نقد كتاب الإصابة بالعين

رضا البطاوى البطاوى في الإثنين ٢٩ - نوفمبر - ٢٠٢١ ١٢:٠٠ صباحاً

نقد كتاب الإصابة بالعين (أسبابها - مظاهرها - الوقاية - العلاج)
المؤلف خالد بن عبد الرحمن الشايع وهو يدور حول خرافة العين التى تضر من تنظر له والمؤلف مؤمن بهذه الخرافة وهو يثبتها ويحاول علاجها كأنها شىء موجود بالفعل وفى هذا قال فى مقدمته :
"أما بعد:
فإن النفوس إذا عظم شحها وقلت قناعتها وضعف إيمانها واستولى عليها الحسد تطلعت إلى ما في أيدي الناس، واستكثرت خير الله ونعمه على غيرها، وهذا قد تظهر بعض آثاره بما يصيب به الناس بعضهم بعضا بالعين وفي ضوء ذلك كان من المناسب أن نلقي الضوء على هذه القضية (الإصابة بالعين) خاصة أن عددا من الناس فيها على طرفي نقيض، فمنهم من ينكرها بالمرة، ومنهم من يبالغ فيها حتى يظن أن عطاسه بسبب العين! فدونك هذه الرسالة المختصرة التي أسأل الله تعالى أن ينفع بها الجميع."
وقد استهل الشايع كتابه بما ظن أنه أدلة لإثبات الخرافة فقال:
"الإصابة بالعين في ضوء نصوص الوحيين:
لقد جاء في سياق قصة يوسف - عليه السلام - أن يعقوب - عليه السلام - قال لبنيه لما أرادوا دخول مصر في عودتهم إليها: {يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة وما أغني عنكم من الله من شيء إن الحكم إلا لله عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلون}
نقل الحافظ ابن كثير عند تفسير هذه الآية عن غير واحد من أئمة السلف، أن يعقوب - عليه السلام - لما جهز بنيه مع أخيهم بنيامين، أوصاهم ألا يدخلوا كلهم من باب واحد، وأمرهم أن يدخلوا من أبواب متفرقة، وإنما أراد يعقوب - عليه السلام - من بنيه ذلك؛ لأنه خشي عليهم أن يصيبهم الناس بعيونهم لأنهم كانوا ذوي جمال وهيئة حسنة ومنظر وبهاء.
وقال الله جل شأنه في سورة القلم مخاطبا عبده ورسوله محمدا (ص){وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون * وما هو إلا ذكر للعالمين}
ومعنى هذه الآية - كما ذكر بعض المفسرين - أن المشركين لشدة بغضهم وحسدهم لنبينا محمد (ص) كادوا أن ينفذوه بأبصارهم، أي: يحسدونه ويصيبونه بالعين لما عزموا على ذلك، لولا أن الله حماه ووقاه منهم.
ويقول الله سبحانه: {قل أعوذ برب الفلق * من شر ما خلق * ومن شر غاسق إذا وقب * ومن شر النفاثات في العقد * ومن شر حاسد إذا حسد} فالآية الأخيرة فيها الأمر بالاستعاذة من الحاسد، وهو الذي يبغض نعمة الله على المحسود، ويتمنى زوالها، وهذا عام يشمل إصابة المحسود بالعين، أو بأي بلية أخرى.
فدلت هذه الآيات على أن العين حق، وهكذا دلت السنة على ذلك أيضا.
وقد شاهد الناس - ولا زالوا يشاهدون - كثيرا من آثار الإصابة بالعين، وقد يعرفون ذلك وقد لا يعرفونه، والتجارب عند الخاصة والعامة أكثر من أن تذكر، فلله كم من قتيل بسببها، وكم من معافي عاد مريضا على فراشه لا يعلم لمرضه سبب، وكم من نعمة تحولت وتبدلت بسبب العين"
والآية التى استدل بها ليس فيها أى شىء عن العين فالرجل خاف على أولاده سواء كان من الحسد أو خاف عليهم من أذى العدو فلا يوجد ذكر للعين أو حتى للحسد الذى العين تقوم بعمله
ثم ذكر الشايع الروايات التى تثبت وجود العين فقال :
ومما ورد عن النبي (ص) في هذا الباب ما رواه البخاري ومسلم، عن أبي هريرة قال: «العين حق».
قال الحافظ ابن حجر: "أي الإصابة بها شيء ثابت موجود".
