الكسائي : إمام المدرسة النحوية في الكوفـــــــــــة: ( 2 من 2 )

آحمد صبحي منصور في الثلاثاء ٠٧ - ديسمبر - ٢٠٢١ ١٢:٠٠ صباحاً

الكسائي : إمام المدرسة النحوية في الكوفـــــــــــة: ( 2 من 2 )

نسب الكسائى ولقبه :
1 ـ الكسائى هو على بن حمزة بن عبد الله بن فَيْرُوز الْأَسدي. أي هو من الموالى ، وجعل ولاءه لبنى أسد .
2 ـ ليس لقب الكسائى راجعا الى مهنة ( الكساء والقماش )، وكثيرون من العلماء والفقهاء والصوفية كانوا يحملون ألقاب حرفة ينتمون اليها ، مثل ( الزيات ) و ( الأنماطى ) و( الزجاج ) و ( الفرّاء ) . حمل ( على بن حمزة ) لقب الكسائى لأنه لقى ( حَمْزَة بن حبيب الزيات ) ليتعلم على يديه ، وَهُوَ ملتف بكساء ، فَقَالَ حَمْزَة : " من يقْرَأ ؟" ، فَقيل لَهُ : " صَاحب الكساء" ، فَبَقيَ علما عَلَيْهِ. وَقيل بل أحرم فِي كسَاء .
اختلاف الكسائى عن استاذه الخليل وقرينه سيبويه
1 ـ استاذه الخليل بن أحمد كان فقيرا معتزأ بنفسه يربأ بها عن الاتصال بأصحاب السلطة ، وكان خصمه سيبويه فقيرا حاول الاتصال بأصحاب الجاه فمات قبل أن يصل . وكلاهما ( الخليل وسيبويه ) لم يرد في سيرتهما سوى العلم ، دون أدنى إشارة الى انحلال خلقى ، كما لم يتورطا فيما يُعرف بالقراءات ولا برواية الأحاديث .
ونعطى بعض تفصيلات عن الكسائى بهذا الخصوص :
أولا : بدء إتّصال الكسائى بالخلفاء العباسيين
1 ـ هناك خبر طريف أورده الخطيب البغدادي في تعليل وصوله إلي قصور الخلافة ، فالخليفة المهدي ـ والد هارون الرشيد ـ كان لديه معلم لأولاده ، وحدث أن كان المهدي يستعمل السواك . فدعا ذلك المعلم وقال له : كيف تأمر شخصا بأن يستاك ؟ فأسرع المعلم يقول ( إستك ) ، وهذا يفيد معنيين : ( الأمر بالسواك ) والآخر ( استك ) يعنى مؤخرة السائل ، أي مؤخرة الخليفة المهدى . تقول الرواية : ( ففزع المهدي مما قال وقال : " إنا لله وإنا إليه راجعون ، التمسوا لنا من هو أفهم من هذا ". فقيل له : " رجل يقال له الكسائي من أهل الكوفة جاء من البادية قريبا وهو أعلم الناس" ، فجيء بالكسائي للمهدي ، فقال له : يا علي بن حمزة فقال : لبيك يا أمير المؤمنين؟ قال : كيف تأمر شخصا بالسواك : قال : سك يا أمير المؤمنين . فقال له الخليفة : أحسنت وأصبت ، وأمر له بعشرة آلاف درهم . وجعله معلما للرشيد ، وعلي يديه تعلم الرشيد القراءات ، ثم علم الأمين ابن الرشيد بعده.) والواقع أن المعلم الذي كان قبل الكسائي لم يخطيء في اللغة ولكنه أخطأ في البروتوكول حين قال تلك الكلمة التي تحمل معنيين أحدهما بذيء ، وواجه الخليفة بهذا ففزع ، بينما كان الكسائي لبقا عارفا بأصول الخطاب مع الملوك فأفلح .
