ماذا يعني تكرار نشر الرسومات المسيئة لرسولنا الاكرم ص في فرنسا بين التطرف الوهابي و التطرف اليميني المسيحي؟

مهدي مالك في الجمعة ٣٠ - أكتوبر - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً

  

 

ماذا يعني تكرار نشر الرسومات المسيئة لرسولنا الاكرم ص في فرنسا بين التطرف الوهابي و التطرف اليميني المسيحي؟

مقدمة لا بد منها                                    

لا احد في هذه الدنيا ليس لديه معتقدات او مقدسات يؤمن بها حتى الملحد الذي يؤمن بالطبيعة و بالعلم الدقيق فقط اي ان هذه المعتقدات او هذه المقدسات توجد عند الانسانية جمعاء منذ خلق الله اب البشرية سيدنا ادم الى يوم القيامة بمعنى ان هذه المقدسات ترافق الانسان العاقل طيلة حياته بشكل ايجابي او بشكل سلبي .

انني لن اتراجع عن كلامي الذي قلته في مقالي حول تصريحات الرئيس الفرنسي حول ازمة الاسلام في العالم حيث قلت وقتها

ان الرئيس الفرنسي  ايمانويل ماكرون قد اصاب كبد الحقيقة حيث صرح ان الاسلام يعيش ازمة في كل انحاء العالم و وصف الاشياء باسماءها لان فرنسا قد تعرضت في هذه السنوات الاخيرة لهجمات الارهاب الوهابي كما اسميه لان المسلم العاقل لن يذهب لقتل الابرياء في اي مكان في العالم تحت ذرائع مختلفة من قبيل الجهاد و فتح بلدان الكفار و وطئ نساءها و هذا موجود في كتب البخاري و مسلم البشرية و نعم البشرية دون التعرض لهم كما يفعل الاستاذ اسلام البحيري الان في برامجه التلفزيونية.

ان الرئيس الفرنسي لم يقصد الاسلام كدين و كشعائر على الاطلاق بالنسبة لي بكل التواضع بل قصد الاسلام كاتجاه متطرف الذي يمثله الوهابية و الاخوان المسلمين حيث لا انني افرق بينهما في مقالاتي لان تيارات الاسلام السياسي منذ سنة 1928 وجدت دعما رسميا من طرف الدولة السعودية لترويج مذهبها الوحشي داخل مجتمعات شمال افريقيا و مجتمعات الشرق الاوسط عبر مجموعة من المداخل و الوسائل علما ان الوهابية قد شكلت جانب اساسي من الخطاب الرسمي لهذه الدول باستثناء ايران بمعنى اننا نواجه الوهابية يوميا في مساجدنا و في اذاعاتنا الوطنية و حتى في سيارات الاجرة.

لكن بعد دبح استاذ من طرف متطرف جاء من شيشان تحت ذريعة الدفاع عن رسولنا الاكرم اصبحت فرنسا تستغل هذا الحدث الارهابي بكل المقاييس لامعان في نشر الرسومات المسيئة لنبينا محمد في شوارعها بدون اي ادنى احترام لشعور مليار مسلم في العالم تحت ذريعة حرية التعبير ك ان فرنسا ليس لها اية خطوط حمراء تجاه مواضيع معينة مثل محاربة السامية او مجرد تشكيك في المحرقة اليهودية بمعنى ان فرنسا تتوفر على خطوط حمراء كمثل جميع دول العالم علما انني لا انتمي الى تيارات الاسلام السياسي من قريب او من بعيد .

الى صلب الموضوع               

ان تكرار نشر الرسوم المسيئة لرسولنا الاكرم صلى الله عليه و سلم قد اعطى العديد من الرسائل المشفرة للتطرف الوهابي و التطرف اليميني المسيحي في فرنسا خصوصا و في اوروبا عموما .

