عن جمال بدوى وخليل عبد الكريم ..وقريش

آحمد صبحي منصور في الجمعة ٢٥ - نوفمبر - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً

عن جمال بدوى وخليل عبد الكريم ..وقريش
أولا
1 ـ أول مقال نشرته لى جريدة الأخبار كان بعنوان ( القرآن هو الحل : دعوة الى الاحتكام الى كتاب الله )، فوجئت بهجوم جمال بدوى على شخصى فى جريدة ( الوفد ) . بعثت له بردّ ، فرفض نشره ، بل نشر رده هو على ما كتبته بمقال ملىء بالسّب والشتم تحت عنوان ( أباطيل الرجل المفصول من الأزهر ) . توقفت عن الردّ إذ كان الهجوم على شخصى وقتها تجارة مربحة .
2 ـ خليل عبد الكريم لم تكن لى علاقة مباشرة به ، لكنه بدأ بالهجوم على شخصى بعد أن مدح د حسين مؤنس كتابى ( السيد البدوى بين الحقيقة والخرافة ) فى مجلة أكتوبر ، وقال عنه إنه أحسن كتاب عن السيد البدوى ، وكان يقصد كتبا سابقة ، أحدها كتبه د عبد الحليم محمود شيخ الأزهر . جاء تعليق خليل عبد الكريم بعد صدور الكتاب بعشر سنوات ، إذ كتب ساخرا أننى مغرور بكتابى عن ( السيد البدوى ) كأنه ( بيضة الديك ) . كنت قد أصدرت بعده 11 كتابا ، تناساها كلها كما لو كان ذلك الكتاب هو الوحيد . لم أهتم بالردّ عليه ، فقد كان الهجوم على شخصى وقتها تجارة مربحة .
3 ـ عقدت المنظمة المصرية لحقوق الانسان الملتقى الفكرى عام 1994 ، تحت عنوان ( حرية الرأى والفكر : قيود واشكالات ). قدمت فيه بحثا عن حرية الرأى والفكر بين الاسلام والمسلمين ، وكيف أن حرية الفكر والرأى فى الاسلام مطلقة ، واستشهدت بما جاء عن كفر المنافقين ، والأمر بالاعراض عنهم ، وما جاء من تأجيل الحكم فى الخلافات الدينية الى رب العزة جل وعلا يوم الدين ، ثم كيف بدأ التحول عن هذا باختراع أبى هريرة للأحاديث مناصرة للأمويين ، وما أرسوه من ثقافة الجبرية الدينية السياسية لتعليل جرائمهم . وقدم المستشار الدمرداش العقالى ورقة أخرى ركّز فيها على ( لوم أبى بكر ) فى تفسير جديد لحرب الردة ، إعتبرها نقضا لحرية الدين . أوكلت المنظمة المصرية مهمة الردّ والتعليق لأربعة : هم د أسامة الغزالى حرب و د محمد سيد سعيد ، ممثلين عن الاتجاه العلمانى الليبرالى ، و خليل عبد الكريم عن ( اليسار الاسلام ) و جمال بدوى عن تيار الاخوان المسلمين .
4 ـ فوجئت بالمستشار الدمرداش العقالى يترك عرض ورقته ليشيد بورقتى . هذا بينما إختلف الوضع مع خليل عبد الكريم وجمال بدوى . كان إبنى محمد وقتها فى مطلع شبابه ، وجلس خلف خليل عبد الكريم وجمال بدوى ، وسمع سخطهما وأنا أعرض ورقتى .
