نقطة نظام في موضوع الزكاة وخاصة زكاة الذهب والفضة والأصول الثابتة .

عثمان محمد علي في الخميس ٢٢ - سبتمبر - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً

نقطة نظام في موضوع الزكاة وخاصة زكاة الذهب والفضة والأصول الثابتة .===
شاهدت اليوم فيديو لجزء من لقاء تليفزيونى مع رجل الأعمال المصرى الشهير – أحمد أبو هشيمة – يتحدث فيه عن كيفية إستثمار مخزون الذهب الفائض عن الحاجة والإستخدام الشخصى لدى العائلات المصرية ،والتي تعتبره إدخاراآمنا ضد تقلبات السوق وإرتفاع الأسعار المُستمر .وإقترح قائلا نه يُمكنهم إدخاره بالبنوك بعائد سنوي 3%،وخاصة أنهم عليهم أداء زكاته السنوية التي تُقدر ب(2.5%).بمعنى أنهم يستطيعون دفع زكاته وزيادة (5.% ) ويستطيعون إسترداده أو تسييله بمعنى (بيعه للبنك ) في أي وقت يحتاجونه فيه .
==
التعقيب :
بعيداعن تحفظاتناعلى بزوغ نجم (أبو هشيمة ) في وقت قياسى ،وانه أحد أذرع النظام المصرى الفاسد في السابق والحاضر ،إلا أنه وللحق فإن فكرته في إستثمار الذهب تتمشى وتتوافق مع تشريعات القرءان العظيم الذى يمنع منعا باتا (كنز الذهب والفضة والأموال ) وحجبهاعن الإستخدام داخل عجلة الاقتصاد القومى والمُجتمعى .وحذر القرءان العظيم من الحساب على كنزها يوم القيامة .لأن الأصل في ملكية المال هوالإستخلاف فيه،لتدويره في مشروعات إنتاجية وخدمية تنفع الناس وتُحارب الفقر وليس كنزه ودفنه تحت البلاطة ، ومن ثم تحويل شريحة مُجتمعية لفقراء ومساكين بسبب كنز شريحة أخرى للأموال والذهب وسحبهما من سوق العمل والإنتاج والتجارة والصناعة والخدمات .(( وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ.يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ) . التوبة 34 –35
==
أما عن زكاة الذهب والأصول الثابتة(البيوت والعقارات بكل أنواعها والأراضى والسيارات والمُدخرات في البنوك أو في المنزل ).فقلنا وكتبنا سابقا ..
أن الزكاة تجب على رأس المال مرة واحدة فقط في العُمر وتجب على العائد والربح عندما تحصل عليه أيضا مرة واحدة ،سواء كان أسبوعيا أوشهريا أو سنويا .ولنضرب أمثلة .
= حضرتك اشتغلت وووو وتوفر معك (مليون جنيه )، فهنا حضرتك في هذه اللحظة بين أمرين .الأول –لو كنت قد دفعت زكاة هذا المال أول بأول (بمعنى كل ما يتوفر عندك الف جنيه مثلا بتدفع زكاتهم ) فخلاص ليس عليك زكاة ...
الثانى لو كنت حضرتك لم تك تدفع زكاة عن أي فلوس تحصل عليها فعليك دفع زكاة هذاالمبلغ والتي تُقدر ب(5%) على الأقل فورا والتي تقدر ب(50الف جنيه تقريبا ).
وماذا بعد ؟؟
حضرتك ذهبت ووضعت الفلوس وديعة إدخارية في البنك بعائد شهرى أو كل 3 شهور أو سنوي . فهنا عليك دفع زكاة (العائد فقط ) وليس إجمالي المبلغ المُدخرمع العائد.بمعنى عليك دفع (5%) من ال الربح والذى يُقدر سنويا ب(100الف جنيه تقريبا )على المليون جنيه الوديعة التي وضعتها حضرتك في البنك .فتكون قيمة الزكاة (5000 جنيه فقط ) .
==
طيب حضرتك أشتريت ب(المليون جنيه ) ذهب ،اوأرض سكن أو زراعة ،او بيت ،او شقة ،اوعربيات .فكيف نحسب زكاتها ؟؟
-- هنا حضرتك دفعت زكاة ال(مليون جنيه) قبل ذلك وإنتهى الأمر . وعندما تبيع الذهب أو العقار أو الأرض أوالعربيات ستدفع (5%) على الربح الذى هو الفرق بين ال (مليون جنيه رأس المال الأصلى ) وبين ال(3 مليون – مثلا )الذى بعت بها الأصول الثابتة فيكون الربح (2 مليون جنيه) فهنا وجبت الزكاة بواقع (5%) على ال(2مليون جنيه) فستكون تقريبا (100 الف جنيه ) .
الخلاصة :
الزكاة تُدفع مرة واحدة على المبلغ الذى إكتسبته وربحته ،ولو إدخرته في الذهب أو في أي أصول ثابتة بعد ذلك فليس على رأس المال زكاة مرة أخرى لأنك دفعتها قبل ذلك ... والزكاة بعد ذلك تكون على الربح فقط سواء كان شهريا أو سنويا أو عند بيع الأصول الثابتة .
وكلام الفقهاء والمشايخ وفتاويهم عن أنك عليك دفع (2.5%) سنويا عن رأس المال والأصول الثابتة والذهب ووووو هو كلام غير صحيح ومُخالف لتشريعات القرءان في الزكاة .
ويبقى باب الصدقات والإيثاروالإنفاق في سبيل الله مفتوحا ،ولكن بشرط ألا يكون فيه إسراف وتآكل لرأس مالك نفسه ،وإنما من العفو أي مما زاد عن إحتياجاتك (والفيصل في هذا هو مدى درجة تقواك وصدقك مع نفسك ومع خالقك سبحانه وتعالى)لكى لا تُصبح فقيرا وتنضم لزمرة المساكين وأبناء السبيل نتيجة لهذا التآكل في رأس المال.
اجمالي القراءات 1936