نقد كتاب كتاب الديوان في العهد النبوي

رضا البطاوى البطاوى في الأربعاء ٢٩ - ديسمبر - ٢٠٢١ ١٢:٠٠ صباحاً

نقد كتاب كتاب الديوان في العهد النبوي
المؤلف عبد الله بن محمد الحجيلي والكتاب يتناول أمرا غفل أو أغفله الكثير من المؤرخين وهو أن الدولة فى عهد النبى(ص) كانت منظمة تماما ومن ثم شاع فى الكتابات والروايات أنها كانت تدار من خلال رجل واحد وهو الرسول(ص) ولكن حسب نصوص القرآن فهناك مؤسسات تم عملها لإدارة شئون الدولة كمؤسسة جمع الزكاة والدليل عليها فى نص آية الزكاة وهى الصدقات" والعاملين عليها" وكمؤسسة أمة الخير للأمر بالمعروف والنهى عن المنكر بقوله تعالى " ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر" وكمؤسسة التعليم الدعوى بقوله تعالى " فلولا نفر من كل فرقة طائفة ليتفقهوا فى الدين"
وقد بين الحجيلى هذا الأمر فى جانب ما وهو ما سماه ديوان الإنشاء فقال :
"ابتدأ الديوان النبوي الشريف كمؤسسة هامة مستقلة بعد قدومه المدينة المنورة مهاجرا إليها من مكة المكرمة ، وهذا ما نص عليه جمهور المؤرخين المهتمين بالتاريخ الإداري للدولة الإسلامية من القدماء والمعاصرين من أجل هؤلاء قاطبة شيخ الكتاب في عصره وأعظم مؤرخ في التاريخ للإدارة الإسلامية وهو الإمام القلقشندي في كتابه الموسوعي : ( صبح الأعشى في صناعة الإنشا )
يقول القلقشندي عن أصل الديوان في الإسلام : (( اعلم أن هذا الديوان وضع في الإسلام وذلك أن النبي (ص)كان يكاتب أمراءه ، وأصحاب سرياه من الصحابة ويكاتبونه ، وكتب إلى من قرب إليه من ملوك الأرض يدعوهم إلى الإسلام ، وبعث إليهم رسله بكتبه ، فبعث عمرو بن أمية الضمري إلى النجاشي ملك الحبشة ، وعبد الله بن حذافة إلى كسرى أبرويز ملك الفرس ، ودحية الكلبي إلى هرقل ملك الروم ، وحاطب بن أبي بلتعة إلى المقوقس صاحب مصر ، وسليط بن عمرو إلى هوذة بن علي ملك اليمامة ، والعلاء بن الحضرمي إلى المنذر بن ساوى ملك البحرين ، إلى غير ذلك من المكاتبات ، وكتب لعمرو بن حزم عهدا حين وجهه إلى اليمن ، وكتب لتميم الداري وإخوته بإقطاع بالشام ، وكتب كتاب القضية بعد الهدنة بينه وبين قريش عام الحديبية ، وكتب الأمانات أحيانا إلى غير ذلك ، وهذه المكتوبات كلها متعلقها ديون الإنشاء ، وبخلاف ديوان الجيش فإن أول من وضعه ورتبه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب في خلافته على أن القضاعي قد ذكر في تاريخه ( عيون المعارف وفنون الخلائف ) أن الزبير بن العوام وجهيم بن الصلت كانا يكتبان للنبي (ص)أموال الصدقات ، وأن حذيفة بن اليمان كان كتب له خرص النخل ، وأن المغيرة بن شعبة وحصين بن نمير كانا يكتبان المداينات والمعاملات ، فإن صح ذلك فتكون هذه الدواوين قد وضعت في عهده (ص)، إلا أنها ليست في شهرة وتواتر الكتابة في زمانه (ص)))
وهذا النص الثمين للقلقشندي يؤكد ظهور الدواوين كلها في عهده (ص)وليس ديوان الإنشاء فقط ، ويستفاد من كلامه الأمور التالية :
أ- وجود ديوان الرسائل في عهد النبي (ص)، وأن النبي هو أول من وضعه ، وذكر الأدلة على ذلك
ب- أن ديوان الإنشاء واضح في عهد النبي (ص)، والأدلة عليه تفوق الحصر ، وهذه الكتب المصنفة في حصر المكتوبات النبوية من أوضح الأدلة على ذلك
جـ- وجود دواوين أخرى في عهد النبي (ص)كديوان الصدقات ، والزكوات ، وديوان الجيش ، ولكنها لم تكن بشهرة ديوان الإنشاء والرسائل
وقد ذهب إلى هذه النتيجة عدد كبير من الباحثين المعاصرين "
أما وجود الكتاب فى عصر النبى (ص) فهو أمر لا شك لقوله تعالى :
"فليكتب كما علمه الله " وأما وجود ما سماه ديوان الرسائل وديوان الإنشاء فهذا أمر مشكوك فيه تماما لأن الكتابة موجودة فى كل مؤسسة بمفردها فهناك كتبة فى ديوان الجهاد وهناك كتبة فى ديوان المال ومنه مؤسسة الزكاة
