حزب التجمع الوطني للاحرار لم يرسم السنة الامازيغية كعيد وطني لهذا العام لماذا ؟

مهدي مالك في الإثنين ١٧ - يناير - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً


حزب التجمع الوطني للاحرار لم يرسم السنة الامازيغية كعيد وطني لهذا العام لماذا ؟
مقدمة متواضعة
منذ 22 سنة قد انتقل الاحتفال بالسنة الامازيغية من الفضاء العائلي الضيق الى فضاء الحركة الامازيغية الواسع اذ اصبحت هذه المناسبة فرصة لاجتماع العائلات و الاصدقاء حول سهرة فنية متنوعة تقام في احد الفنادق او قاعات الافراح الخ بهدف الحفاظ على هذا الاحتفال و تقاليده في افق ترسيمه كعيد وطني ببلادنا على غرار الجارة الشرقية التي رسمت هذا الحدث التاريخي منذ سنة 2018 بغرض امتصاص غضب الامازيغيين داخل هذا البلد الشقيق في الامازيغية اولا ثم في الاسلام ثانيا ثم في العروبة ثالثا كما يقال بشكل او باخر .
ان هذا الاحتفال قد اخذ ينمو و يتطور من سنة الى اخرى و من مدينة الى اخرى بفضل وعي جمعيات الحركة الامازيغية و وعي جمعيات المجتمع المدني الحضاري بالدور التاريخي التي لعبته هويتنا الامازيغية منذ مئات قرون من اجل البناء المتكامل قبل الاسلام و بعده و الدفاع عن وطننا المغرب ضد مختلف اشكال الاحتلال و الاستعمار حتى جاءت لحظة الاستقلال الشكلي بالنسبة لامازيغي المغرب سنة 1956 حيث تعرض امازيغي المغرب لاشكال متعددة من التهميش و الطمس و التمييز العنصري من طرف المخزن التقليدي و حزبه المخلص له الا و هو حزب الاستقلال.
فان معانات الامازيغيين قد انطلقت مع سياسة المخزن منذ ذلك الحين الى حدود هذه اللحظة دون اي مبالغة مهما كانت بحكم ان هذا المخزن او بعض اطرافه لا يريد الرجوع الطبيعي للهوية الامازيغية الى السلطة السياسية لترسيخ الديمقراطية المحلية من خلال الاعراف الامازيغية .
و الى السلطة الدينية بغرض تحديث اسلام المغاربة الرسمي لكي يتماشى مع اسلام اسلافنا الامازيغيين و الفصل الضروري بين الدين و السياسة الخ من هذه القيم الاصيلة التي كانت قبل دخول الجيوش الاستعمارية المسيحية الى ارضنا الطاهرة بدون ادنى شك..
ان هذا الاحتفال قد اصبح امر واقع قبل هذه الجائحة حيث كل المدن المغربية كانت تحتفل بدخول السنة الامازيغية من خلال السهرات الفنية و الندوات الفكرية حول راهن القضية الامازيغية بعد دستور 2011 و بزوغ شمس الاسلاميين بعد انتخابات 25 نونبر 2011 التشريعية و كيفية تنزيل الطابع الرسمي للامازيغية الخ من هذه القضايا الساخنة ..
الى صلب الموضوع
قبل الاجابة على سؤال مقالي هذا المتواضع اي لماذا لم يرسم حزب التجمع الوطني للاحرار السنة الامازيغية كعيد وطني في هذا العام ؟ لا بد من التذكير بعدة امور اولا ان الاستغلال السياسي للقضية الامازيغية ليس وليد اليوم او الامس بل هو قديم يرجع الى احضان فجر الاستقلال حيث تاسس حزب الحركة الشعبية كصوت امازيغي بلا ملامح سياسية واضحة ترمي الى احياء الاعراف الامازيغية الخ .
ثانيا ان حزب التجمع الوطني للاحرار لا يتوفر على اي رصيد نضالي امازيغي في العقود الماضية على الاطلاق .
ثالثا ان هذا الحزب حاول استقطاب رموز الحركة الامازيغية منذ سنة 2011 من قبيل الفنانة الكبيرة فاطمة تاباعمرانت التي لها رصيد نضالي ثقيل منذ سنة 1991 حيث تم استغلال هذا الرصيد النضالي الثقيل لصالح هذا الحزب و تقديمه على انه يدافع عن الهوية الامازيغية و ينظم الندوات الخ من هذه الدعاية الرخيصة مع كامل احترامي الشديد للسيدة فاطمة تاباعمرانت و زوجها السيد حسن كريم..
رابعا ان جانب مهم من الحركة الامازيغية كان يراهن على هذا الحزب خصوصا بعد ان اعطى وعودا انتخابية لتحسين وضعية الامازيغية من خلال تفعيل طابعها الرسمي بعد عشر سنوات من عبث اسلامي العدالة و التنمية لكنني لا اصدق هذه الوعود الفارغة و قاطعت الانتخابات العامة ليوم 8 شتنبر الماضي وفاءا لمبادئي الرامية الى تاسيس حزب ذو المرجعية الامازيغية في اقرب الاجال ...
ان عدم ترسيم السنة الامازيغية من طرف رئيس الحكومة عزيز اخنوش في هذا العام يتعارض اولا مع الاشارات الملكية و الواردة في خطاب ذكرى 20 غشت الماضي اي ان الملك محمد السادس هو مع هذا الترسيم بدون ادنى شك حسب اعتقادي المتواضع..
و يتعارض مع مساعي جل مكونات الحركة الامازيغية المدنية و السياسية ..
و جوابا على سؤال هذا المقال المتواضع فانني اظن ان رئيس حكومتنا الموقرة لا يهتم بالقضية الامازيغية على الاطلاق كمسالة استراتيجية في مغرب اليوم على اعتبار ان حزبه قد استطاع ان يبيع الوهم لجانب مهم من الحركة الامازيغية منذ سنة 2011 من خلال تنظيم الندوات و المحاضرات تحت شعارات كاذبة و واهمة للجميع بغية وضع العراقيل امام تاسيس حزب ذو المرجعية الامازيغية ....
ان حزب التجمع الوطني للاحرار له ايادي بيضاء في مشاكل الرعي الجائر في قرى سوس الكبير و في قرى الجنوب الشرقي حسب تصريحات الاستاذ حمو الحسناوي الناطق الرسمي باسم تنسيقية اكال قبل الانتخابات الاخيرة ليوم 8 شتنبر الماضي ..
ان خيبة امل كبيرة لدى حركتنا الامازيغية لعدم ترسيم السنة الامازيغية هي طبيعية و متوقعة لكن هذا الحدث الحالي سيقوي حجتنا في تاسيس حزب ذو المرجعية الامازيغية في اقرب الاجال حيث الحمد لله على اننا نتوفر على خيرية الاطر الشابة مثل الدكتور عبد الله بوشطارت و الاستاذ عبد الواحد درويش اطار بالديبلوماسية البرلمانية بالرباط الخ من هذه الاطر الشابة التي امنت بضرورة الخيار السياسي الامازيغي الصحيح و ليس الكاذب الذي استمر لعقود من الزمان بدون اية فائدة تذكر.........
توقيع المهدي مالك




اجمالي القراءات 2065