الآية الخطيرة، التي لم يقدرها المؤمنون حق قدرها على الرغم من وضوحها والتحذير الذي جاء فيها.

يحي فوزي نشاشبي في الأربعاء ١٢ - يناير - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً


الآية الخطيرة، التي لم يقدرها المؤمنون حق قدرها على الرغم من وضوحها والتحذير الذي جاء فيها.


إن الاطلاع على المقال الهام الذي تفضل به الأستاذ أحمد صبحي منصور تحت عنوان: النساء تحت مصطلح "فريق" تولد منه هذا التعليق أو المقال المتواضع المثير لشتى التساؤلات.
بارك الله فيكم أستاذنا المنصور، المحترم، وفي جهودكم. فالموضوع هام جدا، جدا، إلى درجة خطيرة، لاسيما عند تأمل ما يلي:
(إنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (159) الانعام ). هنا الأمر بتبرئ الرسول محمد عليه السلام من الذين فرّقوا دينهم. الروعة هنا أن أولئك الذين فرّقوا دينهم وأصبحوا شيعا وأحزابا ــ يزعم كل منهم الصلة بالنبى محمد عليه السلام بأحاديث ينسبها إفتراءا وظلما .
قال جل وعلا :( وَلا تَكُونُوا مِنْ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنْ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32) الروم) هنا وصف لمن يتفرقون فى الدين بأنهم مشركون، وتحذير للمؤمنين حتى لا يكونوا مشركين . هذا كلام مبين ولكن المحمديين قوم لا يعقلون .!
*)- ومن الملاحظ أننا جميعا واقعون تحت هذه الصفات والوضعيات والحالات، وحتى تحت ظل هذا التهديد الذي يُلوّح من بعيد بظلاله القاتمة المتوعدة. وحسب رأيي المتواضع تكمن الخطورة في قول الله عز وجل لعبده ورسوله: لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (159) الانعام ).
*)- وإن الحقيقة التي مفادها أنه لا يكاد يُتصوّر أنْ يختلف فيها اثنان، هي أن أي شخص مسلم، مؤمن، لا يكون ناجيا من تلك الصفة، أو الوضعية، أي وضعية كونه مسلما مؤمنا لكن تحت غطاء مذهب كذا أو طريقة كذا؟ الأمر الذي يجعل أسئلة متزاحمة تفرض نفسها ؟ ومنها :
*)- كيف النجاة إذن؟ من قول الله لعبده ورسوله ؟ الذي يفهم منه "أما هؤلاء الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا" فلست منهم في شئ ولا يَعنونك، وعليك أن تفرّ وتبتعد عنهم. نعم فما هو الحلّ المؤدّي إلى النجاة من هذا المصير السيئ؟
*)- ولعلّ مكمنَ الخطورة – حسب رأيي المتواضع - هو كيف حدث لنا ؟ لجميع الذين يعتقدون أنهم مسلمون مؤمنون، كيف حدث لنا أن مررنا ولا زلنا نمرّ بمثل هذه اللافتات المنبهة المحذرة، الخطيرة، ولا تحرك فينا ساكنا؟ كيف النجاة إذن من قول الله لعبده ورسوله، الذي يفهم منه : أما هؤلاء الذين فرّقوا دينهم وكانوا شيعا فلست منهم في شئ، ولا يعنونك، وابتعد عنهم. فما هو الحل المُؤدّي إلى منفذ النجاة ؟
*)- ولا أدلّ على ذلك من تلك التوجيهات والخطب التي يتفوه بها الوعاظ، التي لا تعـدّ ولا تُحصى، من على تلك المنابر التي لا يعلم عددها إلا الله العليم الخبير، ومنذ قرون ! تلك التي لا تُفكر في أن تلمّح ولو تلميحا مُحتشما، ومن بعيد إلى واجب التفكر وبكل ما في كلمة جدية من معان، للخروج والنجاة مــن هذا المــأزق؟ وهــو مأزق تهديد الله في قوله:(لست منــهم في شئ ؟ ).
*)- ولعله يجوز أن نقول: من الطريف أن كل من يصرح وهو يحمد الله قائلا: أنا مسلم مؤمن وليس لي أي انتماء، ولستُ من أولئك الذين فرقوا دينهم، ولستُ مؤيدا لأيّ فريق أو أي مذهب. ولكنه في نفس الوقت عندما يتشجّع ويتأمّل ويحدّق في أساليب تلك الممارسات التي يطمئن إليها سيكتشف لا محالة أنه غارق حتى الذقن تحت لواء مذهب ما أو فرقة ما أو ملّة ما، من تلك التي تختلف عن المسلم المؤمن الآخر! ولسان حاله من حيث يدري أو لا يدري يكون حال من هو فرح ومطمئن ومتكئ على الايةوَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ) الأعراف (43). وإذا أمعن في التحديق والبحث سيفاجأ بأنه مرتاح إلى كونه لا ينتمي إلى الحزب أو الملة أو المذهب المقابل، وإن هذا إن دلّ على شئ فإنما يدل على: ؟؟؟
***************

اجمالي القراءات 3650