القاموس القرآنى : ( كبر ) ومشتقاته ( 4 )

آحمد صبحي منصور في السبت ١٦ - مايو - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً

القاموس القرآنى : ( كبر ) ومشتقاته   ( 4 )

أنواع المستكبرين الكافرين في عصر النبى محمد عليه السلام :

 كفرة قريش :  قال جل وعلا :

   1: عن احدهم : ( ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ ﴿المدثر: ٢٣﴾. عقابه هو تصويره في القرآن بصورة حركية كاريكاتورية سخرية منه . قال عنه جل وعلا : ( ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً (11) وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَمْدُوداً (12) وَبَنِينَ شُهُوداً (13) وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيداً (14) ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ (15) كَلاَّ إِنَّهُ كَانَ لآيَاتِنَا عَنِيداً (16) سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً (17) إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20) ثُمَّ نَظَرَ (21) ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (22) ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (23) فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ (24) إِنْ هَذَا إِلاَّ قَوْلُ الْبَشَرِ (25) سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (26)المدثر )

   2  : عن تسامرهم بالخوض في القرآن :(مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ ﴿المؤمنون: ٦٧﴾ المؤمنون ) قبلها ذكر الله جل وعلا عذابهم الذى كانوا يجأرون منه : ( حَتَّى إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذَابِ إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ (64) لا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ إِنَّكُمْ مِنَّا لا تُنصَرُونَ (65) قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنكِصُونَ (66) مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِراً تَهْجُرُونَ (67).  

  3 : عن طلبهم رؤية الله جل وعلا ونزول الملائكة عليهم : ( وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَىٰ رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا ﴿الفرقان: ٢١﴾.

  4 :  في استكبارهم كانوا يسخرون من النبى محمد عليه السلام إذا مرّ بهم . قال جل وعلا : ( وَإِذَا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُواً أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولاً (41) إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلا أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلاً (42) الفرقان ) ردا علي استكبارهم قال جل وعلا للنبى : ( أَرَأَيْتَ مَنْ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً (43) أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً (44) الفرقان ) . أي هم أضل سبيلا من الأنعام ، وهو نفس التحقير للعُصاة من بنى إسرائيل .

  5 : وفى المقارنة بينهم وبين مؤمنى بنى إسرائيل قال جل وعلا : ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن كَانَ مِنْ عِندِ اللَّـهِ وَكَفَرْتُم بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿الأحقاف: ١٠﴾. رجل إسرائيلى مؤمن شهد أن القرآن من لدن رب العزة ، فاستكبرت قريش عن الايمان بالقرآن. قال جل وعلا عنهم : ( أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ (197)الشعراء )  

الصحابة المنافقون :

1 ـ قال جل وعلا عنهم : ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّـهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ ﴿المنافقون: ٥﴾. قبلها قال جل وعلا تحقيرا لهم : ( وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمْ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمْ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (4) المنافقون ). من حيث الشكل والمنظر يحوزون على الاعجاب ، أما إذا قالوا فتتعجب من جهلهم كأنهم أخشاب مسندة على حائط ، أي موتى عقولهم . ثم هم بعدها في وجل وخوف وتوقع للمصائب ، إذا سمعوا صيحة ظنوا أنهم المقصودون . قاتلهم الله جل وعلا ، الى متى يزالون مخدوعين مأفوكين .

2 ـ أكبر دليل على خداعهم أنفسهم أنهم  يناقضون أنفسهم، يعتبرون أنفسهم الأعزّة ، قال كبراؤهم : ( يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ ) وجاء الرّدُّ من رب العزة جل وعلا : ( وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ (8) المنافقون ).

3 ـ واقع الأمر إنهم كانوا في خوف يحسبون كل صيحة عليهم ، لذا كانوا يلجأون للحلف كذبا ، ولو تعرضوا لمخاطر هربوا خوفا وفرقا برغم ما لديهم من أموال وأولاد، قال جل وعلا عنهم : (فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ (55)  وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَمَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ (56) لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلاً لَوَلَّوْا إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ (57) التوبة ). وبسبب خوفهم وقلقهم ـ مع كل الحريات المُتاحة لهم في الكفر وفى المعارضة ـ فقد كانوا يوالون الكافرين يبتغون عندهم العزة فقال جل وعلا فيهم : ( الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمْ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً (139) النساء ) .

