تشريعات زواج النبى عليه السلام وخصوصيتها .

عثمان محمد علي في الأحد ١٣ - نوفمبر - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً

تشريعات زواج النبى عليه السلام وخصوصيتها .موضوع يشغل بال الكثيرين فما هى ،وكيف نربط بينها وبين أن القرءان كتاب من عند الله جل جلاله وليس من عند محمد ؟؟؟
أسئلة من أخ عزيز يسأل عن معنى الآيات 50-52 من سورة الأحزاب والتي تتحدث عن تشريعات الزواج للنبى محمد بن عبدالله عليه السلام ،وعن قول متطرفين ومُلحدين عنه بأنه كان شهوانيا .
(يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ إِنَّآ أَحۡلَلۡنَا لَكَ أَزۡوَٰجَكَ ٱلَّٰتِيٓ ءَاتَيۡتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتۡ يَمِينُكَ مِمَّآ أَفَآءَ ٱللَّهُ عَلَيۡكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّٰتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَٰلَٰتِكَ ٱلَّٰتِي هَاجَرۡنَ مَعَكَ وَٱمۡرَأَةٗ مُّؤۡمِنَةً إِن وَهَبَتۡ نَفۡسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنۡ أَرَادَ ٱلنَّبِيُّ أَن يَسۡتَنكِحَهَا خَالِصَةٗ لَّكَ مِن دُونِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَۗ قَدۡ عَلِمۡنَا مَا فَرَضۡنَا عَلَيۡهِمۡ فِيٓ أَزۡوَٰجِهِمۡ وَمَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُهُمۡ لِكَيۡلَا يَكُونَ عَلَيۡكَ حَرَجٞۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورٗا رَّحِيمٗا (50) ۞تُرۡجِي مَن تَشَآءُ مِنۡهُنَّ وَتُـٔۡوِيٓ إِلَيۡكَ مَن تَشَآءُۖ وَمَنِ ٱبۡتَغَيۡتَ مِمَّنۡ عَزَلۡتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيۡكَۚ ذَٰلِكَ أَدۡنَىٰٓ أَن تَقَرَّ أَعۡيُنُهُنَّ وَلَا يَحۡزَنَّ وَيَرۡضَيۡنَ بِمَآ ءَاتَيۡتَهُنَّ كُلُّهُنَّۚ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمۡۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمٗا (51) لَّا يَحِلُّ لَكَ ٱلنِّسَآءُ مِنۢ بَعۡدُ وَلَآ أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنۡ أَزۡوَٰجٖ وَلَوۡ أَعۡجَبَكَ حُسۡنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتۡ يَمِينُكَۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ رَّقِيبٗا (52).
==
التعقيب :
تحياتى أخى العزيز .
الآية 50 من سورة الأحزاب تتحدث عن تشريعات خاصة بزواج النبى عليه السلام في الزواج .
– - حددت دائرة النساء اللاتى يستطيع الزواج منهن إن أراد وهن .
-2- زوجاته اللاتى في عصمته حين نزلت عليه هذه الآيات .
-2- ما ملكت يمينه من الجوارى والإماء في المستقبل سواء أُهديت له أو إشتراها بماله ليعتقها ويُحررها. فله أن يتزوجها ،ولن يدخل بها ويُعاشرها جنسيا إلا بعد أن يعقد عليها مثلها مثل الحُرة تماما .وهذه هي نقطة اللبث وعدم الفهم عند المُسلمين وغير المُسلمين فهم يعتقدون أن الرجل من حقه أن يُعاشر جاريته جنسيا دون زواج ودون عقد قران ودون عقد نكاح ، وهذا خطئا كبيرا في الفهم وفى التطبيق ومُخالفة خطيرة للقرءان الكريم ،وتقع تحت مُسمى الزنا وإرتكاب الفاحشة .فقد أمرنا القرءان الكريم أن إذا اردنا (بما فينا النبى عليه السلام ) أن نتزوج من جارية فلابد أن نعقد عليها عقد زواج صحيح مُكتمل الشروط،.فلو لها أهل معروفين فلابد أن نخطبها منهم وأن توافق هي وهم على الزواج ،وإن كانت ليس لها أهل وعائلة فمندوب المجتمع وليكن قاضى المحكمة المحلية أو عمدة القرية يكون هو وليها وأهلها في عقد الزواج وفى حفظ حقوقها .وفى هذا قال القرءان العظيم ((ومن لم يستطع منكم طولا ان ينكح المحصنات المؤمنات فمن ما ملكت ايمانكم من فتياتكم المؤمنات والله اعلم بايمانكم بعضكم من بعض فانكحوهن باذن اهلهن واتوهن اجورهن بالمعروف محصنات غير مسافحات ولا متخذات اخدان )) سورة النساء 25. ومن هنا فلا يمكن للنبى عليه السلام أن يُخالف القرءان العظيم في تشريعاته في الزواج من الجوارى والإماء إذا أراد أن يتزوج منهن. وهذا مافعله في زواجة ب(مارية القبطية )التي أهداها له (حاكم مصر) فأعتقها وتزوجها وأنجب منها إبنهما إبراهيم الذى توفى طفلا صغيرا...
