وأخيرا أقر بها الشيخ يوسف القرضاوي.
القُنْبُلةُ "الْمُخَلِّصَةُ" التي فَجّرَها العالم المصري، المسلم، الأزهري، الرئيس السابق والمؤسس للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين. *********

يحي فوزي نشاشبي في الأحد ٠٦ - نوفمبر - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً

القُنْبُلةُ "الْمُخَلِّصَةُ" التي فَجّرَها
العالم المصري، المسلم، الأزهري، الرئيس السابق والمؤسس للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
*********

وهذا دليل آخر، مفاده أن المنتمين إلى الحديث المنزل من لدنه سبحانه وتعالى "القرآن"، لم يقدروه حق قدره، ولم يأخذوه بالجدية المنتظرة منهم، بل الأدهي والأمر هو أنهم اتخذوه، أي اتخذوا القرآن مهجورا على الرغم من كل ما نراه ونشاهده ونسمعه مما ينبغي أن يدرج في خانة (المظاهر الخداعة).
وإنّ ما جاء من تصريح صريح، ومنصف، وقوي، وشجاع في هذا "الفيديو" من طرف الأستاذ "يوسف القرضاوي" هو في الحقيقة غني عن أي تعليق طويل، وإن دلّ على شئ فإنما يدل على أن الشيطان، بإرادته، وقوة رهانه الذي راهن به، قد تمكن فعلا بذكائه، ووساوسه، أن يُحدث هذه الشروخ في المسلمين، وبالتالي فالله وحده يعلم كم من شيخ من الشيوخ، وكم من رجل من رجال الدين، وقع فريسة هذا الرجيم وأحاطت به شراكه من حيث يدري أو لا يدري، وكم من تعليمة من تعاليمه سبحانه وتعالى ما زالت مجمدة، وكم من أفكار ولدت ميتة، معطلة، ويكفي أن نعلم أن الرجيم الوسواس الخناس أغرق صدور هؤلاء الضحايا، ومنذ ثلاثة عشرة قرنا على الأقل، في بحر لجيّ من الجهل، والغفلة، ومن السذاجة الممقوتة، بل إلى درجة أنهم أداروا ظهورهم إلى القرآن العظيم، ولسان حالهم يقول: إن تلك الآية الواردة في سورة العنكبوت تحت رقم 51، لم ترُقْ لنا لا هي ولا غيرها، ولم تكفنا، وأن ما أنزل عليك وما يتلى علينا، لم يحرك فينا ساكنا. ولعل ذلك هو ما جعلهم يديرون للقرآن ظهورهم ويعرضون عنه، ملتفتين، وبحماس منقطع النظير إلى شتى الجهات والآفاق، معدّين العدّة، ليلهبوا في الأخير أكباد الإبل، وليتجشموا بكل ما أوتوا من إرادة وحماس كل مخاطر الأسفار في سبيل أن يصطادوا شيئا من ذلك الافتراء المنسوب إلى رسول الله عليه الصلاة والتسليم، وليتصرّفوا في الأخير تصرفا عكسيا غير منطقي، لأنهم لا يتورعون ولا يخجلون في أن يقابلوا ذلك الحديث المفترى بذلك الحديث المنزل من عند الله سبحانه وتعالى،
وفي الأخير ليقللوا من قيمة الحكم القرآني، على الرغم من وضوحه وسلامته من أي غموض، أو ارتباك، أو أدنى احتمال، بل لقد وصل بهم تهوّرُهُمْ إلى اختلاق كثير من غريب الموانع والشروط والمعاني المؤدية إلى تعطيل التعليمة الربانية مثل أفاعيل الناسخ على المنسوخ وما إلى ذلك من كلام وشهادات باهتة تأتي وقحة بعد سلسلة من عنعنة مثيرة لكثير من الدوار والغثيان، بل إلى ما يضحك الغارق في الحزن، وقد أسرفوا أيما إسراف في اتهام الرسول عليه الصلاة والتسليم بأنه قد تقوّل على الله بعض الأقاويل بل كثيرا من الأقاويل. (الآيات من رقم 43 إلى 47) في سورة الحاقة.
ثم، إن مثل هذا "الفيديو" وما جاء فيه من تصريح شجاع قويّ، ألا يدل على يقظة الضمير أخيرا ؟، وعلى تحدي النفس اللوامة ؟ ألا يدل كل ذلك على أنّ الله العلي العظيم، ولأمر ما، وحكمة، أن مشيئته سبحانه وتعالى كانت وراء هذه الثورة الإلكترونية الإعلامية، وكانت فاضحة بل وكانت رحمة مسلطة الأضواء الكاشفة، ولولاها لاستمر الجهل في طغيانه، ولتغيبت أكثر وأكثر الرحمة والذكرى لقوم يؤمنون.(أوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْم يُؤْمِنُونَ). - العنكبوت الآية 51 - .
وأما عن ذلك التصريح وذلك الإقرار من لدن الأستاذ الشيخ يوسف القرضاوي، الذي يؤكد فيه أن هناك موضوعا اعتقله وحبسه وكتمه وخبأه عن الناس طيلة خُمُسِ قرن من الزمن، وهو الوارد في سورة النور، (الآيتان رقم 01 + 02، وما بعدهما ) الموضوع المتعلق بالحكم الذي قرره الله تعالى في حديثه المنزل الخاص بفاحشة الزنا، موضحا أي الشيخ يوسف، أن عقوبة الرجم ليست شريعة إسلامية، إنما هي يهودية، إلى غير ذلك من التصريح المهول الذي يقع على الأسماع كالصواعق التي فكّ عليها القيد من اعتقال عمّر طيلة 20 عشرين سنة. كما يمكن اعتبار مثل هذه التصريحات بمثابة الجزء الظاهر فقط من الجبل الجليدي الغارق أي (الأيسبرج – (Iceberg من تلك الجبال (غير الشامخة) العائمة في بحار تلك المجلدات المعتبرة ظلما وعدوانا من الصحاح، ونكرر القول لأن ما خفي هو حتما أعظم ولا يعلمه إلا هو سبحانه وتعالى، مثل الحرمان والإجحاف، وضحاياه لا تعد ولا تحصى، لضحايا لا تعد ولا تحصى، لاسيما في مجالات شتى الواجبات والحقوق في مختلف المواضيع ومنها على سبيل المثال فقط لا الحصر العقوبات، وفي المواريث، وحقوق الإنسان، ومــا إلى ذلك. وأخيرا ألا يمكن أن نصرح بأن ميلاد موقع أهل القرآن العظيم جاء في موعده؟ (ِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِٱلذِّكْرِ لَمَّا جَآءَهُمْ ۖ وَإِنَّهُۥ لَكِتَٰبٌ عَزِيزٌ (فصلت - 41)
***************
اجمالي القراءات 1952