2 ـ ونفهم أن الكسائى ترك الكوفة وجاء بغداد قاصدا قصور الخلافة يبحث عن فرصته ، إذ كان السائد من العصر الأموى أن يستأجر الخلفاء من يقوم بتعليم أبنائهم العلوم ، وكان أهمها النطق العربى بسبب إنتشار اللحن ، وكان على الذى يتم تأهيله للخلافة أن يكون مثقفا فصيحا ، ويعيب عليه أن يقع في اللحن في خطبه . وكان أشهر من قام بتعليم أولاد الخلفاء الأمويين محمد بن شهاب الزهرى ، وهو الذى علّم أولاد عبد الملك بن مروان ، ومنهم من تولى الخلافة فيما بعد .
ثانيا : مكانة الكسائى عند الرشيد
كان الكسائى هو أشهر معلمى أولاد الخلفاء في العصر العباسى الأول ، تعلم على يديه الرشيد والهادى ، لم يحكم الخليفة الهادى سوى وقت قصير ، بينما حكم الرشيد مدة طويلة تمتع فيها الكسائى بنفوذ في خلافته ، وقد جعله الرشيد معلما لولديه : الأمين والمأمون . بالتالى نتصور النفوذ الهائل الذى كان يتمتع به الكسائى ، حين تولى تلميذه الرشيد الخلافة .
ونستشهد بروايات تدلُّ على مكانة الكسائى عند الرشيد .
1 : فقد صار إماما للرشيد في الصلاة . المتوقع أن يكون الامام للرشيد فقيها مثل أبى يوسف والشيبانى ، ولكنه كان الكسائى إمام ( النحو ).
2 : ويروى الكسائى : ( أحضرني الرشيد سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَة وَأخرج إِلَيّ مُحَمَّد الْأمين وَعبد الله الْمَأْمُون كَأَنَّهُمَا بدران فَقَالَ : "امتحنهما بِشَيْء. " فَمَا سألتهما عَن شَيْء إِلَّا أحسنا الْجَواب عَنهُ ، فَقَالَ لي : " كَيفَ تراهما ؟ " فَقلت ..
(أرى قمري أفق وفرعي بشامة ... يزينهما عرق كريم ومحتد)
(يسدان آفَاق السَّمَاء بهمة ... يؤيدهما حزم ورأي وسؤدد)
(سليلي أَمِير الْمُؤمنِينَ وحائزي ... مَوَارِيث مَا أبقى النَّبِي مُحَمَّد)
(حَيَاة وخصب للْوَلِيّ وَرَحْمَة ... وَحرب لأعداء وَسيف مهند)
ثمَّ قلت : " فرع زكا أَصله ، وطاب مغرسه، وتمكنت فروعه ، وعذبت مشاربه ، وأوراق غصنه ، وأينع ثمره، وزكا فَرعه ، إِذا هما ملك أغر، نَافِذ الْأَمر ، وَاسع الْعلم ، عَظِيم الْحلم ، أعلاهما فعلوا ، وسما بهما فسموا، فهما يتطاولان بطوله ، ويستضيئان بنوره، وينطقان بِلِسَانِهِ، فأمتع الله أَمِير الْمُؤمنِينَ بهما ، وبلغه الأمل فيهمَا . " . فَقَالَ الرشيد : " تعهدهما " . فَكنت أختلف إِلَيْهِمَا فِي الْأُسْبُوع طرفِي نهارهما . ) . هنا ينافق الكسائى الخليفة بكل ما يملك من فصاحة ، فيصبح أستاذا لولىّ العهد : الأمين والمأمون . ولعله كان يريد أن يطول به العمر ليستمر نفوذه في خلافة الأمين ثم المأمون . ولكنه مات في خلافة الرشيد .
3 : ( أشرف الرشيد على الكسائي وهو لا يراه ، فقام الكسائي ليلبس نعله لحاجة يريدها ، فابتدرها الأمين والمأمون فوضعاها بين يديه ، فقبل رؤوسهما وأيديهما ، ثم أقسم عليهما ألا يعاودا. فلما جلس الرشيد مجلسه قال : " أي الناس أكرم خادما ؟ قالوا : " أمير المؤمنين أعزه الله" . قال : " بل الكسائي يخدمه الأمين والمامون . " وحدثهم الحديث . ) . أي كان الرشيد يراقب الكسائى من طرف خفى دون أن يعلم الكسائى . وربما يرجع هذا الى شُهرة الكسائى بالشذوذ الجنسى ، وخوف الرشيد على ولديه منه . وسنتوقف مع هذه الناحية فيما بعد .
