مقترح تنظيم المؤتمر الوطني للثقافة الامازيغية اية رهانات استراتيجية بالنسبة لي كمناضل امازيغي بالقلم؟

مهدي مالك في السبت ١١ - ديسمبر - ٢٠٢١ ١٢:٠٠ صباحاً



مقترح تنظيم المؤتمر الوطني للثقافة الامازيغية اية رهانات استراتيجية بالنسبة لي كمناضل امازيغي بالقلم؟
مقدمة متواضعة
ان القضية الامازيغية اليوم اصبحت قضية سياسية اكثر من اي وقت مضى لان سياقنا الحالي قد اختلف 180 درجة عن سياق اوائل التسعينات من القرن الماضي على كل المستويات و الاصعدة حيث وقتها كانت الحركة الامازيغية مجرد نسيج جمعوي ثقافي ينادي بانصاف اللغة و الثقافة الامازيغيتان في الدستور كلغة وطنية كما جاء في ميثاق اكادير لصيف 1991 نظرا لذلك السياق الحساس و المسمى بسنوات الرصاص رسميا و بانصافها في التعليم و في الاعلام لا اقل و لا اكثر لان العهد السابق قد همش الامازيغية بشموليتها و كذا المناطق المحافظة على امازيغيتها كما اسميها بمعنى ان اوائل التسعينات كانت مطالب الحركة الامازيغية تدور حول ما هو ثقافي و لغوي ليس الا .
اما الان فلقد وصلت الحركة الامازيغية الى المطلب السياسي عبر طريقان لا ثلاث لهما اي انخراط نخبة من الفعاليات الامازيغية الموقرة في حزب التجمع الوطني للاحرار او الانتظار الى تاسيس حزب سياسي ذو المرجعية الامازيغية الاصيلة كما اؤمن به منذ سنة 2012 و ادعو اليه بالرغم من غضب بعض المناضلين الامازيغيين علي بصريح العبارة باعتباري ظلت ادافع عن هذا الخيار الناجع برايي المتواضع .
ان منذ تاسييس المعهد الملكي للثقافة الامازيغية سنة 2001 بقرار ملكي شجاع صارت الامازيغية بشموليتها شان ثقافي و لغوي ليس اية علاقة بمجالات السياسة الرسمية من قبيل مجال تدبير الحقل الديني الرسمي او مجال تدبير التنمية المحلية او مجال تدبير القيم المشتركة بين المغاربة كالدين و التاريخ و العادات الخ من هذه القيم المشتركة.
و الان على سبيل المثال لقد مرت 100 سنة على معركة انوال الخالدة في صمت رسمي رهيب في وسائل الاعلام السمعية البصرية اللهم مقال هنا او هناك للاسف الشديد او برنامج يتيم في القناة الامازيغية ك اننا مازلنا نعيش في زمن سنوات الرصاص و الجمر و ك ان القضية الامازيغية قد تراجعت الى الوراء كثيرا بعد دستورنا الحالي و حدث هذا ا فعلا بسبب هوية الحزب الاغلبي الايديولوجية منذ يناير 2012 الى شنتبر 2021 علما اننا مسلمون منذ 14 قرن من الزمان بمعنى اننا لا نحتاج الى حزب يمثل تيار الاخوان المسلمين الدخيل الى بيئتنا الدينية و بيئتنا الثقافية تحت اي مبرر او غطاء مهما كان ...
ان مغرب اليوم يحتاج الى الوحدة في التنوع حيث لاحظنا ان الحركة الامازيغية لم تسبح عكس التيار الرسمي عندما قرر المغرب استئناف العلاقات الدبلوماسية مع اسرائيل اثر اعتراف الادارة الامريكية السابقة في يوم 10 دجنبر 2020 بسيادة المغرب الكاملة على صحراءه المسترجعة منذ سنة 1975 اي ان الحركة الامازيغية لم و لن تكون حركة انفصالية على الاطلاق لان الامازيغيين يعيشون في بلادهم المغرب منذ مئات قرون حيث قد يقول البعض ان الحركة الامازيغية طالبت منذ 2007 بنظام الحكم الذاتي لسوس الكبير و بقي جهات المغرب و فعلا طالبت الحركة الامازيغية بهذا المطلب الاستراتيجي فهناك فرق بين السماء و الارض بين الحكم الذاتي و الاستقلال انتهى الكلام ..
الى صلب الموضوع
اولا انني احيي بالحرارة الاستاذ حسن ادبلقاسم الغني عن التعريف داخل المغرب و خارج حدوده حيث هو صاحب هذا المشروع الكبير الا و هو تنظيم مؤتمر وطني حول الثقافة الامازيغية في المغرب كحدث غير مسبوق في تاريخنا الوطني الحديث خصوصا و في تاريخ اوطان شمال افريقيا عموما.
