قصة سليمان

عمر على محمد في الجمعة ٢٩ - مايو - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً

السلام عليكم

يسمح لي الدكتور احمد لي ان استبق المقالة التي ينوي كتابتها بذكر زعمي ورأي في قصة سليمان .

قصة سليمان من اكثر القصص التي يستدل بها الملحدين والمحمديين  على السواء فالاول يشير اليها على انها دليل ان محمد عليه السلام نشر دينه بالسيف على غرار سلفة سليمان والمحمدين يستدلون فيها لاثبات مشروعية نشر الاسلام بالفتوحات ..

بالرغم من عدة حقائق مهمه  من المعرفة المسبقة لسليمان ان لا حرب ستحدث

1- سليمان كان يعلم انهم سيأتونه مسلمين ... قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ

اذ تهديده لهم كان مجرد حرب نفسية لانه كما يتضح ان الله اعلمه مسبقا بانهم سياتوه مسلمين

2-حشر لسليمان جنوده من الانس والجن والطير والحشر لا بد له من نداء مثلما فعل فرعون عندما حشر فنادى ..مع النداء لابد من تحديد المكان فكان في وادي النمل . ثم يأتيه الهدهد بخبر سبأ .. ويأتية في وادي النمل  اي ان الهدهد كان يعلم بمكان الحشر لان النداء وصله . 

دور الهدهد في هذة الحرب هو محوري .. هل هذا الهدهد صاحب نوايا حسنة ام سيئة  ام هو ابتلاء وامتحان من الله لنبية دعونا نذكر الحقائق التالية .

1- الهدهد كان يعرف مكان الحشر والنداء ولكنه كان في مكان اخر

2-كلام الهدهد لسليمان عن امرأة  سبأ انها "أُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ" وهو يعلم ان سليمان يقول "أُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ"  اليس من الممكن ان يستفز هذا الكلام سليمان لانه هو من يقول انه أوتي من كل شيء ولا يكتفى الهدهد بهذا بل يقول ان لها عرش عظيم ، هل يريد الدفع بسليمان ليفكر بمقارنه بين ملك سليمان وملكها !!

3-الهدهد من اخبر سليمان انها وقومها تسجد للشمس بدلا من سجودها لله تعالى

اي ان الهدهد استخدم العامل المادي والديني للتأثير على سليمان .. هل هذا جزء من ابتلاء الله لسليمان ؟

هل نعتبر الهدهد هو المحرض الرئيسي  !! ام انه اختلق عذرا قويا ليهرب من العذاب او القتل لتخلفة عن موعد الحشر .

ما يهمنا ان الهدهد نجح في تخليص نفسة  ودفع سليمان  بارسال كتاب الى امرأة سبأ

كتاب سليمان احتوى خمس كلمات فقط "أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ"  

لماذا يطلب منهم سليمان ان لا يعلو علية ؟؟

ماذا يقصد بقوله ان يأتوه مسلمين ؟

رأي الشخصي ان سبأ كانت جزة من ملك سليمان  بدليل قول أمراة سبأ "إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً"  لو كانت مملكة لما قالت عنها قرية حتى انها لم تكن بلدة او مدينة  واعتقد ان هذة القرية حاولت وقامت بالانفصال وتأسيس حكم خارجي عن حكمه ولهذا امرهم سليمان ان لا يعلوا عليه  اي الامر لو قارناه بوقتنا الحاضر لقلنا حركة انفصالية  ويمكن ان يكون المقصود بقوله ان يأتوه مسلمين اي مسالمين . فهو لم يطلب منهم الايمان ولم يعترض شخصيا على عبادتهم للشمس والمعترض كان الهدهد فكان لسليمان ان يقول : أتوني مؤمنين ..  وامر اخر انه لو قصد الايمان بقوله مسلمين لما قدم نفسة على الله  حين بدء كتابة بالا تعلوا علي ...

ثم ان المفهوم من سياق الايات ان قوم سبأ كانوا يعرفون الحديد ويستخدمونه ومن المعروف ان الحديد  سخر لداوود ومن بعده لابنه سليمان اي ان الحديد جزء مهم في مملكة سليمان  . فلندقق في قول قومها " قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ" وفي قوله تعالى "وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ"   ف بأسهم الشديد لابد انه كان من علمهم باستخدام الحديد ولأن الحديد سخر مع داوود "وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا ۖ يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ ۖ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ"  وورثه سليمان هذا يدعونا للافتراض ان سبأ جزء من مملكة سليمان ولهذا كان لديه علم في استخدام الحديد .