4 : كان الكسائى مع الرشيد في احدى رحلاته عام 189 ، فمات في قرية زنبويه ، ودفنه فيها الرشيد . ومات أيضا محمد بن الحسن الشيبانى القاضي ، فقال الرشيد : " دفنت النحو والفقه في زنبويه ." .!
ثالثا : استفادة الكسائى من نفوذه في الانتصار على مدرسة البصرة
استفادت مدرسة الكوفة النحوية من وجود الكسائي في البلاط العباسي ،فهزم سيبويه في المناظرة التي عقدت بينهما في حضور الوزير يحيي بن خالد البرمكي.
وكان من الطبيعي أن تهاجمه مدرسة البصرة فاتهموا الكسائي أنه لا يقيس اللغة عن كل العرب، وإنما عن مجموعة من الأعراب ينزلون حول مدينة " قطر بل" ، يقول في ذلك أبو محمد اليزيدي:
كنا نقيس النحو فيما مضي
علي لسان العرب الأول
فجاء أقوام يقيسونه
علي لغي أشياخ قطر بل
فكلهم يعمل في نقض ما
به نصاب الحق لايأتلي
إن الكسائي وأصحابه
يرقون في النحو إلي أسفل
وقال فيه أيضا :
أفسد النحو الكسائي
وثني ابن غزالة
رابعا : الكسائى ضمن الحلقة الضيقة التي تجلس مع الرشيد
1 ـ كانت تضم الى جانب الكسائى : أبا معاوية الضرير رواية للأحاديث ، والقاضيين : أبا يوسف ومحمد الحسن الشيبانى . كانت هذه الجلسات في الوقت الذى يملُّ فيه الرشيد من النساء اللاتى يملأ بهن قصره .
2 ـ شهدت هذه الجلسات تنافسا بين الكسائى وأبى يوسف ، وكان أبو يوسف يتضايق من مكانته لدي الرشيد ويقع فيه ويقول عنه إنه " لا يحسن إلا شيئا من كلام العرب ." أي يعلم بعض كلام العرب ولا يدرى شيئا عن الفقه . فبلغ الكسائي ذلك ، فقال له إمام الرشيد: " يا يعقوب ، ما تقول في رجل قال لامرأته أنت طالق طالق طالق ؟ " ، قال أبو يوسف: " تكون طالقا طلقة واحدة " ،قال : " فإن قال لها : أنت طالق أو طالق أو طالق ؟" قال أبو يوسف : " واحدة أيضا "، قال : " فإن قال لها : أنت طالق وطالق وطالق ؟ " ، قال : " واحدة " فقال: " فإن قال : " أنت طالق ثم طالق ثم طالق ؟ "، فقال : "واحدة ". فقال الكسائي : " يا أمير المؤمنين أخطأ أبو يوسف في اثنين وأصاب في اثنين أما قوله : أنت طالق طالق فواحدة لأنها تأكيد كما تقول أنت قائم قائم قائم ، وأما قوله أنت طالق أو طالق أو طالق ، فهذا شك ، وتقع الأولي التي فيها تيقن ، وأما قوله : أنت طالق ثم طالق ثم طالق فهي ثلاث طلقات لأنه نسق ، وكذلك : طالق وطالق وطالق ". ) تقول الرواية : ( وبذلك غلب الكسائي في النحو أبا يوسف في الفقه . ).
ونقول : إن العصر العباسى قد شهد صناعة شريعة سُنّية تخالف شريعة الإسلام في القرآن الكريم ، وتعتمد على الأحاديث وما أسموه بالفقه . وهذا موضوع طويل كتبنا فيه الكثير . ولكن يهمنا هنا إنهم جعلوا طلاق الزوجة إنفصالا نهائيا بمجرد أن يقول لها ( أنت طالق ) بل يجعلون النطق بالطلاق ثلاث مرات يعنى ألّا ترجع له حتى ينكحها زوج غيره . وفى كل هذا لا يوجد شاهدان كما جاء في القرآن الكريم في مطلع سورة الطلاق . هذه الرواية لا تثبت فقط تفوق الكسائى على أبى يوسف ، بل تثبت أيضا تناقض تشريع الطلاق السُنّى مع شريعة الرحمن جل وعلا .
