تكسير الأصنام خلال 30 عاما (1977 : 2007 )(4 / 1 ) في مرحلة الصحوة (1989 :2001 )

آحمد صبحي منصور في السبت ٣٠ - مايو - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً

تكسير الأصنام خلال 30 عاما (1977 : 2007 )(4) في مرحلة الصحوة (1989 :2001 )

         

مقدمة

1 ـ بعد عشرة شهور في أمريكا رجعت لمصر . أصبحت وحيدا  في مواجهة الأزهر والسلفيين والاخوان وجهاز أمن الدولة الخاضع للأزهر . تحالفت مع التيار العلمانى ، وهذا متفق مع إيمانى بعلمانية الإسلام دينا ودولة  . كان نظام مبارك في حرب فعلية مع الإرهاب ، مما أوجد تعاطفا معى حتى في داخل أجهزة الأمن التي لا تجد ظهيرا فكريا في الأزهر .

2 ـ بدأت بالتحالف مع رائد العلمانية المصرية الراحل فرج فودة ، وقادة حزب التجمع اليسارى ، ومنظمات التنوير وحقوق الانسان ، وكنت عضوا مؤسسا في الجبهة المصرية لمواجهة الإرهاب ، وعضوا مؤسسا لحزب المستقبل الذى أسّسه الراحل فودة ، ثم عضوا مؤسسا في الجمعية المصرية للتنوير بعد اغتياله . وأصبحت بالانتخاب عضوا في مجلس أمناء المنظمة المصرية لحقوق الانسان ، ومحاضرا في جمعية النداء الجديد ( الليبرالية اليمينية ) وجمعية ( الإخاء الدينى ) بين المسلمين والأقباط . كنت لهم المرجعية الإسلامية التي يواجهون بها قوى الظلام الدينى ، وساعدوني في النشر الذى غطّى معظم الجرائد الحزبية والمستقلة بل وحتى الصحف القومية وعلى رأسها الأخبار، ثم الجمهورية والأهرام . وعقدتُ عدة ملتقيات فكرية لصالح المنظمة المصرية لحقوق الانسان تحت عناوين ( القمع الفكرى ) و ( المُصادرة )،وكانت فرصة لفضح الأزهر والسلفيين وإكراههم في الدين .

3 ـ تتوّج هذا بالعمل في مركز إبن خلدون مع د سعد الدين إبراهيم ، مشرفا على مجلة المركز ( المجتمع المدنى ) ومشاركا في تقاريره السنوية عن الأقليات والمجتمع المدنى . وأقمت في المركز ندوة أسبوعية ( رواق إبن خلدون ) والتي استمرت بلا انقطاع من يناير 1996 الى إغلاق المركز واعتقال د سعد الدين إبراهيم وبعض موظفي المركز ، وأصبحت هدفا للاعتقال ، وقد اعتقلوا بعض أهل القرآن الذين كان لهم حضور في ندوة الرواق الأسبوعية ، وتعرضوا لتعذيب هائل لإجبار على الزجّ باسمي ، فأسرعت بالسفر لأمريكا لاجئا سياسيا .

4 ـ كان السبب في مأساة مركز ابن خلدون مشروعين تحدّيا نظام مُبارك .

4 / 1 : في الرواق قلت إننا مثل نباتات الزينة لا يسمع بنا أحد في الشارع . صحيح أن ما كان يقال في الرواق كان يحضره صحفيون ينشرون ما نقول ، ومنهم خصوم يتخذون ما ينشرون هجوما على المركز و( مدير الرواق ) ، فينشرون ــ بلا قصد ـ ما أقول ، وكان يحضره دبلوماسيون من السفارات الذين يريدون قياس نبض المثقفين المصريين والعرب ، فقد تنوع المتحدثون في الرواق من مصريين وعرب ، ومن اتجاهات مختلفة ، من العلمانيين والاخوان والشيعة والأقباط  والقرآنيين . ولكن الرواق كان دردشة بين الصفوة بعيدا عن نبض الشارع في المدن والقرى.  اقترحت عقد ندوات مع الجماهير في الريف والمدن . وتحقق هذا بمشروع (تعليم المصريين الديمقراطية وحقوقهم الانتخابية ) ، وكنت المتحدث الرئيس في هذه اللقاءات التي أثارت غضب النظام ، وكانت تحت رقابة مكثفة من أجهزته .