وقال الحافظ القرطبي عن ثبوت أثر العين: "هذا قول علماء الأمة، وقد أنكرته طوائف من المبتدعة، وهم محجوجون بالأحاديث النصوص الصريحة، الكثيرة الصحيحة، وبما يشاهد من ذلك في الوجود، فكم من رجل أدخلته العين القبر، وكم من جمل ظهير أحلته القدر، لكن ذلك بمشيئة الله تعالى، كما قال: {وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله} ولا يلتفت إلى معرض عن الشرع والعقل، يتمسك في إنكار ذلك باستبعاد ليس له أصل". اهـ.
وقال الإمام العلامة ابن القيم : "إن طائفة ممن قل نصيبهم من السمع - أي الوحي - والعقل، أبطلت أمر العين - يريد بذلك بعض المتطببين والطبائعيين - حيث قالوا: إنما ذلك أوهام لا حقيقة لها، وهؤلاء من أجهل الناس بالسمع والعقل، ومن أغلظهم حجابا، وأكثفهم طباعا، وأبعدهم معرفة عن الأرواح والنفوس وصفاتها وأفعالها وتأثيراتها، وعقلاء الأمم على اختلاف مللهم ونحلهم لا تدفع أمر العين ولا تنكره، وإن اختلفوا في سببه وجهة تأثير العين». اهـ.
وقال الحافز الخطابي موجها حقيقة الإصابة بالعين: "إنها تضر عندما ينظر العائن لدى مقابلته شخصا آخر، ويكون ذلك بعادة أجراها الله تعالى". وعقب الحافظ ابن حجر على ذلك بقوله: "إنه كلام سديد""
والخطأ فى الأحاديث أن العين لها تأثير سلبى على المنظور له وهو ما يخالف أن العين لو كان لها تأثير على الأخرين لأصبح الحاسدون هم ملوك العالم لقدرتهم على شل قوة الأخرين ولكننا لا نرى ذلك كما أن العين لو كان لها تأثير لاختار الكفار من لهم عيون لها التأثير للقضاء على النبى (ص)والمسلمين ولم يحاربوهم ولكن هذا لم يحدث لعدم وجود أثر للعين كما أن الحسد أمر نفسى وليس من العين مصداق لقوله "حسدا من عند أنفسهم ".
ثم حدثنا عن أسباب الإصابة بالعين فقال:
"أسباب الإصابة بالعين:
اعلم - وقاك الله - أن الإصابة بالعين تنشأ عن أحد سببين:
* الأول: شدة العداوة.
* الثاني: الإعجاب بالشيء واستحسانه.
ومن أدلة صحة أمر العين وشدة ضررها:
ما رواه مسلم في «صحيحه» عن ابن عباس قال: قال رسول الله (ص)«العين حق، ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين» وفي هذا تنبيه وتأكيد على سرعة نفوذ العين، وتأثيرها في إصابة الذوات.
وروى البزار وغيره عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله (ص)«أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء الله وقدره بالعين» [حسنه الحافظ ابن حجر وصححه الألباني]."
والأحاديث لا تصح فكل شىء بقدر فكيف لا تكون العين من قضاء الله هذا من ضمن الخبل الذى يناقض قوله تعالى :
"وكل شىء عنده بقدر"؟
ثم حدثنا عن خبل أن الواقع يصدق الروايات وهو كلام لا يمت لكلام الله بصلة وللواقع بصلة فقال :
"وقد يستغرب أو يندهش بعض الناس من ذلك، مع أن الواقع يصدقه، فكم من إنسان بسط الله عليه نعمة المال، فتعلقت نفس أحد من الناس به، فأصابت ماله آفة أو خسارة، أذهبت جميعه، ومن الناس - وخاصة النساء - من كانت على جانب من الحسن والجمال، فتعلقت بها نفس أصابتها بعاهة أو مرض أو نحو ذلك، ولذا كثيرا ما يسمع أن هؤلاء المرضى طرحوا، ولا يعرف الأطباء لهم داء ولا دواء، وتحاليلهم الطبية تفيد سلامتهم، وقل مثل ذلك عن المراكب من سيارات وغيرها."
