )  (7 ) الطلاق )

ثانيا : أكثرنا من الاستشهادات للتأكيد على أنه لا عقوبة على الإغتصاب .

1 ـ لا نتصور أن تغتصب إمرأة رجلا ، ولكن قد يحدث . الشائع أن يغتصب الرجل المرأة .

2 ـ المرأة إذا قررت الموت رفضا للاغتصاب فلن تستطيع قوة فى البشر إرغامها . ولكن دون ذلك أن يقع عليها إكراه مادى تخور معه قوتها أو إكراه معنوى تنهار فيه إرادتها ( كتهديدها بقتل ابنها أو زوجها ). مدى رفضها ومدى مقاومتها يعلمه الله جل وعلا . أما فى التطبيق البشرى للشريعة الاسلامية فلا عقوبة عليها . ويكفينا هنا قوله جل وعلا عن الجارية المملوكة : ( وَلا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ (33)  النور ).

 

الاغتصاب في الدين السُنّى

أولا :

1 ـ بدأ مالك فى الموطّأ ببحث هذه القضية تحت عنوان " باب الاستكراه في الزنا" ، وقد اخبر مالك في رواية ان عبداً استكره جارية على الزنا فجلده عمر " ونفاه" ولم يجلد الجارية لأنه استكرهها ، ثم يروي بعدها ان الخليفة عبد الملك بن مروان حكم في قضية اغتصاب بأن يدفع الرجل الجاني صداق او مهر المرأة ، ولم يذكر مالك عقوبة أخرى للمغتصب .

2 ـ ورأى أبوحنيفة أنه لا عقوبة على المرأة في حالة الاستكراه ، بل على الرجل ، وأنه إذا وجب عليه الحد فلا يدفع لها الصداق أو المهر ، يعني ان دفع الغرامة يُسقط العقوبة ، وانه إذا سقط عنه الحد بأي شبهة أصبح الصداق واجباً عليه .

3 ـ ، وكرر الشافعي نفس الأقوال ولم يتحمس ــ فيما يبدو للتفنيد والجدل  ــ حسبما اعتاد ، ولكن فقهاء الشافعية ــ بعده ــ اضافوا عدة تفريعات ، فالجارية المستكرهة إذا نقص ثمنها بعد جريمة الاغتصاب كان على الجاني أن يدفع ما نقص من ثمنها بالإضافة إلى المهر ، اما إذا كانت حرة فأصابها جُرح في عملية الاغتصاب فإنه يدفع تعويضاً لها عن الجرح بالإضافة إلى المهر . أما إذا ماتت بسبب الاغتصاب كان عليه الدية إذا كانت الضحية حرة ، او ثمن الجارية إذا كانت جارية ، بالإضافة إلى المهر ..

4 ـ يذكر البخاري أن الجارية إذا كانت بكراً واُغتصبت فإن الجاني يدفع غرامة بقدر ما ينقص من قيمة الجارية ، مع عقوبة الجلد ، ولم يذكر الرجم ، أي أن الرجم للجاني المحصن ليس وارداً إذا كانت الضحية جارية ، حتى لو كانت بكراً ومغتصبة ، ثم يذكر أن الجاني إذا اغتصب جارية ثيباً يقام عليه الحد ولكن لا يدفع غرامة ، وهذا هو ما قال به الأئمة ، حسبما يذكر البخاري ، ولكن الشرط ف ذلك أن يكون الجاني حُـرَّاً ، وليس عبداً مملوكاً .

ثانيا

ونضع بعض ملاحظات :

 1 ـ ليس فيما قالوا أى إستشهاد بالقرآن الكريم . بل لم يتكلفوا عناء تصنيع أحاديث .

2 ـ فى الأغلب حصروا الاغتصاب فى العبيد والجوارى المملوكات .

3 ـ تجاهلوا أفظع أنواع الاغتصاب ، وهو السبى .

 

  ندخل فى موضوع السبى ( المسكوت عنه )

1 ـ كان شائعا مُعتادا فى الغارات بين قبائل العرب ، وفى الحروب خارج شبه الجزيرة العربية 2 ـ أصبح الاعتداء الحربى محرما فى دولة الاسلام فى عهد النبى محمد عليه السلام ، وتقرّر إطلاق سراح الأسرى المقاتلين بدون مال ، بالمنّ او الافتداء ( اسير مقابل أسير )، وحرّم رب العزة كل أنواع الظّلم ، ومنه قتل النفس البريئة ، وإسترقاقها ، فلم يعد هناك منبع للاسترقاق إلا أن يؤتى به من الخارج . وفى دولة الاسلام يكون الحض على عتقه . ومن يتزوج مملوكه فلا بد من مراعاة العدة وأن يدفع لها مهرها . والتفاصيل فى كتاب لنا عن ( ملك اليمين ).

