فقه تكسير الأصنام : تكسير أكبر صنم للمحمديين

آحمد صبحي منصور في الثلاثاء ٠٩ - يونيو - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً

 فقه تكسير الأصنام : تكسير أكبر صنم للمحمديين

مقدمة :

1 ـ الأستاذ ( أمين المهدى ) مفكر مصري رائع ، وصديق قديم ، جاءنى منه هذا السؤال : (  هل يمكن أن أطلب من حضرتك (إذا كان يمكن أن تجدها بسهولة) تلك الآيات التى تنذر الرسول وتلك التى تهدده بالعذاب؟ )

الإجابة على هذا السؤال سبقت بالتفصيل في مقال جامع بعنوان ( ووجدك ضالا فهدى )، وهو منشور هنا . ولكن بسبب صلته بموضوع ( تكسير الأصنام ) فمن المناسب أن نجيب عليه هنا باختصار ، يوضح الفارق بين شخصية النبى محمد الحقيقية في القرآن وبين ذلك الإله الشيطانى الذى صنعه المحمديون وأطلقوا عليه ( النبى محمد ) .

2 ـ نبدأ بهذا الحديث عن ( فقه تكسير الأصنام ) :

3 ـ وأقول :

أولا :

1 ـ كانوا يأمرون النبى محمدا بعبادة غير الله جل وعلا ، فقال له ربه جل وعلا أن يقول لهم : (  قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ (64) الزمر ) بعدها أخبر الله جل وعلا أنه جاء في الوحى الالهى للنبى محمد ولمن سبقه من الأنبياء أنه إذا أشرك بالله أحبط الله جل وعلا عمله الصالح وجعله خاسرا في الآخرة : ( وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ (65) الزمر ) ثم أمره بعبادة الله جل وعلا وحده : ( بَلْ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنْ الشَّاكِرِينَ (66) الزمر  )

2 ـ  كانوا يأمرونه بتقديس الأولياء فأمره ربه جل وعلا أن يعلن لهم : (  قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيّاً فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلا تَكُونَنَّ مِنْ الْمُشْرِكِينَ (14) الانعام ) وأمره ربه جل وعلا أن يعلن لهم خوفه من عذاب عظيم إن عصى ربه : ( قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15) الانعام ) وجاء وصف هذا العذاب : ( مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (16) الانعام ). ثم قال له ربه جل وعلا في خطاب مباشر أن أحدا لا يملك له شيئا إن أراده الله جل وعلا بالضرر أو بالنفع : ( وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17) الانعام )

3 ـ لم يعجبهم القرآن فطلبوا منه إختراع قرآن يرضى أهواءهم ( كما فعل الكافرون في عصور الخلافة من إختراع أحاديث ونسبتها للنبى محمد زورا وبهتانا بعد موته بقرون ). أمر الله جل وعلا النبى محمدا أن يرد عليهم أنه لا يمكنه أن يفعل ذلك لأنه متّبع للوحى ولأنه يخاف من ربه عذاب يوم عظيم : ( وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15) يونس )

4 ـ في إلحاحهم عليه أن يعبد الأولياء أمره ربه جل وعلا أن يعلن لهم إنه مأمور بأن يخلص لله جل وعلا الدين فلا يعبد معه غيره ، خوفا من عذاب يوم عظيم : ( قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ (11) وَأُمِرْتُ لأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ (12) قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (13) قُلْ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي (14) الزمر ) .ثم جاء تقرير حريتهم في الدين بعدها وعليهم تحمل العذاب يوم القيامة :  ( فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (15) الزمر ) . المحمديون الآن يعبدون الأولياء وقبورهم المقدسة .

5 ـ جاءه الإنذار والتحذير بعذاب في الدنيا يشهده الناس حوله إذا افترى في القرآن قولا من عنده . قال جل وعلا عن القرآن الكريم  : ( تَنزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (43) الحاقة ) ثم بعدها :( وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ (44) لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47) الحاقة )

6 ـ وحاولوا أن يفتنوه عن القرآن بأن يفترى لهم حديثا غيره ومعه ولكن الله جل وعلا ثبّته ، وقال جل وعلا إنه لو فعل هذا الافتراء لنزل به عذاب شديد في الدنيا والآخرة : ( وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنْ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِي عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذاً لاتَّخَذُوكَ خَلِيلاً (73) وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً (74) إِذاً لأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً (75)الاسراء )

