قراءة فى كتاب الرسالة المغنية في السكوت ولزوم البيوت

رضا البطاوى البطاوى في الثلاثاء ٣٠ - أغسطس - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً

قراءة فى كتاب الرسالة المغنية في السكوت ولزوم البيوت
المؤلف أبو علي الحسن بن أحمد بن عبدالله بن البناء الفقيه المقرىء والرسالة هى رسالة لأحد الناس سأله أن ينصحه بما فيه الخير فقال:
"وبعد أحسن الله عونك وتوفيك وصونك وتحقيقك فإنك سألت تعجيل رسالة تنفعك في أولاك وأخراك وتجمع لك سلامة دينك ودنياك فأتيتك بها مختصرة يستدل بأبوابها على مفهوم خطابها نفعنا الله وإياك بها وجميع المسلمين إن شاء الله تعالى "
والكتاب عبارة عن أحاديث وأقوال مروية عن الصحابة فى الصمت وأوله ما قاله هو :
باب نجاة الإنسان بالصمت وحفظ اللسان
1 - حدثنا أبو الفتح محمد بن أحمد بن أبى الفوارس الحافظ إملاء أخبرنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن الصواف قال حدثنا عبدالله بن أحمد ابن حنبل حدثني أبى رضي الله عنه حدثنا إسحاق بن عيسى حدثنى ابن لهيعة عن يزيد بن عمرو عن أبى عبدالرحمن الحبلي عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من صمت نجا "
الخطأ أن من صمت نجا فالحديث باطل لأن بعض الصامتين يدخلون النار مثل من كتموا الشهادة وفى هذا قال تعالى :
" ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه"
وكيف ينجو القائل وهو ليس النبى(ص) إذا لم يبلغ الرسالة كما أمره الله فى قوله :
" بلغ ما أنزل إليك من ربك فإن لم تفعل فما بلغت رسالته"
وقال :
2 - حدثنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبدالله بن بشران السكري المعدل أخبرنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار قال حدثنا الرمادي قال حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت "
الحديث صحيح المعنى فالواجب قوله قول الخير أو السكوت
3 - أخبرنا عبدالله بن يحيى بن عبدالجبار السكري أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار قال حدثنا عباس الدوري قال حدثنا أبوعاصم عن محمد بن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت
4 - أخبرنا أبو الفضل عبدالواحد بن عبدالعزيز بن الحارث التميمي رحمه الله قال حدثنا أحمد بن سليمان الفقيه النجاد قال حدثنا بشر بن موسى حدثنا معاوية بن عمرو قال حدثنا زائدة عن الأعمش عن يزيد بن حيان عن عنبس بن عقبة قال قال عبدالله رضي الله عنه والذي لا إله إلا هو ما على وجه الأرض أحوج إلى طول سجن من لسان "
الخطأ أن اللسان هو الأحق بالسجن المستمر وهو ما يخالف وجوب الكلام الحسن أى العادل فى قوله تعالى:
"وقولوا للناس حسنا"
وقوله:
"وإذا قلتم فاعدلوا"
وقال :
5 - أخبرنا أبو الحسن بن محمد بن أحمد بن محمد بن رزقويه البزاز أخبرنا إسماعيل ابن محمد الصفار حدثنا أحمد بن منصور الرمادي قال حدثنا أبو أحمد الزبيري قال حدثنا [ عمروبن ] عبدالله النخعي قال حدثنا أبو عمرو الشيباني عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله أنؤاخذ بكل ما نتكلم به فقال ثكلتك أمك ابن جبل وهل يكب الناس على مناخرهم في جهنم إلا حصائد ألسنتهم "
الحديث لم يقله النبى (ص) لأنه قصر سبب دخول النار على اللسان أى الأقوال بينما يدخل الناس النار بالعمل قولا وفعلا كما قال تعالى :
"وذوقوا عذاب الخلد بما كنتم تعملون"
6 - أخبرنا أبو طاهر عبدالغفار بن محمد بن جعفر بن زيد المؤدب أخبرنا أبو علي بن الصواف قال حدثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي قال حدثنا حسن بن موسى حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد ويونس ابن عبيد وحميد عن أنس رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده "
