إخراج الناس من بيوتهم يناقض الاسلام

آحمد صبحي منصور في الثلاثاء ٢١ - فبراير - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً

إخراج الناس من بيوتهم يناقض الاسلام
سؤال يقول : ( قال بعضهم يجب طرد كل من يعتنق الوهابية من مصر . باعتبارك صاحب تاريخ طويل من النضال ضد الوهابية وعانيت منهم وتعرف خطرهم أكثر من غيرك هل توافق على هذا الرأى .؟ )
أقول :
أولا :
قطعا أرفض هذا . لماذا ؟
1 ـ طبقا لدينى الاسلام العظيم ـ أومن بحرية الدين ، وأنه لا إكراه فى الدين . قال جل وعلا فى قاعدة عامة : ( لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ) (256)البقرة ) ، وقال للنبى محمد عليه السلام : ( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (99) يونس ).
2 ـ حرية الدين المطلقة تعنى :
2 / 1 : لا وجود لعقوبة ( حد الردة ) و ( ترك الصلاة ) و ( إزدراء الدين )، ولا وجود لمؤسسة حكومية دينية ، ولا شعارات دينية فى دنيا السياسة ، ولا خلط للسياسة بالدين، ولا وجود لحزب سياسى دينى ، وأن واجب الدولة هى خدمة المواطنين وليس إدخالهم الجنة ، لأن الهداية مسئولية شخصية فردية ، ومن إهتدى فلنفسه ومن ضلّ فعليها .
2 / 2 : الانتماء للمواطنة المتساوية لكل الأفراد ، طبقا لمفهوم الاسلام السلوكى بمعنى السلام ، والايمان السلوكى بمعنى الأمن والأمان . كل أفراد الوطن المسالمون مسلمون ومؤمنون ، ومتساوون فى الحقوق والواجبات . هذا من ناحية الاسلام السلوكى أو السلام . أما من حيث الاسلام القلبى فليس لأحد الحكم عليه ، سواء كان يؤمن بالله جل وعلا وحده يقول ( لا إله إلا الله ) أو يؤمن ببشر مع الله ، يجعل الشهادة شهادتين أو يؤمن بأن فلانا إبن لله . كل هذه الاختلافات والخصومات بشأن الله جل وعلا فى الدين مرجع الحكم فيها الى الله جل وعلا صاحب الشأن فيها يوم الدين ، وفيه ينقسمون الى أصحاب الجنة وأصحاب النار . قال جل وعلا : ( هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمْ الْحَمِيمُ (19) يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ (20) وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ (21) كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (22) إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ) (23) الحج ).
2 / 3 ـ من حق الأفراد والجماعات :
2 / 3 / 1 : حرية المعتقد وحرية الشعائر الدينية وإقامة بيوت العبادة وحرية الدعوة لكل دين والتبشير به ، وحرية التكفير مع التاكيد على احترام حرية المخالفين فى الدين وعدم التحريض على القتل .
ثانيا :
حين يسيطر دين أرضى على دولة أو شعب أو وطن :
1 ـ يضطهد من يخالفه فى الدين ، يتهمه بالزندقة والهرطقة ، ويقيم له محكمة فى الدين قبل يوم الدين . ولهذا فالدين الأرضى المسيطر لا يسمح مطلقا بالحرية الدينية . ففى مناخ الحرية الدينية المطلقة لكل فرد لن تكون له سيطرة ، ولن يكون للناس سوى إبتلاع الخرافات ( المقدسة ) . ومثلا فإن الوهابية حاكمة أو منتشرة ، لأنها تحتاج الى قوة سياسية حاكمة تحميها من النقاش وتفرضها على الناس. المستبد المصرى محتاج للوهابية وأتباعها ، وهم نوعان : السلفية التى تخدم المستبد ، والاخوان وجماعاتهم المعادية للمستبد ، ويحتاج المستبد الى وجودهم ليبرر بقاءه فى السلطة .
2 ـ هناك صحفى فى جريدة الجمهورية الحكومية دعا الى طرد البهائيين المصريين من بيوتهم ، وكان هذا بإشارة من الأمن المصرى ليشغل الناس بقضية يُلهيهم بها . ومن أسف أنه نجح فى طردهم فعلا فانتقلوا الى محافظة أخرى .
3 ـ نحن ـ أهل القرآن المستضعفون ـ هزمنا الوهابية وفضحنا تناقضها مع الاسلام . هم يملكون القوة ، ونحن مستضعفون ولكن نملك الحُجة ، هزمناهم فى ميدان الفكر ، فكان أن إستعملوا قوتهم وسلطتهم ، فدفعنا تضحيات من السجن والقهر والتجويع والمطاردة . ومع فلا يزالون ينهزمون أمامنا ، بجهادنا ونضالنا تجرّأ عليهم من كان ساكتا ، وإنفض عنهم من كان مخدوعا ، واصبحوا مرمى للأحجار من كل جانب .
4 ـ أخرجونا من ديارنا فانطلقنا أكثر قوة فى حربهم بالكلمة . أى ليس الحل بالطرد واستعمال العنف ، ولكن بالمواجهة الفكرية من داخل تراثهم وبالقرآن الكريم .
