المسيحى شهيدا

آحمد صبحي منصور في الجمعة ٠٦ - يناير - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً

المسيحى شهيدا
مقدمة :
1 ـ جاءنى استسفار من أحد الأحبة عن مناظرة تليفزيونية ـ بعث الىّ بها ـ عن المسيحى الذى بذل حياته دفاعا عن الوطن ، هل هو من الشهداء ، وفى المناظرة احتدم النقاش بين ممثلى المحمديين والمشارك المسيحى الذى قال ان الاسلام يحكم بكفر من قال ان الله هو المسيح ابن مريم ومن قال ان الله ثالث ثلاثة ، وقال عن نفسه أنه مسيحى يؤمن بأن الله هو المسيح وانه الله ثالث ثلاثة . ولأن السائل أخ حبيب سأرد ، مع إننا نشرنا الكثير فى هذا الموضوع كتبا ومقالات .
2 ـ نقول وبالله جل وعلا التوفيق :
أولا : بين الشهيد و من يُقتل فى سبيل الله جل وعلا :
الشهيد / الشاهد / الشهداء / الأشهاد :
هم الأنبياء ومن يدعو بدعوتهم الى أنه لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا ولد له ولا صاحبة . ويتلقى الاضطهاد فى دعوته ثم يأتى يوم القيامة شهيدا / شاهدا على قومه . ( شاهد على ) تعنى شهادة خصومه . ونعطى أمثلة قرآنية . قال جل وعلا :
1 ـ ( فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً (41) النساء ) . النبى محمد عليه السلام شهيد على من عايشهم من قومه . ومن كل أمة سيؤتى بشهيد عليهم من داخلهم . شهادة النبى محمد ستكون عن أن القرآن نزل تبيانا لكل شىء يحتاج الى تبيان ، وأنه هدى ورحمة للمؤمنين : ( وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِمْ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيداً عَلَى هَؤُلاء وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (89) النحل ) ، وبناءا عليه سيتبرأ النبى محمد ممّن إتخذ القرآن الكريم مهجورا : ( وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً (30) وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِنْ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً (31) الفرقان ) ، سيتبرأ ليس ممّن هجر القرآن الكريم بل إتّخذه موجودا ومهجورا ، أى يكون موجودا ومتروكا بسبب كتبهم المقدسة كالبخارى .
2 ـ ( وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ (116) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنْ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117) المائدة ) . عيسى عليه السلام سيكون شهيدا على قومه الذين عايشهم . وهو يتبرأ ممن إتّخذه وأمّه إلاهين .
3 ـ الشهداء / الأشهاد من الأنبياء ودُعاة الحق سيؤتى بهم فى المقدمة يوم الحساب : ( وَأَشْرَقَتْ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (69) الزمر ) . بعدهم حساب كل البشر : ( وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ (70) الزمر ).
4 ـ تعرض بعض الأنبياء للقتل ، وتعرض ويتعرض للقتل بعض الذين يأمرون بالقسط . أولئك سيجمعون بين صفتين : سيكونون أشهادا على قومهم ، وسيكونون ممّن يُقتل فى سبيل الله جل وعلا .
من يُقتل فى سبيل الله جل وعلا :
1 ـ هذا بذل حياته مقتولا فى سبيل الله جل وعلا ، ومكافأته إنه لا يموت ، بل تنتقل نفسه من هذه الدنيا الى مستوى برزخى يواصل فيه حياته ، يرى ما نفعل متمتعا بنعيم لا نعرفه ولا نشعر به ، ويتمنى أن يلحق به أحبّته .
2 ـ نقرأ عمّن يُقتل فى سبيل الله قوله جل وعلا :
2 / 1 :( وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ (154) البقرة)
2 / 2 : ( وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171) آل عمران )
3 ـ وهناك قصة قرآنية عن قرية كذّبت برسل ثلاثة ، وجاء رجل من أقصى المدينة يعظهم بإتباع الحق ونفهم انهم قتلوه ، أى لقى حتفه فى سبيل الله جل وعلا ، فأكرمه الله جل وعلا ودمّر هذه القرية . قال عنه رب العزة جل وعلا : ( وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20) اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْأَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ (21) وَمَا لِي لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (22) أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِي الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلا يُنقِذُونِ (23) إِنِّي إِذاً لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (24) إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ (25) قِيلَ ادْخُلْ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26) بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنْ الْمُكْرَمِينَ (27) وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُندٍ مِنْ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ (28) إِنْ كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (29) يس ).
4 ـ الله جل وعلا وحده هو صاحب الحق فى تحديد من هو المقتول فى سبيله . ليس هذا للبشر على الاطلاق . يلتزم بهذا من إتقى ربه جل وعلا ولا يفتئت عليه فى غيبه وخصوصياته .
