حوار حول مقال ( إخراج الناس من بيوتهم يناقض الاسلام )

آحمد صبحي منصور في السبت ٢٥ - فبراير - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً

حوار حول مقال ( إخراج الناس من بيوتهم يناقض الاسلام )
جاءت تعليقات عديدة على هذا المقال. أخصص لها هذا المقال ردا عليها ، مع الشكر لمن إهتم .
د . عثمان محمد على : إخراج الناس من بيوتهم بالتحكيم العرفى .
بارك الله فى علمك وعُمرك أستاذنا دكتور - منصور -وجزاك خيرا على هذا التأصيل القرءأنى لهذا الموضوع الهام والذى ما زال يُعانى منه مصريون بسبب دينهم ..ففى السنوات العشر الأخيرة قرأنا وشاهدنا أخبارا تقول أنه بعد كُل إعتداء من مُسلمين على بعض المسيحيين فى قرى الصعيد ،وحدث فى المطرية ايضا أن حكمت جلسات التحكيم العرفى بضرورة مُغادرة المسيحيين لقراهم وبيوتهم بحُجة المُحافظة على حياتهم بالرغم من أنهم هم المُعتدى عليهم وهم المطلومين .وللاسف الشديد شارك فى هذه الجلسات العُرفية مندوبين عن الدولة من وزارة الداخلية والأزهر والكنيسة والمجالس المحلية .فمازال التهجير القسرى بسبب الدين موجودا حتى هذه اللحظة تحت زعم (ان الإسلام يُعلو ولا يُعلى عليه والمُسلمون لابد أن تكون لهم الغلبة حتى لو كانوا ظالمين ). وهناك صورة أخرى من التهجير القسرى ترتكبه حكومات العسكر بإخراج الناس من بيوتها وأملاكها ومزارعها بعد تملكها وإستصلاحها وتصالحها مع المحافظات ودفع وسداد أقساط من مديونيتها بإستصدار قوانين وتفعيلها بأثر رجعى بأن الأرض الفلانية ملكا للدولة أو تم تخصيصها للجيش ،وبالتالى يتم الإستياء عليها وطرد أهلها منها دون أى تعويض ثم يُعاد تقسيمها على كبار الجنرالات وكبار هرم السلطة .وآخرها القانون الذى أصدره (السيسى ) فى غيبة من البرلمان بتخصيص 3000 كم وبعمق 2كم على جوانب كل الطرق الجديدة لصالح المؤسسة العسكرية .بالرغم من وجود مساكن ومزارع ومدن عامرة من عشرات السنين فى كثير من هذه المناطق ،فأصبحت بجرة قلم ملكا للجيش وتم أو سيتم طرد أهلها منها ومن يعترض فالمحاكمة العسكرية فى إنتظاره .
د عبد الرزاق منصور : ليس الحل بالطرد واستعمال العنف ، ولكن بالمواجهة الفكرية
" ليس الحل بالطرد واستعمال العنف ، ولكن بالمواجهة الفكرية" هذا هو بيت القصيد الذى وضحه استاذنا الدكتور أحمد صبحى "أخرجونا من ديارنا فانطلقنا أكثر قوة فى حربهم بالكلمة . أى ليس الحل بالطرد واستعمال العنف ، ولكن بالمواجهة الفكرية من داخل تراثهم وبالقرآن الكريم . نحن نلجأ للقران الكريم للتحكيم فى كل شيئ وهذا تطبيقا لقوله تعالى فى سورة المائده : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)-الايه-8
الرد :
جزاكما الله جل وعلا خيرا د عبد الرزاق ود عثمان ، واقول :
1 ـ كنت أتمنى التركيز على طرد الأقباط والتهجير القسرى لأهل سيناء .. ولكن هذا يستحق مقالا مستقلا . هذا المقال رؤية قرآنية للاعتداء بالاخراج من الناحيتين الشرعية والقصصية .
2 ـ ـ بعد عدة سنوات من إستقرارى فى أمريكا ــ وكنت نشطا سياسيا ألتقى بالصحفيين والسياسيين ــ زارتنى صحفية كندية فى بيتى ، وأجرت معى تحقيقا مصورا ، وكان من أسئلتها : الى من تدين بالفضل ؟ قلت لها : أنا مُمتن بالفضل لحُمق خصومى ، فلولا حمقهم ما عرفنى أحد وما جئت الى هنا تسبقنى شهرتى . وضحكت كثيرا .