5 ـ فى المناقشة لورقتى تشابهت أقوال د محمد سيد سعيد ود أسامة الغزالى حرب ، كل منهما عاب على ورقتى أنها مليئة بالنصوص القرآنية ، وأن الاستشهاد بالنصوص القرآنية فيها إختلاف ، وكلُّ يفسرها حسب وجهة نظره . فى الردّ عليهما قلت إنه طالما أكتب عن الاسلام فإن أصدق ما يعبّر عن الاسلام هو القرآن الكريم . أما عن قيام بعضهم بلوى عُنُق الآيات فهذا ما لم أفعله . كل الآيات التى إستشهدت بها ــ وهى كثيرة ـ هى واضحة الدلالة ، وأتحدى من يثبت غير هذا ، وهى مفهومة للمستمعين ، واستشهدت بهما .
خليل عبد الكريم إرتدى قناع الشيوخ الأزهريين ناسيا أننى أنا الشيخ الأزهرى الوحيد فى القاعة وليس هو ، وإستنكر هجومى على المنافقين . رددت عليه بأنه ينكر عشرات الآيات القرآنية التى تحدثت عن المنافقين وكفرهم وعدائهم لله جل وعلا ورسوله .
جمال بدوى قال إننى بهذا البحث أُنكر أن الرسول محمدا عليه السلام كان القائد المفوّض من الله جل وعلا ، وأنه كان يستمد سلطته من الله جل وعلا . رددت عليه بأنه عليه السلام كان مأمورا باستشارة أصحابه ، وأن الأمة هى مصدر السلطات ، ولذلك قال له ربه جل وعلا : ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159) آل عمران ). يعنى لو كان فظّا غليظ القلب لأنفضوا من حوله وتركوه ، وحينئذ سيفقد مكانته وسيعود الى ما كان عليه قبل الهجرة ، لذا أمره ربه جل وعلا أن يعفو عنهم إذا أساءوا اليه وأن يستغفر لهم إذا أذنبوا فى حقه ، وأن يشاورهم فى الأمر لأنهم أصحاب الأمر .
6 ـ تمثلت النتيجة فى : صداقة مع د أسامة الغزالى حرب ومع الراحل د محمد سيد سعيد ، وخصومة زائدة مع جمال بدوى وخليل عبد الكريم . زاد هذه الخصومة أن الراحل د غالى شكرى نشر ـ بدون علمى ـ ورقتى عن حرية الرأى ، وحدث أن السلفيين فى المطبعة رفضوا طبعها ، فتدخل غالى شكرى ، ووصل الأمر الى الصحافة وقتها ، وكانت فضيحة . وتم نشرها ، وذاع صيتها . ثم كان نشرها فى العام التالى فى كتاب أصدرته المنظمة المصرية لحقوق الانسان عن هذا الملتقى الفكرى . وفى هذا العام التالى طلبوا من أن أترشح لعضوية مجلس أمناء المنظمة خصما للدكتور محمد سليم العوّا ، وترشحت . ويوم الانتخابات كان زفاف أختى فى قريتنا ، فلم أحضر . ونجحت نجاحا ساحقا فى غيابى .
7 ـ لم تكن خصومة جمال بدوى لى شريفة على الاطلاق . رآها فرصة لزيادة دخله ، إذ كلّف شخصا ملتحيا من قريته ـ حاصلا على دبلوم تجارة ـ بالتفرّغ للهجوم على شخصى فى صفحات بأكملها . كان واضحا أنه هو الذى كان يكتبها . وكوفىء على هذا الهجوم المتكرر بأن تشترى السعودية آلافا من جريدة الوفد لصالح شركتها للطيران ، هذا هو الذى شاع وذاع . أما ما إستقر فى جيبه فغير معروف القدر . تمتع جمال بدوى بالنفوذ السعودى حتى لقد نسى نفسه وكتب عنوانا عن الرئيس مبارك ، فغضب مبارك وبعث بمجموعة من البلطجية ضربوا جمال بدوى علقة مؤلمة ، دخل بها المستشفى . إتصل به مبارك ( ليطمئن عليه ) فاعتذر له جمال بدوى ، ونافقه بكل ما يستطيع ، فعينه مبارك رئيسا لتحرير مجلة أزهرية ، وأمر صفوت الشريف