المستكبرون في عصرنا

1 ـ صفات منافقى الصحابة ينطبق معظمها على أئمة المحمديين . الله جل وعلا فصّل أحوال المنافقين في عشرات الآيات لأنه جل وعلا ــ وهو عالم الغيب والشهادة ــ يعلم أن أجيالا من النفاق ستسيطر بعد موت النبى محمد عليه السلام . بالتالى فما قاله رب العزة جل وعلا عن المنافقين ليس تاريخا ماضيا بالنسبة لنا ، وإنما هو وصف لمخلوقات حيّة تعيش بيننا مع اختلاف الزمان والمكان .  

2 ـ شيوخ الاستكبار ــ المستكبرون عن الايمان بالقرآن الكريم ـ قد يخدعك مظهرهم ، خصوصا وأحدهم في سلطته يصول بها على الناس . ولكنه في داخل نفسه ذليل حقير، يبدو هذا واضحا لو تجرّد من منصبه ونفوذه ، أو غضب عليه المستبد . في عنفوانه يعظ الناس بغلظة يخوفهم من عذاب الجحيم يتكلم كما لو كان مالكا ليوم الدين . ويستغل خوف الناس من الجحيم في إحكام نفوذه عليهم . لا يتصوّر ولا يقبل أن يعظه أحد أو أن يخوّفه أحد من النار ، لأنه يظن نفسه مالكا للجنة والنار ، بل إذا قيل له ( اتق الله ) أخذته العزة بالإثم . هذا الصنف المستكبر والحقير أخبر رب العزة جل وعلا أنه موجود بين الناس ، وحيث يكون هناك ناس ( أي مجتمع ). قال جل وعلا : (  وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ (205) وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (206) البقرة ).

3 ـ المستكبرون عن الايمان بالقرآن الكريم وحده حديثا هم المؤمنون بآلهة شيطانية ، وهم يجعلون عبوديتهم لمخلوقات مثلهم بل يجعلون عبوديتهم لأحجار المقابر وأوراق كتب واسفار شيطانية . أي إن استكبارهم يغطّى عورة حقارتهم ودونيتهم . في المقابل هناك المؤمنون الذين لا يستكبرون عن طاعة ربهم جل وعلا وعبادته ، بل يبيعون أنفسهم وحياتهم ابتغاء مرضاته ، قال جل وعلا عنهم في الآية التالية : ( وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (207)  البقرة ). إنهم المؤمنون بالقرآن الكريم وحده حديثا ، الذين يرون عزّتهم في عبوديتهم للخالق جل وعلا وحده ، ويفخرون بخضوعهم له جل وعلا وحده وخشوعهم له وحده في صلاتهم وعبادتهم وطاعتهم أوامره . هم أرادوا العزة بالله جل وعلا ، قال جل وعلا : ( مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً ) (10) فاطر ). 

نماذج للاستكبار في عصرنا أنبأ بها رب العزة جل وعلا في القرآن الكريم .

1 ـ منهم الذين يجادلون في كتاب الله بكل ما لديهم من جهل ، ويسعون في آياته معاجزين، يقولون أين نجد تفصيلات كذا في القرآن ، يكذبون ما قاله جل وعلا في التأكيد على أن القرآن ما فرّط في شيء يكون تركه تفريطا ، قال جل وعلا :(مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ) (38) الانعام ) وأنه جل وعلا بيّن في كتابه ( المبين ) وآياته ( البيّنات / المُبينات ) كل شيء يحتاج الى بيان، قال جل وعلا : ( وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ)(89) النحل). بدلا من تدبر القرآن يسارعون بالسعى فيه معاجزين ومجادلين . قال جل وعلا عنهم :

1 / 1 : ( وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ (3) الحج ). ووصف جل وعلا استكبارهم وصفا حركيا فقال : ( وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدًى وَلا كِتَابٍ مُنِيرٍ (8) ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ (9) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ (10) الحج ) ( ثانى عطفه ) يعنى يثنى جانبه استكبارا واستعلاء.