3 ـ ـ أُهنىء د عثمان على مقاله عن هذا الشيخ كريمة ، وأُهنىْ د عبد الرزاق على موضوع السيف والقلم .. وكيف ينتصر القلم دائما على السيف . .
Ben Levante
إخراج الناس من بيوتهم هو إعتداء على الحقوق
تعقيب على ما جاء في مقالكم: "بعد فتح مكة سلميا وعقد عهد مع قريش نكث بعضهم العهد ، فإعتدوا على المسلمين فى مكة وهمُّوا بإخراج الرسول ، فأعطاهم الله جل وعلا مهلة أربعة أشهر ( الأشهر الحُرُم ) أن يرجعوا الى السلام بعدها إن رفضوا فالحرب . وقال جل وعلا فى تحريض المؤمنين : ( أَلاَ تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّواْ بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُم بَدَؤُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (13)التوبة )."
سورة التوبة نزلت في أواخر الرسالة وهي من السور الفريدة في القرآن، حتى أنها جاءت بلا بسملة، وقد استُغلت لأسباب أخرى في كتب التراث. السورة باعتقادي تصف الوضع في مكة والمدينة وتعطي صورة عن ذلك الزمن المتأخر في حياة الرسول. كان هناك محاولة انقلاب في مكة وتخاذل وتململ في المدينة. السورة تحرض المسلمين لقتال القوم الذين نكثوا أيمانهم في مكة، أي أنه كان هناك سبب لقتال القوم وليس أعتداء عليهم، أو على قاعدة "أمِرت أن أقاتل الناس ... حتى يقولوا لا إلاه إلا الله ...". الآية 13 توضح هذه الصورة. ثم يأتي الأمر بالقتال: فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ‎﴿٥﴾‏ وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْلَمُونَ ‎﴿٦﴾. أنتم تؤمنون بأنه لا إكراه في الدين (متفق عليه)، وأن القتال للدفاع عن النفس أو لجدوث ظلم (متفق عليه أيضًا)، وأن الهدف هو الأمن والسلام (الاسلام السلوكي). كيف أفهم إذًا عبارة "فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتو الزكاة"؟ خاصة وأن الآية التالية لا يمكن استنباط أي إجبار منها. لقد حاولت تفسير الآية الخامسة بالتالي: بما أن أهل قريش تظاهروا بالإسلام، فعليهم إذًا إظهار ذلك بالصلاة والزكاة، يعني هنا حالة استثنائية. بصراحة لم أستطع إقناع نفسي بهذا التفسير. فهل عندكم ما يوضح الفكرة؟ إذ لايمكن أن تكون إقامة الصلاة وايتاء الزكاة من الإسلام السلوكي، مهما يمكن فهمه من "إقامة" و "أيتاء".
الرّد :
شكرا استاذ بن ليفانت وأقول :
أثار هذا السؤال الأخ رشيد المتنصر المشهور ، وقد استضافنى فى برنامجه عدة مرات . وحققت مشاهدات عالية . قلت له إن إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة ( التطهر ) تعنى من حيث الظاهر الاسلام السلوكى والتوبة السلوكية عن الاعتداء ، وهو الذى يمكن الحكم عليه . أما إقامة الصلاة وايتاء الزكاة ( التطهر ) قلبيا فمرجع الحكم فيه الى الله جل وعلا . وذكرت أمثلة قرآنية . بعث لهم بعض الأحبة بحلقة نشرها الأخ رشيد عن آيات سورة التوبة ، فقلت له انى أنوى أن استعرض سورة التوبة كلها فى حلقات ( لحظات قرآنية ) بعون الرحمن جل وعلا . من أكثر من عامين وبسبب ظروف صحية بادرت بتسجيل حلقات تغطى حتى منتصف هذا العام ، من برامج لحظات قرآنية وندوة الجمعة وخفايا التاريخ الدرامية وإسألوا أحمد صبحى منصور . وأنوى بعون الرحمن أن أستأنف التسجيل لما يكفى بقية هذا العام . والله جل وعلا هو المستعان .

