صراعات وهمية حول التفاضل بين الأنبياء .

عثمان محمد علي في الجمعة ٢١ - أكتوبر - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً

صراعات وهمية حول التفاضل بين الأنبياء .
ردا على فيديو للشيخ الأزهرى أحمد عمر هاشم – رئيس قسم الحديث وجامعة الأزهر الأسبق .
صراعات إخترعها اليهود والنصارى والمسلمين عن أفضل الأنبياء والرسل .
جاء في الفيديو :
رواية : عن ثابت بن عبدالله أن عمربن الخطاب جاء وقال يارسول الله أن أخا لى في بنى قريظة جمع جوامع من التوراة ألا أعرضها عليك يا رسول الله ؟؟
فتغير وجه النبى فقال له عبدالله بن ثابت أما ترى أن النبى قد تغير وجهه وتأثر فأخذ عمر يقول رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا ورسولا ،وأخذ يرددها حتى سُرى عن وجهه الشريف ،فقال عليه الصلاة والسلام والذى نفس مُحمد بيده لو أصبح فيكم موسى فإتبعتموه وتركتمونى لضللتم ،أنتم حظى من الأُمم وأنا حظكم من النبيين . قال عليه الصلاة والسلام وأقسم على ماقال والذى نفس محمد بيده لو كان موسى وعيسى موجودين حيين ما وسعهما إلا إتباعى .
== ثم قال عمر هاشم مُنشدا بعض ابيات من الشعر جاء فيها .