الحديث باطل فلو قال من سلم منه المسلمون لكان صحيح المعنى ولكن التحديد للسان واليد يعنى إباحة عدم السلام من نظرات العينين وهو ما حرمه بفولهتعالى:
"قل للمؤمنين يفضوا من أبصارهم" و"قل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن"
وإباحة عدم السلامة من الفرج والرجلين يناقض تحريم الزنى ويناقض إباحة عدم ضرب النساء بالرجل كما قال تعالى :
" ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن"
7 - أخبرنا أبو القاسم عبدالرحمن بن عبيد الله السمسار الحرفي أخبرنا أحمد بن سلمان النجاد أخبرنا هلال بن العلاء قال حدثنا عمر [ و ] بن عثمان حدثنا موسى بن أعين عن عبدالله بن محمد بن عقيل عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من حفظ ما بين فقميه ورجليه دخل الجنة "
الحديث باطل لأنه يبيح النظرات المحرمة فما فوق فقميه كما يبيح التجسس بالأذنين مع قوله تعالى :
" ولا تجسسوا"
8 - أخبرنا أبو منصور محمد بن رامش قدم علينا الحج أخبرنا أبو محمد الحسن بن أحمد بن شيبان المعدل أخبرنا محمد بن إسحاق قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال قال الليث بن سعد
مروا مردا براهب فنادوه فلم يجبهم ثم عادوا فنادوه فلم يجبهم فقالوا له لم لا تكلمنا فاطلع عليهم وقال :
يا هؤلاء إن لساني سبع وإني أخاف أن أرسله فيأكلني "
حكاية من الممكن أن تصدق
9 - وأنشدونا في معناه ... إحفظ لسانك إيها الإنسان ... لا يقتلنك إنه ثعبان ... كم في المقابر من قتيل لسانه ... كانت تهاب لقاءه الفرسان ... "
الخطأ وصف اللسان بكونه صعبان فهو مخالف للحقيقة
10 - أنشدنا أبو الحسن علي بن المظفر بن بدر الشافعي البندنيجي بها أنشدنا أبو النعمان عبد الأعلى بن أحمد النجلي أنشدنا الحسين بن أحمد بن بسطام لأبي نواس ...
خل جنبيك لرام ... وامض عنه بسلام
مت بداء الصمت خير ... لك من داء الكلام
... ربما استفتح بالقو ... ل مغاليق الحمام
... رب قول ساق آجا ... ل قيام وفئام
... إنما السالم من أل ... جم فاه بلجام ... "
القول الخطأ وجوب الصمت وعدم الكلام وهو معصية لقوله تعالى :
"وقولوا للناس حسنا"
11 - وأنشدنا أيضا ... أنت من الصمت آمن الزلل ... ومن كثير الكلام في وجل ... لا تقل القول ثم تتبعه ... يا ليت ما كنت قلت لم أقل ... "
والقول خاطىء فالصامت قد يذهب للنار إذا كتم الشهادة أو كتم وحى الله
12 - وأنشدنا أيضا ... أستر العي ما استطعت بصمت ... إن في الصمت راحة للصموت ... واجعل الصمت إن عييت جوابا ... رب قول جوابه في السكوت ... "
نفس الخطأ المتكرر وهو أن الصمت منحى أى وسيلة للراحة بينما هو قد يكون مهوة للنار عند كتم الشهادة وكتم الوحى
13 - وقالت الحكماء مثل الكلمة كالسهم لا يمكن رده وإنما جعل للإنسان لسان واحد وأذنان حتى يكون ما يسمع أكثر مما يتكلم وهو على رد ما لم يقل أقدر منه على رد ما قد قال
14 - وأنشدنا أيضا ... يموت الفتى من عثرة بلسانه ... وليس يموت المرء من عثرة الرجل ... فعثرته من فيه تذهب نفسه ... وعثرته بالرجل تبرى على مهل "
هذا القول على حسب المعنى فى بطن وهى نفس الشاعر فالعثرة هنا قد تكون العثرة مع الملوك والسلاطين وليس العثرة مع الله فهى تهلك بمعنى تبقى فى النار
وذكر التالى فى باب لزوم البيت فقال :
"باب السكوت ولزوم البيوت