4 / 2 : عقد رواق ابن خلدون جلسة لمناقشة مقترح إنشاء جامعة للأقباط ، تحدث فيها رموز الأقباط ، وقلت رفضا للفكرة إنها ستزيد الاستقطاب بتأسيس جامعة دينية قبطية ضد جامعة الأزهر . وقلت إن الأجدى إصلاح التعليم الدينى العام توطئة لإصلاح مناهج التعليم في الأزهر . حازت الفكرة القبول ، ونشرت مقالا عنها في جريدة روز اليوسف ذائعة الصيت وقتها ، وأسّس د سعد الدين إبراهيم مشروع ( إصلاح التعليم المصرى ليكون أكثر تسامحا مع الأقباط ) . وتوليت وضع مقترحات للتربية الدينية ، وتم عرض المقترحات كلها على الأزهر والكنيسة ووزارة التعليم ومجلس الوزراء ومجلس الشعب ، وتم عقد مؤتمرات لمناقشة المقترحات ، وتعرّض المشروع لعواصف عاتية من الهجوم ، احتلت عناوين الصحف ، كنتّ قد ضمّنت ــ عن عمد ـ مقترحات التربية الدينية موضوعات نفى الشفاعة للنبى و ونفى عصمته المطلقة وعدم القول بتفضيله على الأنبياء السابقين ، والايمان بالقرآن وحده حديثا ، وخرافة الإسناد في الحديث . تشوّق الصحفيون للحصول على نسخ من مقترحات إصلاح التربية الدينية ، فأعطيتها لهم ، فذهبوا بها للشيوخ ، وأثاروا بها هجوما علينا ، كنت أعلم خطورته وأتوقعه ، ولكن لا بد من إذاعة الحقائق الغائبة . في النهاية كان إغلاق المركز والاعتقال، ثم هروبى الى أمريكا .

5 ـ  هذه هي الخلفية التي تم فيها نشر حوالى ألف مقالة في هذه الفترة التي تمثّل لى فترة الصحوة والتحرر من رجس الأزهر والأديان الأرضية .  

6 ـ كتاب ( التفريق بين الرسل والتفضيل بينهم وشهادة الاسلام الواحدة ) هو تجميع لمقالات نشرتها في هذه الفترة ، ثم نشرتها لاحقا في موقع أهل القرآن .  

قلت في التقديم للكتاب : (  ينتابني الرعب حين أقرأ مؤلفاتى القديمة والتى كتبتها حين كنت فى جامعة الأزهر. كنت لا أرى بأسا من الاستشهاد بأحاديث أراها تتفق مع القرآن الكريم ، وكنت غافلا عن قوله جل وعلا : (أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّـهُ مِن شَيْءٍ وَأَنْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ ۖفَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ﴿١٨٥﴾ الاعراف ) (  فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ﴿٥٠﴾) (  تِلْكَ آيَاتُ اللَّـهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّـهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ﴿٦﴾ الجاثية )(  وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ ﴿٦﴾ لقمان ) . بعدها كانت نقلة فى التفكير وفى الدين ، بدأت الاحتكام الى القرآن الكريم فى السنة كلها ونشرت ( القرآن وكفى ) و ( الاسناد فى الحديث ) و( التأويل ) و ( حد الردة ) و ( عذاب القبر والثعبان ).ولكن كنت أيضا غافلا عن الاحتكام للقرآن الكريم فيما فعله الصحابة و ( الخلفاء الراشدون ) بعد موت خاتم النبيين ، رجعت الى القرآن بعد دراسة جادة لتاريخ الخلفاء ( الراشدين ) فأيقنت أنهم الخلفاء الفاسقون . وكالعادة فكل ما أعتنقه أبادر بنشره . وفى خضم هذا التحول والمعايشة القرآنية أيقنت أن من الكفر جعل شهادة الاسلام الواحدة ( لا إله إلا الله ) شهادتين ، وكنت قد تركت جامعة الأزهر  بسبب إنكار الشفاعة وتفضيل النبى محمد عمّن سبقه من الأنبياء وإنكار عصمته الشخصية ، لذا كان لا بد من اكتمال الأمر برفض أن تكون شهادة الاسلام شهادتين لأنه تعنى التفريق بين الرسل وتفضيل خاتم النبيين عمّن سبقه من الأنبياء عليهم جميعا السلام. ).

