كفران النعمة / بطر النعمة

آحمد صبحي منصور في الإثنين ١١ - يوليو - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً

كفران النعمة / بطر النعمة
مقدمة
1 ـ هذا سؤال من إبن عزيز يقول : ( ارجو من حضرتك توضيح معني( وقالوا ربنا باعد بين اسفارنا ) في سورة سبأ.
2 ـ هذه مناسبة للتوقف مع كفران النعمة ، وبطر النعمة . كان هذا عادة سيئة للكافرين قبل نزول القرآن ، ووقت نزوله ، ولا تزال عادة للمحمديين حتى اليوم .
3 ـ نعطى تفصيلا :
أولا :
بالاضافة للكفر هناك رذائل أخرى لبعض القوم الكافرين القدماء
قوم لوط :
إشتهروا بالشذوذ الجنسى مع كفرهم وفسادهم . قال لهم لوط عليه السلام : ( أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ ( 165 ) وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ ( 166 ) الشعراء )
قوم مدين :
إشتهروا مع الكفر بأكل أموال الناس بالباطل والتلاعب فى الموازين والمكاييل . قال لهم النبى شعيب عليه السلام : ( أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ ( 181 ) وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ( 182) وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ ( 182 )الشعراء ) .
فرعون
مع زعمه الالوهية والربوبية العظمى وفساده واستبداده إستضعف طائفة من المصريين يذبح أبناءهم ويسترق بناتهم . قال جل وعلا عنه : ( إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ( 4 ) وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ( 5 )وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ ( 6 ) القصص ) .
ملاحظة
الأمم السابقة لم ترتكب كل الرذائل ، مثلا قوم نوح لم يعرفوا الشذوذ ، وقوم لوط لم يرتكبوا التلاعب بالموازين . ولكن كوكب المحمديين فيه كل الموبقات من الشذوذ الى إزدواجية المعايير معنويا وتطفيف الكيل والميزان ماديا . ذكر رب العزة موبقات السابقين فى القرآن الكريم للعبرة والعظة فقام المحمديون بتشريع تلك الموبقات وجعلها دينا . ( تصفيق حاد .! )
ثانيا
كفران النعمة وعاقبته
فرعون وقومه
إغتر بالنعم التى أنعم الله جل وعلا بها عليه فاستخدمها فى الظلم والفساد والاستبداد وزعمه بالألوهية والربوبية . عقد مؤتمرا خطب فيه يتباهى بملكيته لمصر وأموالها وأنهارها وعيونها وخيراتها ، ويتندر على موسى ويسخر منه. قال جل وعلا : ( وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ ( 51 ) أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلا يَكَادُ يُبِينُ ( 52 ) فَلَوْلا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِّن ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ ( 53 ) فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ ( 54 ) الزخرف ) عاقبة الكفر بالله جل وعلا وكفران نعمته جاء فى الآيتين التاليتين : ( فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ ( 55 ) فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلا لِلْآخِرِينَ ( 56 ) الزخرف ). أى غرق وقومه ، وأنه صار مثلا للفراعنة المستبدين بعده فى مصر وخارجها .
وجاءت تفصيلات عن خسارة فرعون وقومه للنعيم الذى إمتلكوه فى مصر ، وكيف ورثه بنو اسرائيل ، قال جل وعلا :
1 ـ ( فَأَخْرَجْنَاهُم مِّن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ( 57 ) وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ ( 58 ) كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ ( 59 ) الشعراء ) .
2 ـ ( كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ( 25 ) وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ ( 26 ) وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ ( 27 ) كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ ( 28 ) فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ ( 29 ) الدخان ). تدبر قوله جل وعلا : ( وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ )
وحتى ما أنشأه من عمائر وقصور أنتهى بالتدمير ، ولم يعد له أثر . قال جل وعلا :( وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ ( 137 ) الاعراف ). ولهذا لا توجد آثار باقية لفرعون موسى مع ذكره فى القرآن الكريم والعهد القديم . وبعضهم ينكر وجود فرعون موسى لأنهم لم يعثروا على آثار له ..