15 - أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن داود الرزاز أخبرنا أبو بكر الشافعي حدثنا عبدالله بن محمد حدثنا داود بن عمرو بن زهير الضبي حدثنا عبدالله بن المبارك عن يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن زحر عن القاسم عن أبي أمامة قال قال عقبة بن عامر قلت يا رسول الله ما النجاة قال املك عليك لسانك وليسعك بيتك وأبك على خطيئتك"
والخطأ الجلوس فى البيت عند الفتنة وهو ما يخالف وجوب التعاون مع الناس فى الخير فى قوله تعالى :
"وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان"
كما يخالف وجوب الإصلاح بين المتقاتلين كما قال تعالى :
"فأصلحوا بين أخويكم"
ويخالف وجوب قتال الفئة الباغية فى قوله :
"فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التى تبغى حتى تفىء إلى أمر الله "
16 - أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان أخبرنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن السماك حدثنا جعفر بن محمد الخياط حدثنا عبدالصمد بن يزيد الصائغ قال سمعت الفضيل بن عياض يقول في آخر الزمان عليكم بالصوامع قلنا وما الصوامع قال البيوت فإنه ليس ينجو من شر ذلك الزمان إلا صفوته من خلقه
17 - وكان يقول ليس هذا زمان الكلام هذا زمان السكوت ولزم البيوت
18 - وقال أيضا ليكن شغلك في نفسك ولا يكن شغلك في غيرك فمن كان شغله في غيره فقد مكر به
والأحاديث السابقة فيها نفس الخطأ وهو ترك المسلمين يتقاتلون ويتحولون لكفرة بحجة السكوت ولزوم البيت التى تعارض كتاب الله وهو تمكين للحكام الظلمة من أن يحكموا فى هدوء ودون مقاومة من أحد
19 - أخبرنا علي بن محمد المعدل أخبرنا أبو الحسين إسحاق بن أحمد الكاذي حدثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي حدثنا عبدالرحمن بن مهدي حدثن سفيان الثوري عن أبي عبدالله الأغر عن وهب بن منبه قال في حكمة آل داود حق على العاقل أن تكون له أربع ساعات ساعة يحاسب فيها نفسه وساعة يناجي فيها ربه وساعة يخلو فيها إلى أخوانه الذين يخبرونه بعيوب نفسه وساعة يخلي بين نفسه وبين شهواتها التي لا قوام له إلا بها مما يحل ويحسن فإن في هذه الساعة عونا له على الساعات الأخر وحق على العاقل أن يكون عارفا بزمانه حافظا للسانه مقبلا على شانه وحق على العاقل أن لا يرى ظاعنا إلا في ثلاث زاد لمعاد أو مرمة لمعاش أو لذة في غير محرم"
وبالقطع ليس هذه من الحكمة لأنه تضييع لبقية ساعات النهار والليل حيث أربع ساعات لأربع أمور بينما الأساس فى كل الساعات هو طاعة الله فى أى أمر كان
20 - أخبرنا أبو الفوارس الحسن بن أحمد بن أبي الفوارس أخبرنا أبو علي ابن الصواف حدثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني ابي حدثنا ابو المغيرة الحمصى حدثنا صفوان بن عمرو حدثنى قيس بن عمرو السكوني حدثني عاصم بن حميد قال سمعت معاذا يقول إنكم لن تروا من الدنيا إلا بلاء وفتنة ولن يزداد الأمر إلا شدة ولن تروا من الأمراء إلا غلطة ولن تروا أمرا يهولكم ويشتد عليكم إلا حقره بعد ما هو أشد منه قال أحمد بن حنبل رضي الله عنه اللهم رضنا مرتين "
الحديث لا يصح لكونه يتحدث عن غيب لا يعلمه معاذ ولا غيره كما قال تعالى :
" قل لا يعلم من فى السموات والأرض الغيب إلا الله"
21 - وأنشد علي بن أبي طالب في معنى هذا الحديث ... عجبا للزمان في حالتيه ... ولأمر دفعت منه إليه ... رب يوم بكيت منه فلما ... صرت في غيره بكيت عليه
لا علاقة للشعر بالباب الثانى ولا بالباب الأول وكذلك الأشعار التالية :
22 - وانشد أيضا بعض أهل العلم معناه ... إذا ما الدهر أورثني انتقاصا ... حنوت له غماصا لا انتكاصا ... وقلت له نعمنا فيك حينا ... وهذا الفعل منك لنا قصاصا ... فطورا شاكرا ما كان منه ... وطورا صابرا أرجو الخلاصا ...
