السقيم
وردت كلمة سقيم في الذكر الحكيم مرتين فقط , و في نفس السورة القرآنية ( الصافات ) .
جاءت بحق إبراهيم عليه السلام ( إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ * إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ * أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ * فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ * فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ ) .
و جاءت بحق يونس عليه السلام ( فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ * فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاء وَهُوَ سَقِيمٌ ) .
في بداية الأمر نلاحظ بأن كلتا الجملتين تدلان على حال إبراهيم عليه السلام بعد أن عرف ربه و تيقن بأن الرب الخالق هو الله جل وعلا , و الأخرى على حال يونس عليه السلام بعد أن عرف ربه و كان من المسبحين له .
فمن غير الممكن أن تدل كلمة سقيم في حال إبراهيم عليه السلام على أنها حاله مرضية أو مرضٌ اعتراه بعد أن جاء لربه بقلبٍ سليم , و بعد أن تيقن و أيقن بأن ربه و إلههُ هو الله جل وعلا ,
و عليه نقول بأن يونس عليه السلام لم يكن كذلك و لم يعتريه المرض كما يقولون , فالسقيم هنا هو حال من أيقن و تيقن من أمرٍ ما و تخلص من الشكوك التي كانت تراوده , فالسقيم هو من استقام فكره و تيقن من أمره .