ثانيا : عن الحوار مع أهل الكتاب
1 ـ خاطب الله جل وعلا خطابا مباشرا :
1 / 1 : جميع البشر ، مثل ( يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31) الاعراف ) ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) الحج ) ( يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ (8) الانفطار ).
1 / 2 : بعض البشر ، مثل :
1 / 2 / 1 : صحابة النبى محمد المؤمنين : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ (20) وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لا يَسْمَعُونَ (21) الأنفال ) ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (27) الأنفال )
1 / 2 / 2 : النبى محمد عليه السلام : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعْ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً (1) وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً (2) وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً (3) الاحزاب )
2 ـ وهناك خطاب يأتى فيه كلمة ( قل ) مثل : ( وَقُلْ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ) (29) الكهف ) ( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ ( 31 ) النور ).
3 ـ هو نفس الحال مع أهل الكتاب :
3 / 1 : هناك خطاب مباشر من الله جل وعلا لهم يعظهم ويحذرهم ويحكم بكفر من يتخذ المسيح إبنا لله جل وعلا ومن يؤلّه أم المسيح ومن يقول إنه جل وعلا ثالث ثلاثة . كقوله جل وعلا لهم :
3 / 1 / 1 : ( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ (72) لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73) أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (74) مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَانظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمْ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (75) قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلا نَفْعاً وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (76) المائدة )
3 / 1 / 2 : ( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنْ اللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17) المائدة )
3 / 1 / 3 : ( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انتَهُوا خَيْراً لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً (171) النساء )
3 / 2 : وهناك خطاب لنا وللنبى فيه (قُل ) و ( قولوا ) مثل :
3 / 2 / 1 : ( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (64) آل عمران ). هنا فى دعوة أهل الكتاب الى الحق شأنهم شأن المؤمنين . وإن تولوا فالأمر أن يقال لهم ( اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ) ، ليس فأنتم كافرون ، أو فنحن مسلمون وأنتم كافرون .
3 / 2 / 2 : ( وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (46) العنكبوت ) . هنا خطاب إلاهى من الله جل وعلا للمؤمنين يأمرهم ألّا يجادلوا أهل الكتاب إلا بالتى هى أحسن ، وأن يقال لهم : ( آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ). ليس هنا ( نحن مسلمون وأنتم كافرون ) .
3 / 2 / 3 : ( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيراً وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ (77) المائدة ). هنا وعظ لا تكفير فيه .
ثالثا : الحرية الدينية المطلقة فى الدولة الاسلامية الحقيقية
1 ـ هى دولة مؤسسة على الاسلام السلوكى بمعنى السلام والايمان السلوكى بمعنى الأمن والأمان . لا شأن لها بهداية الناس لأن الهداية مسئولية شخصية ومن إهتدى فلنفسه ومن ضلّ فعليها . كل فرد مسالم فيها هو مسلم سلوكيا ، مهما كان دينه وملته وإعتقاده . والمواطنة تعنى العيش بسلام ، وكل المواطنين متساوون فى الحقوق والواجبات ، وبيوت العبادة للجميع لها حصانة من الاعتداء . الخارج بسلاحه على هذه الدولة هو محارب لله جل وعلا ورسوله ، وينتظره أقسى عقاب إن لم يتب : ( إالمائدة (33) (34).
2 ـ الحرية الدينية المطلقة تعنى أنه :
2 / 1 : لا إكراه فى الدين ، وتعنى حرية الاعتقاد وإقامة الشعائر وبيوت العبادة وحرية كل فرد وطائفة للدعوة لدينها ، والدعوة الدينية تعنى تكفير المخالف ، ولكن مع إحترام حريته ، وعدم المساس به . فى هذه الحرية لا تتأسس كيانات كهنوتية وتجارة بالدين .
2 / 2 : إرجاع الحكم فى الخلافات الدينية الى يوم الدين ورب العالمين . ( قُلْ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (46) الزمر )
أخيرا : الديانات الأرضية كلها تتشابه فى :
1 ـ تقديس البشر والحجر من قبور وتماثيل ، ووجود أئمة وأحبار ورهبان يتسلطون على أتباعهم . ما يعتقده المحمديون فى الاله الذى صنعوه وأسموه محمدا أسوأ مما يعتقده المسيحيون فى عيسى . وكلهم يعتقد فى كرامات الأولياء ومعجزات القديسين ، والتجارة بالدين . ولنا فى هذا مئات المقالات والكتب .
2 ـ الشقاق والتفرق . المحمديون متفرقون ، وكذلك المسيحيون . ولا سبيل الى تذويب هذا التفرق ، بل تقوم عليه حروب دينية ومذهبية ، وكل فريق يفرح بأن ينضم اليه أشخاص من المعسكر الآخر . وبهذا نعرف ما جرى فى هذه المناظرة وغيرها .
3 ـ نرجو الاصلاح فى داخل كل طائفة بدلا من التحرش بالآخرين .
اجمالي القراءات 2138