وأما حكاية إرسال رسائل للملوك والأمراء فى عصره فهو أمر مشكوك فيه لأن الله علمه درسا فى قصة الأعمى وهو ألا يهتم بدعوة كبار الأقوام لأنهم سيكفرون به فى كل الأحوال طبقا لقوله تعالى :
" كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى"
ثم حدثنا عن مكان وجود الكتبة فقال :
"مكان جلوس الكتاب
لما قدم النبي (ص)المدينة المنورة ، واستقر به المقام اتخذ مسجده الشريف مجلسا له ، وكان موضع جلوسه معروفا ؛ إذ يجلس عند إحدى الأسطوانات الخشبية التي عرفت عبر التاريخ الإسلامي وإلى اليوم باسم : ( أسطوانة الوفود) ، وتقع خلف أسطوانة الحرس من جهة الشمال ، وكان النبي (ص)يجلس إليها ليقابل وفود العرب القادمة إليه ، وكانت تعرف أيضا بمجلس القادة ، ويجلس إليها سروات الصحابة رضوان الله عليهم
يقول الدكتور ناشد : (( لقد بادر رسول الله (ص)فور وصوله إلى المدينة بإقامة مسجد له يؤدي فيه مناسكه ، ويبلغ في رحابه رسالته الجامعة ، إذ لم تعرف الدولة في مبتدئ نشأتها الدواوين مقرا لأجهزتها الإدارية ، ومثابة لولي أمرها ، فكان طبيعيا أن يكون مجلس الرسول (ص)في المسجد - مكانه المختار - وهو مجلس الحكم ، يمارس منه سياسة المجتمع الإسلامي ، وتصريف شئونه العامة
وقد تميزت مظاهر الحكم في عهد النبي (ص)بالبساطة المطلقة والبعد عن التكلف وقيود المراسيم المتحفظة والشكليات الرسمية التي تحف الهيئات الحاكمة ، وتتسم بها الدواوين عادة
وقد كان النبي (ص)يجلس طيلة وقته من بعد صلاة الفجر إلى الظهر في الفترة الأولى ، ومن بعد العصر إلى غروب الشمس في الفترة الثانية في مسجده ، وكان الكتاب محدقين به ، ومن كانت له حاجة استأذن من النبي (ص)وانصرف ، وإذا حضرت وفود جلسوا بجانبه ، ولهذا نجد أن أكبر مكاتيب النبي (ص)كتبت للوفد الزائرة للمدينة المنورة خاصة بعد صلح الحديبية في مسجده الشريف "
وما ذكره الرجل هنا مخالف لقوله تعالى :
"فى بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه "
فالمسجد لم يكن سوى بيت للصلاة وأما كونه لاستقبال الناس ووجود الكتبة والكتابة وغبير هذا فهذه مخالفة لانشاء مؤسسة المسجد
ول كان يجلس فى المسجد فلماذا كانوا ينادونه من وراء الحجرات كما قال تعالى:
"إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون "
ومن ثم كان بيته هو مكان استقبال الوفود والاطعام والتدارس وغيره كما قال :
"يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبى إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا (ص) فانتشروا ولا مستئنسين لحديث"
وحدثنا عن مكان الكتاب في الحضر والسفر فقال :
"مكان الكتاب في الحضر والسفر :
قد يحتاج النبي (ص)بعض الكتاب في أسفاره ، فيختار من الصحابة من يقوم بالكتابة ويصرح باسمه ، فقد طلب من علي بن أبي طالب كتابة صلح الحديبية بينه وبين قريش وقد أشارت بعض النصوص إلى أن كاتب النبي (ص)كان ملازما له في أسفاره ، ولم تشر إلى اختصاص أحد بذلك ، بل من طلب منه الكتابة كتب
فقد ذكر الإمام أحمد في مسند عبد الله بن حوالة ما نصه : (( كنا مع النبي (ص)في سفر من أسفارنا فنزل ، فنزل الناس منزلا ، ونزل النبي (ص)في ظل دوحة ، فرآني وأنا مقبل من حاجة لي ، وليس غيره وغير كاتبه ، فقال : أنكتب يا ابن حواله ))
فهذا النص الذي ذكره الإمام أحمد يدل دلالة أكيدة على أن النبي (ص)كان يلازمه أحد الكتبة في أسفاره ، أما في الحضر فلديه مجموعة من الكتاب ، ولكن كل كاتب قد خصه النبي (ص)بعمل ما ، فإذا غاب أشهر الكتاب كتب من حضر ، وهذا ما ذكره كل من كتب عن كتاب الوحي والديوان في العهد النبوي الشريف
روى البغوي بسنده إلى عبد الله بن الزبير كما أخرجه الحافظ ابن حجر في الإصابة قال : (( إنه كتب للنبي (ص)عبد الله بن الأرقم وزيد بن ثابت فإذا لم يوجد كاتب أمر من حضر ))