7 ـ نعطى بعض التفصيلات :  

أولا :

تكسير صنم ( السُّنّة ) :وذيوله من الأصنام الصغيرة :

1 ـ لم يجُل بخاطرى أبدا قبل دخول السجن إنكار السُّنّة ، كنت فقط أنكر الأحاديث التى أراها مخالفة للقرآن الكريم ، خصوصا فى البخارى .

2 ـ ثم فى فترة العامين قبل السجن بدأت فى منحى جديد ، هو توضيح التناقض بين البخارى والقرآن الكريم فى نقاط مختلفة ، بدأتها بموضوع الخروج من النار ، وصودرت معظم نُسخ الكتاب ليلة دخولى السجن ، وصودرت مخطوطة كتاب ( شريعة الله وشريعة البشر ) ، وكنت فى هذا الكتاب المأسوف عليه قد أضفت الى البخارى ما قاله مالك فى الموطأ ( كتابه أحاديث أساسا وكتاب ( الأم ) للشافعى و ( مُسند أحمد ).

3 ـ في محاكمتى داخل جامعة الأزهر لم يتهموني بإنكار السُّنّة . إلحاحهم على إرهابي بتهمة إنكار السُنّة فى الاعلام أشعل عنادى ، بعدها سألت نفسى : هل إنكار السُّنّة كُفر ؟ . ورجعت للقرآن الكريم فى معنى مصطلح السُنُة ، ووجدت نفسى مقصّرا إذ لم أنُكر سُنّتهم ـ فقلت بأعلى صوت( طُظ ) فى السنة .

4 ـ  وبدأت كتاباتي اللاحقة تأخذ منحى جديدا ، ليس فى المقارنة بين القرآن والحديث ، ولكن فى توضيح التناقض بين دين القرآن ( الاسلام )  ودين السنّة ، وبين تشريعات دين القرآن ( الإسلام ) وشريعتهم المفتراة . ثم أخيرا بين ( الفتح الاسلامى ) وتشريعات الإسلام ، وبين ( الخلفاء الراشدين ) وتشريعات الإسلام .

5 ـ ثم فيما بعد ( في أمريكا ) توسعت في الموضوع ، وقُمت بنحت مصطلحات جديدة ، مثل ( المحمديين ) بدلا من ( المسلمين ) والخلفاء الفاسقين ) بدلا من ( الراشدين ) والأديان الأرضية بدلا من ( السُّنّة والتشيع والتصوف ) و ( الأحاديث الشيطانية ) و ( الصلاة الشيطانية )..الخ .

6 ـ وتوالت الكتب لاحقا مع مقالات فى مختلف الصحف تكسّر أصناما صغيرة ، مثل : حد الردة ، حدّ الرجم ، عذاب القبر والثعبان الأقرع ، التأويل ، النسخ التراثى بمعنى الخذف والإلغاء ، الحسبة بين الاسلام والمسلمين ، وحق المرأة فى رئاسة الدولة الإسلامية، وعصفت بأبى هريرة فى ندوة عن حرية الرأى بين الاسم والمسلمين . معظم هذه الكتب والأبحاث كان يُعاد نشرها على حلقات فى بعض الصحف مثل الأحرار وجريدة القاهرة .

ثانيا :

 أهم الكتب التي كسّرت الأصنام في هذه المرحلة :

 

  الإجهاز على صنم البخارى والأحاديث في كتاب

( القرآن وكفى مصدرا للتشريع ) الصادر عام 1991

1 ـ هو رائد هذه المرحلة ، تعرض للمصادرة في داخل المطبعة ، ثم في ليبيا . ثم انتشر في مصر برغم مصادرته ، فالممنوع مرغوب .

2 ـ أثبت فى الفصلين الأوليين أن الاسلام هو القرآن ، وفى الفصل الثالث أثبت عداء البخارى للخالق جل وعلا ورسوله ودينة .