23 - واجتمع أربعة من العباد فقال بعضهم لبعض ليقل كل واحد منكم في زمنه شيئا فأنشأ الأول يقول ... إن دام ذا الدهر لم يحزن على أحد ... ممن يموت ولم يفرح بمولود
وأنشأ الثاني يقول ... هذا الزمان الذي كنا نحذره ... في قول كعب وفي قول ابن مسعود ... وأنشأ الثالث يقول ... أعمى أصم من الأزمان ملتبس ... وفيه للنفس تصويب [ بتصعيد ] ... وأنشأ الرابع يقول ... فاطلب لنفسك منجاة ومدخلا ... لا بد منه ولو في قعر ملحود ...
24 - وقال بعض الحكماء الزمان لا عيب له ولا ذم لأن الله تعالى يصرف أقداره فيه
25 - وأنشد ... نعيب زماننا والعيب فينا ... وما لزماننا عيب سوانا ... وقد نهجو الزمان بغير جرم ... ولو نطق الزمان به هجانا ... ديانتنا التخادع والترائي ... فنحن له نخادع من يرانا
26 - وأنشد أيضا ... أرى حللا تصان على رجال ... وأعراضا تذل فلا تصان ... يقولون الزمان به فساد ... وهم فسدوا وما فسد الزمان "
وكل ما سبق لا علاقة له بلزوم البيوت وترك الفتنة وإنما هو شعر فى الزمان
وفى الباب الثالث وهو ما يجب عمله عند الفتن قال :
باب ما يجب عند ظهور الفتن من طلب السلامة ولزوم الوطن
27 - أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد الخلال الحافظ رحمه الله أخبرنا عمر بن أحمد بن شاهين حدثنا عبدالله بن محمد البغوي حدثنا محمد ابن عبدالملك بن أبي الشوارب حدثنا عبدالواحد بن زياد حدثنا عاصم عن أبي كبشة قال سمعت أبا موسى الأشعري رضي الله عنه يقول على المنبر
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن بين أيديكم فتنا تقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشى فيها خير من الساعي قالوا فما تأمرنا قال كونوا أحلاس بيوتكم
28 - أخبرنا أبو القاسم عبدالملك بن محمد بن بشران الواعظ الزاهد أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين الآجري حدثنا أحمد بن يحيى الحلواني حدثنا سعيد بن سليمان عن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم تكون فتنة القاعد فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي من يستشرف لها تستشرف له ومن وجد منها ملجأ أو معاذا فليعذ به
29 - حدثنا محمد بن أحمد بن رزقويه أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار حدثنا أحمد بن منصور الرمادي حدثنا عبدالرزاق أخبرنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه قال
لما وقعت فتنة عثمان رضي الله عنه قال رجل من العرب لأهله إني قد جننت فقيدوني فلما زالت الفتنة قال لهم حلوا قيدي الحمد لله الذي عافاني من الجنون وعافاني من فتنة عثمان "
الأحاديث السابقة كلها الخطأ فيها أنها تطلب من المسلم لزوم بيته فى الفتنة مع أن الله أمره فيها بأن يصلح بين أخويه فقال :
"فأصلحوا بين أخويكم"
وأمره أن يقاتل مع المظلوم الظالم فقال :
"فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التى تبغى حتى تفىء إلى أمر الله "
ولو فعل كل واحد ما قيل فى هذه الأحاديث لمكن للكفار أن يحتلوا بلاد المسلمين دون مقاومة لأن كل واحد ترك سلاحه وقعد فى بيته ومن ثم يدخلون ويحتلونها بسلاحهم ومن ثم لا يقول تلك الأحاديث إلا كفار يخدعون المسلمين
