بهدوء ::: هل يجوز قبول الدية فى القتل العمد ؟؟

عثمان محمد علي في السبت ٠٢ - يوليو - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً


تداولت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعى خبرا يُفيد بأ هناك جهة ما أو مجموعة ما تُريد أن تتبرع بدفع دية فتاة جامعة المنصورة يرحمها الله وإفتداء رقبة القاتل ::::: وتباينت ردود الأفعال من الناحية العاطفية البحتة مع وضد هذا الإتجاه .... وأنا هنا لا أُناقش الحالة الفردية ،,لكن أتحدث بشكل عام وأسأل سؤال ::
هل يجوز تقديم الدية بدلا من القصاص فى القتل العمد ؟؟؟
الإجابة نعم .نعم .نعم ......وكلنا يعلم أن الأصل فى عقوبة القتل العمد هو القصاص ( وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا ))... وأن القاتل إذا هرب من القصاص لسبب أو لآخر ولم يُقدم الدية مع توبته الخالصة لرب العالمين جل جلاله فإنه عقوبته الخلود فى نار جهنم وبئس القرار ..(( وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا))............ ولكن علينا أن نعى ونفهم حقيقة من حقائق الإسلام وهى أن الإسلام جاء ليُحافظ على حياة الناس وأنه ليس دين عقوبات فى المُطلق ولكن دين يُعطى الفرصة للتوبة وللعمل الصالح بعد التوبة . فهناك طلب الصفح والغران والتسامح والإحسان وهذا فى كل شىء بدءا من القتل حتى اللمم فى حقوق الآخرين . (( الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ )) ... وإنظروا إلى أسير الحرب فى الإسلام فهذا الأسير بكل تأكيد قد قتل عامدا مُتعمدا جنودا وقادة وربما مدنيين ووووو ومع ذلك إذا وقع فى الأسر فإنه تحت أمرين .إما أن نعفوا عنه ونُطلق سراحه مجانا وإما يفتديه قومه بالمال أو بأسرى حرب لنا عندهم فيما يُعرف بتبادل الأسرى ((( فاذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى اذا اثخنتموهم فشدوا الوثاق فاما منا بعد واما فداء حتى تضع الحرب اوزارها ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل اعمالهم )) ((( يا ايها النبي قل لمن في ايديكم من الاسرى ان يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما اخذ منكم ويغفر لكم والله غفور رحيم))..........
.وهنا نأتى لسؤال آخر هل يجوز جمع تبرعات لفك رقبة القاتل ؟؟؟
نعم نعم نعم ..:::إذا قبل ولى الدم الدية فإن القاتل هنا يكون بين أمرين هما (الغارمين ) أى من عليه دين ولا يستطيع سداده ،او أنه مثل العبد عند أهل القتيل ويجب تحريره بدفع ديته ...وذلك فى قوله تعالى (((انما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم ))) ((وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ .فَكُّ رَقَبَةٍ.أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ .يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ.أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ))..
من هو صاحب القرار فى قبول او رفض الدية ؟؟؟
ولى الدم وهم الورثة الشرعيين فقط للقتيل وليس باقى الأقارب ولا المُجتمع ...... وفى حالة فتاة جامعة المنصورة يكون ولى الدم هو (ابوها وأمها فقط ) هم من يملكون حق قبول او رفض الدية ......
==
وهذا ما أفهمه من القرءان العظيم حول تشريعات الإسلام الحنيف فى أنه ليس دين عقوبات فى المُطلق وإنما دين يدعوا للعفو والتسامح وكظم الغيظ والإحسان وحفظ حياة الناس وإعطاء الفرصة للتوبة والإياب إلى الله جل جلاله قبل تطبيق العقوبات ..... ,ونه هنا قد وضع (اهل القتيلة \ القتيل --- والقاتل فى إختبار مهم وهو هل سينصاعوا لتعاليم التسامح والإحسان أم لا؟؟ وهل سيتوب القاتل ويعمل صالحا فيما بقى له من حياة أم لا ؟؟؟؟
اجمالي القراءات 2538