وذكر القضاعي أن النبي (ص)خصص كاتبا معتمدا خليفة لكل كاتب غائب، وقال الإمام ابن جماعة : (( وكان حنظلة الأسيدي خليفة كل كاتب غاب عن عمله )) "
والمعقول أن الكثير من المسلمين كانوا يعرفون القراءة والكتابة إن لم يكن كلهم بما فيهم النبى(ص) بعد تعلمها له فى الكبر لأن مناط الصلوات هو قراءة القرآن من الكتاب ومن ثم فلا داعى لتصديق تلك الروايات إلا إذا كان بعد بداية الدولة بقليل
وحدثنا عن حصر كتبة الديوان فقال :
"حصر عدد كتاب الديوان في العهد النبوي الشريف :
اختلف علماء التاريخ والسير قديما وحديثا في حصر وضبط العدد الكلي لكتاب الديوان النبوي الشريف ، وذهبوا مذاهب شتى ما بين مقل ومكثر ، فمنهم من أطلق ومنهم من حصر ، وأغلب المؤرخين يذكرونهم بلا حصر ، وفيما يلي ذكر لبعض مقولاتهم :
قال الإمام القسطلاني : (( أما كتابه فجمع كثير ، وجم غفير ، وذكرهم بعض المحدثين في تآليف له بديعة ، استوعب فيه جملة من أخبارهم ، ونبذا من سيرهم وآثارهم ، وصدر فيه بالخلفاء الأربعة الكرام خواص حضرته (ص)))
ولكن ما هو الحصر التقريبي لهذا الجمع الكبير والعدد الكبير؟؟
- قال النويري : (( ذكر الحافظ أبو الخطاب بن دحية أن كتابه (ص)ينتهون إلى ستة وعشرين))
- وأوصلهم العراقي في نظمه للسيرة النبوية المعروفة بالألفية إلى اثنين وأربعين رجلا ، فقال:
كتابه اثنان وأربعونا زيد بن ثابت وكان حينا
كاتبه وبعده معاوية ابن أبي سفيان كان واعيه
كذا أبو بكر كذا علي عمر عثمان كذا أبي
وابن سعيد خالد وحنظلة كذا شراحبيل أمه حسنة
وعامر وثابت بن قيس كذا ابن أرقم بغير لبس
واقتصر المزي مع عبد الغني منهم على ذا العدد المبين
وزدت من متفرقات السير جمعا كثيرا فاضبطنه واحصر
طلحة والزبير وابن الحضرمي وابن رواحة وجهما فاضمم
وابن الوليد خالدا وحاطبا هو ابن عمرو وكذا حويطبا
حذيفة بريدة أبان وابن سعيد وأبا سفيان
كذا ابنه يزيد بعض مسلمة الفتح مع محمد بن مسلمه
عمرو هو ابن العاص مع مغيرة كذا السجل مع أبي سلمه
كذا أبو أيوب الأنصاري كذا معيقيب هو الدوسي
وابن أبي الأرقم أرقم أعدد فيهم كذا ابن سلول المهتدي
كذا ابن زيد واسمه عبد الله والجد عبد ربه بلا اشتباه
واعدد جهيما والعلا ابن عقبة كذا حصين ابن نمير أثبت
وذكر ثلاثة قد كتبوا وارتد كل منهم وانقلبوا
ابن أبي سرح مع ابن خطل وآخر أبهم لم يسم لي
ولم يعد منهم إلى الدين سوى ابن أبي سرح وباقيهم غوى
- واستقصى الباقلاني ذكر عددهم في كتابه (الانتصار للقرآن) ، وانفرد بذكر بعضهم وهم :
1 - حويطب بن عبد العزى
2 - أبو حذيفة بن عنيد بن ربيعة
13 - سعد بن عبادة
- وذكر المسعودي مشاهير الكتاب وقال : (( وإنما ذكرنا من أسماء كتابه (ص)من ثبت على كتابته ، واتصلت أيامه فيها ، وطالت مدته ، وصحت الرواية على ذلك من أمره ، دون من كتب الكتاب والكتابين والثلاثة ، إذ كان لا يستحق بذلك أن يسم كاتبا ، ويضاف إلى جملة كتابه )) ، وما ذكره المسعودي ذكره كثير ممن تصدى لحصر أسماء كتبة الديوان النبوي الشريف ، ونحن لا نشاطر المسعودي ما ذهب إليه من حصرهم فيمن طالت مدته واشتهر أمره ، فكل من كتب للنبي (ص)يستحق أن يسمى كاتبا للنبي (ص)لأنه لا يؤمر بالكتابة إلا من هو موطن ثقة عند النبي (ص)وبمجرد الكتاب اكتسى حلة الشرف هذه ، فهو جدير بأن يسمى كاتبا للنبي (ص)ولو لم تطل مدته ويشهر خبره "
وقطعا حكاية حصرهم هو ضرب من الخيال فالكتبة كانوا فى كل مؤسسات الدولة فلا يمكن أن تتواجد مؤسسة فى الدولة دون أن يكون فيها عدد من الكتبة ومن ثم فعددهم كام آلافا مؤلفة وليس بضع عشرات كما يقول المؤرخون
وحدثنا الحجيلى عن احتصاصات الكتبة فقال :
اختصاصات كتاب الديوان في العهد النبوي الشريف :