أن يمنحه برنامجا فى التليفزيون ، وانتشرت مقالاته ، وكان يكتب فى التاريخ ، بكل ما يملك من جهل وجُرأة على سرقة ما يكتبه الآخرون . معرفته بالتاريخ مثل معرفة الامام ابن حنبل بتاريخ أوربا العصر الحديث ، ومع هذا فقد إعتبروه ( مؤرخا ) فى مصر المليئة بالعجائب . من العجائب أنه سرق معلومات تاريخية فى مقال لى عن ( بهاء الدين قراقوش ) الذى ظلمه وشنّع عليه الكاتب القبطى إبن ممّاتى . هو مقال تعبت فى إعداده ، ونشرته جريدة الأحرار . وبكل جُرأة نقله جمال بدوى ووضع عليه إسمه ، ووجد من يصفق له . شاءت الظروف أن يتعرّض جمال بدوى لخزى هائل فى مؤتمر شهير للمنظمة المصرية لحقوق الانسان ، وكان فيه أحد النجوم المتحدثين ، فتكلم عن إلتزامه بالليبرالية وحرية الفكر وأن جريدة الوفد خير ما يعبر عن الرأى والرأى الآخر . تصدى له صديقى أحمد وهدان ، وذكّره بموقفه منى . فوجى جمال بدوى بوجودى بين الحاضرين ، ف ( وقع فى حيص بيص ) .
8 ـ أيضا لم تكن خصومة خليل عبد الكريم معى شريفة على الاطلاق . كانت مجلة القاهرة تنشر لى باستمرار ، وكانت تنشر له أيضا . فوجئت بمقال غريب تحت عنوان ( الاسلاميون والقباب السبعة ) أو شىء من هذا القبيل ، خصّنى فيه بالهجوم ، وأننى أشد خطرا من الشيخ الشعراوى لأننى أستشهد بالقرآن . نشرت عليه ردا قاسيا ساخرا . بعد تفنيد كل أكاذيبه أتذكر أنى كتبت له مندهشا من هجومه على شخصى مع أننا فى خندق واحد ضد الارهاب . وقلت له ساخرا : ( قلبى على زبائن مكتبك للمحاماة ، إذا كنت تتعامل معهم بنفس الطريقة ) وفى نهاية المقال قلت ( إن مكتئبا مثلى يحتاج الى أن يبتسم ، شكرا لك فقد أضحكتنى ) . اصابه جنون الغضب فانبرى يشتمنى فى مقالات تم جمعها فى كتاب نشرته ( دار سينا ) . لم أهتم بالرد عليه بعدها.
ثانيا :
1 ـ أصدر خليل عبد الكريم كتابه ( قريش من القبيلة للدولة المركزية ). أثار الكتاب جدلا ، فدعانى رئيس تحرير مجلة الهلال لأن أكتب رأيى فى الكتاب ليكون ضمن ملف تنشره ( الهلال ). ربما كان يتصور أننى سأجدها فرصة لأثأر من خليل عبد الكريم . ما كان لى أن أفعل ، وربى جل وعلا يقول : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (8) المائدة ) .
2 ـ هذا هو مقالى الذى ظهر فى جريدة الهلال عدد فبراير 1995 .
( قبيلة قريش هي القاسم الأعظم من تاريخ المسلمين ، فهي التي حملت الإسلام خارج الجزيرة العربية ، وإلى قريش ينتمي الخلفاء الراشدون وغيرهم من الأمويين والعباسيين والفاطميين ، وهم الذين أثروا في تاريخ العالم في العصور الوسطى فيما بين الهند شرقا إلى جنوب إيطاليا وفرنسا غربا . هذا في الناحية السياسية . أما من الناحية الثقافية فإن تدوين التراث الإسلامي والعربي قد تم في أحضان عصور الخلفاء المنتمين إلى قريش ، لذا كان طبيعيا أن يتضخم دور قريش التاريخي والثقافي إلى درجة القداسة ، ولذلك أصبحت قريش مرادفا للإسلام ، وخطورة هذا الاتجاه أنه قد يوحي باستنتاج مؤداه أن الإسلام كان وسيلة اخترعتها قريش أو أجادت استخدامها لتحقق به دولتها داخل وخارج الجزيرة العربية .
