غفلة التى غفل فيها أئمة
نصيحة لصديق الذي سوف ينفجر

بلال هاشمي في الثلاثاء ٣٠ - أغسطس - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً

يحكى لي صديقي
عندما ناقشت أحد سلفية ،أصيبت بإنهيار عصبي من شدة غضب فقلت له :
منقول عن
معروف دويكات
قال الحمار للنّمر:
- العشبُ أزرق.
فردّ النّمر:
- لا. العشبُ أخضر.
تجادل الإثنان، وتصاعد الخلاف بينهما، فقرّرا أنْ يحتكما إلى ملك الغابة.
وإذْ أشرفا على الوصول، كان الأسد يستريح في عرينه، فبدأ الحمار بالبكاء قائلاً:
- يا صاحب الجلالة، أليس العشبُ أزرقَ؟
فأجاب الأسد:
- بلى، إنّه كذلك. العشبُ أزرق.
فاندفع الحمار نحو الأسد وقال:
- إنّ النّمر لا يتّفق معي؛ بل إنّه يناقضني ويحاججني، وقد ساءني ذلك منه، وإنّي لأرجو أنْ تعاقبه!
فقام الأسد وقال:
- حَكَمْنا على النّمر بعقوبة الصّمت لخمس سنوات تامّة.
فجعل الحمار ينهق ويقفز ببهجة وسرور وهو يُعيد ويَزيد:
- العشبُ أزرق... العشبُ أزرق ...
قَبِل النّمر العقوبة، ولكنّه التمس من الأسد تفسيراً قائلا:
- لِمَ تعاقبني يا صاحب الجلالة؟ أفليس العشبُ أخضرَ؟
فقال له الأسد:
- صدقت. العشبُ أخضر.
فسأله النّمر باستغراب:
- فلِمَ تعاقبني؟
فردّ الأسد شارحاً:
- لا علاقة للأمر بكون العشب أزرقَ أو أخضر. لقد عاقبتك لأنّه لا يمكن لمخلوق ذكيّ شجاع مثلك أنْ يضيع وقته في مجادلة جا.هل متعصّب لا يهمّه الوصول إلى الحقيقة، بل الإنتصار لأفكاره وأوهامه قبل كلّ شيء. فلا تُضِع وقتك في محاججةٍ لا طائلَ وراءَها؛ فإنّ هناك من لا يقدِرون على فهم الأدلّة التي تعرضها أمامهم، وبعضهم يعميهم غرورهم واستياؤهم، فلا يبحثون أبداً إلا عن شيء واحد: أنْ يَظهروا كأنّهم على صواب حتّى لو كانوا مخطئين.
واعلمْ أنّه عندما يصرخ الجهل، يصمت الذّكاء، فاحفظ عليك هدوء نفسك وصفاء روحك.
ترجمتي، عن الفرنسية.
اجمالي القراءات 1586