خامسا : انحلاله الخلقى
1 ـ كتب للرشيد شعرا بذيئا ــ نستحى من ذكره ـ يشكو اليه شبقه الجنسى ، تقول الرواية : ( فَأمر لَهُ الرشيد بِعشْرَة آلَاف دِرْهَم وَجَارِيَة حسناء وخادم وبرذون وَجَمِيع مَا تحْتَاج الْجَارِيَة إِلَيْهِ. ) . هو طلب جارية فقط للمتعة الجنسية ، فلماذا بعث له الرشيد بغلام أيضا هذا لأن الرشيد كان يعرف هوس الكسائى بالشذوذ الجنسى بالغلمان .
2 ـ وَتحكي الروايات أَنه كَانَ يشرب الشَّرَاب وَيَأْتِي الغلمان. وأنه كان لا يخجل من ذلك . ( قيل إِنَّه أَقَامَ غُلَاما مِمَّن عِنْده فِي الْكتاب يفسق بِهِ ) وضبطه بعضهم في وضع مُخلّ مع هذا الغلام ، فوقف الغلام مبهوتا ، بينما قال الكسائى ساخرا يعلل الموضوع نحويا : ( وَقع الْفِعْل عَلَيْهِ فانتصب . )
سادسا : القراءات
1 ـ تأسست الأديان الأرضية للمحمديين في العصر العباسى . تأسّس دين السُنّة معبرا عن الدولة الحاكمة . بدأت الدعوة العباسية قبل قيام دولتها بنشر أحاديث عن المهدى المنتظر من ( الرضى من آل محمد ) ، ثم استمرت صناعة الأحاديث ، ومنها في قتل المرتد والزنديق ، واشتهر المهدى بقتل خصومه بتهمة الزندقة ، وإتّسع الأمر لأنه أساس الحكم الدين السياسى للعباسيين ، وبالتالي تضاءل الاجتهاد الُحرُّ في الفقه لأبى حنيفة والذى قتله الخليفة أبو جعفر المنصور بالٍسُّم عام 150 هجرية ، وخدم تلميذا أبى حنيفة الدولة العباسية ، وهما أبو يوسف والشيبانى ، وكانا ضمن الحلقة الضيقة المحيطة بالرشيد . وكان الرشيد لا يتسامح مع أي إعتراض على أي حديث . حدث أن أحد أمراء البيت العباسى كان يحضر مجلس الرشيد ويتكلم فيه أبو معاوية الضرير عن لقاء موسى بآدم ، فسأل مستفهما : " متى قابل موسى آدم ؟" فصاح الرشيد : " زنديق يطعن في حديث رسول الله . السيف والنُّطع : " ، أي أمر بقتله ، ولولا توسُّط الحاضرين كان سيقتله الرشيد .
وكان الكسائى راويا للحديث ، وفق السائد في عصره . قالوا عنه إنه سمع الحديث عن سليمان بن الأرقم وابن عباس ومحمد بن عبد الله العزومي وسفيان بن عيينه ، ثم روي عنه الفراء وأبو عبيد بن سلام وابن عمر الدوري .