dalou baldou
جواب إلى الأستاذ Ben Levante
قمت بتدبر سريع لعلي أجد جواب لسؤالك ، ربما أكون مخطأ فأرجو التصحيح من الأساتذة و شكرا و إن كنت على صواب فمن الله . على حسب بحثي في القرآن لم أجد كلمة منافق و مشرك و كافر مجتمعة في آية واحدة . نجد منافق و مشرك معا ، و نجد منافق وكافر معا و نجد الكافر مع المشرك . إذن هناك مصطلح يشمل معه مصطلح أخر . و الواضح أن مصطلح مشرك يشمل المنافق . المنافق لا نعلمه و لانعرفه ( وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ ) نلاحظ لا تعلمهم نحن نعلمهم . ( إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ) نلاحظ الله يعلم إنك لرسوله و الله يشهد انهم كاذبون ، أي وحده الله يعلم ويشهد . ( وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ۖ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ۖ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ ۖ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ۚ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۖ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ ) يعرفون من خلال أجسامهم و أقوالهم . (وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ) الله هو يعلم المؤمن و المنافق .
المشرك عكس المنافق هو ظاهر و معروف بأنه مشرك و يمارس شركه داخل المدينة التي هاجر إليها المؤمنين هربا من الكفار فلا هو مع المؤمنين فيبقى مع المؤمنين و لا مع الكافرين فيعطي الجزية و يبقى، ولا هو هاجر من مدينة المسلمين و يذهب إلى بلاد الكفر . يعرف من خلال ممارسة شركه .
( فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيم ). نلاحظ : حيث وجدتموهم أي ليس جيش قادم من خلف الحدود ، خذوهم واحصروهم ، أي هم منتشرون في المدينة مع المسلمين ، فيأخذُوا و يحصرُوا في مكان واحد و ليس منتشرين . ( فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ).أي إما يكونوا مؤمنين حقا ، أو منافقين ( إنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا ) ( )142 ) يصلون بنفاق أو يكونون مع الكافرين . و الله أعلم .
ربيعى بو عقال :
فرقٌ كبير بين (إن الشرطية) و(حتى)، ولا إكراه في الدين. للأستاذ Dalou baldo والشيخ الشقيق أحمد صبحي
سلام عليكم ... لا يخفى عليكم ـ يا أطباء القلوب ـ أن بين أداة الشرط و (حتي) التي تفيد الغاية فرق كبير، والأية تقول: اقتلوهم حيث وجدتموهم فإن تابوا خلوا سبيلهم، ولا تقول: حتى يتوبوا، أو حتى إذا تابوا خلوا سبيلهم. فالحكم هنا أن يَقتلوا الخائنَ المفسدَ في جميع الحالات بإستثناء حالة واحدة هي إظهار الإسلام قولا وفعلا، أما الإيمان فهو شيء بين العبد وربه ولا إكراه في الدين، أي: لا تمنعوا أحدا من حرية الاختسار بين الرشد والغي، إنما عليكم البيان والتبيين وتجلية سبيل الرشد مع التحذير من مخاطر اتباع سبل الغي والضلال، وهذا بالتي هي أحسن طبعا، وليس بالسيف والسجن والأكراه البدني. فرقٌ كبير بن ''إن الشرطية'' وما يفيد الغاية من أدوات وأساليب، والأية تقول: اقتلوهم حيث وجدتموهم فإن تابوا خلوا سبيلهم، ولا تقول: حتى يتوبوا، أو حتى إذا تابوا خلوا سبيلهم .

أحمد بغدادي
استفساران ل فضيلتكم
مرحباً دكتور احمد. هناك استفساران في هذا البحث القيِّم حقيقةً شغلا بالي حقيقةً ارجوا من فضيلتكم إيلاءهما عنايتكم.