أما أن الأمويين قد استخدموا الإسلام في بناء دولتهم فذلك صحيح بدليل أنهم وقفوا ضد الإسلام في مكة أولا ثم انضموا إليه أخير تبعا لمصالحهم ، وكذلك سار على طريقهم العباسيون خلال دعوتهم " للرضى من آل محمد". ثم في تدعيم سلطاتهم ..
أما القول بأن قريش اخترعت الإسلام لتبنى على أساسه دولتها فذلك افتراض ساذج ، قد يجد صاحبه بعض أدلة متفرقة تؤيده في كتب المناقب والأخبار التي تمت تدوينها في عصر الخلفاء غير الراشدين من القرشيين ، ولكن القرآن ينفي ذلك القول ، فآياته تتهم صناديد قريش بالكفر وتحض على كراهيتهم وحربهم .. والقرآن لم يذكر كلمة " قريش" إلا مرة واحدة دعاهم فيها للهداية وتذكر نعم الله عليها ، فلما ظهر جحودهم نزع عنهم الولاية للبيت الحرام بسبب كفرهم وصددوهم ..
وما سبق مقدمة ضرورية ندخل بها في قراءة سريعة لكتاب " قريش : من القبيلة إلى الدولة المركزية " للأستاذ خليل عبد الكريم ، إذ أن الواضح أن المؤلف يحرص أشد الحرص على ألا يأتي باستشهادات قرآنية بقدر حرصه على الاستشهاد بالروايات الإخبارية واجتهادات الباحثين لكي يؤكد أن هناك هدفا محددا حرصت عليه قريش منذ وجودها ، وهذا الهدف هو إقامة دولة مركزية ، وانه قد عمل لهذا الهدف قصي بن كلاب المتوفي سنة 480 م . ثم أحفاده من بعده ، إلى أن تم تحقيق الحلم بعد قرنين على يد حفيد ( قصي بن كلاب) وهو ( محمد بن عبد الله ) عليه السلام .
وفي هذا السياق فإن المؤلف لا يناقش القضية الهامة في الموضوع ، وهى موقع الإسلام من هذه الخطة ، أهو اختراع قرشي لتأكيد المشروع السياسي ، أم هو استغلال سياسي سماوي استطاع به النبي أن يقيم لقومه من قريش دولة . تلك القضية الهامة ( التي نتوقع أن تكون مدار بحث المؤلف طبقا لمقتضيات البحث العلمي وضروراته ) لم تحظ بوقفة متأنية من المؤلف ، إلا أنه ترك بين السطور ما يوحي بأن الإسلام صناعة قريشية ، ظهر ذلك في حديثه عن المؤثرات الاجتماعية في القصائد والرسوم الدينية وصلتها بما كان سائدا في الجزيرة العربية وفى مصر القديمة قبل الإسلام ، وموقع الكعبة في مكة وقيام قريش حولها ..
وفد أفاض المؤلف في تأكيد نظريته على أن قيام دولة قريش تحت لواء الإسلام في عهد النبي سبقتها جهود مضنية بدأها (قصي بن كلاب ) ثم أحفاده إلى أن استطاع ( محمد بن عبد الله ) بالإسلام تحقيق الأمل المنتظر ، مستخدما كل الظروف الاجتماعية والدينية والاقتصادية في الجزيرة العربية .
واقتنص المؤلف أسانيده من كتب الروايات والمناقب ومنها ما يؤكد على حب النبي لقومه من قريش وإيثاره لصناديدها ، ثم ينهل من تاريخ الخلفاء الراشدين ما يؤكد على تحيزهم لقريش ..