3 ـ رفض القائمون على المطبعة ( التابعة لحزب التجمع اليسارى ) طبع الفصل الأخير وعنوانه ( منهج البخارى فى تصوير شخصية النبى محمد عليه السلام ) وقد نشرته مقالا منفردا فيما بعد في يوم 10 فبراير 2009

 

 تكسير صنم أبى هريرة والإكراه في الدين

في  بحث "حرية الرأي بين الإسلام والمسلمين  :

 

فى عام 1992 طلبت منى المنظمة المصريه لحقوق الانسان اعداد بحث عن حرية الرأي بين الاسلام والمسلمين لأشارك به فى ملتقى فكرى عن حرية الرأى والفكر والعقيدة. كتبت من الذاكرة فصلا عن حرية الرآى فى الاسلام ، وأضفت له دراسة تاريخية تتناول مصادرة حرية الرآى ـ بالتدريج ـ فى عصر الخلفاء. وكان البحث الجديد أبرز البحوث التى ناقشها الملتقى ؛ فقد فوجئت بالمستشار الدمرداش العقالى ( المفكّر الشيعي )  احد المشاركين فى الملتقى ؛ يتحدث عن ورقتى اكثر مما يتحدث عن ورقته . وجاء موعدى فى الحديث ؛ وكان المشرفون على الملتقى قد اختاروا اربعة للتعليق على ورقتى البحثية ؛ هم الدكتور محمد سيد سعيد ( اليسارى ) والدكتور اسامة الغزالى حرب ( الوفدى ) ؛ وكل منهما يمثل ناحية من الاتجاه العلمانى والاستاذ جمال بدوى رئيس تحرير الوفد عن الاخوان واليمين؛ والاستاذ خليل عبد الكريم ممثلا عن اليسار.
تركز نقد الدكتور محمد سيد سعيد والدكتور اسامة الغزالى حرب على اننى انتقى من الآيات ما يتفق مع وجهة نظرى فى اثبات ان الاسلام دين حرية الرآى والعقيدة ؛ وقالوا ان من يخالفنى فى الرأى ينتقون ايضا الآيات التى تتفق مع وجهة نظرهم لأن (القرآن حمّال أوجه ). ورددت عليهما بنقد اسطورة أن القرآن حمّال أوجه مثبتا تناقضها مع كون القرآن محكما لا عوج فيه، وقلت إننى لا أنتقى الآيات مطلقا وانما منهجى هو تجميع كل الآيات المتصله بالموضوع واستقراؤها جميعا ؛ وقلت لهم اننى اتحدى ان يستشهد اى انسان بآية قرآنية فيها مصادرة الرأى والعقيدة . مفاجأة التعقيب جاءت من الاستاذ جمال بدوى والاستاذ خليل عبد الكريم، فمع تناقضهما الفكرى والسياسى فقد اتحدا ضدى تأكيدا لإنتمائهما معا الى نفس الدين الأرضى ( التصوف السنى ) مع اختلاف الرؤى السياسية. هاجمنى جمال بدوى قائلا إننى عدو السنة النبوية ، وقال انه لا يوافق على أن حرية الرأى فى الاسلام مطلقة ؛ ويرفض وجود حرية للمنافقين ضد النبى محمد عليه السلام لانه كان حاكما يستمد سلطته من الله تعالى . ورددت عليه باننى استشهد بآيات القرآن الكريم وهى التى تضمنت تقريرآ كاملآ عن حرية المنافقين القوليه والفعليه وأمر النبى والمؤمنيين بالآعراض عنهم ، وقلت له إن النبى حين كان حاكما لم يستمد سلطته من الله تعالى وانما كان يستمد سلطته من الناس ؛ وهذا معنى قوله تعالى: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ) (آل عمران 159) أى جعله الله تعالى هينا ليّنا معهم ولو كان فظا غليظ القلب لانفضوا من حوله، ولو انفضوا من حوله أصبح وحيدا بلا حول و لا قوة ، وما قامت له دوله وما اصبحت له سُلطه لأنه يستمد منهم السلطة، لذلك امره الله تعالى بالعفو عنهم اذا اساءوا اليه والاستغفار لهم اذا أذنبوا فى حقه ؛ وان يشاورهم فى الامر لانهم اصحاب الامر ومصدر السلطة. وجاء دور خليل عبد الكريم فاعترض على كل ماقلت واتهمنى أيضا بانكار السنة وانكار الاحادبث التى تشرع قتل المرتد .

السبب في غيظهما هو ما ذكرته من حقائق تاريخية عن أبى هريرة في ثنايا البحث .

2 ـ نشر البحث د. غالى شكرى في مجلة القاهرة ، وكان بداية للصداقة بيننا.

