من قال أن النبى محمد بن عبدالله عليه السلام أفضل الأنبياء ؟؟؟

عثمان محمد علي في السبت ٠٥ - مارس - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً


إمسك أعصابك وإقرأ الموضوع للآخر قبل ما تتهور عزيزى المُسلم .هههههه
==
شاهدت مُصادفة فيديو لشيخ من مشايخ هطل الفضائيات مع عمرو الليثى ،وذاك الشيخ دائم الظهور مع الإعلامية المستشيخة البلهاء (دعاء فاروق) وأعتقد أن إسمه (رمضان ) ولكنه ليس الأستاذ رمضان مبروك أو العلمين حمودة ههههه...وبالمصادفة أيضا قرأت في نفس الساعة مقالا لأحد المُنتسبين والمحسوبين على تيار التنوير وتجديد الخطاب الدينى يتحدثان فيهما كُلا بطريقته عن تفضيل النبى محمد بن عبدالله عليه السلام على الأنبياء جميعا عليهم السلام . فالشيخ رمضان عقد مناظرة صال وجال فيها وعقد مقارنة بين عيسى ومحمد ،وموسى ومحمد عليهم السلام .قال فيها بإختصار . إذا كان (عيسى ) قد أحيا الموتى بإذن الله فإن النبى محمد قد أحيا الخشب ،وذكر قصة بكاء جذع النخل الذى كان يخطب عليه النبى عليه السلام في المسجد وتركه بعدما بنوا له منبرا في المسجد ،فذهب النبى عليه السلام وإحتضنه وطبطب عليه وقال له ستكون معى في الجنة ،ولولم يحتضنه النبى عليه السلام لظل يبكى إلى يوم القيامة !!!!!! .ثم راح لموسى وقال إذا كان موسى قد ضرب الحجر فتفجرت منه المياة وهذا شيء عادى وموجود في الصحراء وفى الصخور،فإن النبى محمد قد فار الماء من بين أصابعه حتى شرب الجيش وتوضأ .فمن تكون معجزته أقوى وأهم موسى أم محمد ؟؟؟؟
أما صاحب المقال الذى قرأته .فقال في مقاله عن تفضيل النبى عليه السلام .:: أن النبى عليه السلام سيكون شهيدا على الأنبياء وأقوامهم جميعا يوم القيامة ، وأن رسالته تبيانا لكل شيء ، وأنها للعالمين جميعا وأنه يحكم بها بين الناس ،فهو بذلك يكون أفضل من الأنبياء جميعا. وإستشهد بآيات كثيرة في غير موضعها وإقتطعها من سياقها ولو عنقها ليصل إلى فكرته بأن النبى محمد أفضل من الأنبياء جميعا عليهم السلام ..
==
التعقيب::
أولا:: ما قاله الشيخ رمضان .هو من الهُراء التراثى الذى درسناه ومازالوا يدرسونه في الأزهر ويخطبون به على منابر مساجد الضرار والضراط ويوهمون الناس أن هذا من الدين ومن رسالة السماء ومن المُعجزات الحسية التي نسبوها للنبى عليه السلام وهو منها براء .كنداء الشجرة عليه عليه السلام .ورد عين قتادة بعدما فُقأت في الحرب ، وكتظليل الغمام له ،وكنطق الشاة المسمومة التي قدمها له يهودى قائلة لا تأكل منى فإنى مسمومة وووووو.فهذه تخاريف وأكاذيب فليس للنبى عليه السلام معجزات حسية ،فلقد طالبوه بها ونفاها القرءان العظيم ((وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعًا .أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيرًا.أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلاً.أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاء وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلاَّ بَشَرًا رَّسُولاً ))
ثانيا : المُسلم الحقيقى لابد أن يُطيع أوامر الله جل جلاله في القرءان الكريم ومنها ألا يُفرق بين رُسله جل جلاله عليهم السلام ولا يُفضل واحد منهم على الأخرين .فالإيمان بنبوتهم وبالرسالات التي نزلت عليهم يكون على قدم المساواة (قولوا امنا بالله وما انزل الينا وما انزل الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط وما اوتي موسى وعيسى وما اوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون ).....وقوله سبحانه ((امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير ))
وقوله جل جلاله ((قل امنا بالله وما انزل علينا وما انزل على ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط وما اوتي موسى وعيسى والنبيون من ربهم لا نفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون )). ومن هُنا فإننا منهيون عن أن نُفضل نبيا على نبى آخر ولا نُفرق بينهم .وأن التفضيل بينهم يكون عند الله وحده سبحانه وتعالى ولا دخل لنا به ((تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ))،وهذا من علم الغيب الذى إختص به ربنا سبحانه وتعالى به نفسه ولم يُطلعنا عليه في القرءان الكريم فلا نتدخل فيه. فمن يتدخل في غيب الله جل جلاله فقد ظلم نفسه وكفر بالله وأشرك نفسه مع الله في غيبه ولو مات على هذا فسيكون كافرا وهوفي الأخرة من الخاسرين ....فلنحذر ولنعلم أن الفرق بين الإيمان الخالص بالله سبحانه وتعالى وبين الأإشراك به شعرة دقيقة ورفيعة جدا قد يقطعها المسلم دون أن يدرى بالوقوع في مثل هذه الإعتقادات وبتدخله في علم الله وغيبه وتشريعاته ،ويفرضه لنفسه وأُمنياته على الله وتشريعاته ،فيضل ويُشرك بالله ويحبط عمله وهو يحسب أنه يُحسن صنعا. فلنكن على وعى كامل 100% عندما نتحدث عن مُصطلح أوموضوع أو قضية تتعلق بالمولى جل جلاله لكى لا نقطع هذه الشعرة ونقع في الشرك أو الكُفر والعياذ بالله دون أن ندرى . وبالتالي علينا أن نأتمر بأمر القرءان العظيم حين أمرنا ( لا نُفرق بين أحد من رُسله ) .