ثم حكى لنا حكاية من كتب التراث فقال :
* لطيفة: قصة شريح مع رجل عيون:
قال الحافظ ابن حجر : أخرج الطبري من طريق محمد بن سيرين قال: "كان رجل من باهلة عيونا - أي كثير الإصابة بالعين - فرأي بغلة لشريح فأعجب بها، فخشي شريح عليها فقال: إنها إذا ربضت لا تقوم حتى تقام، فقال الرجل: أف ... أف! فسلمت منه! .. وإنما أراد شريح بقوله: «حتى تقام» أي حتى يقيمها الله تعالى"
ثم حدثنا عن علاج العين المزعومة فقال :
"هدي النبي (ص) في اتقاء العين وعلاجها:
* من ذلك: ردها قبل وقوعها:
ويكون ذلك بأمور منها:
* المحافظة على الأدعية، والأوراد والأذكار الموظفة في الصباح والمساء، فقد جاء النص فيها على أن من قالها يحفظه الله ويقيه، وهي كثيرة، ومن أمثلتها: فاتحة الكتاب، وآية الكرسي، والمعوذتان، ومثل قول: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، ونحو ذلك.
والناظر في أحوال الناس يجد الإخلال الكبير بذلك، وعدم الالتفات إليه، حتى مع الصبيان والأطفال الصغار يشرع أن يعوذوا ويحرزوا بالأحراز والأدعية الشرعية، فقد روى البخاري في صحيحه عن ابن عباس أن النبي (ص) كان يعوذ الحسن والحسين بقوله: «أعيذكما بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة»، ويقول: «إن أباكما - إبراهيم - كان يعوذ بهما إسماعيل وإسحاق».
* ومن اتقاء العين: أن لا تظهر المحاسن عند من يخشى منه ذلك، قال الحافظ البغوي في "شرح السنة": "روي أن عثمان بن عفان رأى صبيا مليحا فقال: دسموا نونته، كي لا تصيبه العين" ومعنى دسموا: أي سودوا نونته، وهي الثقبة التي تكون في ذقن الصبي الصغير"
هذا الكلام يناقض سبق العين للقدر فإذا كانت العين تغلب حكم الله والعياذ بالله فكيف سيمنع الدعاء شىء لايقدر عليه الله ؟
قطعا هذا تخريف فلا يوجد شىء لا يقدر عليه بقدره كما قال :
" والله على كل شىء قدير"
إن أحاديث العين هى اتهام صريح لله بالعجز تعالى عن ذلك علوا كبيرا وألأغرب أن يصدقها الفقهاء والناس ثم قال :
" ومن اتقاء العين قبل وقوعها: أن يدعو المرء بالبركة إذا رأى ما يعجبه، وذلك بأن يقول: "بارك الله لك فيه" أو: "اللهم بارك عليه" ونحو ذلك. فإن من حكمة الباري وقدره أن الضرر يندفع حينئذ بإذنه تعالى، يدل على ذلك: قول النبي (ص)«علام يقتل أحدكم أخاه؟ إذا رأى أحدكم من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة» [رواه الإمام مالك وابن ماجه].
وقال الحافظ ابن كثير الدمشقي :" قال بعض السلف: من أعجبه شيء من حاله أو ماله أو ولده؛ فليقل: ما شاء الله لا قوة إلا بالله"."
الحديث ر يصح فلا يوجد قتل بالنظر بالعين وإلا تولى حكم البلاد كلها المعيونين ولا حاجة لأحد بسلاح أو إعداد قوة مع تلك القدرة الخارقة التى منعها الله بمنعه المعجزات ل كانت حقا كما قال تعالى:
"وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون" ثم قال :
"قال ابن كثير: "وهذا مأخوذ من الآية الكريمة: {ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله} وقد روي فيه حديث مرفوع أخرجه أبو يعلي الموصلي في مسنده".
قلت: فتأمل فيما نقله ابن كثير عن بعض السلف، وأن المرء إذا أعجبه شيء من حال نفسه أو ماله أو ولده أن يقول ذلك، فكيف الظن إذا أعجبه حال غيره، أو مال وولد غيره، لا ريب أنه أولى وأجدر أن يذكر الله تعالى وأن يدعو بالبركة: ما شاء الله .. بارك الله.
والواجب على من ظن من نفسه أنه يصيب بالعين، أن يتقي الله ويتجنب ما يفضي به إلى ذلك، بأن يكثر من ذكر الله، ويبارك للناس، وألا يحسدهم على ما آتاهم الله، فإن إذا حسدهم فكأنما يعترض على ربه، وذلك خسران مبين، علاوة على ما يكون في قلبه من الوحشة والكآبة والحزن."