سبأ :
قوم سبأ كانوا يؤمنون بالله جل وعلا ويؤمنون بآلهة مع الله جل وعلا . وهذه عادة سيئة فى الكافرين فى كل زمان ومكان وحتى الآن . قال جل وعلا عنهم :
1 ـ ( لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ ( 15 ) سبأ ). البدء هنا بالنعم التى أنعم الله جل وعلا بها عليهم ، مساكن وجنات عن يمين وشمال . وعليهم أن يشكروا المُنعم جل وعلا على ما حباهم به من بلدة طيبة .
2 ـ ( فَأَعْرَضُوا) أى كفروا بالرحمن جل وعلا وكفروا بنعمه .
3 ـ ( فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَى أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ ( 16 ) ذَلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلاَّ الْكَفُورَ ( 17 ) وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ ( 18 ) عقوبتهم فى الدنيا هى حرمانهم من هذه النعم . جاءت سيول مائية أبادت حدائقهم وأبدلتها بنباتات وأشجار صحراوية . وبعد أن كانت بلادهم وقُراهم متصلة اصبحت متباعدة يسيرون بينها ليالى وأياما .
4 ـ ( فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ( 19 ) . لم يتعظوا بهذا العقاب فدعوا الله جل وعلا أن يباعد بين بلادهم ، فعوقبوا بالتشرد ، وأصبحوا سيرة وأحاديث ، إذا توزعوا فى أرجاء متفرقة فى جنوب العراق وجنوب الشام وفى الصحراء العربية . وتاريخيا فإن قبائل اليمن ( القحطانية ) كان منهم الأوس والخزرج فى المدينة ، والغساسنة فى جنوب الشام والمناذرة فى جنوب العراق ، وقبائل كلب المسيطرة على طرق التجارة ما بين الصحراء وسوريا . أصبحوا ممزقين كل ممزق ، وتنتشر عنهم الأحاديث والروايات والسّير .
5 ـ ( وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلاَّ فَرِيقًا مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ( 20 ) وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يُؤْمِنُ بِالآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ ( 21 ) سبأ ). مع معرفتهم بالله جل وعلا فقد أضل إبليس معظمهم ، وجعلهم فى ريب .
قريش :
1 ـ كفروا بنعمة البيت الحرام فحوّلوه الى تجارة بالدين . وقد ضرب الله جل وعلا لهم مثلا فقال : ( وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ ( 112 ) وَلَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِّنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ وَهُمْ ظَالِمُونَ ( 113 ) النحل ). وهنا ذكر لعقوبة قريش بالخوف والجوع نقيضا للخير والأمن . وهناك إشارة اخرى لعقوبة قريش جاءت فى قوله جل وعلا : ( وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِم مِّن ضُرٍّ لَّلَجُّوا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ( 75 ) وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ ( 76 ) حَتَّى إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (77 )المؤمنون ). وقد أشار رب العزة جل وعلا لأحداث كثيرة وقت النزول ، وسكتت عنها السيرة .
2 ـ كانوا يعرفون أن القرآن هو الهدى ، ولكنهم جحدوه حرصا على تجارتهم بالدين وإستغلال البيت الحرام فى تحصين تجارتهم العالمية بما يُعرف بالايلاف . ( وَقَالُوا إِن نَّتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِن لَّدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ ( 57 ) ألقصص ) . وعن الدوافع الاقتصادية فى تكذيبهم للقرآن الكريم قال لهم رب العزة جل وعلا : ( أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنتُم مُّدْهِنُونَ ( 81 ) وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ( 82 ) الواقعة ). أى كفروا بنعم الله جل وعلا الكبرى وهو القرآن الكريم
3 ـ بالاضافة الى تكذيبهم لحديث الله جل وعلا فى القرآن الكريم كفروا بنعمة الله جل وعلا عليهم إذ عاشوا فى أمن بينما عاش غيرهم من حولهم فى خوف ، وعاشوا فى رغد من العيش بينما عاش غيرهم فى فقر وجوع . قال جل وعلا :
3 / 1 : ( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ ( 67 ) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ ( 68 ) وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ( 69 ) العنكبوت ) . أى فى كفرهم بنعمة القرآن الكريم كانوا يفترون أحاديث شيطانية يفترون على الله جل وعلا كذبا ويكذبون بالقرآن الكريم . وهو ما يفعله المحمديون من قرون.!
