الإشاعات وغياب العقل النقدي

خالد منتصر في الثلاثاء ١٦ - نوفمبر - ٢٠٢١ ١٢:٠٠ صباحاً

لماذا يسيطر شباب الإخوان على السوشيال ميديا، ويستطيعون قيادتها والإمساك بدفّتها وتوجيه شراعها حيث يرغبون، وإلى المكان الذى يريدون الذهاب إليه؟، كل يوم إشاعة جديدة، وكل ليلة فتنة مختلفة، والماكينة لا تهدأ واللايكات والشير بالملايين، دعاة الإخوان والمتطرفون الأصوليون ومزيفو الوعى باسم الدين لديهم متابعون بالملايين، لجانهم الإلكترونية فى غاية النشاط، هل الحل هو المنع؟ بالطبع لا وألف لا، هل الحل هو دخول خناقة وتشكيل لجان ضد لجان؟ حل غير عملى، الحل هو خلق جهاز مناعة يجعل الجالس أمام شاشة الكمبيوتر قادراً على الفرز والفلترة، الجهاز المناعى اسمه «التفكير النقدى».

لا بد أن نتعلم فى المدارس والجامعات هذا النوع من التفكير، هو تفكير يتفحّص ويتمحّص ولا يأخذ الأمور على علاتها، تفكير يضع علامات استفهام أكثر من نقاط إجابة، تفكير ليست لديه خطوط حمراء، يضع كل الأفكار على طاولة التشريح، من لا يمتلك هذا الجهاز المناعى والتفكير النقدى، هو شخص سهل الإيحاء، يتم تنويمه مغناطيسياً بالسوشيال ميديا فى ثوانٍ، وأيضاً يتم استفزازه بمجرد كلمة أو لمحة أو فيديو، وسرعان ما تندلع شرارة الفتنة الطائفية، أو الفتنة الطبقية، أو الفتنة الجنسية.. إلخ، ما أهم أعمدة التفكير النقدى؟ إنها كما لخصتها الكاتبة سارة كفافى:

1 - الفضول: الفضول وطرح الكثير من الأسئلة المفتوحة من أهم مهارات التفكير الناقد، فرغم أننا جميعاً وُلدنا بعقول فضولية، إلا أننا بحاجة إلى التدريب لتعزيز هذا الفضول.

2 - الشك: يُعد الشك واحداً من أهم مهارات وخصائص التفكير الناقد العليا، التى يمكن وضعها تحت مهارة التحليل، فمن خلال الشك فى مسألة ما يمكن البحث عن معلومات حولها وتحليلها.

3 - الموضوعية: يستلزم التفكير الناقد أن تكون أكثر انفتاحاً وقادراً على تحليل المعلومات دون تحيّز، وهذا يستلزم قدراً من الإنصاف والموضوعية.

لكن كيف ستمارس هذا التفكير؟ بداية كوّن صورة واضحة عن المشكلة التى أمامك، وابدأ فى الإجابة عن ثلاثة أسئلة: من يفعل هذا، وسبب حدوث الأمر، وما النتيجة؟، ثم ابحث عن المعلومات المجرّدة وعن أفضل المصادر، واعرف أنه ليست كل المصادر صالحة لأخذ المعلومات منها، ثم قيّم المعلومات بموضوعية، وابعد عن أى تحيّزات قدر الإمكان، يأتى دور استخلاص النتائج بعدها، فلإتقان التفكير الناقد يجب أن تكون لديك القدرة على الاستدلال واستخلاص النتائج المحتملة للمشكلة، أخيراً حدد أهدافك، يجب أن تحدد هدفك من حل المشكلة القائمة، لكى يساعدك هذا على تحديد أىٍّ من المعلومات المطروحة أساسى وأى منها ثانوى.

علموا أولادكم التفكير النقدى ولا تخافوا من أسئلتهم، ولا تعاقبوهم على فضولهم، هذا هو جهاز المناعة الذى لن يهزمه إيدز الفتن والإشاعات.

a
اجمالي القراءات 3049