رفقا بالدكتورة شيرين غالب -نقيب أطباء القاهرة..

عثمان محمد علي في السبت ٢٧ - أغسطس - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً

رفقا بالدكتورة شيرين غالب .
الدكتورة شيرين غالب هي أستاذة الطب الشرعى بكلية طب جامعة القاهرة ونقيبة أطباء محافظة القاهرة .قامت بتوجيه نصيحة للطبيبات الجُدد من واقع خبرتها كاُم وطبيبة بأن يخترن تخصصات سهلة لا يحتجن فيها للمبيت خارج بيوتهن(نبطشيات) فترات طويلة لكى لا يؤثر ذلك على تربيتهن لأبنائهن لأن الأبناء يجب أن يكونوا رقم واحد في تفكير وإهتمام أُمهاتهم..فقامت عليها مراكز دعم المرأة وأقلام بعض المُثقفين هجوما وتناولوها بالرجعية والدعوة لإعادة المرأة للجلوس في البيت وعصر الحريم ووووو ومنهم من نعتها ووصفها (بالأخونة والعمل ضد الدولة ويجب مُحاكمتها لإنضمامها لجماعة محظورة ههههههههه).
=
التعقيب .
بداية أقول أن نصيحة الدكتورة لبناتها الطبيبات حديثات التخرج هي نصيحة أُم تقولها كُل طبيبة لبنتها البيولوجية ليل نهار (مع أنها كم سعت لأن تكون بنتها من المتفوقات لتلتحق بكلية الطب ولكن في نفس الوقت لا تُريد لبنتها أن تمر بنفس الظروف الصعبة في العمل وفى الحياة التي مرت هي بها) .وهذا موجود أيضا في كُل مهنة عملية ويقولها الأباء أيضا لأبنائهم ونسمعها كثيرا حتى من (المُممثلين هههههه ) فمابالكم بالأطباء والطبيبات أصحاب المهنة الأصعب.
2- في بلاد الإستبداد وسلب ونهب وسرقة مجهود المواطنين في عالمنا الثالث والمُنحدر للعالم الرابع وذيل قائمة دول العالم دائما ما تتعرض المرأة والطفل (حتى في وجود زوجها على قيد الحياة ) لظُلم كبير فهما أضعف سلسلة في حلقة طبقات المُجتمع (حتى لو كانت أستاذة في الجامعة أوعلى درجة وظيفية كبيرة).فمابالكم لو كانت هذه المرأة فُرض عليها أن تعمل وتشتغل أكثر من 16-18 ساعة لكى توفر لأولادها حياة آمنة شبه مُستقرة إقتصاديا تستطيع فيها أن تُلبى رسوم و تكاليف (التعليم والعلاج ) لها ولأسرتها في بلد تخلت فيه الدولة عن دورها الأساسى في تقديم خدمة (التعليم والعلاج )لمواطنيها بالمجان أو حتى بتكلفة معقولة ومقبولة ،ولا تقوم بدورها في مُرقبة أسعار السلع الغذائية !!!! بل وللأسف أصبحت الدولة نفسها تُنافس تُجار الإستغلال وتُزايد عليهم في المُغالاة في أسعار تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين من مواصلات وكهرباء وغاز وتليفونات وووووووو.
فإضطرار الأُم للعمل فترتين يوميا بكل تأكيد سيكون على حساب أولادها الصغار .وسيقول بعض الإخوة هناك (عاملات المنازل وووو ) /فكُلنا يعلم أن (عاملة المنزل لا تُربى ولا تُعلم ولكن تلهث هي الأخرى على المادة والفلوس ،وعلى أن تعمل في أكثر من منزل في يوم واحد لتكفى هي الأُخرى إحتياجات بيتها ).
وسيقول بعض الإخوة وأين الزوج ومُشاركته في البيت وفى التربية ؟؟؟
موجود بكل تأكيد وهوايضا مُضطر للعمل فترتين وللغياب عن المنزل يوميا فترة أطول ليكفى ما يستطيع من متطلبات أُسرته الصغيرة والقيام بمسئوليته الاجتماعية تجاه أُسرته الكبيرة (ابواه وإخوته وووو)،بالإضافة إلى أن هُناك أمور في تربية الأطفال لا يُمكن أن يقوم بها الأب مثلما تقوم بها الأُم .