هذا الكلام دليل على الجنون الذى وصل إليه الناس حيث يحسد الرجل نفسه والجنون الاستشهاد بدليل من القرآن ليس فيه أى ذكر للعين أو للحسد
ثم بين علاج أخر للعين المزعومة فقال :
"* ومما تعالج به العين - بعد وقوعها - الرقية الشرعية: التي دل عليها الشرع المطهر، مما جاء في الكتاب والسنة، مثل: الفاتحة، وآية الكرسي، والمعوذتين. وهكذا ما صح عن النبي (ص)، ومن ذلك رقية جبريل للنبي (ص)، وهي قوله: «باسم الله أرقيك، من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس وعين حاسد الله يشفيك، باسم الله أرقيك»، ونحو ذلك مما هو مبين في موضعه.
قال العلامة ابن القيم : "ومن جرب هذه الدعوات والعوذ، عرف مقدار منفعتها، وشدة الحاجة غليها، وهي تمنع وصول أثر العائن، وتدفعه بعد وصوله، بحسب قوة إيمان قائلها، وقوة نفسه واستعداده، وقوة توكله وثبات قلبه، فإنها سلاح، والسلاح بضاربه».
ومن علاج العين: ما جاء بالنص عليه فيما صح عند مالك وابن ماجه وغيرهما عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، قال: مر عامر بن ربيعة بسهل بن حنيف - يعني أباه - وهو يغتسل، فقال: لم أر كاليوم، ولا جلد مخبأة - يريد بذلك نضارة جلده وصفاء بشرته كالفتاة العروس التي لم ترها العيون، ولم تبرز للشمس فتغيرها - قال: فما لبث أن لبط به - أي صرع وسقط على ألأرض - فأتي به النبي (ص)، فقيل له: أدرك سهلا صريعا، قال: «تتهمون به؟». قالوا: عامر بن ربيعة، قال (ص)«علام يقتل أحدكم أخاه؟ إذا رأى أحدكم من أخيه ما يعجبه، فليدع له بالبركة»، ثم دعا بماء، فأمر عامرا أن يتوضأ، فغسل وجهه ويديه على المرفقين، وركبتيه، وداخلة إزاره، وأمر أن يصب عليه. قال الزهري: «وأمره أن يكفأ الإناء من خلفه، وفي بعض الروايات: أنه قام ليس به بأس».
وفي الحديث بيان لعلاج العين، وذلك بأن يؤخذ من العائن الماء الذي غسل به مواضع الوضوء منه وبعض ملابسه الملامسة لجلده، وخاصة مما يلي الورك، ثم يصب على المعيون من خلفه ولذا جاء عند مسلم قوله (ص)«وإذا استغسلتم فاغسلوا» والمعنى إذا طلب من الشخص ماء وضوئه وغسله بعض ثيابه فليفعل ولا يغضب لذلك.
قال الحافظ أبو بكر بن العربي : "إن توقف في هذه الكيفية من علاج العين متشرع قلنا له: قل الله ورسوله أعلم، وقد عضدته التجربة وصدقته المعاينة، أو توقف فيه متفلسف فالرد عليه أظهر؛ لأن عنده أن الأدوية تفعل بقواها، وقد تفعل بمعنى لا يدرك".
وقال العلامة ابن القيم :" هذه الكيفية لا ينتفع بها من أنكرها، ولا من سخر منها، ولا من شك فيها، أو فعلها مجربا غير معتقد".
وفي حديث سهل المتقدم عدد من الفوائد، منها: أن العائن إذا عرف يقضى عليه بالاغتسال، وأن الاغتسال من النشرة النافعة، وأن العين تكون مع الإعجاب ولو بغير حسد، ولو من الرجل المحب، ومن الرجل الصالح، وأن الذي يعجبه الشيء ينبغي أن يبادر إلى الدعاء للذي يعجبه بالبركة، ويكون ذلك رقية منه."
وكل ما سبق تخريف صريح ومن ينسبه للنبى(ص) فقد كذب كلام الله فأصل ما يحدث هو عملية ربط خاطئة من قبل بعضهم فهم يربطون بين ضرر حدث لأحدهم وبين وجود شخص ثم يتكرر الضرر بعد مدة فيقولون أن عينه هى السبب هوهو كلام خاطىء فلو أن كل واحد منا ربط بين الأضرار وبين وجود شخص ما فسيكون كل الناس أصحاب عيون حاسدة
خذ أى أسرة فقد حدثت الأضرار كالأمراض فى وجود الأب والأم وحدثت الأمراض للأب وألأم فى وجود ألولاد ومن ثم فكلنا أصحاب عيون ضارة طبقا لكلام من يصدقون هذا الكلام
ثم نبهنا الشايع لخبل أخر منه وممن يصدق بالعين فقال :
تنبيهات:
* الأول: الإصابة بالعين قد تكون من الإنس، وقد تكون من الجن، ومما يدل على ذلك ما رواه الشيخان، البخاري ومسلم، عن أم سلمة زوج النبي (ص)، أنه عليه الصلاة والسلام رأى في بيتها جارية في وجهها سفعة، أي أنه لاحظ في وجهها تغيرا، فقال (ص)«استرقوا لها، فإن بها نظرة». قال الحافظ البغوي : "أراد بالنظرة العين، يقول: بها عين أصابتها من نظر الجن، وقيل: عيون الجن أنفذ من أسنة الرماح". اهـ.