—3—وله إن أراد أن يتزوج من بنات عمه وخاله وعماته وخالاته اللاتى غير متزوجات بشرط أن يكن قد هاجرن معه من مكة إلى المدينة .اما لو أن هناك بنت عم أو خال أو عمة أو خالة له لم تُهاجر معه من مكة للمدينة فلا يحل له أن يتزوجها ،فهى مُحرمة عليه . -4—بالإضافة إلى امرأة طلبت هي بنفسها من النبى عليه السلام أن يتزوجها دون (مهر وصداق ) (وهبت نفسها له ) فأباح له القرءان أن يتزوجها بشرط ألا يفعل هذا مرة أخرى في المستقبل على الإطلاق حتى لو جاءت له نساء أخريات ووهبن أنفسهن له وطلبن منه أن يتزوجهن فلن يُسمح له ،بل إنهن مُحرمات عليه . وهذه الحالة من الزواج كانت للنبى عليه السلام وحده ،وغير مسموح بها للمسلمين .فلو جاءت امرأة لك وقالت (وهبت نفسى لك ) وتزوجنى بدون صداق ومهر وكُل إجراءات الزواج فهذا غير مباح للمسلمين،ولو فعلها أحدوقبل هذاالزواج هذا فهو زنا وفاحشة وليس زواج . لأن تشريعات الزواج للمسلمين معروفة ولابد فيها من إكتمال شروط الزواج من موافقة وعقد وصداق وشهود وإشهار بزواج فلان من فلانة .
==
الآية 51من سورة الآحزاب :
تتحدث عن إباحة طلاق النبى عليه السلام لمن يُريد أن يُطلقها ممن هن في عصمته وقت نزول هذه الآية .(لو في زوجة تاعباك منهن فلك الحرية أن تُطلقها وليس عليك ذنب في هذا ). وواضح من الآية أنه كانت هناك زوجات للنبى عليه السلام يفتعلون مشاكل نسوية بينهن وبين بعض ولا يُقدرن مسئوليته ورسالته حق قدرها ولم يوفرن له الوقت وراحة البال والسكينة ليتفرغ لشئون الدعوة وإدارة الدولة فنزل القرءان العظيم يُبيح له أن يُطلق منهن من يريد ،وفى نفس جاء القرءان بهذا التهديد لهن ليردعهن ويأمرهن بعدم تكدير صفو ونفس النبى عليه السلام وإلا فالطلاق جاهز لمن لن تلتزم .
=
الآية 52,
لم يحل للنبى عليه السلام الزواج بعد نزول هذه الآيات من أي واحدة خارج هذه الدائرة الضيقة من النساء وهن كما ذكرتهن الآية 50 (ازواجه اللاتى في عصمته – بنات عمه وخاله وعماته وخالاته اللاتى هاجرن معه – المرأة التي وهبت نفسها له – الجوارى والإماء اللاتى يحصل عليهن كهدايا أو شراء ليحررهن ويعتقهن ويتزوج منهن ) وفقط وفقط وفقط ..... فلا يحل له أن يتزوج من غير هذه الدائرة المُغلقة حتى لو اعجبته امرأة أخرى وكانت ملكة جمال العالم ،وحتى لو طلق واحدة أو كل من في عصمته خلاص الموضوع إنتهى لا يستبدل ولا يتزوج من غير ما حدده القرءان له. على عكس المُسلمين فللمسلم أن يتزوج ممن يشاء من أي امرأة في العالم كُله. فالنبى عليه السلام كانت له دائرة ضيقة جدا جدا في الزواج يتزوج منها ولتكن مثلا (20 سيدة وفتاة )،أما المُسلم فله أن يتزوج من دائرة قوامها مثلا (مليار سيدة يتزوج منهن من يختارها).
=
ثم ردا مُتسائلا بسؤال آخر :
ما حكمة أن الله يحلل له كل هذه النساء ولو انواع قليلة لان الملحدين يقولون انه شهواني؟
التعقيب :
في حديثنا عن الخالق العظيم جل جلاله لا نستطيع أن نقول أو نسأل لماذا أحلّ هذا أو حرّم ذاك لأنه سبحانه وتعالى (لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ) وأنه جل في عُلاه له الحكم والأمر في كل شيء بما فيها التشريعات فله سبحانه أن يمنح المُسلمون إباحة الزواج ممن يشاءون من النساء ،وأن يمنع هذا عن نبيه محمد عليه السلام ويُحلُ له الزواج من دائرة صغيرة جدا جدا من النساء .فيقول رب العزة جل جلاله (الا له الخلق والامر تبارك الله رب العالمين ) .... ومن محاسن الصُدف في تشريع تقييد وضبط دائرة المُباح في زواج النبى عليه السلام الصغيرة جدا جدا مقارنة بدائرة المُباح في الزواج للمُسلم العادى أن فيها دليلا رائعا وجديدا على أن القرءان العظيم ليس من تأليف مُحمد بن عبدالله وإنما هو من عند الله ،لأنه لو كان من عند محمد بن عبدالله لكا ضمّنه هذا التشريع أو لجعله أوسع وأرحب من المُباحات للمسلمين في الزواج كزيادة عدد مرات الطلاق ،او في إختزال وإختصارمدةعدة المرأة المُطلقة أو الأرملة التي يريد أن يتزوجها وهكذا ،ولكن شيئا من هذا لم يحدث .فهذا دليل على القرءان الحكيم هو كتاب رب العالمين أنزله على رسوله محمد بن عبدالله عليه السلام ليُبلغه ،وبلغه كما هو لم يزد عليه حرفا ولم يُنقص منه حرفا .
أما عن إتهام متطرفيين مستشرقين أو مُلحدين أو من أصحاب ديانات أخرى النبى عليه السلام بأنه شهوانى .فهذا لا نلتفت إليه ولا يساوى قيمة الحبرالذى كتبوه به فهُم بهذا ينضمون لكتيبة أعداء النبى الذين وصفهم رب العزة جل جلاله بالمجرمين وتوعدهم بالعذاب المهين يوم الدين فكفاهم ما سيلقونه يوم القيامة ((وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا ))
==
تحياتى مرة أخرى وأتمنى أن أكون قد وفقت في الإجابة على أسئلتك أخى الكريم .
اجمالي القراءات 1755