كتاب ( تشريعات المرأة بين الاسلام والدين السُّنّى الذكورى ) : الباب الأول : لمحة عامة
الفصل السابع : النساء ضمن مصطلح ( عباد )

آحمد صبحي منصور في الإثنين ٠٣ - يناير - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً

الفصل السابع : النساء ضمن مصطلح ( عباد )
( بين الاسلام والدين السُّنّى الذكورى ) الباب الأول : لمحة عامة
الفصل السابع : النساء ضمن مصطلح ( عباد )
مقدمة :
بين مصطلحى ( عبيد / عباد )
1 ـ كلاهما جمع تكسير ، ومفرده ( عبد ).
2 ـ ( عباد ) هى الأكثر ورودا فى القرآن الكريم .
3 ـ ـ مصطلح ( عبيد ) لم يأت مضافا لرب العزة جل وعلا بياء الملكية أو ( نا ) الملكية . فلم يرد : ( عبيده ) ( عبيدنا ) . أما (عباد ) فقد جاء منسوبا لرب العزة جل وعلا مثل : ( عبادى ) ( عباد الرحمن ) ( عبادنا ) .
4 ـ يتفق ( عبيد ) و ( عباد ) فى الدلالة على المؤمنين والكافرين . يقول جل وعلا : ( وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِي الشَّكُورُ)(13) سبأ )، كلهم عباده ، والقليل منهم مؤمنون شاكرون .
5 ـ مصطلح (عبيد ) جاء عن النساء والرجال فى موضوع واحد ، هو أنه جل وعلا ليس ( بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ ). أما مصطلح (عباد ) ففيه تنوع ، نعطى عنه تفصيلا :
أولا :
( عباد ) عن الذكور فقط . جاء فى قوله جل وعلا :
1 ـ عن الوحى للأنبياء المصطفين المُختارين من بين العباد . قال جل وعلا ( يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُوا أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاتَّقُونِ (2) النحل ) ( يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاقِي (15) غافر )( قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ )(11) ابراهيم ) ( قُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى)(59) النمل )
2 ـ قال جل وعلا عن ( عباده المرسلين ): ( وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171) إِنَّهُمْ لَهُمْ الْمَنصُورُونَ (172) وَإِنَّ جُندَنَا لَهُم الْغَالِبُونَ (173) الصافات ).
3 ـ وذكر الله جل وعلا منهم: ـ
3 / 1 : نوح عليه السلام : ( سَلامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ (79) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (80) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (81) الصافات )
3 / 2 : ابراهيم عليه السلام :( سَلامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ (109) كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (110) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (111) الصافات )
3 / 3 : يوسف عليه السلام : ( إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (24) يوسف )
3 / 4 : إلياس عليه السلام : ( إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (132) الصافات )
3 / 5 : وقال جل وعلا : ( وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ أُوْلِي الأَيْدِي وَالأَبْصَارِ (45) ص )
ثانيا ـ
الأغلب أن يأتى مصطلح ( عباد ) ليدل على الذكور والاناث . وهذا يتنوع الى :
( عباد ) عن جميع البشر فى هذه الدنيا ذكورا وإناثا مؤمنين وكافرين
فى قصة طرد ابليس وتوعده باضلال بنى آدم .
لن ينجو منه إلا العباد المتقون من الذكور والاناث . هناك (عباد ) ضالون من أتباعه ، و( عباد ) متقون . نقرأ فى الكتاب العزيز : ( وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (78) قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (79) قَالَ فَإِنَّكَ مِنْ الْمُنظَرِينَ (80) إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (81) قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لأغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمْ الْمُخْلَصِينَ (83) ص ) ( وَقَالَ لأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيباً مَفْرُوضاً (118) النساء ) ( قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39) إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمْ الْمُخْلَصِينَ (40) قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ (41) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنْ اتَّبَعَكَ مِنْ الْغَاوِينَ (42) الحجر )( إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً (65)الاسراء ).