خص النبي (ص)بعض الكتاب ببعض المهام الكتابية في حال وجود غيره من كتبة الديوان ، أما إذا قل العدد وانحصر في واحد ونحوه أمر الكاتب الحاضر بالكتابة بحسب الحاجة ، دون النظر إلى تخصصه ، وهذه الاختصاصات يمكن إجمالها في الآتي :
1 - كتاب الوحي (القرآن الكريم) :
منذ أن أوحى الله سبحانه وتعالى إلى نبيه القرآن الكريم سجله في الصدور والسطور ، فقد كتبه منذ أن أنزل إليه أول آية حتى آخر آية ، وكان يقول : (( ألحقوا آية كذا بكذا )) ، وقد فصل العلماء القول في ذلك في كتبهم المفردة في علوم القرآن الكريم ، وكان من أوائل من كتب له القرآن :شرحبيل بن حسنة ، ويقال : إنه أول من كتب له في مكة وقيل : إن أول من كتب له : خالد بن سعيد بن العاص في مكة وقيل : بل أول من كتب له في مكة عبد الله بن أبي السرح ثم ارتد ، ثم أسلم يوم الفتح ، فهؤلاء جميعا كتبوا له في مكة أما في المدينة المنورة فأول من كتب له بإجماع المؤرخين هو : ( أبي بن كعب )
حكى ابن عبد البر عن الواقدي : (( أول من كتب لرسول الله (ص)الوحي مقدمه المدينة أبي بن كعب ، فإذا غاب كتب له زيد بن ثابت )) كان ألزم الصحابة لكتابة الوحي زيد بن ثابت وقد كتب له ابن خطل ثم ارتد ، ثم ظفر به يوم الفتح فقتل وكتب له شخص لم يعين اسمه فمات فلفظته الأرض مرارا فترك تأكله الطير وقد اعتنى العلماء قديما وحديثا بحصر كتاب الوحي ، والحديث عن مناقبهم وحياتهم بكتب مخصصه "
وبالقطع لابد أن تكون هناك مؤسسة خاصة بنسخ نسخ القرآن فى عهد النبى (ص) لأن كل بيت إن لم يكن كل مسلم ومسلمة كان بحاجة إلى قراءة ما نزل من القرآن فى الصلوات ومن ثم كان هناك مؤسسة لنشر القرآن بالكتابة اليومية لعدد من النسخ فلابد أن يكون لدى كل مسلم جديد نسخة منه للصلاة والتعلم
وحدثنا عن المهمة التالية للديوان المزعوم وهى :
2 - كتاب الرسائل إلى الملوك من عرب وعجم :
لما وقع الصلح بين النبي (ص)وأهل مكة في الحديبية اتجه النبي (ص)إلى إبلاغ الأمم المجاورة بالإسلام وكتب إليهم بذلك كتبا مشهورة معروفة قال ابن قيم الجوزية : (( لما رجع من الحديبية كتب لملوك الأرض ، وأرسل إليهم رسله ، فقيل له : إنهم لا يقرؤون كتابا إلا إذا كان مختوما ، فاتخذ خاتما من فضة ، ونقش عليه ثلاثة أسطر ، محمد سطر ، ورسول سطر ، والله سطر ، وختم به الكتب إلى الملوك ، وبعث ستة نفر في يوم واحد في المحرم من سنة سبع ))
وقد عهد النبي (ص)إلى بعض كتابه بكتابة الكتب إلى الملوك ، وأشهر هؤلاء الكتاب على الإطلاق : عبد الله بن الأرقم بن أبي الأرقم الزهري ، فقد ذكر كل من ترجم له أنه كان يكتب للنبي (ص)إلى الملوك ، وكان يجيب عنه
....وقال المسعودي : وكان زيد بن ثابت الأنصاري ثم الخزرجي يكتب إلى الملوك ويجيب بحضرة النبي (ص)وكان يترجم للنبي (ص)بالفارسية والرومية والقبطية والحبشية ، تعلم ذلك بالمدينة من أهل هذه الألسن ))
وقال ابن عساكر مسندا إلى عبد الله بن الزبير : (( إن النبي (ص)استكتب عبد الله بن الأرقم بن عبد يغوث - كذا نسبه حميد - وكان يجيب عنه الملوك واستكتب أيضا زيد بن ثابت ، وكان يكتب الوحي ، ويكتب إلى الملوك أيضا ، فلم يزالا يكتبان حتى قبض النبي (ص)وخلافة أبي بكر )) "
وقطعا هو لم يخاطب ملوكا ولا أمراء لأن الرسالة عامة كما قال تعالى :
"وأرسلناك للناس كافة"
وقد علمه الله درسا فى المرحلة المكية عن دعوة كبار الناس فى المجتمعات الكافرة وهو ألا يدعوهم إلا مرة ويكتفى لأنهم لن يؤمنوا وعليه أن يهتم بمن يأتى للتعلم من الناس
والمعقول هو أن خطاباته معهم كانت خطابات حول الحرب والسلام بين دولة المسلمين دولته إن كان حدث هذا ثم حدثنا عن كتبة العرب والبوادى فقال:
3 - كاتب العرب والبوادي :
لما وقعت الهدنة بين المسلمين وقريش في صلح الحديبية كتب النبي (ص)إلى أغلب زعماء العرب يدعوهم إلى الإسلام ، فمن أطاع منهم رفع قدره ، وولاه على قومه ، ومن عصى عاقبه بعقوبة عاجلة بالحرب مع ما له من العقاب الأخروي