7 ـ وطلبوا منه مرارا معجزات ( آيات ) مادية مثل التى كانت لموسى وعيسى ، وتكرّر الرفض إكتفاء بمعجزة أو ( آية ) القرآن . وكانوا يطلبون هذه المعجزات ( الآيات ) عنادا وكراهية في القرآن ، وشعر النبى محمد بالحرج فقال له ربه جل وعلا إنه إذا كان كبُر عليه إعراضهم ويريد أن يأتي لهم بآية ( معجزة ) فليأت بها بنفسه يصعد في السماء أو يحفر نفقا في الأرض ثم يوبّخه الله جل وعلا بقسوة " ألا يكون من الجاهلين " : ( وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي الأَرْضِ أَوْ سُلَّماً فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلا تَكُونَنَّ مِنْ الْجَاهِلِينَ (35) الانعام ).

8 ـ وتكرّر بأسلوب التأكيد له النهى أن يكون :

8 / 1 : من الممترين ، ( فَلا تَكُونَنَّ مِنْ الْمُمْتَرِينَ ) أي الشّاكين المرتابين في القرآن الكريم  . قال له جل وعلا عن القرآن الكريم :

8 / 1 / 1 : ( أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمْ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُونَنَّ مِنْ الْمُمْتَرِينَ (114) الانعام )

8 / 1 / 2 : ( فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلْ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنْ المُمْتَرِينَ (94) يونس )

9 ـ وتكرّر بأسلوب التأكيد له النهى أن يكون : 

9 / 1 : من المشركين الظالمين (وَلا تَكُونَنَّ مِنْ الْمُشْرِكِينَ  ) : ( وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً وَلا تَكُونَنَّ مِنْ الْمُشْرِكِينَ (105) وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِنْ الظَّالِمِينَ (106) يونس ) وتكرّر له قوله جل وعلا : ( وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (107) يونس)

9 / 2 : ( وَلا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آيَاتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنزِلَتْ إِلَيْكَ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ وَلا تَكُونَنَّ مِنْ الْمُشْرِكِينَ (87) القصص  )

10 : ألا يكون من المكذّبين بالقرآن الكريم فيخسر يوم الدين : ( وَلا تَكُونَنَّ مِنْ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَتَكُونَ مِنْ الْخَاسِرِينَ (95) يونس )

11 ـ ألّا يكون ظهيرا مدافعا عن الكافرين : ( وَمَا كُنتَ تَرْجُوا أَنْ يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلاَّ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ ظَهِيراً لِلْكَافِرِينَ (86) القصص ) بعدها النهى له عن عبادة غير الله جل وعلا : ( وَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (88) القصص )

 أخيرا :  

المستفاد مما سبق :

1 ـ هذه الأوامر والنواهى والتهديد والتحذير في الآيات السابقة هي للنبى محمد عليه السلام في حياته تخصُّ :

1 / 1 : الايمان بالله جل وعلا وحده لا إله غيره ولا إله معه ، ولا ولى سواه ، وإخلاص الدين له جل وعلا وحده ولا عبادة إلا له وحده .

1 / 2 : التأكيد على حفظ الله جل وعلا للقرآن الكريم ، وأنه وحده الحديث الذى نؤمن به ولا نتشكّك فيه .

2 ـ بالتالى فهذه هي حقيقة النبى محمد البشرية :

2 / 1 :  هو  عليه السلام بشر ليس معصوما من الخطأ ، ويأتيه الوحى ( باعتباره رسولا ) يؤنبه ويحذّره ويهدّده ويعلّمه ، كل هذا ليصل القرآن الكريم من خلاله محفوظا ، ويتولى الله جل وعلا حفظه بعد موت ( محمد النبى ) ليظل القرآن الكريم بعده ( الرسالة ) أو ( الرسول ) الذى يكون بذاته رحمة للعالمين ، قال جل وعلا : (  وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107)  الانبياء ) ، ونذيرا للعالمين ، قال جل وعلا : ( تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً (1)  الفرقان ) الى آخر الزمان .

2 / 2 : وهو عليه السلام إن عصى ربه سيتعرض لعذاب عظيم ، وهو يخشى مقدما من هذا العذاب ، والله جل وعلا يهدده ويخوّفه من هذا العذاب . بالتالى فمن الخبل العظيم الاعتقاد في أنه سيشفع يوم القيامة ، أو إنه سيتدخل في التوسط للآخرين يوم الدين .

