كيف ولماذا إختلف أهل الكتاب وصاروا فرقا ومذاهب ؟

عثمان محمد علي في الخميس ٠٥ - يناير - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً


كيف ولماذا إختلف أهل الكتاب وصاروا فرقا ومذاهب ؟
سؤال من صديق يقول فيه :
(ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات واولئك لهم عذاب عظيم ) آل عمران .105
هل الآية تتكلم عن المسلمين بعدما ارتكبوا نفس الأخطاء التى ارتكبها أهل الكتاب فى الاختلاف والتفرقة؟
أم انها تتكلم عن اختلاف أهل الكتاب فى عهد موسى ام اختلافهم وتفرقهم بعد نزول القرآن؟ ولماذا تفرقوا؟
==
التعقيب :
أخى الكريم : الموضوع بإختصار أنه بعد نزول أى وحى للناس من رب العالمين يبدأ بعضهم بعد إكتمال نزوله فى تدبره ودراسته والتفكر فيه.
فمنهم من مشى وراء حقائقه وتشريعاته وأتبعها .وهؤلاء هم المُتدبرون حقا والراسخون فى العلم الذين يقولون (وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير ). ومنهم من أخذته الأنفة والآنا والغرور ليقول أنا هنا أنا موجود ،ويجب أن تكون لى شخصيتى وأرائى ،فوقع فى الشطط ودخل على الوحى بالهوىو بأفكار ونظريات إخترعهاهووأراد أن يُثبتها من داخل الوحى فلوى عُنق الأيات وأخرجها عن سياقها ليُثبت نظريته هو .
ومن هُنا نشأت مذاهب وفرق وأحزاب واتباع لها ،وتقاتلوا فيما بينهم ليس لدعم الحق ولكن لدعم شيوخ وأمراء مذاهبهم وفرقهم .
وحدث هذا مع المُسلمين في القرون الأولى بإنقسام إلى (اهل سنة وتشيع ) ومن ثم إلى فروع إلى مذاهب وفرق في كل قسم منهم .ولم يسلم من هذا الإنقسام الموجودين على الساحة الآن ممن يُسمون (بالتنويرين). فمنهم من يتبع القرءان الكريم وحده ويمشى وراء آياته ويفهمه من القرءان وحده وبالقرءان وحده ، ومنهم من تأخذه العزة بالإثم ويرفض التواصى في الحق القرءانى ويقول لماذا فلان وفلان ؟ انا ايضا لى رأى ولابد أن أن أكون مختلفا عنهم ،فيتبع هواه فيذهب للشطط الذى يصل احيانا به إلى الكُفربالقرءان دون أن يدرى وكل هذا فى سبيل أن يقول لنفسه أنا موجود على الساحة الفكرية فيتلاعب به الشيطان ليزداد في ضلاله ويُسخر له اتباع من الغافلين أمثاله فيعتقد أنه عل الحق .
فكل هذه الفرق ظهرت بعد نزول الوحى ولذلك قال القرءان فيهم ((وما تفرقوا الا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ))) . وقوله سُبحانه وتعالى ((وما تفرق الذين اوتوا الكتاب الا من بعد ما جاءتهم البينة )).
ينطبق هذاعلى أهل الكتاب من من اليهود والمسيحيين .وعلى المسلمين من أتباع المذاهب والفرق،كما ينطبق على كثير مما نراهم في زماننا هذا على الساحة الفكرية ويحسبهم العوام أنهم من المُستنيرين وماهم بمستنيرين (إلا من رحم منهم وكان حقا وصدقا متبعا للقرءان العظيم ولا يرفع صوته ورأيه عليه ولا على تشريعاته ولم يُخرج آياته عن سياقها وقال لها ولحقائقها وتشريعاتها سمعنا وأطعنا).
اجمالي القراءات 1867