قصيدة : مكالمة بين التاريخ والأمة العربية

شادي طلعت في الأحد ٢٨ - يونيو - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً

دخـــــل التاريخ محرابه يبحث بين أروقته

فوجـــد رواقاً مهجوراً إلا من بعض أتربته

إسمه مرصع بالماس مكتوب بلغة صاحبته

 

ســـــــــأل مساعده عن أسباب هجرتها

أخبرهُ إنزوت ما باتت تطل من شرفتها

ســــــــأل نفسه أتراها هائمة في غفلتها

أيــــــــن أبناؤها هل إنفكوا عن زمرتها

 

 

ما كان الليل يعرف لأرضها أي مكان

ملوكهـا قديماً قالوا لا نعرف كنا وكان

 

إن كانوا نسوا فإن التاريخ لا ينسى

إلي بهاتفها عساي أمنع عنها اليأس

 

 

دوى صوت هاتف الأمة العربية

تعجبـت من يطلبني وأنا المنسية

قـــــال أنا التاريخ يا أيتها السمية

الأمين والمأمون لذكرى الرعية

 

مـــــاذا أصابك من الزمن الفاني

رواقــــــــك كائنُ ينازعُ ويعاني

هجــــرتني وقلتِ التاريخُ هجاني

أتركتِ العربية وفارقتكِ الأماني

 

قالـت لقرونُ نطقت الأرض بلساني

بقيــــــــــــــــت كل الأمم لا تنساني

فهــــــــــــل كنت أترك لغة الفرقانِ

 

أم هارون خليفة العباسية المصون

قتل المأمون الأمين فأقبلت الشجون

 

 

بيبرس إبني بالتبني أخلص للعهدِ

وسليـــــم الأول إجتث أوتاد مجدِ

 

إنقض علي الرعاع وقطعوا أوصالي

إجتــــــــثوا من أرضي كل أشجاري

جثـــت الدهماء على قلبي وأطــرافي

صـــرتُ مهزومة وعصتني دويلاتي

 

إذ باتــت في زيف الدنيا هائمة

وعـــن الحقوق أصبحت نائمة

مستسلمة تؤثر الخروج سالمة

 

لكــــن سيأتي يوم قريب وأعود

وقتهـــــــا عن الحق سوف أذود

مـــــع جيل آخر منتصر موعود

بعدمـا أتطهر من كل أفاق كنود

 

وفي عصري العدل سوف يسود

وفي عصري العدل سوف يسود

وفي عصري العدل سوف يسود

شادي طلعت

اجمالي القراءات 2200