عن الأقسام الثلاثة للبشر جميعا من نزول القرآن الكريم الى قيام الساعة :
قال جل وعلا : ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ )(32) فاطر )
الوعظ فى هذه الدنيا لجميع العباد ذكورا وإناثا :
( نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمُ (50) الحجر)
( وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا ) الاسراء 53 )
رأفته جل وعلا ولطفه بجميع العباد ذكورا وإناثا مؤمنين وكافرين
قال جل وعلا : ( وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ ) البقرة 207 ) آل عمران 30 ) ( اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ )(19) الشورى ).
وكما أنه جل وعلا ليس بظلام للعبيد فهو جل وعلا أيضا لا يريد لهم ظلما : ( وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعِبَادِ (31) غافر )
إستجابته الدعاء وتوبته على من يتوب بصدق
( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي ) (186) البقرة ). ( وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنْ السَّيِّئَاتِ) (25) الشورى)( وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ ) (25) الشورى) ( قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) الزمر )( أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ ) (104) التوبة )
معرفته جل وعلا بالعباد وبذنوب عباده
1 ـ ( وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ) آل عمران 15 )( 20 ) ( فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا ) فاطر 45 ) ( إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (44) غافر ) ُ( إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا ) الاسراء 30 ، 96 )
2 ـ ( وكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا ) الاسراء 17 ) ( وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا ) الفرقان 58 )
الله جل وعلا هو القاهر فوق جميع عباده
( وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (18) الانعام ) .
وجاء تفصيل هذا القهر فيما يخص حتميات النوم واليقظة وتسجيل الأعمال ثم الموت والبعث والحساب ، فى قوله جل وعلا : ( وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (60) وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ (61) ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمْ الْحَقِّ أَلا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ (62) الانعام )
الرزق فى هذه الدنيا لجميع العباد ذكورا وإناثا مؤمنين وكافرين
1 ـ دعا ابراهيم عليه السلام ربه جل وعلا أن يرزق المؤمنين من أهل مكة ، وجاء الرد من رب العزة جل وعلا أنه يرزق المؤمنين والكافرين فى الدنيا ، ولكن يعذب الكافرين فى الآخرة . قال جل وعلا : ( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنْ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (126) البقرة ).
2 ـ الرزق أنواع . منه الرزق الأساس الذى تقوم به الحياة لكل دابة تدب على الأرض ، وهذا ضمنه الله جل وعلا لكل كائن حىّ فى هذه الدنيا. قال جل وعلا : ( وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (6) هود ) حتى ما لا يستطيع أن يحمل رزقه : ( وَكَأَيِّن مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (60) العنكبوت ). ومنه رزق وهمى من الأموال والضياع ، وهذا ما يتنافس فيه العباد ، قال جل وعلا : ( وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلاً لَمّاً (19) وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبّاً جَمّاً (20) الفجر ).
3 ـ يأتى الابتلاء فى هذا الرزق الوهمى ، حيث يبسط الله جل وعلا الرزق لمن يشاء ويقدر له . قال جل وعلا : ( اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ ) (62) العنكبوت ) ( قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ ) (39) سبأ )
( عباد ) عن المؤمنين والمؤمنات من الذكور والاناث فى هذه الدنيا ، وهم :
1 ـ الذين يشاءون الهداية فيشاء الله جل وعلا هدايتهم : ( ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ )(88) الانعام ) وشاءوا أن يتبعوا نور القرآن فشاء الله جل وعلا هدايتهم : ( وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ) (52) الشورى )
2 ـ الذين إجتنبوا عبادة الطاغوت ( الأحاديث الشيطانية والأوثان التى هى من عمل الشيطان ) وأنابوا لربهم ، والله جل وعلا يهديهم ويبشرهم ( وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمْ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِي (17) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمْ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الأَلْبَابِ (18) الزمر).
3 ـ الذين يقيمون الصلاة وينفقون فى سبيل الرحمن سرا وعلنا : ( قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ يُقِيمُواْ الصَّلاةَ وَيُنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خِلالٌ ) ابراهيم 31 )
4 ـ العالمون به الذين يخشونه : ( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ) (28) فاطر)
5 ـ وطنهم هو حيث لا اضطهاد لهم فى الدين ، فعليهم ــ ما استطاعوا ـ أن يهجروا القرية الظالم أها الى حيث أرض الله الواسعة ، فالأرض واسعة ولكن الأعمار محددة ، ولكل نفس أجل موتها المقدر سلفا : ( يَا عِبَادِي الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ (56) كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (57) العنكبوت ) ( قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ ) (10) الزمر )
6 : فى التشريع ( وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ )(32) النور )
7 : الملائكة . قال عنهم جل وعلا يصفهم بعباده : ( وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثاً أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ (19) الزخرف )، ( وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ (26) الانبياء ).