الأول عن قوله تعالى( وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا ) 246)البقرة ).. الإخراج من الديار للجميع مفهوم... لكن هل( أبنائنا) هنا هي كناية عما كانوا يقومون ببناءه، اي في طور التشييد، ثم أتى من اعتدى عليهم و سلبهم إياه مع ما كان قائماً؟
الاستفسار الثاني يتعلق بالمظاهرين من أهل الكتاب في سورة الاحزاب، و،وصف اولئك في سورة الحشر بالذين كفروا من اهل الكتاب و خروجهم من حصونهم و صياصيهم و توريث المومنين ديارهم... استفساري هنا : ان الحدثَين في الاحزاب و الحشر ربما يعبران عن قبيلة يهودية واحدة لا غير. لاحظ دكتور احمد ان آية توريث المومنين ارضهم( آية 27) في الأحزاب أتت مباشرةً و معطوفةً على الآية( 26)...شكراً على سعة صدركم. تحياتي
الرد :
1 ـ ( أبناء ) لها معنى واحد ، ليس المبانى ، فالتعبير عن المبانى جاء فى ( ديارنا ) . الأبناء هم الذرية من البنين .
2 ـ الذى أراه أن موقعة الأحزاب وما تلاها من مواجهة القبيلة اليهودية سبقت إخراج القبيلة الأخرى والتى نزلت فيهم سورة الحشر . ولأنهم تحالفوا مع المنافقين وكانوا آخر اليهود فقد تمسك ببقائهم المنافقون . وجاء هذا فى سورة الحشر : ( أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لإِخْوَانِهِمْ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (11) لَئِنْ أُخْرِجُوا لا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الأَدْبَارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ (12) لأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنْ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ (13) ).
dalou baldou اً
شكرا لك أستاذ
باختصار ما قلته هو ، أن المشرك الذي يسكن في مدينة المسلمين يجب عليه أن يدخل في زمرة المؤمنين أو في زمرة المنافقين و الله وحده يعلم إن كان منافقا أو مؤمنا ، أو أن يدخل في زمرة الكافرين و يعطي الجزية وهو من الصاغرين أو ينتقل و يسكن في مدينة مع الكافرين . طبعا لا عدوان على مدينة الكافرين إلا دفاعا . لكم دينكم و لي دين . و الله أعلم .
ربيعي بوعقال
للأستاذ dalou baldou ـ وصفكم صحيح واجتهادكم مليح:
سلام عليكم .. وصفكم صحيح واجتهادكم مليح: '' لا نجد كلمة منافق و مشرك و كافر مجتمعة في آية واحدة ...الخ'' والمشكلة أن أكثر الناس لا يميزون بين الصادق المرتاب والمنافق الكذاب (المشرك). ـ ومعذرةً يا صديقي على الإيجاز المخل، فلو كان الأمر بيدي لأمسكت بعفريت الشمس، ولكنه يجري بسرعة كبيرة ودون إذن الإنس، أريد وأقصد أن واجباتي أكثر من أوقاتي (كيف وقد وهن العظم مني وبدأ يحن لرقدة الرمس)، وإنما هي دقائق تُقتطع للعلم والأنس، ولسقي حبة المودة والحب، ولحظات تُسترق لأجل هذا الموقع المشرق فحسب.
أخيرا : رد عن المشركين الكافرين والمنافقين والمؤمنين :
1 ـ التعامل فى الشريعة الاسلامية يكون طبقا للاسلام السلوكى بمعنى السلام والأمن والأمان . ومن مظاهر ذلك :
1 / 1 : أن هناك من المؤمنين من ظل يعبد الأنصاب الى أواخر ما نزل فى المدينة من القرآن الكريم ( المائدة 90 : 92 ). لذا دعاهم الله جل وعلا أن يقرنوا إيمانهم السلوكى ( بمعنى الأمن والأمان ) بايمان قلبى بالله جل وعلا ورسله وكتبه ( النساء 136) ( الحديد 7 : 9 )
1 / 2 : لأنهم كانوا مسالمين كارهين للحروب فقد كانوا يؤثرون السلامة وتحمل غارات قريش عليهم فى المدينة وقت أن كان الأمر بكفّ اليد عن القتال الى حين الاستعداد القتالى ، فلما كُتب عليهم القتال إحتجوا وطلبوا تأجيله ، ونزل الانكار عليهم : ( النساء 77 : 78) ، إستمروا يكرهون القتال الدفاعى مع إنه خير لهم ( البقرة 216 ) ، وظهر هذا فى أول مواجهة قتالية فى موقعة بدر ( الأنفال 5 : 6 ) ، وكانوا يتباطأون عن المشاركة الحربية ( النساء 72 : 73 ) والى أواخر ما نزل من القرآن الكريم كانوا يتثاقلون عنه مما إستدعى تهديدهم ( التوبة 38 : 39 ). بالاضافة الى عزوفهم عن التبرع ماليا للمجهود الحربى ( الحديد 10) ( محمد 38 )
1 / 3 : ظل ميلهم وموالاة بعضهم لأهاليهم من كفار قريش مستمرا بعد هجرتهم للمدينة ، ونزل تحذيرهم مبكرا فى أول ما نزل فى المدينة ( الممتحنة 1 : 3 ) واستمر بعدها ( النساء 144 ) ( المجادلة 22 ) والى آخر ما نزل ( التوبة 23 : 24 ).