و تقول هذه الرسائل للتطرف الوهابي او الاخواني  ان الرسوم المسيئة لرسولكم لم تاتي اطلاقا من وحي خيالنا بل جاءت من وحي كتبكم المقدسة مثل صحيح البخاري و صحيح مسلم اي ان اصحاب هذه الرسوم رجعوا الى تراثنا الديني البشري و  المعتمد في اغلب دولنا الاسلامية فوجدوا الاحاديث الخطيرة و المنسوبة للرسول الاكرم التي لا تتناسب مع العقل السليم اولا او مع كتاب الله العزيز ثانيا  مثل حديث قتل المرتد عن الاسلام و مثل حديث زواجه عليه الصلاة و السلام بامنا عائشة و هي ذات 6 سنوات و الدخول عليها و هي ذات 9 سنوات بمعنى ان نبي الاسلام بجلال قدره و عظيم مقامه قد اغتصب طفلة حسب هذا الحديث الموجود في صحيح البخاري كاصح كتاب بعد التزيل الحكيم.

ان هذا الحديث لوحده كان و مازال سبب هجوم الملحدين على الاسلام و على رسوله الاكرم حيث وصلني فيديو عبر الايميل عام 2007 يصور الرسول يفعل كذا و كذا بامنا عائشة و  هذا الفيديو كان عبارة عن رسوم متحركة حيث كنت وقتها انشر مقالاتي في موقع الحوار المتمدن اي لم اتعمق في هذه الاشياء انذاك.

في صيف 2012 خرج الفيلم المسيئ للرسول الاكرم في امريكا فخلق ضجة كبرى في عالمنا الاسلامي كالعادة فشاهدت فيديو للاستاذ عصيد قال فيه ما معناه ان مضمون هذا الفيلم موجود في تراثنا الديني البشري الذي تاسس بعد 200 سنة من وفاة الرسول الاكرم في عصر الخلافة العباسية..

 لكنني وقتها لم افهم ماذا يقصد الاستاذ عصيد بهذا الكلام العميق حتى اواخر سنة 2015 حيث شاهدت فيديوهات الاستاذ احمد صبحي منصور حول السلفية عندها فهمت لماذا تخلف المسلمين و لماذا تقدم المسيجيين منذ قرون حتى استطاعوا تاسيس الدولة الحديثة على اساس الديمقراطية و حقوق الانسان بشكل نسبي من طبيعة الحال .

قد يقول البعض انني انتمي فكريا و سياسيا الى الحركة الامازيغية حيث لا يجوز لي التحدث بهذا الشكل عن الاسلام فارد عليهم بالقول انني ادين بالدين الاسلامي عن الاقتناع العميق و ادافع عن رسولنا الاكرم ص حيث ان تكرار نشر هذه الرسوم المسيئة في الصحف الفرنسية الان يعبر عن الفشل العظيم للوهابية العالمية و اخواتها في التعريف بقيم الاسلام العليا في العالم باسره منذ سنة 1979 حيث اننا في المغرب نعاني من الاستبداد الوهابي في مساجدنا و في اذاعاتنا علما اننا مسلمون نصلي و نصوم شهر رمضان الخ بمعنى ان هذا الاستبداد الوهابي لا يعترف الا بقيمه الوحشية و التي تجاوزها الزمان اصلا و لا يعترف بشرعية الاختلاف و التعدد الثقافي داخل دائرة الاسلام الكبرى .

انني اقول ان من حق فرنسا ان تخاف على قيمها الجمهورية من هذا الاستبداد الوهابي الذي اصبح كبيرا بفضل اموال الغرب المسيحي للسعودية منذ عقود من الزمان .

لكن بالمقابل هناك تطرف يميني مسيحي في فرنسا حاقد على الاسلام و على المسلمين المسالميين مثل مهاجري المغرب الذين هجروا اليها منذ اوائل القرن الماضي و الذين ساهموا في بناء هذا البلد الاوروبي الا ان هذا التطرف اليميني يستغل اي حدث ليقول اشياء مسيئة عن مقدساتنا الاسلامية تحت ذريعة حرية التعبير علما ان فرنسا تتوفر على خطوط حمراء بخصوص معاداة السامية و مجرد تشكيك في المحرقة اليهودية كما قلت في بداية هذا المقال بمعنى لا توجد حرية التعبير المطلقة في العالم و حرية التعبير تنتهي عندما تمس عقائد الناس اي ان هذا التطرف يحن الى الاستعمار كما هو الحال بالنسبة للتطرف الوهابي .....

المهدي مالك  

اجمالي القراءات 2182