3 ـ الخلفاء الفاسقون من أبى بكر ومن تلاه أعادوا الاسترقاق فى الحروب ، كانت العادة إرسال خُمس السبى من النساء والبنات والأطفال الى المدينة ، وتوزيع الأربعة أخماس على المقاتلين فى أرض المعركة . وفى المدينة يتم توزيع السبي على أهلها . ( على بن أبى طالب ) أنجب معظم أولاده من إغتصاب السبابا . وساد السبى وانتشر فى الدولة الأموية وما بعدها ، فأصبح محتاجا الى تشريع ، فجاء الدين السنى بالتشريع عن طريقين : تشويه تاريخ النبى محمد وسيرته وهذا ما بدأ به إبن اسحاق فى السيرة ، وتشريع بدأ به مالك بن أنس فى ( الموطّأ ). كان ابن اسحاق ومالك خصمين ، ولكن إتفقا فى الطعن فى الاسلام ورسوله محمد عليه السلام .

4 ـ إبن إسحاق زعم أن النبى محمدا عليه السلام كان فى حروبه يسترق النساء سبايا  بل تزوج واحدة منهن . نأخذ مقتطفات من هذا الافتراء مما جاء فى سيرة ابن هشام والتى ينقلها عن سيرة ابن إسحاق . قال عليهما اللعنة :

4 / 1 : فى غزوة خيبر

4 / 1 / 1 : ( افْتِتَاحُ رَسُولِ اللّهِ الْحُصُونَ:

وَتَدَنّى رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ الْأَمْوَالَ يَأْخُذُهَا مَالًا مَالًا، وَيَفْتَتِحُهَا حِصْنًا حِصْنًا.. وَأَصَابَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مِنْهُمْ سَبَايَا، مِنْهُنّ صَفِيّةُ بِنْتُ حُيَيّ بْنِ أَخْطَبَ، وَكَانَتْ عِنْدَ كِنَانَةَ بْنِ الرّبِيعِ بْنِ أَبِي الْحُقَيْقِ، وَبِنْتَيْ عَمّ لَهَا؛ فَاصْطَفَى رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ صَفِيّةَ لِنَفْسِهِ. وَكَانَ دِحْيَةُ بْنُ خَلِيفَةَ الْكَلْبِيّ قَدْ سَأَلَ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ صَفِيّةَ فَلَمّا أَصْفَاهَا لِنَفْسِهِ أَعْطَاهُ ابْنَتَيْ عَمّهَا، وَفَشَتْ السّبَايَا من خَيْبَرَ في الْمُسْلِمِينَ.) .

تعليق :

إفتتاح حصون خيبر ، وسبى نساء خيبر . والنبى بزعمهم يختار منهن صفية بعد أن كانت من نصيب دحية الكلبى .

4 / 1 / 2 :

( أَمْرُ صَفِيّةَ أُمّ الْمُؤْمِنِين ]

( قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَلَمّا افْتَتَحَ رَسُولُ اللّهِ- صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ- الْقَمُوصَ، حِصْنُ بَنِي أَبِي الْحُقَيْقِ أُتِيَ رَسُولُ اللّهِ- صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ- بِصَفِيّةَ بِنْتِ حُيَيّ بْنِ أَخْطَبَ، وَبِأُخْرَى مَعَهَا، فَمَرّ بِهِمَا بِلَالٌ وَهُوَ الّذِي جَاءَ بِهِمَا عَلَى قَتْلَى مِنْ قَتْلَى يَهُودَ فَلَمّا رَأَتْهُمْ الّتِي مَعَ صَفِيّةَ صَاحَتْ. وَصَكّتْ وَجْهَهَا وَحَثّتْ التّرَابَ عَلَى رَأْسِهَا؛ فَلَمّا رَآهَا رَسُولُ اللّهِ- صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ- قَالَ أَعْزِبُوا عَنّي هَذِهِ الشّيْطَانَةَ وَأَمَرَ بِصَفِيّةَ فَحِيزَتْ خَلْفَهُ. وَأَلْقَى عَلَيْهَا رِدَاءَهُ فَعَرَفَ الْمُسْلِمُونَ أَنّ رَسُولَ اللّهِ- صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ- قَدْ اصْطَفَاهَا لِنَفْسِهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ- صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ- لِبِلَالِ فِيمَا بَلَغَنِي، حِينَ رَأَى بِتِلْكَ الْيَهُودِيّةِ مَا رَأَى: أَنُزِعَتْ مِنْك الرّحْمَةُ يَا بِلَالُ، حِينَ تَمُرّ بِامْرَأَتَيْنِ عَلَى قَتْلَى رِجَالِهِمَا؟ وَكَانَتْ صَفِيّةُ قَدْ رَأَتْ فِي الْمَنَامِ وَهِيَ عَرُوسٌ بِكِنَانَةِ بْنِ الرّبِيعِ بْنِ أَبِي الْحُقَيْقِ أَنّ قَمَرًا وَقَع حِجْرُهَا. فَعَرَضَتْ رُؤْيَاهَا عَلَى زَوْجِهَا؟ فَقَالَ مَا هَذَا إلّا أَنّك تَمَنّيْنَ مُلْكَ الْحِجَازِ مُحَمّدًا، فَلَطَمَ وَجْهَهَا لَطْمَةً خَضّرَ عَيْنَهَا مِنْهَا. فَأُتِيَ بِهَا رَسُولُ اللّهِ- صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ- وَبِهَا أَثَرٌ مِنْهُ فَسَأَلَهَا مَا هُوَ؟ فَأَخْبَرَتْهُ هَذَا الْخَبَرَ.) .  