وفي سنة تسع عندما علمت قبائل العرب انتصار النبي (ص)على قريش أوفدت إلى المدينة مئات من الوفود من ملوك وزعماء العرب فرحب بهم النبي (ص)، وكتب لهم كتب الإقطاع بما طلبوه ، أو كتب التأمير على قومهم ، والنبي (ص)ما سئل شيئا قط ، فقال : لا ، وأحال العهدة في تلك الطلبات عليهم ، وإن نازعهم أحد منهم في شيء ما ردهم إلى حكم الشرع الشريف
وبتأمل الكتب التي وصلت نصوصها إلى عصرنا الحاضر نجد أن أغلب كتبة الديوان النبوي الشريف قد شاركوا في هذا الشرف ؛ لأن من حضر من الكتاب كتب ، وإن كان هنالك بعضا من الكتاب نص العلماء على أنهم أشهر من غيرهم "
وما قاله الرجل هنا من روايات كذب محض فالنبى(ص) لا يأمر أحد من كبار الكفار حتى ولو أسلموا لأنه بذلك يخالف قوله تعالى " وأمرهم شورى بينهم "كما أنه لا يقطع اقطاعيات لأحد لن الإسلام جاء لتدمير الاقطاعيات وتكدس الثروات فجعل الآرض كلها شركة عادلة بين المسلمين فقال:
" ولقد كتبنا فى الزبور من بعد الذكر ان ألأرض يرثها عبادى الصالحون"
ثم قال :
4 - كاتب العهود والمواثيق والأمان :
لما هاجر النبي (ص)إلى المدينة كانت فيها ثلاث قبائل يهودية ، وهم بنو قينقاع ، وبنو النضير ، وبنو قريظة ، فلما سكن المدينة شرع في طمأنة تلك القبائل وإشعارهم بأنهم جزء لا يتجزأ من مواطني الدولة الإسلامية إذا أسلموا أو عاهدوا ، فلم يسلم منهم إلا نفر قليل ، فعقد معهم مصالحة عرفت بـ (صحيفة المدينة) ، ثم بعد ذلك توجه النبي (ص)إلى فرض سلطته على الجزيرة العربية بمحاربة الكفار من العرب وغيرهم ، فاستطاع في خلال ثماني سنوات أن يسيطر على كامل الجزء الغربي للجزيرة العربية ، من تبوك إلى اليمن ، ومن أواسط نجد إلى سواحل البحر الأحمر
..وأجل تلك العهود قاطبة هو (عهد الحديبية) الذي جرى بين النبي (ص)وبين كفار قريش ، فقد سماه الله - عز وجل - فتحا ، ودخلت بعض القبائل المجاورة لمكة مع عهد النبي (ص)، وكان هذا الحلف سببا في الفتح الأعظم فتح مكة ، حيث دخل الناس بعده في دين الله أفواجا ، فلما دخل النبي (ص)مكة منتصرا ، جاءت وفود القبائل العربية إلى المدينة من أنحاء الجزيرة العربية يطلبون من النبي (ص)العهود والمواثيق ، فكتب لكل من جاءه طالب الأمان كتابا ، وقد تشرف مجموعة من الكتاب بكتابة هذه العهود والمواثيق والأمانات
وممن كتب هذه العهود أبو بكر وعلي بن أبي طالب وأبي بن كعب وغيرهم من كتاب الوحي ..."
وما قيل هنا يخالف القرآن فما يسمى عهد المدينة لا وجود له فى كتاب الله وهو ما يعنى أنه لم يحدث والعهد بكل صوره الموجودة حاليا عبارة عن كلام متناقض واعتراف بحكم غير الله والعهد الموجود فى القرآن والذى يسمونه عهد الحديبية كذبة كبرى مخالفة لكلام الله فالعهد كتب عند المسجد الحرام كما قال تعالى:
" إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام" فكيف يقولون فى الحديبية والله يقول عند المسجد الحرام ؟
ثم حدثنا عن خرافة كبرى يصر عليه القوم وكأن الإسلام جاء لتمييز مسلمين عن مسلمين وهى كتب الاقطاع فقال :
5 - كتاب الإقطاع والتمليك :
كان النبي (ص)أكرم الناس لا يرد من سأله ألبتة ، وكانت العرب قاطبة تنظر إلى الحرب بينه وبين أعدائه على أنها حرب بين فئتين من قريش ، وكانوا يقولون : ننظر إلى هذا الرجل فإذا غلب على قومه أعطينا له يد الطاعة ، فلما استقر الأمر بعد فتح مكة ؛ جاؤوا إلى المدينة فرادى وجماعات بين راغب وراهب ، وكان لهؤلاء الوفود طلبات ورغبات وضعوها أمام النبي (ص)، وأغلب تلك المطالب منهم كانت للأراضي والأماكن والمياه التي قاتلوا عليها في الجاهلية ، وحموها بسيف القبيلة ، وذلك خشية أن يأتي من ينازعهم عليها بعد ، ويطلب ما ليس له ، فقطع النبي (ص)لهم إقطاعات على حسب رغباتهم ، ..."