ونحن نضع هذه الملاحظات على ما ذهب إليه المؤلف من آراء وأسانيد :
1ـ إن القرآن يؤكد على سماحة النبي مع مشركي قريش ومنافقي المدينة من الأوس والخزرج ، بل كان يبالغ في الحرص عليهم مما استوجب العتاب من الله .. إذن فإن النبي كان لا يخص قريشا بعطفه ..
2ـ إن الروايات التي تحفل بها كتب السيرة تحفل بالتناقض ، حتى أنه يمكن تأليف كتابين منهما في موضوع واحد ولكن يختلفان من الألف إلى الياء ، ومن السهل حينئذ أن يجد فيها كل مؤلف بغيته طالما كانت له رؤية مسبقة يريد أن يقتنص لها ما يوافق مراده من البحث . إن تلك الروايات ظلت قرونا متداولة على ألسنة الأجيال بالرواية الشفهية ، والمؤلف اعترف بأن العرب كانوا أمة شفهية أُمّية لا تكتب ولا تقرأ . ثم شهد العصر العباسي وما تلاه تدوين بعض تلك الروايات ، وتأثر تدوينها بظروف المؤلف وعصره ، وبدليل أن كتب السيرة النبوية المكتوبة في العصر العباسي أكثر عقلانية من كتب السيرة المكتوبة في العصور المملوكية والعثمانية المملوءة بالخرافات ، ويلاحظ اعتماد الأستاذ خليل عبد الكريم علي روايات عن قريش والتي كتبت في عصور الخرافات أي بعد موت النبي بعشر قرون تقريبا ، وقد أخذها دون تمحيص طالما تتفق مع هدفه في البحث ...
3 ـ هناك فارق بين الإسلام والمسلمين.
الإسلام دين ، والمرجع والفيصل هو القرآن كلمة الله .. أما المسلمون فلهم تدين وموقف من الإسلام ، وتاريخ المسلمين يدخل في دائرة التدين ، وهم يتحملون مسئوليته إن خيرا وإن شرا، وحين تحول الإسلام إلى دولة وتراث بدأ بذلك دور المسلمين في إقامة الدولة وكتابة التراث ، والمنهج العلمي يقتضي أن نفرق بين الدين الإلهي (القرآن) وبين التطبيق (المسلمين ). وهذه وجهة نظر كاتب السطور ولا يلزم بها أحدا...
4ـ لا يخلو كتاب الأستاذ خليل عبدالكريم من نواحي إيجابية ، مثل توضيحه للنواحي الأجتماعية للعرب قبل الإسلام وتغلغل المسيحية واليهودية فيهم وعلاقاتهم بالقوى العظمى خارج الجزيرة العربية والإشارات الذكية لأسباب الردة.
5ـ كان المنهج العلمي يستلزم أن يتناول المؤلف موقع قريش بالتفصيل في الدولة التي أقامها النبي ( القرشي ) في المدينة ، ولكن توقف المؤلف عن ذلك حتى لا يضطر لمناقشة القضية الهامة عن موقع الإسلام في الخطة التي زعم أن قريشا قد ألتزمت بها وهى إقامة دولة باستغلال الدين ..)
أخيرا
تبقى ملاحظة أساس :
نقلت المقال كما هو ، وهو يعبّر عن عقليتى يومئذ . وكنت وقتها أحترم ( الخلفاء الراشدين ) وأعتبر فتوحاتهم نصرا للاسلام . وهى نفس العقلية التى كتبت بها بحث ( حرية الرأى بين الاسلام والمسلمين ) وجعلت فيه أولئك ( الخلفاء الراشدين ) يسيرون على منهاج الاسلام . لقد ظللت ربع قرن أنظّف عقلى من جبل القذارة الذى أورثنيه الأزهر . وكانت آخر حزمة من تلك القذارة عن الخلفاء ( الفاسقين ) وفتوحاتهم التى نشرت الكفر بالاسلام.
اجمالي القراءات 1781