ولا شك أن الإنسان إذا تجرد من ملابسه لتغييرها، أو عند قضائه الحاجة ونحو ذلك، فإن ذلك أدعى لإصابته بالعين، ولذا حث النبي (ص) على الاحتراز من نظر الجن، بذكر اسم الله تعالى، يبين ذلك ما رواه الإمام أحمد والترمذي وغيرهما عن النبي (ص) أنه قال: «ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم إذا دخل أحدهم الخلاء - وفي رواية: إذا وضع أحدهم ثوبه - أن يقول: بسم الله»."
* الثاني: ينبغي الاحتراز لمن كان مهيأ للإصابة بالعين، بسبب صحته أو حسنه ونحو ذلك، وألا يعرض للإصابة بالعين، وأعني بذلك مثل ما يقع من بعض النساء من إبداء محاسنهن أو محاسن بناتهن بشكل فاضح، وخاصة في المناسبات والأفراح ونحوها، والواقع شاهد بذلك وبكثير من عواقبه المؤلمة. وفي هذا يقول الشاعر:
ما كان أحوج ذا الكمال
إلى عيب يوقيه من العين
* وفي صحيح مسلم عن جابر بن عبد الله قال: رخص رسول الله (ص) لآل حزم في رقية الحية، وقال لأسماء بنت عميس: «ما لي أرى أجسام بني أخي ضارعة، تصيبهم الحاجة؟» [يعني أن أجسامهم نحيلة ضعيفة، وهم أولاد جعفر بن أبي طالب]، فقالت: لا، ولكن العين تسرع إليهم، فقال: «ارقيهم»، قالت: فعرضت عليه - أي الرقية - فقال: «ارقيهم».
* الثالث: أن بعض الناس إذا طلبوا العلاج بالرقى، لم يتحروا ذلك عند من عرف بصحة عقيدته، وسلامة مقصوده ومنهجه، وكونه من أهل العلم، ولذلك يوجد من الناس من يتوجه إلى السحرة والمشعوذين وذوي المقاصد السيئة، الذين يفسدون أكثر مما يصلحون، حتى إن من أولئك من يأمر بأشياء محرمة أو بدعية أو شركية - نسأل الله السلامة، فالواجب على من طلب العلاج بالرقى أن يحذر ويتبين في أمره.
* ومما ينبغي أن يعلم أن الرقية لا تكون شرعية جائزة إلا إذا توافرت فيها شروط:
الأول: أن تكون بالقرآن، أو مما جاءت به السنة المطهرة.
الثاني: أن تكون بلسان عربي، معروفا معناها.
الثالث: أن يعتقد أن الرقية لا تؤثر بذاتها، بل بتقدير الله الذي جعلها سببا، مع الحذر من تعليق التمائم أو الحروز المحرمة.
الرابع: وجوب التوكل على الله تعالى، وتفويض الأمور إليه، مع فعل الأسباب، والحذر من التوهمات والوساوس التي لا أساس لها، ولنتأمل قول الله تعالى على لسان نبيه يعقوب - عليه السلام -: {وما أغني عنكم من الله من شيء إن الحكم إلا لله عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلون}
الخامس: ليعلم أن ما تقدمت الإشارة إليه من أمر العين واتقائها وعلاجها، إنما ينتفع به من صدق بما جاء عن الله تعالى وعن رسوله (ص)، وأما من تشكك في ذلك وتردد فيه فقل أن ينتفع بعلاج"
والخطأ أن الدعاء ومنه الرقى التى هى كلام تشفى الأمراض وما شاكلها وهو تخريف لأن لو كان الدعاء ومنه الرقى تشفى فالسؤال الآن لماذا خلق الله الأدوية ووصف بعضها فى القرآن مثل عسل النحل بقوله "يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس "ولو كان النبى (ص) يعلم بأثر الدعاء أو الرقية لشفى نفسه والصحابة من الأمراض ولشفى الناس باعتبار أن هذا معجزة أم أنه كان يأمر الناس بها وينسى نفسه ؟
اجمالي القراءات 2789