في مصروالعالم الإسلامي أيهما أولى بالبناء المساجد أم المصانع ؟؟

عثمان محمد علي في الأحد ٢٢ - يناير - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً

في مصروالعالم الإسلامي أيهما أولى بالبناء المساجد أم المصانع ؟؟
إيه الحكاية ؟؟
في تصريح غريب (وإن كان ليس غريبا على السيسى ) :: السيسى يوجه بإنشاء مساجد كُبرى في محافظات مصر لنشر صحيح الدين ::::::
وهنا نسأل هل حجم ومساحة المسجد هما السبب في نشر (الدين غير الصحيح –الدين المغلوط )؟؟
هل المُشكلة في التدين الفاسد ،التدين الشكلى –تدين الجلباب المينى جيب للرجال والنقاب للنساء سببه ضيق مساحة المسجد فتخرج أشعة الخطبة مجوبتة بطبقة الأوزون فلا تصل لعقول الحضور ؟؟؟
وهل عندما نبنى مساجد كُبرى بمساحات شاسعة لكل مسجد سيتغير الدين ونُصلح من التدين ونُعالج السلوكيات المُنحرفة التي يُصلى صاحبها ثم يُمسك بمسبحته وهى يطغى ويعتدى على الناس ويُطفف في كل معاملاته معهم ؟؟
بكل تأكيد المُشكلة ليست في مساحة المساجد،ولكنها في مساحة وحجم الوعى والثقافة والتنوير في عقول خطباء منابر المساجد وفى المرجعية التي يتلقىون منها دينهم ، لأنها مرجعية مبنية على الدين الباطل ولهو الحديث .
=
ثم نأتى لموضوع المصانع ::
شاهدت اليوم فيديو لمهندسة مصرية مُتميزة مع الإعلامى –محمود سعد – تشرح فيه الأتى :: تركت الحياة في حى المعادى (وهو من أرقى أحياء القاهرة ) وذهبت لمدينة من مدن (سوهاج ) وأنشأت مصنعا لإعادة تدوير مخلفات أشجار فاكهة (الموز) لتُنتج منها (ألواح خشبية تُستخدم في تجليد واجهات الموبيليا والأدوات الموسيقية – كل أنواع كراتين التعبئة والتخزين وعلى رأسها كراتين البيض وعلب حفظ الطعام في المطاعم (التيك أواى وتتحمل تسخينها في المايكروويف)- وكذلك إنتاج ورق الكتابة والطباعة – إنتاج سماد عضوى سائل لإستخدامه كبديل للسماد الحيوانى والسماد الكيماوى في تسميد الأراضى الزراعية وكل هذه المنتجات طبيعية من مخلفات شجر الموز دون إضافة أي كيماويات لها.
== المشروع ==
عبارة عن مصنع مبنى على مساحة نص فدان تقريبا – به خط إنتاج عبارة عن ماكينة واحدة من إستراليا (صنعها مهندس مصري هاجر هناك من 30 سنة ) – تكلفة المصنع كُله (من وجهة نظرى) لا تتعدى ال(مليون دولار) = العاملين بالمصنع لا يتجاوز عددهم (100 عامل وموظف وسائق وووو) = المصتع يحصل على المواد الخام (مخلفات شجر الموز ) بسعر النقل فقط لأن المزارعين يريدون التخلص من مخلفات شجر الموز سنويا بعد جنى المحصول لتطهير الشجر وتجهيزه للموسم الجديد (وكأنها حشائش بالأرض يجب تطهيرها منها ) فهى خدمة للفلاحين والمزارعين .
== المصنع هو الأوحد في الشرق الأوسط وأفريقيا ويخدم حوالى 1500 فدان موز من أصل 3000 فدان في سوهاج ،.ومصر بها (120 الف فدان موز على مستوى الجمهورية كلها) . وهذا يعنى أن مصر تحتاج إلى 90مصنع إضافى أو 50 مصنع وكل مصنع به 2 خط إنتاج .
== الفوائد من هذه المصانع :::
التخلص من نفايات ومخلفات زراعات الموز والحد من تلوث البيئة --- تشغيل ما يقرب من 500 الف عامل في هذه المصانع --توزيع وتصدير منتجاتها داخل وخارج مصر ،مما يعنى إزاحة نفقات وتكلفة حياة 2مليون مواطن على الأقل من على كاهل الدولة نهائيا – إكتفاء مصر من إنتاج خامات الكراتين بكل أنواعها و50% على الأقل من ورق الكتابة والطباعة وتوفيرالعملة التي تستوردها بها الآن-- تصدير الفائض من الإنتاج للمحيط الإقليمى بل والعالمى كما يفعل هذا المصنع الآن بتصديرجزءمن منتجاته الخشبية لليابان ، مما يعنى (مليار دولار )كانت مصر تستورد به (ورق للطباعة ووووو) وتصدير ب(مليار دولار )كراتين وأوراق للخارج يكون الناتج توفير 2 مليار دولار للخزانة المصرية على الأقل من لاشىء.
==
من الملفت للنظر أن المهندسة إستخدمت ضمن مفرداتها عبارة (دراسات الجدوى اكثر من 10 مرات .فهى بدراسة جدوى بسيطة وسريعة أنشأت مصنعا بتكلفة بسيطة للغاية ومواده الخام موجودة ومستمرة مجانا – العائد المادى له عالى – أوجدت فرص عمل – وفرت عملة صعبة بإنتاجها منتجات ضرورية ومطلوبة في مصر يوميا – صدّرت وجلبت لمصر عملة صعبة وكل هذا بالعلم وبدراسات الجدوى .
==
هل يستفيد (السيسى ) من العلم ودراسات الجدوى ويتصالح معهما ويُنشىء ال(90 مصنع ) المطلوبين لتغطية الإستفادة الكاملة من إعادة تدوير مخلفات ال(120 الف فدان موز في مصر) لإنتاج المواد الخام للورق والكرتون والأسمدة العضوية الطبيعية ولتلبية إحتياجات مصر منها وتصديرالفائض،مع العلم أن هذه المصانع لن تزيد تكلفة إنشائها كلها عن 100 مليون دولار؟؟؟
وهل يُعمم نفس الفكرة ويبنى مصانع مماثلة للإستفادة أيضا من مخلفات قش الأرز (الذى يُسبب كوارث بيئية موسمية سنوية على مصر ) في إنتاج أعلاف للثروة الحيوانية ولإنتاج الورق والكرتون ووقف إستيرادهما ؟؟؟
==
بعد كل هذا نعود لفقه الأولويات ونُجيب على السؤال الرسمي للموضوع .هل مصروالعالم الإسلامي في حاجة لمساجد أم لمصانع ؟؟
بكل تأكيد مصر والعالم الإسلامي بهما تُخمة وفائض من المساجد ،فضلا إمكانية أداء الصلاة في أي مكان وبالتالي لسنا في حاجة لمزيد من المساجد ،ولكننا في أمس الحاجة لمزيد ووفرة من المصانع لإيجاد فُرص عمل ،ولتقليل الإعتماد على الإستيراد ،ولزيادة الصادرات ولنُحد من الفقر وللمُساعدة في التنمية ولخلق مُجتمعا حضاريا يلحق بقطار التقدم والحضارة ليرفع من كرامة وقيمة مواطنيه ويُساعد في رفاهيتهم.
==
فيديو المصنع في أول تعقيب لمن يرغب في مُشاهدته .
اجمالي القراءات 1842