ماذا كان يعمل النبى عليه السلام وما هى مهنته ؟؟

عثمان محمد علي في الأربعاء ١٣ - يوليو - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً

ماذا كان يعمل النبى عليه السلام ؟؟
هل السؤال عن وظيفته ومهنته المدنية ،أم عن عمله كرسول عليه السلام ؟؟
الإثنان ومن القرءان لو أمكن :
==
سؤال من صديقة فاضلة للصفحة .تسأل عن عمل النبى عليه السلام ومهنته قبل نزول الرسالة الخاتمة على قلبه وبعدها .
==
التعقيب :
هنا نتحدث عن جانب تاريخى (وهو ليس بدين ولا يلزمنا الإيمان به ) وجانب (دينى ورد في القرءان الكريم وعلينا أن نُصدقه ونؤمن به ) .. الجانب التاريخى تقول فيه روايات التاريخ أنه عليه السلام كان يعمل مع أعمامه بنى هاشم في عمارة المسجد الحرام وسقاية الحجيج والقيام على خدمتهم بصفتهم المسئولين عن عمارة المسجد الحرام والقيام على شئونه .ثم تعلم القراءة والكتابة وكان نابها ذكيا فإلتحق مع بعض من أولاد عمومته من بنى هاشم وبنى أُمية فى القوافل التجارية للقرشيين داخل مكة وخارجها .ونبغ فيها وكان صادقا أمينا موفيا لوعوده وعهوده في التجارة وفى مُعاملاته (وهذا نادرا ما يكون في تاجر من التجار) فإكتسب حُب وإحترام الجميع داخل مكة وخارجها من الناس ومن المُشتغلين في التجارة ، ومن هنا أئتمنته السيدة (خديجة بنت خويلد ) وأوكلت إليه القيام بإدارة أموالها وتجارتها داخل مكة وخارجها ،ثم تزوجا بعد ذلك .... وهنا لنا وقفة تحليلية حول (عُمر السيدة خديجة يرحمها الله ) عندما تزوجها النبى عليه السلام .فكتب التاريخ تقول أنها تزوجت قبله بزوجين أنجبت منهما (ولدان وبنت ) ثم تزوجها النبى عليه السلام وهى في (الأربعين ) من عُمرها وأنجبت له (6 أطفال – زينب –أم كلثوم –رُقية –القاسم –فاطمة –عبدالله ) .وأنا أعتقد أنه عليه السلام تزوجها وهى في بداية الثلاثينات وليس في الأربعين .لأنه فسيولوجيا من الصعب أن تلد امرأة فوق الأربعين 6 أطفال وبين كل طفل تقريبا سنتان وربما اكثر (وهذه وجهة نظر ) وتحليل تاريخى لا علاقة له بالدين لو كان صوابا أو غير ذلك . المهم أن النبى عليه السلام كان خادما مع أعمامه وبنى عمومته للبيت الحرام ،ثم تاجرا مع القرشين في تجارتهم داخل وخارج مكة ..
أما بعد البعثة وإصطفاء الله جل جلاله وإختياره له عليه السلام لأن يكون خاتم الأنبياء والمُرسلين توقف عن التجارة والعمل المهنى بنفسه وأناب عنه من يقوم بهذا في تجارته وأمواله ، وتفرغ هو لبلاغ الرسالة الخاتمة القرءان العظيم ودعوة القرشيين وحُجاج بيت الله الحرام وزوار مكة إلى (لا إله إلا الله وإلى الإيمان بالله واليوم الآخر وبالقرءان العظيم )
((يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته )). وتكفل المولى جل جلاله بحفظ رزقه وأن يُعنيه ماديا وماليا حين قال له سبحانه وتعالى (ووجدك عائلا فأغنى ) .
وبعدما ذهب مُهاجرا للمدينة أصبح بالإضافة لعمله في بلاغ القرءان الحكيم حاكماعليها،وقاضيا يحكم بتشريعات رب العالمين في قضايا مواطنيها (وان احكم بينهم بما انزل الله ولا تتبع اهواءهم واحذرهم ان يفتنوك عن بعض ما انزل الله اليك فان تولوا فاعلم انما يريد الله ان يصيبهم ببعض ذنوبهم وان كثيرا من الناس لفاسقون ). وإماما للصلاة ،ومُعلما لهم مُجيبا على أسئلتهم وإستفساراتهم بما جاء ونزل في كتاب الله الحكيم وحده،او مُنتظرا لنزول الوحى عليه بالإجابة عليهم من خلال القرءان الكريم .وقد تمثل هذا في الأيات القرءانية التي بدأت ب (قل ) و (يسألونك ) و(يستفتونك ) . وكان قائدا للجيش في حروبه الدفاعية ضد إعتداء المُشركين على المدينة وعلى مواطنيها وعلى المُسلمين ، وقد ورد هذا بوضوح في سور البقرة والأنفال والأحزاب ومحمد والتوبة لمن أراد المزيد في هذا الجانب ... وكان عليه السلام وزيرا للمالية تجمع عنده الصدقات وزكاة الأموال والفىء والغنائم ويقوم بتوزيعها على الفقراء والمساكين وأبناء السبيل من المواطنين جميعا(مسلمين ويهود ومسيحيين )وتجهيز الجيش (خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم ان صلاتك سكن لهم والله سميع عليم ))..... ((ما افاء الله على رسوله من اهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل كي لا يكون دولة بين الاغنياء منكم وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله ان الله شديد العقاب )). فهذا بإختصار ما نعلمه عن وظيفة وأعمال النبى عليه السلام قبل البعثة وبعدها. وأعظمها هي مهنته كرسول لتبليغ رسالة رب العالمين ،ثم تحمل تبعات إنشاء مجتمعا جديدا على أُسس ومقومات وتشريعات قوانين جديدة أساسها الحرية المُطلقة في الدين ،وإرساء الإخاءو السلام ،والحكم بين الناس بالعدل . وهذه هي القيم الثلاث التي يجب أن تقوم بها حكومات الدول الإسلامية وتحميها .فعمل بها الغرب وبلاد المهجرففاز وتقدم ،وعملت على مخالفتها الدول الإسلامية،فجعلت من نفسها وصية على دين الله ووسيطا بين الله وخلقه ،وتقاتلت فيما بينها تحت زعم حماية الدين (سنة وشيعة ووووو ) ولم تحكم بالعدل بين مواطنيها ،بل حكمت بالزوروقوانين مخصوصة لحماية الحُكام وملأهم وأتباعهم فخسرت وتخلفت وأصبحت أضحوكة العالم وفى ذيل ذيل قائمته ولا قيمة لهم وستظل إلى أن تعود وتحمى (الحرية والسلام والأمن الداخلى للمواطنين وإقامة العدل والحكم به بين الجميع .
اجمالي القراءات 2412