==
ثالثا ::: المقارنة التي عقدها الشيخ (رمضان ) بين النبى وموسى وعيسى عليهم السلام لا محل لها من الإعراب .فمن السهل أن يرد عليه شخص ما من أتباع ديانات اليهودية والمسيحية قائلا .موسى عليه السلام تربى في قصر وكلمه الله جل جلاله .وعيسى -كلمة من الله ومولده إعجاز في حد ذاته وتربى في بيت كله انبياء وعاش في المسجد ونطق بنبوته وهو عمره لم يتعدى ساعات من ولادته أما محمد فكان شخصا عاديا بين قومه ولم يُبعث إلا في سن الأربعين . وساعتها ووقتها سندخل في دوامة لا مخرج منها ولا فائدة منه بل ستزيدنا جميعا كراهية بيننا وبين بعض وربما مزيدا من سفك دماء الأبرياء.
فلنلتزم بتعاليم القرءان ولا نتدخل في غيب الله ،ولا نُفرق بين أحد من رُسله ونؤمن بنبوتهم جميعا إيمانا متساويا .
رابعا ::
الأخ كاتب مقال تفضيل النبى محمد على الأنبياء عليهم السلام جميعا فأرد عليه قائلا.
1 – الشهيد على قومه لا يشترط ان يكون نبيا – فقد يكون نبيا وقد يكون مُصلحا دعى قومه للعودة إلى كتاب الله وتشريعاته فسيكون شاهدا على من عاش معهم فقط . فشهادة النبى عليه السلام ستكون على قومه الذين عاش فيهم وبينهم فقط وهم تقريبا (أهل مكة والمدينة والأعراب الذين كانوا يعيشون حولهما).فهذا ليس تفضيلا له على الأنبياء ولا على الشهود والأشهاد الصالحين الأخرين. فليس هناك شاهدا أفضل من شاهد في القضية . والحساب يوم القيامة عبارة عن مُحاكمة وشهود ثم ثواب وعقاب.
2- شهادة الأنبياء ستكون بأنهم سينطقون بالحق بأنهم أبلغوا رسالات الله جل جلاله للناس .وشهادة الشهود والأشهاد الأخرين ستكون أنهم دعوا قومهم للعودة لرساله الله جل جلاله والعمل بها وعدم الإفساد في الأرض في الشئون المدنية .
3- شهادة النبى عليه السلام ستكون على قومه فقط وليس على الأنبياء السابقين ولا أقوامهم ((( وجئنا بك على هؤلاء شهيدا ))) فالخطاب هنا للحضور لمن حضروا النبى عليه السلام وعاشوا معه وعاش معهم. فهناك فرق بين (هؤلاء –فهى للحاضر اثناء الخطاب ) وبين ( أولئك – للغائبين ولمن ليسوا حضورا عند الخطاب).
4- الكتاب –القرءان تبيانا لكل شيء لنا نحن وليس لمن سبقوه وماتوا قبل نزوله . فالكاتب يقول انه تبيانا لهم !!!! فكيف يكون تبيانا لهم وقد ماتوا وتحللوا قبل أن يُبعث النبى عليه السلام وينزل عليه القرءان هههههه
5- الغريب انه يستدل بأن مجرد أن القرءان العظيم مع النبى عليه السلام ويحكم به بين الناس فهو بذلك يكون مُفضلا على الأنبياء !!!!! منطق غريب وقصور في الفهم ... فكل الكُتب السابقة نزلت ليحكم بها النبيون والرسل عليهم السلام بين الناس في قضايا التشريع وإقامة العدل والقسط بين الناس ، وهذا مثال سريع نسوقه من القرءان .(( انا انزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين اسلموا للذين هادوا والربانيون والاحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء فلا تخشوا الناس واخشون ولا تشتروا باياتي ثمنا قليلا ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون )) المائدة 44.
6- القرءان العظيم نعم رحمة للعالمين الذين إتبعوه .وهذا لا يُنقص من الكُتب الربانية السابقة التي نزلت أيضا رحمة لأقوامهم ،ولا ينقص من رسل الله عليهم السلام الذين بُعثوا برسالات قبل بعثة النبى عليه السلام ونزول القرءان عليه شيئا،ولا يُعظى تفضيلا للنبى السلام عليهم .
7- الخلاصة ::::
أن من يدّعى ويقول أن النبى محمد بن عبدالله عليه السلام أفضل الأنبياء والمُرسلين يكون قد خالف القرءان الكريم وكفر به وتدخل في غيب الله وأشرك به ولو مات على هذا فسيأتى يوم القيامة مُحبطا عمله ومن الخاسرين .... فإنتبهوا وأحذروا هدانا وهداكم الله إلى الإيمان بالله وبتطبيقتشريعاته كما أمرنا سبحانه وتعالى .
8- اللهم بلغت اللهم فأشهد .
اجمالي القراءات 2395