1 / 2 : ( الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّـهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّـهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَٰلِكَ يَطْبَعُ اللَّـهُ عَلَىٰ كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ ﴿غافر: ٣٥﴾

1 / 3 : ( إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّـهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَّا هُم بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّـهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴿غافر: ٥٦﴾

2 ـ ومنهم المستكبرون المفترون كذبا على الله جل وعلا ، قال عنهم جل وعلا  وهم عند الموت : (  وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنزَلَ اللَّـهُ وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّـهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ ﴿الأنعام: ٩٣﴾. كانوا عن آيات القرآن يستكبرون .

3 ـ قال جل وعلا عن القرآن الكريم والمؤمنين به وحده حديثا : ( تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (2) هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ (3) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (5) لقمان ) بعدها قال عن المستكبرين الذين يشترون ( لهو الحديث ) وهم في كل زمان ومكان : ( وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (6) لقمان )

كيف تتعرف عليهم الآن :  قم بتلاوة القرآن على أحدهم يكون وضعه كالآتي :

  1 : تظهر كراهية قلبه للقرآن على ملامح وجهه ، ويكاد يبطش بك ، قال جل وعلا : (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكُمْ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (72)  الحج )

  2 : يتركك مستكبرا متجاهلا مايسمع من القرآن الكريم : ( وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (7) لقمان ).

 3 : إذا ذكرته بأن الحديث الذى يجب الايمان به وحده هو القرآن الكريم وأن الإله الذى يجب الأيمان به وحده ليس البخارى ولكن الخالق جل وعلا وحده ، وإذا تلوت عليه آيات القرآن يُصرُ على كفره مستكبرا ، قال جل وعلا : ( تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ (6) وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (7) يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (8) الجاثية )

4 ـ أمامك فرصة للتجربة العملية . توجّه الى أي شيخ في مسجد أو في ندوة ، وخاطبه بالآيات القرآنية التي تدحض إيمانه بالبخارى وغيره ، مثل قوله جل وعلا :

4 / 1 : ( وَمَنْ أَصْدَقُ مِنْ اللَّهِ حَدِيثاً (87) النساء )

4 / 2 :( وَمَنْ أَصْدَقُ مِنْ اللَّهِ قِيلاً (122) النساء  )

4 / 3 : ( فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (185) الأعراف)

4 / 4 : ( وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (49) فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ )( المرسلات 50 )

4 / 5 : ( أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (51) قُلْ كَفَى بِاللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيداً يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْبَاطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ (52) العنكبوت).ستجد استكبارهم وكفرهم بالصوت والحركة ، هذا إذا نجوت من بين أيديهم .

5 ـ إن الله جل وعلا هو العليم بمخلوقاته ، قال جل وعلا : ( أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (14)  الملك ) ، وهو قد صوّر ردود أفعالهم حين يُتلى عليهم القرآن الكريم ، والقرآن الكريم هو الفرقان الذى يُزهق الباطل ، قال جل وعلا :

5/ 1 : ( بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمْ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ (18) الأنبياء ) .

5 / 2 : ( وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً (81) الاسراء ) لذا يكون القرآن الكريم هدى وشفاء ورحمة للمؤمنين به وحده حديثا وفى نفس الوقت لا يزداد به  الظالمون إلا خسار ، قال جل وعلا : ( وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَاراً (82) الاسراء ).

6 ـ ويكفى قوله جل وعلا عن المستكبرين بعد نزول القرآن الكريم والى آخر الزمان : ( إِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ فَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُم مُّنكِرَةٌ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ ﴿  ٢٢﴾  لَا جَرَمَ أَنَّ اللَّـهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ ﴿النحل: ٢٣﴾. المؤمنون بالبخارى وغيره يكفرون باليوم الآخر المذكور في القرآن ، ويؤمنون بأساطير الشفاعة . لذا ينكرون القرآن وهم مستكبرون ، ونحن ننكر سُنّتهم ولربنا جل وعلا وحده خاشعون . 

اجمالي القراءات 2968