لم يكتب النبى(ص) أى اقطاع ولم يقل لأجد به لأن الإسلام جاء لإعادة توزيع الثروات على الناس جميعا ولذا كانت أموال المصارف يحرم منها الأغنياء كما قال تعالى :
" كى لا يكون دولة بين الأغنياء منكم"
ثم حدثنا عما سماهم كتاب السر فقال :
6 - كاتب السر :
المراد به الكاتب الذي يجالس السلطان في مقر جلوسه، ويأتي ترتيبه في المقام الأول بين طبقات الكتاب
وهذا اللقب قديم يرجع تاريخ إنشائه إلى عهد النبي (ص)، كما عرف به (صاحب ديوان الإنشاء) عبر العصور الإسلامية المختلفة ، غير أنه في بداية العصر المملوكي وبالتخصيص منذ عهد السلطان المنصور قلاوون أصبح ذلك اللقب هو الذي يعرف به بصفة دائمة صاحب ديوان الإنشاء بالديار المصرية ، ...وقد اشتهر في عهد النبي (ص)عثمان بن عفان - رضي الله عنه - بأنه صاحب سر النبي (ص)، فقد روى البيهقي بسنده عن جعفر بن محمد عن أبيه قال : كان رسول الله (ص)إذا جلس جلس أبو بكر عن يمينه ، وعمر عن يساره ، وعثمان بين يديه ، وكان كاتب سر رسول الله (ص)
ولم ينفرد عثمان - رضي الله عنه - بأنه المطلع الوحيد على أسرار النبي (ص)، بل كان للنبي أمناء منهم :
عبد الله بن الأرقم الزهري القرشي ، فعن عبد الله بن الزبير أن رسول الله (ص)استكتب عبد الله بن الأرقم ، فكان يجيب عنه الملوك ، وبلغ من أمانته عنده أن يأمره بالكتابة إلى بعض الملوك ، فيأمره أن يطينه ويختمه وما يقرؤه لأمانته عنده وأشهر أمين لرسول الله (ص)ولهذه الأمة المحمدية هو الصحابي الجليل أبو عبيدة بن الجراح ، ..وقال ابن عبد البر : (( وحذيفة معروف في الصحابة بصاحب سر رسول الله (ص)في المنافقين ، لا يعلمهم إلا حذيفة ، أعلمه بهم رسول الله (ص)..."
وهذا الكلام لا يصح منه شىء فالأسرار فى مجال الدولة تختص بأمر واحد وهو الجهاد ولم يكن هناك شىء اسمه اختيار عشرات من الناس لذلك فهذا يصح فى أول قيام الدولة وأما بعد ذلك فالأمر قد اتسع والرسول(ص) مهما كان إنسان ولا يقدر إنسان واحد على إدارة دولة كاملة بنفسه ومن ثم توزعت المهام ولا أدرى كيف قبل الناس أن يكون أبو عبيدة أمين هذه الأمة مع أن معنى العبارة كون الأمة كلها خائنة بما فيها النبى(ص) نفسه ثم حدثنا عن كتبة الوثائق والصكوك والشروط فقال :
7 - كاتب الوثائق والصكوك والشروط :
أمر الله سبحانه في كتابه الكريم بالكتب والإشهاد في بيوع الآجال فقال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه }
واختلف العلماء هل هذه الأوامر على الوجوب أو على الندب ؟ ...