3 ـ ومن المضحك أن السلفيين في المطبعة الحكومية أضربوا عن طبع البحث . وحاولوا تعطيل طبعه .!

 

تكسير وتفتيت صنم ( حدّ الردّة )

1 ـ حين الاستجواب في نيابة أمن الدولة العليا قلت لهم إنه لا يوجد في الإسلام ما يُعرف ب ( حدّ الردة ) وأن حرية الفكر والدين مطلقة ، وموعدنا جميعا في الاختلاف في الدين الى مالك يوم الدين في يوم الدين . وجدتها ( اللواء الاسلامى ) فرصة  في التشنيع علىّ ، لأننى هاجمت صنما مقدسا لديهم ، وكان تعليلهم أننى أنكر حدّ الردة خوفا من تطبيقه علىّ .

2 ـ ( ندوة العلماء ) الأزهرية التي تمثل الإخوان أصدرت فتوى في تكفير فرج فودة وتكفيرى ، بعد إعلان أننا بصدد إشهار حزب المستقبل ، كانت الفتوى تحريضا صريحا بالقتل . بعدها ببضعة أيام اغتالوا فرج فودة ، وكنت المرشّح التالى للاغتيال .

3 ـ  كتبت في عمود ( قال الراوى )  في جريدة "الأحرار" متسائلا من قتل فرج فودة؟ وقلت ان القاتل الحقيقى هم أولئك الذين أفتوا بقتله وبعد موته توضأوا بدمه وهم يتحدثون عن سماحة الاسلام. قلت ان القاتل الحقيقى هو الذى يفتى بالقتل ولا بُدَّ ان يمثل في قفص الاتهام باعتباره شريكا ومحرضا على الجريمة . ونشرت الجماعة الاسلامية بيانا لها في اذاعة لندن تقر فيه بمسئوليتها عن قتل فرج فودة ، وانها قتلته تطبيقا لفتوى العلماء .

4 ـ  وقف الشيخ محمد الغزالي يدافع عن القتلة في المحكمة التي حولها الطاغوت السلفي الى محاكمة للقتيل وليس القاتل. قال الغزالي ان القتلة افتأتوا فقط على السلطة حين بادروا بقتل فرج فودة وهو مستحق للقتل باعتباره مرتداً. كتب فقهاء السنيين وفى مقدمتهم القرضاوى أبحاثا في تأكيد حدّ الردة دفاعا عن الغزالى .

5 ـ  هاجمت الغزالي بقسوة في مقالات متتابعة في جريدة "الأهالى " كان منها : "الغزالي ينهزم أمام فرج فودة بعد موته"، " الغزالي يرد على الغزالي "،  " لأنه كفر بهم ".

6 ـ  ثم كتبت حد الردة سنة 1993 ، ثم نشرته بعد عامين مجلة القاهرة في العدد 152سنة 1995. واحدث كتاب حد الردة صدى هائلا خصوصا بعد نشر جريدة الأحرار فصوله فى أعداد متتالية، وتتابعت عليه التعقيبات والاستشهادات، وتشجع آخرون يهاجمون حد الردة .

7 ـ اضطر شيوخ الأزهر الى التراجع ، فتحدثوا على استحياء عن حرية الفكر فى الاسلام دون الاشارة الى حد الردة، ثم اضطرتهم اسئلة الصحفيين الى الاشارة الضمنية لعدم الاعتداد بحد الردة، واخيرا جاءت الفتوى من مجمع البحوث عام 2002 تنفى حد الردة وقتل المرتد اكتفاءا باستتابته . فما قولكم - دام فضلكم - اذا رفض التوبة؟ هل ستستمر استتابته الى يوم القيامة؟ وهل سيتفرغ لهذه المهمة الجليلة فحول المشايخ العظام وكبار الفقهاء الأبرار؟ وماذا ستكون الأسئلة سوى سؤال وحيد يرفض الاجابة عنه مقدما؟ .

8 ـ ثم تمت ترجمة الكتاب الى  الإنجليزية.

9 ـ بهذا تم تكسير بل تفتيت صنم ( حدّ الردة ).!