2 ـ يرتبط إفتراء الحديث بافتراء قراءات مزعومة للقرآن الكريم . وقد نبغ فيها الكسائى ، بقراءة مختلفة عن غيره . ولم تحظ قراءة الكسائى بالقبول ، وهو باعترافه يقول إنه قرأ بها إماما في الصلاة ، فضربوه بالأيدى والنعال ( .. وَغير ذَلِك حَتَّى غشي عَليّ ، واتصل الْخَبَر بالرشيد ، فَوجّه بِمن استنفذني ، فَلَمَّا جِئْته قَالَ لي : " مَا شَأْنك"؟ فَقلت : " قَرَأت لَهُم بِبَعْض قراءات حَمْزَة الرَّديئَة فَفَعَلُوا بِي مَا بلغ أَمِير الْمُؤمنِينَ " فَقَالَ : " بئس مَا صنعت. " . هنا يجعل الكسائى قراءة حمزة هي المسئولة ، ولا نتصور هذا ، لأنه له قراءة مشهورة كان يقرأ بها ، وتؤخذ عنه ، فقد قالوا عن الكسائى إنه شيخ الْقُرَّاء وَأحد السَّبْعَة وَإِمَام النُّحَاة . وأنه اخْتَارَ لنَفسِهِ قِرَاءَة صَارَت إِحْدَى الْقرَاءَات السَّبع. أي إن شهرته كانت في النحو وما يسمى بالقراءات .
أخيرا
خطيئة الكسائى في النحو لا يعدلها سوى خطيئته في القراءات. هذا يجعله في موقف العداء للإسلام .
1 : في النحو جعله قياسا فقط . واشتهر قوله :
ِإنَّمَا النَّحْو قِيَاس يتبع ... وَبِه فِي كل أَمر ينْتَفع
فَإِذا مَا أبْصر النَّحْو الْفَتى ... مر فِي الْمنطق مرا فاتسع
فاتقاه كل من جالسه ... من جليس نَاطِق أَو مستمع
وَإِذا لم يبصر النَّحْو الْفَتى ... هاب أَن ينْطق حينا فَانْقَطع
فتراه يرفع النصب وَمَا ... كَانَ من خفض وَمن نصب رفع
يقْرَأ الْقُرْآن لَا يعرف مَا ... صرف الْإِعْرَاب فِيهِ وصنع
وَالَّذِي يعرفهُ يقرأه ... فَإذْ مَا شكّ فِي حرف رَجَعَ
نَاظرا فِيهِ وَفِي إعرابه ... فَإِذا مَا عرف اللّحن صدع
كم وضيع رفع النَّحْو وَكم ... من شرِيف قد رَأَيْنَاهُ وضع
فهما فِيهِ سَوَاء عنْدكُمْ ... لَيست السّنة فِينَا كالبدع
الخطورة هنا أن الكسائى أخضع القرآن الكريم للقياس النحوى ، وأعطى حُجّة لمن يطعن في القرآن الكريم ، ففي القرآن لسان العرب الحقيقي المبين الذى لا إلتزام فيه بالقياس . ويأتي بعض الماعز في عصرنا فيتهم القرآن الكريم بأنه فيه أخطاء في ( الاعراب ).!!
الخطورة أيضا في أن القياس في المدرسة الكوفية والتي تزعمها الكسائى ـ ما لبث أن ساد القول به في القرون التالية بعد تحول العلم الى بغداد .
2 : في القراءات لم يكتف الكسائى باذاعة قراءته بل كان يمليها على أتباعه فيكتبونها . وبالغ تلامذته فقالوا إنه قام بتشكيل المصحف . قالوا : ( انه كَانَ يجمعهُمْ وَيجْلس على كرْسِي وَيَتْلُو الْقُرْآن من أَوله إِلَى آخِره وهم يسمعُونَ ويضبطون عَنهُ حَتَّى المقاطع والمبادئ ) وقالوا إنه ( كَانَ يقوم فِي الْمِحْرَاب يؤم فتشذ عَلَيْهِ الْقِرَاءَة حَتَّى لَا يقوم بِقِرَاءَة الْحَمد لله رب الْعَالمين ثمَّ ينحرف فَيقبل عَلَيْهِم فيملي الْقُرْآن حفظا وَتَفْسِيره بمعانيه ) .
3 ـ هذه روايات كاذبة وضيعة . فالمصحف معنا الآن محفوظ ، ضمن الله جل وعلا حفظه . ولا أثر فيه للقياس الذى كان يقول به الكسائى . وصدق الله جل وعلا في قوله عن القرآن الكريم :
( يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33) التوبة )( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً (28) الفتح )( يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (9) الصف ).
ودائما : صدق الله جل وعلا العظيم .!
اجمالي القراءات 2497