3 / 2 : ( لِإِيلافِ قُرَيْشٍ ( 1 ) إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ ( 2 )فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ ( 3 ) الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ ( 4 )قريش )
ثالثا :
بين البطر وكفران النعمة والهلاك العام :
بطر النعمة يعنى الاستخفاف بها وعدم القيام بحقها ، وهذه عادة سيئة للمترفين المبذرين إخوان الشياطين . تتكدّس عندهم البلايين فينفقونها إسرافا فى سبيل الشيطان ، يهلكون أنفسهم وغيرهم . لذا يرتبط بطر النعمة بوجود المترفين والاهلاك .
عن الاهلاك للمترفين الكافرين بالنعمة قال جل وعلا فى قوانين إلاهية تسرى فى كل زمان ومكان :
1 ـ ( وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِّن بَعْدِهِمْ إِلاَّ قَلِيلا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ ( 58 ) القصص ).
تدبر قوله جل وعلا : ( فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِّن بَعْدِهِمْ إِلاَّ قَلِيلا ) . وتذكر أنه ما عدا فرعون موسى فإن مساكن الأمم التى أهلكها الله جل وعلا قبل نزول القرآن الكريم بعشرات القرون ظلت قائمة ، لذا تكررت الدعوة القرآنية للسير فى الأرض للعظة مما حدث لهم ، وقال أيضا جل وعلا عن تلك المساكن :
1 / 1 : ( أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّأُولِي النُّهَى ) 128 ) طه ).
1 / 2 : ( أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ أَفَلا يَسْمَعُونَ )( 26 )السجدة ) .
1 / 3 : ( وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم مِّن مَّسَاكِنِهِمْ ) 38 العنكبوت ).
وتذكر قصور صدام وقصور سلاطين وحكام مصر ، وتذكر ـ من الآن ـ أن ما يقوم به السيسى فى مصر سيبقى بعده أثرا شاهدا على الظلم وكفران النعمة .
2 ـ ( فَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ ( 45 ) الحج ) . تدمرت القرية الظالمة فلم يبق منها سوى قصر مشيد ثابت الأركان يسكنه شخص واحد ، يبقى الى جانبه بئر معطلة ، عطّلها المستبد مع أنه يعيش عليها عشرات الملايين من الفقراء . القصر المشيد رمز لكل عمائر المترفين المستبدين ، والبئر المعطلة رمز للمرافق المستهلكة الضائعة فى القرى والأحياء العشوائية والشعبية . وربما ترمز الى آبار المجارى بعد معالجتها ليرتوى بها المصريون العطشى بعد ملء سد النهضة .! . أكثر من هذا ، فهذا الفرعون العجيب يدمّر مساكن الغلابة ويؤسس لنفسه وقومه عاصمة جديدة ومدنا جديدة وقصورا بالبلايين .
3 ـ ( وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا ( 16 ) وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِن بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا ( 17 ) الاسراء ) . أمرهم الله جل وعلا بالعدل والاحسان فعصوا وفسقوا ، فدمرهم الله جل وعلا جميعا ، ظالمين وساكتين عن الظلم . وهذا حدث ويحدث فى ليبيا والعراق واليمن والصومال وسوريا .. وربما عن قريب فى مصر وتونس والسودان .
4 ـ ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ ( 28 ) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ ( 29 ) وَجَعَلُواْ لِلَّهِ أَندَادًا لِّيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُواْ فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ ( 30 ) ابراهيم ). بدلوا نعمة القرآن الكريم كفرا بأحاديث شيطانية . وبدلوا نعمة البترول كفرا بأسلحة يقتلون بها أنفسهم .
أخيرا
مللنا من كثرة النُّصح . هؤلاء قوم لا يحبون الناصحين . وقد قالها النبى صالح لقومه بعد هلاكهم : ( فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِن لاَّ تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ ) 79 الأعراف ). وقالها مؤمن آل فرعون لقومه قبيل إهلاكهم بالغرق : ( فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ( 44) غافر )
اجمالي القراءات 2319