ثم قال :
30 - أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر البزاز أخبرنا أبو عبدالله الهروي أخبرنا أبو إسحاق حدثنا أبو عبدالله السمرقندي قال سمعت يحيى بن معاذ الرازي يقول
إلهي أدعوك بلسان نعمك فاجبني بلسان كرمك إلهي إذا شهد لي الإيمان بتوحيدك ونطق لساني بتحميدك ودلني القرآن على فواضل جودك ويشفع لي محمد خير عبيدك فكيف لا يبتهج رجائي بحسن موعودك
31 - وكان يحيى كثيرا يطلب الخلوة والتفرد من الناس فدخل عليه أخوه ذات يوم فقال له يا أخي كم تترك من الناس إن كنت من الناس فلا بد من الناس قال فنظر إليه يحيى ثم قال إن كنت من الناس فلا بد من الله ثم أنشأ يحيى يقول ... دعوا بالله تعذالي ... فما أن تفهموا حالي ... دعوني وأخرجوا عني ... رجال القيل والقال ... فيا شوقي إلى شخص ... إلى الرحمن ميال ... وفي سر من الأسر ... ار حطاط ورحال ...
32 - وأنشد إبراهيم بن عبدالملك ... من حمد الناس ولم يبلهم ... ثم بلاهم ذم من يحمد ... وصار بالوحدة مستأنسا ... يوحشه الأقرب والأبعد ...
33 - وأنشد الحسين بن عبدالرحمن ... طب من الأمة نفسا ... وأرض بالوحدة أنسا ... ما رأينا أحدا يسوى ... على الخبرة فلسا ...
34 - وأنشد أبو بكر بن مسلم ... توحش من الإخوان لا تبغ مؤنسا ... ولا تتخذ خلا ولا تبغ صاحبا ... وكن سامري الفعل من نسل آدم ... وكن أو حديا ما حييت مجانبا ... فقد فسد الإخوان والحب والهوى ... فلست ترى إلا صدوقا وكاذبا ... فوالله لولا أن يقال مدهده ... وتنكر أحوالي لقد صرت راهبا ط
وكل هذه الأشعار قالها الكفار وليس المسلمين فهى تمكين للكفار أن يحتلوا بلاد المسلمين بحجة أن الله فى البيت ,اى كفر أعظم من ان تعصى قوله تعالى :
" وتعاونوا على البر والتقوة"
فأى تعاون سيحدث عند البقاء فى البيت ؟
وكيف سيصل الوحى للناس طاعة لقوله تعالى :
" وقولوا للناس حسنا"
ونحن نحبوسون فى البيوت"
وكيف سيأكل ألأغبياء إذا بقوا فى بيوتهم ولم يزرعوا او يصنعوا أو يعملوا فى شىء
إن هذا الأحاديث والأشعار لا يقولها إلا كل من يريد القضاء على المسلمين تماما
وفى الباب التالى تناول ترك الخوض فيما لا يعنى المسلم فقال :
"باب الإشتغال بما يغني وترك الخوض فيما لا يعني
35 - أخبرنا أبوعلي الحسن بن شهاب بن الحسن العكبري حدثنا أبو عبدالله عبيد الله بن محمد بن حمدان بن بطة حدثنا أبو علي إسحاق بن إبراهيم الحلواني حدثنا أبو يوسف يعقوب بن يوسف بن دينار البغدادي حدثنا يزيد بن عبدربه حدثنا بقية بن الوليد عن الأوزاعي عن الزهري عن أبي سلمة بن عبدالرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه
36 - وأخبرنا أبو علي أخبرنا أبو عبد الله حدثنا إسماعيل بن العباس الوراق حدثنا أحمد بن ملاعب حدثنا سعد بن عبدالحميد حدثنا عصام بن طليق عن سعيد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أكثر الناس ذنوبا أكثرهم كلاما فيما لا يعنيه
37 - أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن محمد بن جعفر العطار أخبرنا ابن الصواف حدثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبى حدثنا حسين بن محمد حدثنا المسعودي عن عون ان إمرأة قالت قد أوجبت قد بايعت رسول الله صلى الله عليه و سلم وما عملت كبيرة