وقد ذكرت لنا كتب السنن أن النبي (ص)اشترى من العداء بن هوذة الحنفي عبدا أو أمة ، فكتب في ذلك كتابا ، وشرط شروطا
قال الإمام البخاري رحمه الله يذكر عن العداء بن خالد قال : (( كتب لي النبي (ص): هذا ما اشترى محمد رسول الله (ص)من العداء بن خالد ، بيع المسلم المسلم ، لا داء ولا خبثة ولا غائلة ))
...وقال الإمام ابن حجر : قرأت في التاريخ المصنف للمعتصم بن صمادح : أن العلاء بن عقبة والأرقم كانا يكتبان بين الناس في المداينات والعهود والمعاملات "
وهذا الكلام عن وجود كتبة مخصوصين ينافى أن أى واحد متعلم للكتابة
يكتب أى عقد كما قال تعالى " ولا يأب كاتب أن يكتب كما علمه الله"
وحدثنا عن كتبة الغنائم والخمس فقال :
8 - كتاب الغنائم والخمس :
الغنائم هي : الأموال المأخوذة من أهل الحرب عنوة
وليست الغنائم هي المورد المالي الوحيد للدولة الإسلامية ، بل هنالك الصوافي ، والفيء ، والصدقات ، والهبات ، والجزية ، وغير ذلك مما هو مفصل في الكتب التي اعتنت بالنظام المالي للدولة الإسلامية وقد خاض النبي (ص)خلال العشر سنوات التي هي مدة قيام الدولة الإسلامية العديد من الغزوات والسرايا وبما أن الله - عز وجل - أغلظ في ذم الغلول فقال تعالى : { ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة } ، وجاءت أحاديث كثيرة بهذا المعنى ، فإن النبي (ص)كان يحصي المغانم بعد المعركة ويقسمها على الغانمين ، واتخذ من أجل ذلك كاتبا يحصي هذه الأموال ، ومثل ذلك فعل الصحابة أمراء السرايا والغزوات
ومن أشهر كتاب المغانم ما يلي :
قال الجهشياري : (( روي أن معيقيب بن أبي فاطمة حليف ابن أسد كان يكتب مغانم رسول الله (ص)))وقال المسعودي : (( وكان ابن أبي فاطمة الدوسي يكتب مغانم رسول الله (ص)))وقال أيضا : كان حنظلة بن الربيع بن صيفي الأسيدي ، ..."
ومؤسسة الجهاد فيها أناس مخصوصين لأمور المال المأخوذة من الكفار لتقسيمها على المجاهدين الحاضرين للمعركة فلم يكن الأمر متروك للظروف فقد كانت أسماء المجاهدين تكتب قبل المعركة وبعد المعركة لمعرفة المفقود أو الأسير ولمعرفة على أى عدد تتم القسمة
ثم حدثنا عن كتبة الصدقات والحوائج الشخصية فقال :
9 - كاتب الصدقات والحوائج الشخصية :
الزكاة أحد أركان الإسلام الخمسة ، وأحد الموارد المالية في الدولة الإسلامية ، وهي طهرة لمال الغني ، ومساعدة للفقير ، وحفظ له من السؤال
وقد اهتم النبي (ص)بجمع الصدقات من أصحابها ، ونصب عمالا يقومون بجمعها ، وضع كتابا يحصون ما جمع هؤلاء العمال ، وكان النبي (ص)يكتب لكل عامل صدقة كتابا حتى يطلع عليه أهل الأموال فقد روى الإمام أبو داود عن سويد بن غفلة قال : أتانا مصدق النبي (ص)فأخذت بيده ، وقرأت في عهده ، قال : (( لا يجمع بين مفترق ولا يفرق بين مجتمع خشية الصدقة )
وقد تولى ولاية الصدقات بعهد من النبي (ص)مجموعة من الصحابة منهم :
عمر بن الخطاب العدوي القرشي ، ...
وقال ابن حزم في كتابه (جوامع السير والعدل) : (( وكان كاتب رسول الله (ص)في الصدقات الزبير بن العوام ، فإذا غاب أو اعتذر كتب جهيم بن الصلت وحذيفة بن اليمان )) "
وقطعا كان للمؤسسة المالية مؤسسات كمؤسسة الزكاة فى كل بلد بها عاملين يكتبون أسماء الأغنياء ونشاطهم وأسماء أهل لأصناف الثمانية ويقومون بجمع الزكاة عند كل زمن محدد ويقومون بالتوزيع العادل
ثم حدثنا عن كتبة الجيش وقد سبق ذكرهم فى الغنائم والخمس فقال :
10 - كتاب الجيش :
كان النبي (ص)يكتب أسماء الجنود الذين يتطوعون للخدمة في جيش النبي (ص)، وقد خصص كاتبا لذلك ، وكان النبي (ص)كما هو معروف في سيرته يتتبع أحوال أصحابه من كافة النواحي ، وكان بهم رفيقا حليما ، وإذا كان عند أحد منهم حاجة تمنعه من الاكتتاب في الجيش عذره ، ولو كان هذا العذر يسيرا ، فقد روى البخاري رحمه الله عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : جاء رجل إلى النبي (ص)فقال : يا رسول الله إني اكتتبت في غزوة كذا وكذا وامرأتي حاجة ، قال : ارجع فحج مع امرأته وقد روى مسلم في صحيحه عن ابن عباس قال : سمعت النبي (ص)يخطب يقول : (( لا يخلون الرجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم ، ولا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم ، فقام رجل فقال : يا رسول الله إن امرأتي خرجت حاجة وإني اكتتبت في غزوة كذا وكذا ، قال : انطلق فحج مع امرأتك )) ...."