1 / 4 ـ الكافرون غير المعتدين خارج الدولة الاسلامية يجب البر بهم ومعاملتهم بالقسط (الممتحنة 8 ) .
2 ـ طبقا لتوزيع الكافرين والمنافقين والمؤمنين داخل وخارج الدولة الاسلامية
2 / 1 : كان هناك مؤمنون سابقون متقون ، وهناك من خلط عملا صالحا وآخر سيئا وتاب ( التوبة 100 ، 102)
2 / 2 : حول المدينة كان هناك أعرب كافرون معتدون جاء الأمر بقتالهم بغلظة لردعهم إذا إعتدوا: ( التوبة 123)
2 / 2 : حول المدينة كان هناك منافقون . ( التوبة 101 ) تمثلت خطورتهم فى إظهارهم الاسلام ومجيئهم المدينة ليتعرفوا على عوراتها ، ثم يعودون اليها مقاتلين . نزل الحل بأن يهاجروا للمدينة ويقيموا فيها ، يتمتعون بالحرية الدينية والسياسية شأن منافقى المدينة ــ دون حمل السلاح والاعتداء ، مع محاربة المعتدين منهم ومن ينقض العهد ( النساء 88 : 91 )
2 / 3 : المنافقون داخل المدينة نوعان :
2 / 3 / 1 : أكثرية عبّروا عن كفرهم بشتى السبل ، وبتآمر لم يصل الى حمل السلاح ، متمتعين بالحرية القصوى فى الدولة الاسلامية فى الدين والمعارضة السياسية والقولية . الأمثلة كثيرة فى سور ( البقرة / آل عمران / المائدة / النساء / المنافقون / المجادلة / محمد / التوبة )
2 / 2 / 2 : أقلية ضئيلة كتموا نفاقهم فلم يصدر منهم قول أو فعل يفضجهم ، لذا لم ينزل رد قرآنى على قولهم أو قعلهم . نزل فقط عذاب مستقبلى لهم فى الدنيا ـ بعد موت النبى محمد عليه السلام ، ثم عذاب يوم القيامة ، بما يعنى أنهم سيرتكبون كفرا هائلا . ونرى أنهم الخلفاء الفاسقون وأمثالهم من المهاجرين أقرب الناس للنبى ، والذين بعثتهم قريش بمكرها الذى تزول منها الجبال ( ابراهيم 46) ، للسيطرة على دولة النبى بعد موت النبى . والتفصيل فى كتابنا عن ( المسكوت عنه فى تاريخ الخلفاء الراشدين ).
3 ـ فى أرض المعركة فى مواجهة الجيش المعتدى : لو قال جندى مقاتل من العدو ( السلام عليكم ) أو نحو ذلك يجب حقن دمه ( النساء 94 ) ، ولو إستسلم مستجيرا يجب تأمينه وإيصاله الى مأمنه بعد إسماعه بعض القرآن الكريم ( التوبة 6 ). الأسير لا يؤخذ منه مال لاطلاق سراحه ( الانفال 67 : 71 ) بل المنُّ عليه ، أو فى تبادل للأسرى ( محمد 4 ).
اجمالي القراءات 1787