القضاء المصرى يرفض إيقاعات (منى البرنس ) ويتراقص على دفوف المشايخ .

عثمان محمد علي في الثلاثاء ١٣ - سبتمبر - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً

القضاء المصرى يرفض إيقاعات (منى البرنس ) ويتراقص على دفوف المشايخ .
إيه الحكاية ؟؟
الدكتورة – منى البرنس – مدرس لغة إنجليزية بكلية تربية جامعة قناة السويس ،شابة في مقتبل عُمرها (27 سنة وقت الحادثة ) .منذ سنوات أعتقدت خطئا أنها في دولة تحترم الخصوصية الشخصية ،وحُرية الفكر والإعتقاد والتعبير فارادت أن تُعبرعن هذاوتُشاركه مع صديقاتها فرقصت في غرفتها وعلى سطح منزلها ،ونشرت فيديو لهذا الرقص على صفحتها على إنستجرام ،ونشرت معه بعض صور لها وهى في أجازة صيف بملابس التصييف على شاطئ البحر .فإستنكرعليها تلامذتها وبعض زملائها من أعضاء هيئة التدريس بالكلية ما نشرته ،وإستدرجوها ونصبوا لها فخا في محاضراتها للإجابة على أسئلة تتعلق بالعقيدة والحرية الدينية تتلخص في أنها قالت أن الشيطان كان أكثر حُرية في رفضه للسجود لأدم بما يعنى ( انه لم يكن منافقا). فأوقفتها الكليةعن العمل لهذين السببين وحولوها للتحقيق فأصدر مجلس الجامعة قرارا بفصلها .فرفعت قضية على الجامعة في مجلس الدولة فجاء الحُكم بتأييد فصلها من الجامعة ومن التدريس في أي جامعة أو مركز تعليمى في مصر في المستقبل وذلك لأنها لم تحترم دورالقدوة في المُعلم ،وانها إخترقت أداب وعادات المُجتمع ،وأنها أعلنت رأيها في موضوع رفض سجود إبليس لأدم ،وأن حرية الإعتقاد والفكر يجب أن تكون حبيسة النفس دون تعليمها للطلاب والجهر بما يُخالف ثوابت الدين والعقيدة .
==
التعقيب :
أولا أنا أتحدث عن منظومة التشريع المصرى وبعض القضاة السلفيين الذين يتلاعبون بالقانون في الإتجاه الذى يُريدونه هم ،ويُصدرون الأحكام طبقا لمزاجهم وهواهم الدينى وليس بناءاعلى مواد قانونية مُجردة.
ثانيا :
الدكتورة منى البرنس لم ترتكب فعلا فاضحا علانيةوفاحشة تجعلها من أصحاب الكبائر والخطايا المُخلة بالشرف ،والتي تنال من مكانة المُعلم وتؤثرعلى مادته العلمية التي يُقدمها ويُعلمها لتلاميذه وطلابه . فهى مارست حقها الطبيعى في حياتها الشخصية ونشرته على صفحتها هي ،ولم تًكره طالباتها على الإقتداء بها ،ولم تهددهن بأن من لن تفعل مثلها سترسب في مادتها . كلنايعلم أن كل السيدات بما فيهن أستاذات الجامعة والوزيرات والقاضيات ووووو يرقصن علانية في فيديوهات أفراح ابنائهن وفى مناسباتهن الخاصة في حفلات النجاح والخطوبة وووو وأمام كل الناس والمدعوين وتُنشر بعض هذه الفيدوهات على صفحاتهن على وسائل التواصل الإجتماعى ولم يتقدم أحدا برفع قضايا عليهن ولم تتقدم أي كُلية من أي جامعة بفصل أستاذة منهن لهذا السبب قبل ذلك . بل هناك الأكثر والأبشع وهو رقص أساتذة ومشايخ من أساتذة الجامعات ومشايخ الأزهر والأوقاف في موالد وليالى الحسين والسيدة ووووو وأقطاب الصوفية مثل البدوى والشاذلى والرفاعى ووووو ويجعلون رقصهم هذا جزءا من الدين يتقربون به إلى الله !!!!!!.