3 ـ المحمديون افتروا إلاها سمُّوه محمدا تعبده ( أُمّة محمد ) ، وعضّدوا هذا بأحاديث شيطانية

3 / 1 : في مأساة كورونا التي تعصف بالبشر ومنهم المحمديون ـ لم ينتبه المحمديون الى عبث عبادتهم لأصنام مادية ( قبور مقدسة ) وأصنام معنوية ( النبى محمد، الخلفاء والأئمة والأحاديث والتراث ) ، لم ينتبهوا أن الله جل وعلا سلّط على البشر أصغر مخلوق نعرفه ( فيروس ) . مثل أغلبية البشر خاف المحمديون من الفيروس ولم يخافوا خالق الفيروس . إستغاث المحمديون بالاله الذى صنعوه ( النبى محمد )، وتردّد على الانترنت دعوات تقول : ( يا محمد أدرك وانقذ أُمّة محمد ) .

3 / 2 : النبى محمد الحقيقى في القرآن الكريم قال له ربه في حياته :

3 / 2 / 1 :(  وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17) الانعام )

3 / 2 / 2 : ( وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (107) يونس). 

هذا ينطبق على جميع البشر . قال جل وعلا : ( مَا يَفْتَحْ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (2) فاطر ). بعد موته خلق المحمديون إفكا جعلوه إلاها أسموه محمدا وأعطوه التقديس الواجب لله جل وعلا وحده ، ونسبوا أنفسهم اليه ، فجعلوا أنفسهم ( أُمّة محمد ) كما جعل ( المسيحيون ) من أنفسهم ( أُمّة المسيح ) ، وفى عاصفة كورونا تباروا في الاستغاثة بآلهتهم الشيطانية ..

4 ـ ، ونحن نجاهد سلميا في توضيح حقائق الإسلام ابتغاء مرضاة الرحمن جل وعلا.  ونحن نعلم مقدما أنه لا فائدة من هداية المحمديين الذين ينطبق عليهم قوله جل وعلا :

4 / 1 : ( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنْ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصْ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176) سَاءَ مَثَلاً الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَأَنفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ (177) مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ (178) وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنْ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمْ الْغَافِلُونَ (179) الأعراف )

4 / 2 : ( أَرَأَيْتَ مَنْ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً (43) أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً (44) الفرقان )

4 / 3 : ( إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ (22) وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23)  الانفال ) .

5 : هذه الآيات الكريمة نزلت في عصر النبى محمد عليه السلام لتنطبق على مشركى العرب وقريش ، ولكن لم يأت فيها تحديد بأنها تخصُّ العرب وقريش فقط، بل جاءت عامة تخص المشركين في كل زمان ومكان . ولأنها نزلت في عصر النبى محمد عليه السلام فالمعنى المقصود أنها تنطبق على المشركين وقت وبعد نزول القرآن ، خصوصا الذين سيقرأون القرآن ومنه هذه الآيات ، ولا يزدادون بالقرآن إلا خسارا ، قال جل وعلا : ( وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَاراً (82) الاسراء )

6 ـ الذين يؤمنون بالقرآن الكريم وحده حديثا يجدون في القرآن الشفاء والرحمة ، وهم يجاهدون سلميا بالقرآن الكريم ، يقومون بتكسير الأصنام في (عقول المؤمنين بها ) ، صراحتهم في الحق يتهيّب منها من في قلبه مرض فينصح بتخفيف اللهجة بحجة أن هذا يجعل الناس تبتعد عنا ، ينسى أولئك أننا نبتغى رضا رب الناس وليس الناس ، وأننا مهما تعرضنا الى لوم فلا تأخذنا في حق الله جل وعلا لومة لائم، وأن ما عند الله جل وعلا خير وأبقى .

نحن نرجو أن نكون أشهادا على قومنا يوم الحساب، من شيوخ الأزهر وغيره، من قادة الكهنوت الشيطانى الذين يفترون على الله جل وعلا ورسوله كذبا ويستغلون نفوذهم في الصّدّ عن سبيل الله وكتابه الكريم . قال جل وعلا : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أُوْلَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (18) الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (19) أُوْلَئِكَ لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ يُضَاعَفُ لَهُمْ الْعَذَابُ مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُوا يُبْصِرُونَ (20) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (21) لا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الآخِرَةِ هُمْ الأَخْسَرُونَ (22) هود ).

ودائما : صدق الله العظيم .!

اجمالي القراءات 3959