تعليق :

جاء بلاب بصفية للنبى ومرّ بها على جثث أهلها . ثم اصطفاها لنفسه بأن ألقى عليها ثوبه . وكانت صفية زوجة لرجل إسمه كنانة بن الربيع . يعنى إغتصاب لزوجة حُرّة .

4 / 1 / 3 :

[بِنَاءُ الرّسُولِ بِصَفِيّةَ وَحِرَاسَةُ أَبِي أَيّوبَ لِلْقُبّةِ]:

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَلَمّا أَعْرَسَ رَسُولُ اللّهِ- صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ- بِصَفِيّةَ. بِخَيْبَرِ أَوْ بِبَعْضِ الطّرِيقِ وَكَانَتْ الّتِي جَمّلَتْهَا لِرَسُولِ اللّهِ- صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ- وَمَشّطَتْهَا أَمْرِهَا أُمّ سُلَيْمٍ بِنْتُ مِلْحَانَ أُمّ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. فَبَاتَ بِهَا رَسُولُ اللّهِ- صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ- فِي قُبّةٍ لَهُ. وَبَاتَ أَبُو أَيّوبَ خَالِدُ بْنُ زَيْدٍ، أَخُو بَنِي النّجّارِ مُتَوَشّحًا سَيْفَهُ يَحْرَسُ رَسُولَ اللّهِ- صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ- وَيُطِيفُ بِالْقُبّةِ حَتّى أَصْبَحَ رَسُولُ اللّهِ- صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ- فَلَمّا رَأَى مَكَانَهُ قَالَ مَا لَك يَا أَبَا أَيّوبَ؟ قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ خِفْت عَلَيْك مِنْ هَذِهِ الْمَرْأَةِ وَكَانَتْ امْرَأَةً قَدْ قَتَلْتَ أَبَاهَا وَزَوْجَهَا وَقَوْمَهَا، وَكَانَتْ حَدِيثَةَ عَهْدٍ بِكُفْرٍ فَخِفْتهَا عَلَيْك. فَزَعَمُوا أَنّ رَسُولَ اللّهِ- صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ-، قَالَ اللّهُمّ احْفَظْ أَبَا أَيّوبَ كَمَا بَاتَ يَحْفَظُنِي.).

تعليق

قامت أم أنس بن مالك بتجهيز صفية ليدخل بها النبى بزعمهم ، ويزعمون أن النبى دخل بها بلا عدة ، وكان قد قتل أباها وزوجها وقومها الى درجة خوف أبى أيوب أن تغتال النبى حين يدخل بها .

4 / 2 : فى غزوة حنين :

( جَمْعُ سَبَايَا حُنَيْنٍ )

( ثُمّ جُمِعَتْ إلَى رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ سَبَايَا حُنَيْنٍ وَأَمْوَالُهَا، وَكَانَ عَلَى الْمَغَانِمِ مَسْعُودُ بْنُ عَمْرٍو الْغِفَارِيّ، وَأَمَرَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بِالسّبَايَا وَالْأَمْوَالِ إلَى الْجِعْرَانَةِ، فَحُبِسَتْ بِهَا.)

4 / 3 : فى غزوة هوازن :

( أَمْرُ أَمْوَالِ هَوَازِنَ وَسَبَايَاهَا وَعَطَايَا الْمُؤَلّفَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْهَا وَإِنْعَامُ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِيهَا:

ثُمّ خَرَجَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ حِينَ انْصَرَفَ عَنْ الطّائِفِ عَلَى دَحْنَا حَتّى نَزَلَ الْجِعْرَانَةَ فِيمَنْ مَعَهُ مِنْ النّاسِ وَمَعَهُ مِنْ هَوَازِنَ سَبْيٌ كَثِيرٌ . )   

تعليق أخير  

صنع ابن إسحاق هذه السيرة جعل فيها شخصية للنبى محمد شبيهة بشخصية الخليفة العباسى أبى جعفر المنصور ، وأسند جرائم السبى ونقض العهد والاغتيالات للنبى تبريرا لما فعله ويفعله الخلفاء الفاسقون . وكتب ابن إسحاق هذه السيرة من دماغه يزعم أنه سمع رواياتها من إبن شهاب الزهرى ، وهم لم ير ولم يلق ابن شهاب الزهرى . وفى المدينة كان مالك بن أنس يُملى الموطا على تلامذته يزعم أنه سمع رواياته من إبن شهاب الزهرى ، وهو ـ أيضا ـ لم ير ولم يلق ابن شهاب الزهرى . تأسّس الدين السُنّى على هذين الكذّابين . عليهما اللعنة . 
اجمالي القراءات 1805