كتاب ( تشريعات المرأة بين الاسلام والدين السُّنّى الذكورى ) الباب الأول : لمحة عامة
الفصل الخامس عشر : النساء ضمن مصطلح ( بشر )

آحمد صبحي منصور في الخميس ٢٠ - يناير - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً

الفصل الخامس عشر : النساء ضمن مصطلح ( بشر )
كتاب ( تشريعات المرأة بين الاسلام والدين السُّنّى الذكورى ) الباب الأول : لمحة عامة
الفصل الخامس عشر : النساء ضمن مصطلح ( بشر )
مقدمة
1 ـ مصطلح البشر يشمل البشر جميعا من ذكور وإناث ، ولكن جاء فى قصة مريم يدل على الذكور فقط ، نقرأ :
1 / 1 ـ ( قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ ) (47) آل عمران )
1 / 2 ـ ( فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَاباً فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً (17) قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنتَ تَقِيّاً (18) قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لأَهَبَ لَكِ غُلاماً زَكِيّاً (19) قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُنْ بَغِيّاً (20) مريم ) . رأت مريم فيه بشرا رجلا ، وتعجبت كيف تكون حاملا دون أن يمسها بشر ذكر .
2 ـ وجاء فى قصة مريم أيضا مصطلح ( بشر ) ليدل على عموم الذكور والاناث ، فقد قيل لها : ( فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً فَإِمَّا تَرَيْنَ مِنْ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيّاً (26) مريم ). مصطلح ( بشر ) هنا يأتى معه مصطلح (الانس ).
3 ـ ونتتبع السياقات التى ورد فيها مصطلح بشر بمعنى الجنس البشرى بذكوره وإناثه .
أولا : بداية خلق البشر : قال جل وعلا :
1 ـ (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (26) وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ (27) وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (28) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (29) فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (30) إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (31) قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلاَّ تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (32) قَالَ لَمْ أَكُنْ لأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (33) الحجر ).
الجن أو ( الجان ) خلقهم الله جل وعلا قبل خلق آدم . الله جل يقول عن خلق آدم ( إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً )، وقال ابليس يعلل رفضه السجود لآدم ( لَمْ أَكُنْ لأَسْجُدَ لِبَشَرٍ ). آدم كان أول البشر ، ومنه بدأ جنس البشر ذكورا وإناثا .
2 ـ ( وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنْ الْمَاءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً ) (54) الفرقان ). ( آدم ) البشر مخلوق من ماء ، ومنه تناسلت الذرية نسبا وصهرا ، ذكورا وإناثا .
3 ـ ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ (20) الروم ) . ( آدم ) البشر مخلوق من تراب ، ومنه انتشرت الذرية نسبا وصهرا ، ذكورا وإناثا .
4 ـ ( إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ (71) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (72) ص ). ( آدم ) البشر مخلوق من تراب وماء ، أى طين ، ومنه انتشرت الذرية نسبا وصهرا ، ذكورا وإناثا .
ثانيا : إعتبار ( البشرية ) درجة أقل من ( الملائكية )
1 ـ مع إنه جل وعلا أمر ملائكته بالسجود لبشر فإن المفهوم لدى البشر أنهم الأقل . ففى قصة يوسف انبهرت النسوة المترفات حين رأينه ، وقلن (َ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَراً إِنْ هَذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ (31) يوسف ).
2 ـ إستنكف بعضهم أن يكون بشرا ، وزعموا أنهم أبناء الله ( جل وعلا ) وأحباؤه ، وجاء الرد عليهم بأنهم مجرد بشر : ( وَقَالَتْ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ ) (18) المائدة )
ثالثا : البشر والوحى الالهى . قال جل وعلا :
1 ـ ( وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاَّ وَحْياً أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ (51) الشورى ). هذا عن الوحى الالهى للرسل وغيرهم . وهناك وحى لغير الرسل مثل الوحى لآدم وحواء ، والوحى لأم موسى . فالبشر هنا عن نوعى البشر وليس الذكور فقط .
