سؤال عن حرق المصحف المتكرر في السويد :

عثمان محمد علي في الثلاثاء ٠٣ - مايو - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً


أنا أعرف انك تعيش في كندا وكندا بلد مُتعدد الثقافات والديانات وبينهم قاسم مُشترك هو الحرية وإحترام الأديان ،ولكن لو كُنت مُصادفة في أجازة في السويد وشاهدت ذلك المتطرف وهو يحرق المصحف وأنت رجل قرءانى وتُدافع عن القرءان فماذا ستفعل ؟؟
==
الإجابة .
كتبت عن هذا الموضوع قبل ذلك وبإختصار أقول :هو عمل حقير ومع ذلك لو رأيته يحرق المصحف وسقطت منه بعض الأوراق سأُعطيها له ليحرقها .وسأقول له بهدوء عزيزى أنت لا تحرق القرءان ولكنك تحرق أوراق المُصحف مثلما يحرق المُسلمون الاف النسخ مثلها يوميا سواء لقدم المصاحف ،أو لأن أياته مكتوبة على أوراق صحف ولكتب بها أخطاء مطبعية أو قديمةلم تعد صالحة لأن يتصفحها الجمهور ،او ربما بدلا من حرقها يُعيدون تدويرها لتُستخدم في صناعة الورق الجديد.وأنت تحرق المُصحف مثلما تُدمر الاف النسخ الموجودة كبرامج على الكمبيوترات أو التليفونات التي يتخلص منها أصحابها ويرموها في مقالب إعادة تدوير الأجهزة الكهربائية والإلكترونية. فالقرءان شيء والمُصحف الذى تحرقه شيء آخر ولن تستطع أن تقترب من القرءان لأن القرءان محفوظ بحفظ الله له إلى يوم القيامة (إذا كنت تعرف يوم القيامة وتؤمن به من الأساس ) والقرءان رغم أنك تحرقه إلأا انه ينتشر يوما بعد يوم في كل أرجاء العالم بترجماته المُتعددة ........ وربما يكون حرقك للمُصحف تعبيرا عن عدم رضائك بما يفعله بعض المُنتسبين للإسلام هُنا أو هناك من سوء سلوك أو تطرف وتشدد نتج عنه ما يثسمى بداعش وأخواتها ،فأنا أقول لك هذا ليس من الإسلام ولا من القرءان وهم في الحقيقة ليسوا مُسلمين ولا يعلمون عن الإسلام شيئا ،وأجدر بك أن تقرأ ترجمات القرءان بلغتك او بلغات أخرى تُجيدها وتُحاججهم به وبأنه كتاب ينبذ العُنف في كل شيء ويدعو للسلام والحرية والصدق والإخاء والمحبة والتعارف والوفاء بالعهد والوعد . وأنا أقول لك هذا وأنا من أكثر الناس حُبا وإيمانا بالقرءان ودفاعا عنه .
وسلام عليك .
==
التعقيب :
من يؤمن بقول الله جل جلاله للنبى عليه السلام وللمؤمنين معه ومن بعده (فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ .عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ.فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ.إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ. الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ. وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ.فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ,وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ,) الحجر 92- 99
.فالقرءان الكريم أمرنا أن نُعرض عنهم ،ونقول لهم سلاما ونتركهم لأن حسابهم على الله ،لأن في الحقيقة مُشكلتهم مع الله جل جلاله وليست معنا نحن .وأن نتغلب على ما يجيش في صدورنا من ضيق وغيظ بتسبيح رب العالمين ،و بالصبر والصلاة وبعبادته سبحانه حتى يأتينا الموت .وليس بالمُشاجرات وحرق بيوتهم وكنائسهم والإقتتال معهم كما يفعل بعض عوام ومُتطرفى المُسلمين . فالموضوع سهل وبسيط .ولنتذكر أنه لا توجد عقوبة بدنية على حق من حقوق الله جل جلاله ،وإنما العقوبات البدنية ورد الإعتداء يكون عندما تُنتهك حقوق العباد ويُعتدى عليها وعليهم .
اجمالي القراءات 2553