والدليل الاخر انها جزء من مملكة سليمان ياتي على لسان الهدهد  مره وعلى لسان امرأة سبأ مره اخرى اما بالنسبة للهدهد فهو يقول "إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ" تملكهم وليست ملكة عليهم  اي لم تكن لها مملكة واشبة ما يكون بوزراء ورئيسة للوزراء  وفي المره الثانية على لسانها  عندما قالت "قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً" فلو كانت ملكه فعليا هل كانت ستقول عن نفسها هذا الكلام ؟

الامر الاخر هو ارسالها بالامول رشوة او هدية كما تسميها لسليمان ،  فهي تعرض عليه الحكم الذاتي مقابل المال ، ولكنه يرفض ويهددها بجنوده، فلو كان سليمان ينوى الحرب لماذا لم يهددهم بجنوده منذ البداية ، هو هددهم بالحرب بعد رفضهم الرجوع لكنف الدولة بالطرق السلميه ..الحرب لم تكن حرب دينيه منذ البداية لان سليمان لا يعترض على عبادتهم للشمس بل كانت القضية محصورة " بالا تعلوا على" .

والدليل الاخير انها اختارت ان تأتيه وقد كانت على كفرها لما جاءت .. فلو كان المقصود بقوله ان يأتوة مسلمين اي مؤمنين بالله لما جاءته كافرة وهي لم تسلم الا عندما رأت الصرح الممرد  واعتقدت انه لجة .. والمتدبر قد يتسائل ما علاقة الصرح الممرد بتغيير تفكيرها تماما وتحولها المباشر من الكفر الى الايمان ..   وانا رأي الشخصي يكمن في الايتان :

يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ

فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا

فالكشف عن الساق مرتبط بالسجود  وهذا ما كانت تنوي فعلة وهو السجود فقد كان لاعتقادها ان الصرح الممرد هو رب سليمان لاننا لو ربطنا مفردة الصرح في هذا الموضوع  مع قوله تعالى "وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ"  لخرجنا بفهم ان الصرح لا بد ان يكون شيء مرتفع والا كيف سيطلع فرعون على رب موسى  اذا الصرح ليس كما نتصور لوح زجاج ممرد منبسط ولكنها مرتفع الى الاعلى  ولهذا اعتقدته اله سليمان فربما ارادت السجود له معتقده انها بهذا تكسب رضى سليمان ، ولكنه اخبره ببساطه ان هذا مجرد صرح ممرد  لا يعني له شيء وعندها ادركت  خطأها واسلمت لله تعالى ...

اهل تراث يروون رويات بذيئة عن نبي الله سليمان حول قضية كشفها عن ساقها ... وتركوا لكعب رجلها وطول الشعر على ساقها باب كامل ..

ملخص ما اعتقده ان الله ابتلى سليمان بالملك كاختبار له هل يشكر ام يكفر ومن ضمن هذا الابتلاء انفصال قرية  اسمها سبأ والتي هي جزء من مملكة سليمان الشاسعه ، وسليمان يحشر له جنوده يتفقد مملكته ثم يأتية خبر انفصال احد القرى وعلوها " انقلابها" على سليمان . فيبعث لهم ان يرجعوا مسالمين فيردوا عليه برشوه فيرسل هم تهديد بجنوده ، فيأتوه مسالمين لعلمهم بقوة جيشة وتنتهى الحركة الانفصالية بدون اراقة  قطرة دم ...

 

استراحة

هل فعلا سليمان هو ذي القرنين ؟؟ ربما

ذي القرنين قال عنه الله "إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا"

سليمان قال  "عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ"

ذي القرنين اعتمد على الحديد في قوته "آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا سَاوَىٰ بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا"

سليمان ورث مطاوعة الحديد له من والده داوود "وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا ۖ يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ ۖ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ "  "وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ"

من سياق الايات يفهم ان سليمان وجنوده كانوا في حركة  "حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ " وذ القرنين  "حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ"..

اجمالي القراءات 3680