2 ـ ( مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَاداً لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ (79) آل عمران ). هنا إفتراض لم يحدث ، وهو عن جنس البشر ذكورا وإناثا .
رابعا : وهم الأهمُّ : رفض الكافرين للرسل لأنهم بشر مثلهم
موضوع بشرية الأنبياء أساس فى ( لا إله إلا الله ) كما إنه أساس فى الكفر أيضا . الكافرون المستكبرون يستكثرون أن يكون الرسول بشرا مثلهم ، والبشر يأكلون ويشربون ويتناسلون ، أو بتعبير قوم عاد : ( مَا هَذَا إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ (33) وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَراً مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذاً لَخَاسِرُونَ (34) المؤمنون ). ويأتى التأكيد على بشرية الرسل . كان هذا فى الأمم التى أهلكها الله جل وعلا ، وكان أيضا فى قريش والعرب الذين إستكثروا أن يكون الرسول بشرا مثلهم ، وطلبوا آيات حسية بدل القرآن الكريم ، وجاء الرد عليهم أيضا من رب العزة جل وعلا . ثم فيما بعد خلق وإفترى المحمديون إلاها أسموه ( محمدا ) وجعلوا له معجزات حسية . ورفعوه فوق مستوى البشر ، وتوجهوا له بالعبادة من صلاة وحج ، وأطلقوا على أنفسهم ( أُمّة محمد ) وكرروا نفس العداء للقرآن الكريم . هذا الذى فعلوه ليس فقط يؤكّد كفرهم ، ولكن أيضا يعطى إشارة عن الإعجاز القرآنى ، إذ أن تأكيداته على بشرية الرسل وبشرية خاتم النبيين تأتى ردّا مسبقا لكفر سيأتى فيما بعد . وقد أتى فيما بعد . نعطى تفصيلا :
تكرر رفض المستكبرين للرسل لأنهم بشر مثلهم : .
1 ـ دار هذا الحوار بين الرسل وأقوامهم مع إختلاف الزمان والمكان واللسان : ( قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى قَالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنَا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (10) ابراهيم ) وكان ردهم : ( قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطَانٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُؤْمِنُونَ (11) ابراهيم ). المشكلة أن الأنبياء ( بشر مثلهم )، أى من جنس البشر ، وليس مجرد ذكر.
2 ـ وفى إيجاز قال جل وعلا عن الأمم التى أهلكها : ( ذَلِكَ بِأَنَّهُ كَانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا )(6) التغابن )
3 ـ الكافرون ( ذكورا وإناثا ) من قوم نوح عليه السلام قالوا له : ( مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَراً مِثْلَنَا )(27) هود ). المشكلة عندهم ( بَشَراً مِثْلَنَا ) أى من جنس البشر ، وليس مجرد ذكر.
4 ـ الكافرون ( ذكورا وإناثا ) من قوم ثمود : ( كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ (23) فَقَالُوا أَبَشَراً مِنَّا وَاحِداً نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذاً لَفِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ (24)القمر ) ( مَا أَنْتَ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنْ الصَّادِقِينَ (154) الشعراء ) . المشكلة عندهم ( بَشَراً مِثْلَنَا ) أى من جنس البشر ، وليس مجرد ذكر.
5 ـ الكافرون ( ذكورا وإناثا ) من قوم مدين قالوا للنبى شعيب عليه السلام : ( وَمَا أَنْتَ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنَا وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنْ الْكَاذِبِينَ (186) الشعراء ). المشكلة عندهم ( بَشَراً مِثْلَنَا ) أى من جنس البشر ، وليس مجرد ذكر.
6 ـ القرية الكافرة ( ذكورا وإناثا ) والتى أرسل الله جل وعلا لها ثلاثة من الرسل ، قالوا للرسل : ( مَا أَنْتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنَا ) (15) يس)، المشكلة عندهم ( بَشَراً مِثْلَنَا ) أى من جنس البشر ، وليس مجرد ذكر.