 

تكسير صنم ( عذاب القبر والثعبان الأقرع ) عام 1994

فى1994 صدر كتابى " عذاب القبر والثعبان الأقرع" أنفى فيه عن الاسلام هذه الأكذوبة وأوضح جذورها الفرعونية والتراثية. وأحدث الكتاب صدمة هائلة ، وكان فرصة للنشر الصحفى ، وصلت الى حد استنطاق كل أنواع الشيوخ للرد على كتابى وشتمى ، بدءا من شيوخ الأزهر الى شيوخ الترب والمقابر. ونتج عنها أن تحوّل صنم عذاب القبر الى نُكتة . 

 

تكسير صنم ( الحسبة )

1 ـ في الصراع بين الاخوان والعلمانيين قام أعوان الاخوان بزعامة د عبد الصبور شاهين في جامعة القاهرة بتكفير د نصر حامد أبو زيد ، ورفع دعوى حسبة بالتفريق بينه وبين زوجته .

2 ـ دافعت عن د نصر في مؤتمر في حزب التجمع ، وفى عدة مقالات لاحقة ، نشرت بعضها  جريدة الأهالى وروز اليوسف . ثم نشرت كتاب ( الحسبة بين القرآن والتراث ) ، و قد صدر في طبعتين سنة 1995 (المحروسة) (النداء الجديد ) ونشرته مجلة القاهرة في العدد 158 في العدد1996 .

3 ـ  جلست مع أحد أعضاء مجلس الشعب عن حزب التجمع ، واقتنع بالكتاب وقدّم مشروعا في المجلس لمنع الأفراد من رفع دعوى الحسبة . صدر قرار مجلس الشعب بجعل قضية الحسبة في يد النيابة ، عن طريق المحامين التابعين لها .

 

تكسير صنم ( التأويل )

 

1 ـ  برزت قضية التأويل فى الفكر الإسلامي فى المجتمع الثقافى المعاصر اثر تسلل قضية الدكتور نصر حامد ابو زيد من أروقة الجامعة الى الشارع السياسى والثقافى ، ثم اصبح التأويل قضية ثقافية عامة بعد تحول قضية حامد ابو زيد الى قضية شأن عام داخل مصر وخارجها ، وكان طبيعيا ان يتساءل الكثيرون عن معنى التأويل او معنى فهم النص ، والعلاقة بين التأويل والاسلام والمسلمين، وتاريخ التأويل لدى الفرق الإسلامية .

2 ـ كان ذلك دافعا لكتابة هذه الورقة البحثية السريعة ، حتى اضع النقاط على الحروف فى قضية علمية تراثية وهى التأويل ـ وقد شاءت الظروف السياسية ان تتحول الى شأن عام يتخبّط فيه غير المتخصصين .

2 ـ وتناول البحث : (  معنى التأويل وموقعه بين الاسلام والمسلمين ، التأويل بين الشيعة والصوفية ، التأويل بين المعتزلة واهل السنة ، التأويل فى الفقة السنى ، التأويل المعاصر بين السلفية ونصر حامد ابو زيد )

3 ـ كان التأويل ( بمعنى تحريف النصوص القرآنية ) صنما مقدسا لدى الشيعة والصوفية ، ومارسه السنيون في تعطيل شرائع الإسلام تحت عناوين أخرى . فضح هذا البحث الصغير كل هذا . 

4 ـ ألقيتُ البحث في ندوة خاصة في جمعية النداء الجديد ، وطبعته الجمعية ، ووجد طريقه للنشر العام بعدها .

 

تكسير صنم ( النسخ التراثى )

في بحث (  لا ناسخ ولا منسوخ فى القرآن الكريم )

 

1 ـ صدر هذا البحث الصغير عن النسخ فى القرآن الكريم ليرد على احدى الأكاذيب الكبرى فى التراث: أكذوبة النسخ فى القرآن الكريم بمعنى الحذف والالغاء. والذى كتب فيه السلف – غير الصالح – مؤلفات كثيرة ، واختلفوا فيها كالعادة واضاعوا قرونا طوالا فى جدال أجوف فى قضية لا أصل لها  فى حقائق الاسلام.

2 ـ ولأن النسخ بمعنى الحذف والالغاء يناقض القرآن والاسلام فان التدليل على هذه الحقيقة لا تحتاج الى اكثر من هذا البحث الصغير لكى تهدم باطلا استمر قرونا طويلة من الشجار والنزاع الذى أنهك أعمار عشرات المؤلفين من الأئمة الكبار الذين لم يجدوا من يناقشهم ويرد طعنهم فى الاسلام والقرآن . 

اجمالي القراءات 3734