فما فعلته الدكتورة –منى البرنس – لا يرقى لرقص المشايخ باسم رب العالمين ،و ليس جريمة تستوجب المحاكمة والفصل من العمل نهائيا ،بل إنها أشرف منهم جميعا حيث انها لم تنسب رقصها للدين ولم ترقص باسم الله ،ولم تأكل به به أموال الناس بالباطل وسُحتا كما يفعل المشايخ مع صناديق نذور وموالد اسيادهم وأقطابهم .
ثالثا :
متى تتخلص مصر كدولة والمصريون كشعب(إلا من رحم ربى ) من سطوة الدولة الدينية والوصايةعلى تدين مواطنيها؟؟
فمن منطلق الحرية الدينية المُطلقة ،وحرية الفكر والتعبير .اقول : للدكتورة –منى البرنس –وغيرها ولكل المواطنين الحق في أن يؤمنوا ويعتقدوا ما يشاءون ،وأن يُعبرون عن هذا الإيمان وعن أرائهم بكل الوسائل سلميا ،سواء كانت في محاضرات وندوات مفتوحة للنقاش داخل الجامعة وخارجها،او في برامج إعلامية يستضافون فيها ،اوعلى صفحاتهم على مواقع التواصل الإجتماعى .فإن كل إنسان مسئول عن حريته في إيمانه وإعتقاده ونشر أفكاره أمام رب العالمين يوم القيامة ،وليس من حق الدولة أو المُجتمع التدخل بالحجر عليه ومُصادرة أفكاره أو مُعاقبته بأى شكل من العقاب إلا إذا إستخدم القوة والإكراه والإرهاب في نشر هذه الأفكار وأجبر الناس علي إعتناقها .....وأنا أرى أن الدكتورة منى البرنس لم ترتكب أيا من هذه الأفعال فهى أجابت على أسئلة مُجردة برأى مُجرد وبسلام تام ،ولم تُكره أحدا على إعتناقها وتبنيها.
رابعا :
ما قالته الدكتورة –منى البرنس – من ان الشيطان كان حُرا وإستخدم حُريته في عدم السجود لأدم ليس قولا جديدا. فقد قال به كثير من الناس المحسوبين على الإسلام عبر العصور ،بل إن الصوفية والصوفيون يعتبرون (إبليس )هو إمام الموحدين لأنه رفض السجود لغير الله ..... (ولكن للأسف لا أحد فيمن يجعل نفسه وصيا على الدين يقرأأو يبحث عن أصول ومصادر هذه القضايا ) . بل إن علوم التصوف التي يدرسها طلاب الجامعات والدراسات العُليا في علوم التصوف بها من النظريات والمُعتقدات ما يشيب منها الولدان لما بها من كُفر وإشراك بالله جل جلاله وإفتراءعليه سبجانه وتعالى وظُلم له ،ومُساواتهم لأقطابهم به جل جلاله .فيكفى أنهم في نظرية (الإتحاد ) يقولون بأن الله موجود ومتحد مع كل مخلوقاته وخاصة اقطابهم فحينما تتحدث او تناجى أو تتوسل بقطب من أقطابهم فأنت تتحدث مع الله مباشرةلأن الله وقطبهم إتحدوا فأصبجوا شيئا واحد !!!!!!!!!
خامسا :
رحم الله وكيل النائب العام –محمد نور – الذى برأ طه حُسين من قضايا الردة وإزدراء الأديان التي إتهمه بها المشايخ بعد كتابه (في الشعر الجاهلى ) ودافع عنه وحفظ القضية إداريا .ورحم الله عصر الحُرية الذى سمح لقاسم أمين بنشر كتابه (تحرير المرأة ) وسمح لطلعت حرب أن ينشر كتابا مضادا لكتاب قاسم أمين ،وسمح للمكتبة أن تنشر الكتابين في مُجلد واحدعكس بعض ،فمن اليمين كتاب قاسم أمين ،ومن اليساروعكس إتجاه الصفحة كتاب طلعت حرب .
سادسا :
متى تتخلص مصر والمصريون من وصاية الكهنوت على حُرية الدين والفكر والرأى والتعبير،وتحترم خصوصية مواطنيها ،ولا تحاسبهم قانونيا وإداريا إلا على التقصير في أداء واجباتهم الموكولة إليهم ؟؟؟
متى تتوقف التشريعات المصرية عن التراقص على دفوف المشايخ وإسترضائهم ؟؟
اجمالي القراءات 1908