7 ـ فرعون وقومه استكبروا أن يتبعوا موسى وهارون عليهما السلام وهم بشر مثلهم : ( فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا ) (47) المؤمنون )، المشكلة عندهم ( بَشَرين مِثْلَنَا ) أى من جنس البشر ، وليس مجرد ذكر.
محمد عليه السلام . جاءت عنه سياقات متنوعة عنه فيما يخص موضوع ( البشرية ) :
1 ـ قال الكافرون الظالمون عنه : ( هَلْ هَذَا إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ ) (3) الأنبياء ). المشكلة عندهم أنه ( بَشَر مثلهم ) أى من جنس البشر ، وليس مجرد ذكر.
2 ـ وردا مُسبّقا على كفر المحمديين جاء تأكيد البشرية له بأن يعلن أنه ( بشر مثلهم ) :
2 / 1 : ( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً (110) الكهف )
2 / 2 : ( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ (6) فصلت ).
3 ـ وتوجّه طعنهم الى القرآن الكريم ، وجاء الرد عليهم من الرحمن جل وعلا :
3 / 1 :( وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ ) . والرّد عليهم : ( قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُوراً وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيراً وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلا آبَاؤُكُمْ قُلْ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ (91) الانعام )
3 / 2 : ( وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ )، والرّد عليهم : ( لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ (103) النحل )
3 / 3 : واتهم بعضهم القرآن الكريم بالسحر وبأنه قول البشر : ( فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ (24) إِنْ هَذَا إِلاَّ قَوْلُ الْبَشَرِ (25)) وجاء الرّد عليه : ( سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (26) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ (27) لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ (28) لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ (29) عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ (30) المدثر ). والعدد ( 19 ) هو إشارة الى إعجاز رقمى فى القرآن الكريم ، يقول جل وعلا : ( وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلاَّ مَلائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلاَّ فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَاناً وَلا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ وَمَا هِيَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْبَشَرِ (31) كَلاَّ وَالْقَمَرِ (32) وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ (33) وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ (34) إِنَّهَا لإٍحْدَى الْكُبَرِ (35) نَذِيراً لِلْبَشَرِ (36) لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ (37) المدثر )
3 / 4 : ورفضا للقرآن الكريم ( الآية العقلية المستمرة ) طلبوا آيات حسية مادية وقتية محلية : ( وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنْ الأَرْضِ يَنْبُوعاً (90) أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيراً (91) أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلاً (92) أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَاباً نَقْرَؤُه ) ، وجاء الرّد عليهم بأنه ( بشر رسول ) : ( قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلاَّ بَشَراً رَسُولاً (93) وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمْ الْهُدَى إِلاَّ أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَراً رَسُولاً (94) الاسراء )
3 / 5 : وحين تندروا عليه بأنه مثلهم يأكل الطعام ويمشى فى الأسواق وطلبوا آيات حسية : ( وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الأَسْوَاقِ لَوْلا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً (7) أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَسْحُوراً (8) الفرقان ) جاء الرّد عليهم : (انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً (9) تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِنْ ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُوراً (10) الفرقان ) ، الى قوله جل وعلا : ( وَما أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيراً (20) الفرقان ) .
4 ـ وجاء أيضا أنه والسابقون من الأنبياء ( بشر) :
4 / 1 : لهم أزواج وذرية :( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً )(38) الرعد ).
4 / 2 : ، وأنه سيموت ومثل البشر ليس خالدا : ( وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِيْنْ مِتَّ فَهُمْ الْخَالِدُونَ (34) الأنبياء ).
أخيرا : ليس المقصد هنا مجرد التعرض لموضوع ( البشر ) من حيث دلالته على الذكور والإناث ، ولكن أيضا لاقامة الحُجّة القرآنية على المحمديين الذين يعتبرون إلاههم حيا فى قبره يردّ السلام ويراجع أعمال ( عبيده ) ليشفع فيهم على أنه عندهم ( مالك يوم الدين ) . وموعدنا معهم ( يوم الدين ).!
اجمالي القراءات 2453