و يكتسي هذا المشروع الكبير او هذا المقترح التاريخي اهمية بالغة بعد خطاب اجدير و تاسيس المعهد الملكي للثقافة الامازيغية و مرورا بمحطة ترسيم الامازيغية في دستورنا الخ من هذه المحطات الى هذه اللحظة التاريخية حيث ان موضوع الثقافة الامازيغية هو موضوع كبير و ضخم في الحقيقة باعتباره يتضمن على العديد من المحاور و المداخل من قبيل اللغة و العادات و التقاليد و العرف او القانون الوضعي.
و كما تتداخل هذه المحاور او هذه المداخل في كل ما هو سياسي او ديني او تنموي لان الثقافة الامازيغية قد همشت تهميشا فضيعا منذ الاستقلال بقرار سياسي صارم الى حدود سنة 2001 ثم سمح لها بالظهور كبعد ثقافي متواضع في مختلف المهرجانات الثقافية و الفنية لسنوات و سمح لها بالادماج في التعليم و في الاعلام بشكل تدجي لم يصل الى
تطلعات الحركة الامازيغية لو بعد الترسيم و صدور ما يسمى بالقانون التنظيمي الكارثي بالنسبة للامازيغية بشموليتها .
لم يسمح لها بالولوج الى حقلنا الديني الرسمي منذ 2001 الى حدود الان طبعا مع بعض الاستثناءات النادرة من قبيل خطبة الجمعة التاريخية للامام سيدي لحسن استكفل في يناير الماضي حول شرعية الاحتفال بالسنة الامازيغية دينيا حيث هذا يخالف مع الاتجاه الديني العام منذ عقود من الزمان بسبب ايديولوجية الظهير البربري و بسبب الوهابية التي دخلت الى المغرب رسميا سنة 1979 للقضاء على قوى اليسار و على الوعي الديني الناشئ لدى فقهاء اهل سوس انذاك باهمية الثقافة الامازيغية باعتبارها مكون جوهري للثقافة الاسلامية ببلادنا كما اؤمن به لانني صاحب الاتجاه الامازيغي الاسلامي اي الامازيغية و الاسلام كثابتان عاشا طيلة 14 قرن من الحضارة و من العيش المشترك على قيم علمانية و ديمقراطية الخ من هذه القيم الاصيلة لدى القبائل الامازيغية .
و اضيف ان الحركة الامازيغية السياسية اي الحزب الديمقراطي الامازيغي المغربي قد احدثت مصطلح الاسلام الامازيغي لمواجهة اسلام السلطة الذي هو خليط بين افكار الحركة الوطنية السلفية اي تحريم كل ما هو امازيغي و نسبه دائما الى فرنسا و الى التنصير و بين الوهابية كاتجاه اكثر تشددا في الاسلام و يتعارض مع اعمال العقل في النصوص الدينية المعتمدة ببلادنا.
و لم يسمح للامازيغية الولوج الى السياسة عبر تاسيس حزب ذو المرجعية الامازيغية مثل جميع الاحزاب السياسية الوطنية القائمة الان بالمغرب حيث ان كل حزب سياسي ينطلق من مرجعيته التي قد تاتي من المشرق العربي او من الغرب المسيحي على حد السواء بينما ان حزب ذو المرجعية الامازيغية ينطلق من ارضنا كتاريخ و كحضارة الخ من هذه المحددات اي ان تاخر تاسيس هذا الحزب سيساهم او بالاحرى ساهم في عدم تقدم الامازيغية بشموليتها منذ حراك 20 فبراير و خطاب 9 مارس 2011 حيث عندما فاز الحزب الاغلبي بالانتخابات التشريعية لسنة 2011 بدات الامازيغية بشموليتها في تراجع خطير شيئا فشيئا حتى ظهر حراك الريف في اواخر 2016 ليذكرنا ان الجهوية الحالية لا تسمن و لا تغني من الجوع على الاطلاق لان الحكم الذاتي او النظام الفيدرالي هو الحل الامثل لاشكال التنمية في مختلف الجهات المغربية اي انها ستكون تحت السيادة الوطنية ...
ان الراهنات الاستراتيجية و المطروحة على هذا المؤتمر الوطني للثقافة الامازيغية هي كثيرة و متداخلة حيث ذكرت بعضها حسب اجتهادي الشخصي كمناضل امازيغي بالقلم اي اكتب مقالاتي المتواضعة في الفيسبوك حاليا او في موقع الحوار المتمدن او في موقع اهل القران بامريكا في انتظار ان اجد موقع اخباري يقدر مجهودي فعلا للانطلاق في مساري المهني اخيرا بشروطه الحقيقية من قبيل الاجرة الشهرية كايها الناس في هذا العالم .
انني اعلن مساندتي المطلقة لهذا المشروع الهام عند انتهاء جائحة كورونا او انخفاض عدد الاصابات ببلادنا انشاء الله و ساكتب مقالات اخرى حول هذا الحدث التاريخي بامتياز لان الثقافة الامازيغية تعيش الان أي في دجنبر 2021 اوضاع خطيرة على كل المستويات و الاصعدة .........
المهدي مالك


اجمالي القراءات 2853