الانجاز الاعجازي لاسود الاطلس اية دروس و اية قيم ايجابية ؟

مهدي مالك في الجمعة ٢٣ - ديسمبر - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً


الانجاز الاعجازي لاسود الاطلس اية دروس و اية قيم ايجابية ؟
مقدمة متواضعة
ان من النادر للغاية ان اتناول الشان الرياضي في مقالاتي المنشورة في الانترنت منذ سنة 2005 باعتباري لست متخصصا في هذا الشان.
لكنني بالمقابل انني اتابع مختلف التظاهرات و البطولات الدولية من قبيل كاس العالم لكرة القدم و كاس افريقيا للامم و الالعاب الاولمبية الخ من هذه التظاهرات الرياضية الدولية و كما اتابع البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم حيث اشجع فريق حسنية اكادير كممثل لمنطقة سوس العالمة في القسم الوطني الاول ..
و كما اشجع من طبيعة الحال المنتخب الوطني المغربي منذ طفولتي في عقد التسعينات من القرن الماضي حيث للاسف الشديد لم اعاصر العصر الذهبي لمنتخبنا الوطني خصوصا كاس العالم بمكسيك سنة 1986 حيث تاهل الى الدور الثاني كاول منتخب افريقي مسلم يحقق هذا الانجاز التاريخي انذاك .
اما عقد التسعينات فان منتخبنا الوطني اي شيء يذكره التاريخ على الصعيد الافريقي و العالمي اللهم في نهائيات كاس العالم المنظمة في فرنسا سنة 1998 حيث لعب بشكل رائع لكنه لم يتاهل الى الدور الثاني بسبب ظلم التحكيم حيث مازلت اتذكر كم بكت وقتها في البيت و في مؤسسة الوردة الرملية الخ من ذكريات الطفولة و المراهقة .
في سنة 2004 نظم كاس افريقيا بتونس حيث تالق منتخبنا الوطني بقيادة الاطار الوطني بادو الزاكي و وصل الى المبارة النهائية لكنه انزهم امام المنتخب التونسي الشقيق .
منذ ذلك الوقت لم يستطيع منتخبنا الوطني ان يدخل الفرح و السور الى قلوب المغاربة و الافارقة الخ بمعنى ان تلك المدة كان عنوانها البارز هو الفشل و تنصيب المدربين الاجانب من اوروبا بدون نتيجة تذكر سواء صرف اموال الشعب الباهظة على راحة هؤلاء المدربين الاجانب .
منذ شهران فقط من كاس العالم بقطر عينت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم الاطار الوطني وليد الركراكي لقيادة اسود الاطلس لظهور مشرف في اول كاس العالم تحتضنها دولة عربية مسلمة ..
و بالمناسبة فان قطر ربحت رهان تنظيم هذه البطولة العالمية بالرغم من انتقادات فرنسا على الخصوص و هنا لست ادافع على قطر باعتبارها لها ايادي بيضاء على دعم تيارات الاسلام السياسي في شمال افريقيا و الشرق الاوسط.
و بالرغم من هذه الاعتراضات فان قطر نجحت في تنظيم كاس العالم انتهى الكلام .......
القصوى ان منتخبنا الوطني سيتاهل الى الدور الثاني كابعد لقد كانت توقعاتنا
احتمال نظرا لحجم الفشل المبين لهذا المنتخب منذ سنوات .
لكن الاعجاز قد حدث ببلوغ منتخبنا البطل الى دور النصف النهائي لكاس العالم كاول بلد افريقي مسلم يحقق هذا الاعجاز الخرافي نال اعجاب الشعوب الافريقية و الشعوب العربية و الشعوب الاسلامية ..
الى صلب الموضوع
في الحقيقة هناك دروس لا نهاية لها بالنسبة لمشاركة منتخبنا البطل في نهائيات كاس العالم بقطر لكنني ساذكر بعضها بحول الله و قوته .
الدرس الاول هو ان المغرب يعتبر مصنع للتاريخ المشرف سواء قبل الاسلام و بعده في حضارتنا الامازيغية الاسلامية كما اسميها حيث من العيب و العار ان نسمع الان في عز افراحنا بهذا الاعجاز الاستثنائي اعلامنا الرسمي بشموليته يقول امام الملا اننا بلد عربي و ان منتخبنا البطل هو فخر للعرب وحدهم الخ من هذا الكلام العنصري بصريح العبارة ك ان الامازيغيين قد انقدوا فجاة في هذه الايام المباركة...
الدرس الثاني هو ان وليد الركراكي كاطار وطني قد استطاع في وقت وجيز ان يخلق منتخب قوي و متضامن بين عناصره الممارسة في البطولات الاوروبية و الخليجية و في البطولة الوطنية الاحترافية على اساس تامغربت الحقيقية اي ديرو النية بمعنى افعلوا النية الخ هذه المصطلحات المغربية و المتواجدة في الامازيغية و في الدارجة معا .
الدرس الثالث هو بر الوالدين كقيمة دينية و اخلاقية حيث لاحظ الجميع حضور امهات عناصر اسود الاطلس في ملاعب كاس العالم بقطر بهدف تشجيع ابناءهن لدرجة ان هذه المشاهد الحميمة بين اللاعبين و امهاتهم اصبحت حديث العالم باسره و اعجاب الكثيرين ك ان منتخبنا البطل يعلمنا ان بر الوالدين هو سر النجاح .
الدرس الرابع هو ان الجزائر الرسمية قد فشلت في اخفاء هذا الاعجاز الاستثنائي لبلدنا هذا بكل الوسائل و المخططات التي اظهرت للعالم اي نوع من البشر يحكمون الجزائر الشقيقة من جيل الستينات و السبعينات الخ حيث تصوروا معي ان القنوات التلفزيونية الرسمية و اتكرر الرسمية قد تجاهلت بث اخبار انجازات منتخبنا منذ البداية الى نهاية مساره بسبب ظلم التحكيم الصريح في المبارة التي جمعته بالمنتخب الفرنسي في دور نصف النهاية ..
الدرس الخامس علينا الاقرار ان الغرب المسيحي او بعض وسائل اعلامه قد ازعجه وصول منتخبنا البطل الى دور النصف النهائي كبلد مسلم منذ 14 قرنا و سجود منتخبنا البطل عقب انتهاء كل مباراته شكرا لخالق السماوات و الارض لدرجة ان بعض وسائل الاعلام في المانيا قد اعتبرت منتخبنا الوطني بمثابة داعش حيث لا مجال للمقارنة على الاطلاق.......
اما القيم التي جسدها اسود الاطلس داخل ملاعب قطر هي كالتالي بر الوالدين و القتالية حتى اخير انفاس المبارات و دفاع الاطار الوطني وليد الركراكي عن انتماء منتخبنا الوطني الى القارة الافريقية كبعد عمل المغرب منذ رجوعه الى الاتحاد الافريقي عبر سياسته الخارجية التي يقودها ملك البلاد حفظه الله ..
توقيع المهدي مالك
اجمالي القراءات 1177