5 ـ ندخل فى تدبر قرآنى سريع عن ( إخراج الناس من بيوتهم ) وحكمه التشريعى ، وما ورد عنه فى القصص القرآنى :
ثالثا :
إخراج الناس من بيوتهم يخالف التشريع الاسلامى :
الدين الالهى واحد فى أساسه مع إختلاف الزمان والمكان . قال جل وعلا لخاتم النبيين عليهم السلام : ( مَا يُقَالُ لَكَ إِلاَّ مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ )ٍ (43) فصلت )، أى ما يقال لك من وحى إلاهى قيل لمن سبقك من الرسل ، وما يُقال لك من تكذيب المشركين قيل للرسل من قبلك . ونستعرض أمثلة :
1 ـ قال جل وعلا لبنى إسرائيل : ( وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لاَ تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلاَ تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ 84) ) البقرة ) . هنا التشريع . فهل أطاعوا ؟ يقول جل وعلا عن الواقع الذى حدث : ( ثُمَّ أَنتُمْ هَؤُلاء تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِّنكُم مِّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِم بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِن يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ ) ويأتى التقريع : ( أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ) والتهديد : ( فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (85) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ فَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ (86) البقرة ) . نلاحظ إن المحمديين ينطبق عليهم نفس الكلام ، ولهذا فهم فى عذاب وخزى فى الدنيا قبل الآخرة .
2 ـ فى الرسالة الالهية الخاتمة :
2 / 1 : أخرجت قريش النبى والمؤمنين فهاجروا الى المدينة . لم تسكت قريش بل أخذوا يغيرون عليهم فى المدينة ، وقت أن كان الأمر للمؤمنين أن يكفوا أيديهم عن القتال الدفاعى ، ثم نزل الإذن لهم بالدفاع عن أنفسهم ، وهو حق مشروع فى التشريع الالهى والقانون الوضعى . قال جل وعلا :
2 / 1 / 1 : ( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ ) (217) البقرة )
2 / 1 / 2 : ( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ) (40)الحج ).
3 ـ بعد فتح مكة سلميا وعقد عهد مع قريش نكث بعضهم العهد ، فإعتدوا على المسلمين فى مكة وهمُّوا بإخراج الرسول ، فأعطاهم الله جل وعلا مهلة أربعة أشهر ( الأشهر الحُرُم ) أن يرجعوا الى السلام بعدها إن رفضوا فالحرب . وقال جل وعلا فى تحريض المؤمنين : ( أَلاَ تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّواْ بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُم بَدَؤُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (13)التوبة ).
4 ـ وحرّم الله جل وعلا على المؤمنين موالاة الكافرين المعتدين الذين أخرجوا النبى والمؤمنين من ديارهم . قال جل وعلا :
4 / 1 : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ ) (1 الممتحنة )
4 / 2 : ( إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (9)الممتحنة )
5 ـ وأمر الله جل وعلا بمعاملة الكافرين غير المعتدين بالبرّ والقسط : ( لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) الممتحنة )
6 ـ وأوجب الله جل وعلا حقا فى الفىء للمهاجرين الفقراء الذين تركوا خلفهم فى مكة أموالهم وديارهم ، قال جل وعلا : ( لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (8)الحشر )
7 ـ وجعلها الله جل وعلا قاعدة عامة . قال جل وعلا : ( فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّن عِندِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ (195)آل عمران )
رابعا :
فى القصص القرآنى :
لا يؤخذ التشريع الاسلامى من القصص القرآنى . ولكن نذكره هنا على سبيل الإستئناس .
1 ـ الكافرون فى كل زمان ومكان مع إختلاف اللسان هددوا الرسل بالاخراج . قال جل وعلا : ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُم مِّنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا ) (13)ابراهيم )
2 ـ ومنهم قوم لوط . قال جل وعلا :
2 / 1 : ( وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُواْ أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ (82) الاعراف )
2 / 2 : ( فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ (56) )النمل )
2 / 3 : ( قَالُوا لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ (167) الشعراء )
3 ـ مدين قوم شعيب . قال جل وعلا : ( قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا ) (88)الاعراف ).
4 ـ وبعد إستقرار بنى إسرائيل من بعد موسى تعرضوا للإخراج من بيوتهم ، وكان تشريع القتال لهم . وجاءت قصتهم فى قوله جل وعلا : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُواْ قَالُواْ وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا ) 246)البقرة )
5 ـ وفى تاريخ النبى محمد والمؤمنين معه ، نقرأ قوله جل وعلا :
5 / 1 : ( وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ) (30) الانفال )
5 / 2 : ( إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ ) (40)التوبة )
5 / 3 : ( وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِّن قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلا نَاصِرَ لَهُمْ (13)محمد ) .
5 / 4 : وحتى وهو فى المدينة قال المنافقون عن النبى محمد عليه السلام ( لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ ) (8)المنافقون ).
رابعا : إخراج المعتدين يتولاه جل وعلا رب العالمين دفاعا عن المؤمنين
1 ـ حوصرت المدينة بجيوش الأحزاب ، وسلّط الله جل وعلا عليهم الريح فرجعوا . قال جل وعلا عنهم : ( وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْراً وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ ) (25) الاحزاب ). تحالف مع الأحزاب قبيلة يهودية ، نقضت العهد مع المؤمنين ، وقد إغتروا بحصونهم و ( صياصيهم ) ، توجه جيش النبى لحصارهم فأصابهم الله جل وعلا بالرعب برغم حصونهم وتركوا حصونهم وديارهم . قال جل وعلا : (وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمْ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً (26) الاحزاب ) . بعدها قال جل وعلا : ( وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضاً لَمْ تَطَئُوهَا ) (27) الاحزاب ).
2 ـ الأرض المشار اليها ـ والتى لم يطأها النبى والمؤمنون أى لم يحاربوها ثم صارت لهم ــ هى عن القبيلة اليهودية الأخرى ، وكانت أيضا معتدية ومغرورة بحصونها ، نقضوا العهد فسلّط الله جل وعلا عليهم الرعب ، فانهزموا بغير قتال ، وطفقوا يخربون بيوتهم ويرحلون عنها : ( هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنْ اللَّهِ فَأَتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمْ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ (2) الحشر ).
أخيرا :
أين أولو الأبصار ؟
اجمالي القراءات 1986