==
ولو عُدن للطبيبات تحديدا بما أن الموضوع جاء في إحتفال تخرجهن.فسنرى أن 90% منهن يتزوجن إما طبيب أو صيدلى أو طبيب أسنان أو مهندس أو مُحامى . ولو نظرنا لظروف عمل كُل واحد من أصحاب هذه المهن فسنجدها تتطلب أكثر من 18 ساعة عمل يوميا مابين المستشفى والعيادة .ما بين الصيدلية صاحب أو صاحب ومدير في مكان آخر ،ما بين المحكمة والمكتب ،وهكذا وهكذا .فهذا(الزوج )مشغول أيضا رغما عنه 24 ساعة ليكفى متطلبات حياة أُسرته المادية وضمان إستقرارهم المادى قدر إستطاعته .... فالوضع صعب جدا جدا على المواطنين عموما وعلى المرأة (ومنها الطبيبة )المُضطرة للعمل فترتين والغياب خارج البيت فترات طويلة عن أولادها الصغار تحديدا ،بالأضافة إلى أنها تحتاج ساعات إضافية يوميا للقراءة ومتابعة الجديد في ألأبحاث الطبية والعلاجية والدوائية ، وفى التعليم المُستمر في الدراسات العُليا ،لأن الطب كل يوم فيه جديد وإن لم تواكبه ستُصبح هي في خبر كان ، بمعنى أنها ستقتطع ساعات أخرى مما تبقى لأولادها .
فنصيحة الدكتورة شيرين يجب أن تُفهم في سياقها وأنها قالتها بدافع الأمومة وليس بدافع الرجعية وإعادة المرأة للخيمة والبيت وووووو كما يتصورها البعض ،او كما يُطالب بعض المتطرفين بتقديمها للمُحاكمة لأنها خطرعلى المُجتمع ههههه، ثم أنها قال إختاروا تحصصات سهلة وليست صعبة ولم تقل اقعدى في البيت انت وهى وارموا الطب الذى تعلمتموه ....
الحل إيه لمُشكلةلمرأة المصرية عموما بمها فيها أمومةالطبيبات ،بل وللمصريين جميعا ؟؟
الحل يكمُن في أن تكون هُناك رقابةعلى الحرامية الكبار سارقى مجهود وثروات هذا الشعب ومُحاسبتهم بالقانون أولا بأول لكى تتوفر الأموال اللأزمة والكافية لتكون المُرتبات كافية لتلبية إحتياجات الأُسرة طول الشهر ، وان يُفعل قانون العمل بألا يسمح بالعمل للعامل والموظف لأكثر من 40 ساعة أسبوعيا لكُل المهن بما فيها مهنة الطب ،وأن تكون فترة العيادة هي جزء من عدد ساعات العمل الإسبوعية لضمان تقديم خدمة طبية مُاميزة للمريض وراحة جُسمانية للطبيب . فالطبيب في عالم المهجر لو كان طبيبا للأسرة (ممارس عام ) فله 8 ساعات أو 7 ساعات يوميا في عيادته مع يومين إجازة أسبوعية وشُكرا .ولو كان طبيبا متُخصصا فله أيام في عيادته وايام في المُستشفى ، وإجمالى ساعت عمله لا يتجاوز 40 أو 45 ساعة اسبوعياعلى أقصى تقدير ...ومن هُنا يكون هُناك وقت له أو لها لتربية أولادهما ، ووقت للحياة الأُسرية ،والدولة تُقدم له ولأولاده خدمة مجانية في التعليم والصحة فلا يشغل باله بتكاليف تعليم أو علاج له ولا لأسرته......
الموضوع كُله (اقفل حنفية الفساد والسرقة وأعطى كل عامل وموظف حقه في مرتبه العادل والكافى له ،وقدم له وللمجتمع الخدمات الأساسية مجلنية أو شبه مجانية) تحصل على مُجتمع مُستقرنفسيا وإجتماعيا وأمنيا وسياسيا ،ويتفرغ لركب الحضارة والرُقى والتقدم العلمى والتكنولوجى .
==
نصيحة الدكتورة شيرين مجرد نصيحة يا إخوتى الكرام وليست قرارا او قانونا يحرم المرأة او الطبيبة من العمل ويُعيدها لعصر الحريم ولن تُجبر أحدا بها كما تتصورون فرفقا بها يرحمنا ويرحمكم الله .
اجمالي القراءات 1444