فأريت في المنام فقيل لها يا فلانة أنت القائلة كذا وكذا وأنت تنطقين فيما لا يعنيك وتمنعين مالا يضرك "
هذه الأحاديث عن الكلام فيما لا يعنى المسلم باطلة لأنها لم تحدد شيئا وهى تعارض حديث :
" من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم"
إن الحديث لكى صحيحا فى المسألة لابد أن يحدد ما لا يعنى المسلم فيقول مثلا :
لا تتحدث عما يحدث بين جارك وزوجته مثلا فى حجرة النوم ( المخدع)
لا تتحدث طالبا كشف سر بين اثنين
وطالما لم يحدد شىء فكل شىء عرضة لأن يكون حلل أو حراما دون ان يعرف المسلم
وقال:
38 - أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل القطان أخبرنا ابوعمرو عثمان بن أحمد السماك حدثنا علي بن إبراهيم أبو الحسن الواسطي حدثنا حجاج بن نصير قال قال عيسى بن مريم (ص) ختم الملك الخير في ثلاث في المنطق والصمت والنظر فما كان من منطق في غير ذكر فهو لغو وما كان من صمت في غير تفكر فهو سهو وما كان من منظر في غير عبرة فهو لهو "
والقول فالخير هو كل ما أمر الله به وهو ليس شرطا أن يكون نطقا أو صمت أو نظرا فقد يكون سمعا للقرآن وقد يكون جماعا للزوج أو للزوجة وقد يكون فى التعاون بين المسلمين فى عمل بر أى تقوى
39 - أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار أخبرنا عمر بن أحمد حدثنا عبيد الله حدثنا زكريا حدثنا الأصمعي حدثنا سفيان بن عيينة قال قال زيد بن علي لابنه يا بني أطلب ما يعنيك بترك مالا يعنيك فإن في ترك مالا يعنيك دركا لما يعنيك واعلم أنك تقدم على ما قدمت ولست تقدم على ما أخرت فآثر ما تلقاه غدا على مالا تراه أبدا "
كلام باطل لعد تحديد ما لا يعنى المسلم
والأشعار التالية ليست فيما لا يعنى وهى :
40 - وفي معناه ... إغتنم في الفراغ فضل ركوع ... فعسى أن يكون موتك بغته
كم صحيح رأيت من غير سقم ... ذهبت نفسه الصحيحة فلته ...
41 - وأنشد آخر ... إعمل وأنت من الدنيا على حذر ... واعلم بأنك بعد الموت مبعوث ... واعلم بأنك ما قدمت من عمل ... يحصى عليك وما جمعت موروث ...
42 - وأنشد آخر ... إعمل لئلا تسقم ... فعمرك اليوم مغنم ... فجد به لا له ... وسيد لا يطعم ... وإن رأيت فتورا ... فقل له فستنعم ... بقرب رب جليل ... ومن خدم فسيخدم ... واعلم يقينا بفهم ... فأنت عندي مقدم ... من لم يقدم فعالا ... فسوف يوما يندم ... "
والأشعار التالية هى فيهما دون تحديد لما لا يعنى :
43 - أخبرنا أبو طاهر حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق حدثنا محمد بن عمر بن بهته حدثنا عبدالله بن الهيثم حدثنا سليمان بن الربيع قال قال أعرابي
طلبت الراحة لنفسي فلم أر شيئا أروح لها من ترك مالا يعنيها
44 - وكان الحسن يقول من علامة إعراض الله عن عبده أن يجعل شغله فيما لا يعنيه "
والأقوال التالية فى غير موضوع الباب وهى :
45 - وقال غيره هلاك الناس في خصلتين فضول مال وفضول مقال
46 - وقال شميط بن عجلان إن الله تعالى وسم الدنيا بالوحشة ليكون أنس المطيعين به "
اجمالي القراءات 1943