وانتهى الحجيلى إلى النتيجة التالية:
والدارس لتاريخ الديوان النبوي الشريف يرى أنه لم يكن ديوان رسائل فحسب - كما هو الحال في ديوان الرسائل في العصور التالية له - بل كان يضم مجموعة من الكتاب المختصين المختارين بعناية تامة وفق مواصفات عالية ، وقد اشتهروا بصفات قيادية وأخلاقية وكتابية عظيمة ، أهلت كل واحد منهم لأن يختاره النبي القائد (ص)لهذا المنصب الجليل ، وهذا ما أدركه بعض المؤرخين الكبار حيث يقول الباقلاني عن صفات هؤلاء الكتاب : (( وقد كان له (ص)جماعة أماثل عقلاء أفاضل ، كلهم كتبة له ، ومعروفون بالانتصاب لذلك من المهاجرين والأنصار ))
قال القلقشندي : (( فإن صح ذلك فتكون هذه الدواوين أيضا قد وضعت في زمنه إلا أنها ليست في الشهرة والتواتر كالكتابة في زمنه (ص))
ومع مرور الزمن أصبح ديوان الرسائل مجموعة من الدواوين ، وتنوعت الاختصاصات فيها أنواعا عديدة بحسب حاجة الدول في تلك العصور ، ...
وحدثنا الرجل عن شروط وآداب كتاب الديوان فقال:
"شروط وآداب كتاب الديوان الشريف :
هذه الشروط استقاها العلماء من سيرة كتاب الديوان النبوي الشريف ، ومن بعض التوجيهات النبوية التي صدرت لبعض الكتاب في عصره
وأجمع من كتب حول هذا الموضوع هو القلقشندي في كتابه الموسوعي : (صبح الأعشى في ديوان الإنشاء) ، وهذا مختصر لما ذكره :
أولا : الشروط العامة
1- الإسلام
وهذا من أهم الشروط التي يجب توافرها في كاتب الإنشاء ؛ لأن الكاتب يحتاج إلى الاستشهاد بالقرآن الكريم ، والكتابة ولاية ولا ولاية لكافر على مسلم ؛ لذا لم يتخذ النبي (ص)كاتبا كافرا قط ولا الخلفاء الراشدون من بعده
2- الذكورة
إن الكتابة ولاية من أجل الولايات الشرعية ؛ لذا لا يجوز لامرأة أن تتولى هذه الولاية لأن النبي (ص)نهى عن تولية المرأة ولاية عامة عندما قال : (( لا يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة ))
3- الحرية
لا يجوز للعبد أن يتولى الكتابة ، إلا إذا وثق به سيده وهو الإمام فلا بأس بذلك عند بعض الفقهاء ؛ لأن عثمان استكتب مولاه حمران ، أما جمهور الفقهاء فمنع ذلك سواء أكان للسلطان أو القاضي أو غيرهم
4- العقل
العقل هبة من الله - عز وجل - ، ولا يستطيع ناقص العقل أن يضطلع بأي عمل من الأعمال لنقصان إدراكه ، فالعقل أساس الفضائل وأصل المناقب ، ومن لا عقل له لا انتفاع به كما قاله القلقشندي
5- معرفة أحكام الولايات
يجب على الكاتب أن يكون عليما بأحوال الأحكام السلطانية ، وأن يعرف ترتيب الولايات الدينية من عند الإمام ، وتقليد الوزراء ، وإمارة البلدان ، وإمارة الجهاد ، وولاية القضاء والمظالم ، ومخاطبة الملوك والوزراء والعمال وغيرهم ؛ لأن هذا من صميم عمله وأهم الواجبات المنوطة به
6- الفقه في الأحكام الشرعية
يجب على الكاتب أن يكون مؤهلا لهذه الوظيفة ، ولديه الدراية التامة بأحكام الفقه الإسلامي ؛ لأن عمله يتطلب معرفة هذه الأحكام
7- الإلمام باللغة العربية والبلاغة
الكاتب يجب أن يكتب على قواعد اللغة العربية ، وأن يكون بعيدا عن اللحن والخطأ في الإعراب ، .."
وكل ما سبق ليس شرطا فى الكاتب فالشرط الوحيد هو كونه مسلم يجيد القراءة والكتابة وأما ما ذكروه فهو فى دول ليست مسلمة وإنما كانت دولة ظالمة تجعل الإنشاء ضرب من ضروب خداع الشعوب
ثم حدثنا عما سماه الآداب العامة وهى ليست آدابا لأن كلمة مسلم تضم كل شىء من ألأخلاق الحميدة فقال :
الآداب العامة
يستحب لكاتب الإنشاء أن يتحلى بالآداب الإسلامية ، ومن أهمها :
1 - تقوى الله - عز وجل - في السر والعلانية
2 - صلاح النية فيما يتولاه من أمور السلطان والولاية
مجانبة الريب والبعد عنها
3 - لزوم العفاف
4 - القدرة على معاشرة الملوك ووجهاء الدولة وتنفيذ ما يطلب منه
5 - النظر في عواقب الأمور وحفظ النفس عن الأخطاء
6 - الإخلاص في كل ما يوجه إليه من أعمال
7 - تقديم النصيحة والمشورة للولاة والحكام
8 - كتمان السر وعدم إفشائه
9 - الشكر لأنه من فضائل الأخلاق "
اجمالي القراءات 1739