لكننا نرجو شفاعتك ونرجو رحمة ربنا بك فأنت الطريق الذى أوصلنا إلى الله وأخرجتنا من الظلمات إلى النور .
فأشفع لنا نحن بعض من رعاياك..
من آل بيتك فرع في كنانتنا
من زارهم نال خيرا من عطاياك .
يا طه جئنا نُناجيك نرجو الله في أمل.
فهل يُرد فتى بالحُب ناجاك
حاشاك يرد من ناجاك دون كرم
أو أن يعود حزين القلب حاشاك ....
إن الخلائق يا طه بأجمعها
لولاك ما رُحمت والله لولاك .
==
التعقيب :
الصراع الدينى بين اليهود والنصارى،ثم بين اليهود والنصارى والمُسلمين كان دائرا وحامى الوطيس منذ قديم الأزل منذ ميلاد عيسى عليه السلام وإتهام بعض بنى إسرائيل لأمه عليها السلام بالفاحشة ،ثم إستمر هذا الصراع واخذ شكلا دمويا إلى أن حاولوا قتله وصلبه عليه السلام . وإستمر هذا الصراع وإمتد إلى ما بعد بعثة النبى محمد عليه السلام ودخل فيه ووقع معهم في فخه وما زال بعض المُسلمين (المنافقين ).فتحول إلى صراع على صورة مُقارنة مقارنة بين الأنبياء ومكانتهم والتفاضل بينهم.فوضع اليهود الذين دخلوا لإسلام دون أن يتركوا أثقالهم وتدينهم المُنحرف وراء ظهورهم روايات في مناقب وفضائل وتفرد موسى عليه السلام ،وزادوا عليها مناقب وروايات لعيسى عليه السلام ونزوله آخر الزمان ليكسر الصليب ويُقيم العدل ويهزم كذا وكذا وكذا من الناس ومن الأشرار . فرد المُنافقون من المُسلمين عليهم بوضع روايات في تمييز خصائص ومناقب النبى محمد عليه السلام منها (انا سيد ولد آدم ولا فخر ،وانا كذا وأنا كذا وأنا كذا وأنا شافع وشفيع ومُخرج العصاة من النار وووووو) ثم وضعوا الرواية المخصوصة التي تشدق بها أحمد عمر هاشم في خطبته التي تقول بأفضليته عليه السلام على موسى وعيسى عليهما السلام وأنهما لو كان على قيد الحياة ما وسعهما إلاأن يتبعانه.ولم ينس وضّاع الأكاذيب والأحاديث والروايات أن يصفوا تلك الحالة المزاجية التي كان عليها النبى عليه السلام بعد ان قال له عُمر هل أُحضر لك بعض تجميعات اليهود عن التوراة ،فعبس وجهه ،ولم يُسر مرة أخرى إلا بعد ان هتف عُمر والمسلمون من وراءه قائلا (رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا ورسولا ) ...... فوضّاع الرواية نسوا وتجاهلوا أوامر القرءان الكريم للنبى عليه السلام وللمُسلمين معه ومن بعده بألا يُفرقوا بين أحد من رسل الله جل جلاله –عليهم السلام جميعا (امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير )). وتجاهلوا أن النبى عليه السلام كان يتعامل مع اليهود والنصارى ،وكانوا يُحاجونه في المُحرمات بماعندهم من التوراة والإنجيل.فجاء القرءان يُطالبهم بأن يأتوا بالتوراة للنبى عليه السلام لو كانوا صادقين (كل الطعام كان حلا لبني اسرائيل الا ما حرم اسرائيل على نفسه من قبل ان تنزل التوراة قل فاتوا بالتوراة فاتلوها ان كنتم صادقين ))
ومن هُنا فإن روايات المُفاضلة بين الرسل عليهم السلام مُخالفة للإسلام والقرءان ،ومن يؤمن بها ويرفعها على آيات القرءان الكريم ويتجاهله ويهجره فقد كفر به ومن كفر بآيات القرءان فقد كفر بالله رب العالمين ،ونقول هذا للنصيحة والوعظ لعلهم يتوبون إلى الله قبل فوات الآوان.
==
اما عن قول أحمد عُمر هاشم –عن النبى و توسله به عليه السلام قائلا :: نرجو شفاعتك ونرجو رحمة ربنا بك فأنت الطريق الذى أوصلنا إلى الله وأخرجتنا من الظلمات إلى النور .فأشفع لنا نحن بعض من رعاياك. فهذا كُفربحقيقة أن المولى جل جلاله هومالك يوم الدين ،وبأن النبى عليه السلام سيُسأل ويُحاسب هووالنبيين جميعا عليهم السلام مثلهم مثل سائر الناس أجمعين ،وأنهم ولا يملكون لأحد يوم القيامة ضُرا ولا نفعا. وكُفر بآيات القرءان العظيم التي جاءت تُخبرنا بأن ندعو الله جل جلاله مُباشرة دون واسطة ودون أن نتخذ أحدا من خلقه ليُقربنا إليه سبحانه وتعالى في قوله تعالى (واذا سالك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون )...
أما عن قول عُمر هاشم - أن النبى عليه السلام هو الذى أخرج الناس من الظلمات إلى النور- ففيه مُخالفة للقرءان الكريم الذى بين لنا أن المولى جل جلاله وقرءانه العظيم هو الذى يُخرج الناس من الظلمات إلى النور ((الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور والذين كفروا اولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور الى الظلمات اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون )) .
((يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات الى النور باذنه ويهديهم الى صراط مستقيم )) .
((هو الذي ينزل على عبده ايات بينات ليخرجكم من الظلمات الى النور وان الله بكم لرؤوف رحيم ))) .
== ثم يقول أحمد عُمر هاشم :
يا طه جئنا نُناجيك نرجو الله في أمل. فهل يُرد فتى بالحُب ناجاك حاشاك يرد من ناجاك دون كرم أو أن يعود حزين القلب حاشاك .
== فقد نسى أن النبى عليه السلام توفى ومات وتحلل جثمانه ولا يسمع لأحد ولا يعلم عن أحد شيئا .( انك ميت وانهم ميتون ).
وما زال يُكرر أحمد عُمر هاشم -عبادته للنبى عليه السلام وإتخاذه قُربى لله جل جلاله مع أن القرءان نهاه في أن يتخذ أحدا قربى إلى الله في وصفه وإستنكارة لمقولة الكُفاروتبريرهم لعبادة آلهتهم المزعومة ( ما نعبدهم إلا ليُقربونا إلى الله زُلفى ) .فهو ومن على شاكلته هُنا مثله مثل الكافرين تماما.
== ثم يقول عُمر هاشم ::
إن الخلائق يا طه بأجمعها لولاك ما رُحمت والله لولاك.
... فهنا جمع احمد عُمر هاشم سبب رحمة الله بالخلائق كُلها منذ آدم وإلى ان تقوم الساعة، ويوم القيامة فى وجود النبى عليه السلام !!!!! فأين وجد هذا في القرءان الكريم ؟؟؟؟ لا أدرى .
ولماذا يرفعون مكانة النبى عليه السلام ويُخرجونه ويُخرجونها عن بشريته ورسالته ويرنفعونه إلى الألوهية ؟؟؟ لا أدرى .
فرحمة الله جل جلاله بالخلائق لها سببا أخبرنا به رب العالمين جاء في قوله تعالى ((قال عذابي اصيب به من اشاء ورحمتي وسعت كل شيء فساكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم باياتنا يؤمنون )) .
وأنه سبحانه وتعالى وحده من بيده الرحمة بعباده لا يُشاركه ولا يُنازعه فيها أحد ((ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم )).
== لا يبقى إلا أن نقول أن المشايخ من أمثال أحمد عُمر هاشم ورفاقه في الإيمان يصح أن ينطبق عليهم وصف أئمة الكُفر ودُعاة الضلال ،وأنهم يدعون قومهم إلى عذاب الجحيم لإشركهم بالله جل جلاله في دينه وفى عبادته وفى حُكمه سبحانه وتعالى في الدنيا والأخرة ((وجعلناهم ائمة يدعون الى النار ويوم القيامة لا ينصرون )).
اجمالي القراءات 3153