الأمن وترويع الآمنين

لطفية احمد في السبت ٠٧ - يوليو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

 من المفترض أن يكون أمن الدولة أمنا لكل فرد في الدولة، وحماية له من أي مكروه قد يقع له ، حتي يتمكن من أداء دوره المنوط به وأن تكون العصا الأمنية لمن يخالف القانون ويرتكب جريمة تروع المواطن وتؤثر بالسلب عليه ، وأن يكون الأمن حياديا يعامل كل الأفراد معاملة تتسم بالعدل ، هذا مفهومي المتواضع للوظيفة الأمنية والحق يقال أنهم في مواقف كثيرة يقومون بدورهم في جرائم عدة من قتل وسرقة ومثل ذلك لكن أن تستخدم العصا الأمنية لمحاربة الفكر وترويع الآمنين &atiمن مواطنين لا حول لهم ولا قوة ، هذا هو الغريب والمؤسف في الوقت نفسه ، ومن واقع التجربة الأليمة التي وقعت لشقيقي وعدد من المعارف أقول :
من البديهي أن يسبق الاعتقال أو القبض جمع للمعلومات ، وهو ما يطلق عليه(تحريات) وهل التحريات التي جمعت أعطتهم مبررا للهجوم بهذه الطريقة وفي هذا الوقت على أناس آمنين هم يقينا يعرفون أنهم في نوم عميق يأتون إليهم بثلاث عربات مدججة بالرشاشات والطبنجات ودخل عليه الشقة حوالي عشرة أفراد منهم من يرتدي الزى المدني ومنهم من يرتدي الزى الرسمي ولم يكتفوا بذلك بل وقف أمام كل شقة بالعمارة اثنان من الجنود يحمل كلا منهم رشاشا ويوجهه إلى العين السحرية بالباب . ولا أنسي ما قالته لي الجارة التي تسكن في الطابق الأسفل عندما أيقظوها وهي في فزع من هول ما رأت وعندما نظرت للعين السحرية لتري مصدر الضجيج رأت رشاشا موجها إليها من العين السحرية، وهددوها بعدم فتح الباب وإلا أطلقوا عليها النار ، مما زادها رعبا ، والتي تقيم أيضا في الطابق الثالث ، أصرت على الخروج إلي جارتها زوجة شقيقي التي تعتبرها بمقام الأخت لها ، وكانت تردد أريد أن أذهب لأختي أكيد تحتاجني في هذا الوقت ، وجدت الرشاش موجها إليها مهددا إياها بإطلاق النار إن فتحت بابها، هكذا قصت لي الجارتان عندما ذهبت مسرعة بعد الحادث ، كما قالتا لي أيضا أن المنازل المجاورة أخذت نصيبها من الترويع أيضا، في مداخل المنازل وأعلي أسطحها ، ولا أدري مما يخشون ، أيخشون من هرب شقيقي الذي يسكن في الطابق الرابع ، هل يرمي بنفسه مثلا من البلكونة فليس هناك منفذ غير باب الشقة ، بقي أن نسأل ما الداعي لكل تلك الاحتياطات الأمنية المبالغ فيها ؟ هل كان الأمر من الخطورة بهذه الدرجة؟ هل وجدوا في حوزته أسلحة ثقيلة يخشون على أنفسهم منها أو متفجرات كانوا يريدون إبطال مفعولها ؟ هل جاءت لهم شكاوى ملحة من الجيران بالخطر الداهم الذي يتمثل في شقيقي وزوجته وطفليه ؟ أنني أريد حقا أن أعرف الإجابة .
ماذا وجدوا بعد ساعتين من عناء البحث ( كتبا ، أوراقا ، أفكارا ، أوراقا شخصية ، صورا تجمع الأهل) هل كان ابن شقيقي الذي لم يتجاوز الأربع سنوات منضما لجماعة خطرة من الأطفال تهدد أمن واستقرار مصر ؟ تساعده أخته التي لم تكمل عامها الثالث وذلك بتدبير من والديهما الذي كان مستغرقا في نوم عميق في هذه الساعة المتأخرة من الليل ، لست أدعي خبرة في الأمور الأمنية ولكن ، هل أمرتهم تحرياتهم التي قاموا بها على حسب قولهم من أربعة أشهر ماضية بذلك،( جمع البيانات والمعلومات ومراقبة التليفونات والتعقب الأمني)
إننا لسنا ضد تنفيذ القانون وسيادته أيضا ، لا سيما ونحن الأكثر التزاما به وحفاظا عليه ، وهذا يبدو من نقاء صحيفتنا العائلية التي لم تشوبها أي شائبة ، ونحمد الله علي ذلك . ولكن أن ينفذ القانون علي حد زعمهم بهذا التعسف والمبالغة وترويع الآمنين ، ألم يكن يفي بالغرض استدعاء لشقيقي عن طريق فرد أو اثنين يطلبوا منه الحضور في الوقت والساعة التي يحددونها ؟ ما المبرر لهذا الهجوم ليلا وبكل هذه القوة ؟ ألجمع أدلة تثبت أنه هو المسئول عن إعادة كتابات أخيه د. أحمد صبحي منصور ، واشتراكه بمقالات على موقع أهل القرآن ، وهل كان يقوي عبداللطيف ألا يعترف بوجود علاقة تربطه بأخيه ، المعروف أن كل تلك المعلومات منشورة على الموقع بكل شفافية وليست سرا من الأسرار العسكرية ، فليس لدينا ما نخفيه جميعا أو نخجل منه ، إننا بعد الاعتقال نلاحق أمنيا طيلة الأربع والعشرين ساعة من مراقبة تليفونية ـ نشهد لهم بالدقة فيها ـ ومتابعة أمنية في كل مكان نذهب إليه لقضاء احتياجاتنا الضرورية نجد عينا ترقبنا وأذن تسمعنا . هل أصبحنا مهمين لهذه الدرجة ، أم أننا نمثل خطرا على أمن وسلامة مصر ،( مع العلم أننا ثلاث سيدات ومعنا أطفال يتراوح أعمارهم من ثلاث سنوات إلى اثني عشر سنة) بقي أن نعيد نفس السؤال السابق. ما سر ذلك الاعتقال الغامض وما سر إلصاق تهمة ازدراء الأديان لأخي ولمن معه ؟ وما سر التكتم على نتيجة تحقيقات النيابة بعدما انتهت ؟ نريد إجابة ... ولا مجيب !!

اجمالي القراءات 12366