العباد الضالون فى هذه الدنيا من الذكور والاناث
1 ـ هم الذين يقدسون القبور ، يزعمون أن الموتى فيها أولياء يملكون النفع والضرر والشفاعة يوم الدين . وهذا أساس الأديان الأرضية للمحمديين والمسيحيين وغيرهم . قال جل وعلا عنهم : ( وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءاً إِنَّ الإِنسَانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ (15)الزخرف) ( إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) (194) الاعراف)( أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلاً (102)الكهف ).
2 ـ ينطبق عليهم جميعا ذكورا وإناثا قوله جل وعلا : ( يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون ) يس 30 )
3 ـ منهم
3 / 1 :الذين أهلكهم الله جل وعلا من الأمم السابقة ، وكانوا عند رؤية العذاب يؤمنون حيث لا ينفع إيمانهم . قال جل وعلا : ( فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ )(85) غافر )
3 / 2 : قوم نوح عليه السلام : ( وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنْ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلا يَلِدُوا إِلاَّ فَاجِراً كَفَّاراً (27) نوح )
3 / 3 : قوم فرعون ، وقد خاطبهم موسى عليه السلام فقال : ( أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (18) وَأَنْ لا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ إِنِّي آتِيكُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (19) الدخان ) . كانوا ( يعلون على الله ) جل وعلا ، ومع ذلك خاطبهم موسى عليه السلام بأنهم ( عباد الله ).!!
3 / 4 : قوم عيسى عليه السلام ، وسيتبرأ منهم يوم القيامة ويقول لرب العزة جل وعلا : ( إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (118) المائدة )
أخيرا : جميع العباد فى الآخرة
1 ـ هو يوم الفصل ، يوم الذى يحكم فيه رب العزة جل وعلا بين ( عباده ) مؤمنين وكافرين فيما كانوا فيه فى الدنيا يختلفون . قال جل وعلا : ( قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ) الزمر 46 )
2 ـ فيه سيسأل الله جل وعلا الأولياء المعبودة هل هم الذين أضلُّوا ( عباده ) وسيتبرأون ممّن كان يعبدهم ، أى سيتبرأ محمد والمسيح والحسين وعلى وفاطمة ومريم وزينب ..الخ من الحمقى الذين كانوا يتوسلون بهم ويقدسونهم ويحجون الى قبورهم . قال جل وعلا : ( وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ (17) قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنْ مَتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْماً بُوراً (18) فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفاً وَلا نَصْراً وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذَاباً كَبِيراً (19) الفرقان )
3 ـ وهم فى النار سيتبرأ المستكبرون السادة من أتباعهم العامة : ( قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ (48) غافر )
4 ـ عباد الله أصحاب الجنة هم المتقون . قال جل وعلا عنهم :
4 / 1 :( جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا ( 61 ) لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً إِلاَّ سَلاماً وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيّاً (62) تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيّاً (63) مريم )
4 / 2 :( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الكَبِيرُ (22) ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ )(23) الشورى )
4 / 3 : ( إِلاَّ عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (40) أُوْلَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ (41) فَوَاكِهُ وَهُمْ مُكْرَمُونَ (42) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (43) الصافات )
4 / 4 :( وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِي الصَّالِحُونَ (105) إِنَّ فِي هَذَا لَبَلاغاً لِقَوْمٍ عَابِدِينَ (106) الانبياء )
4 / 5 :( إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً (5) عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً (6) الانسان )
4 / 6 : ( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30) الفجر )
4 / 7 : ( يَا عِبَادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (68) الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ (69) ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ (70) الزخرف )
4 / 8 : ( وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمْ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً (63)الفرقان ) الى قوله جل وعلا : ( أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلاماً (75) خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً (76) الفرقان )
اجمالي القراءات 2676